اليهود وراء كُلّ جريمة: المؤامرة على الإسْلَام كآخر قوة بوجه قوى الشر

الحلقة الرابعة

في كتاب “اليهود وراء كُلّ جريمة” للكاتب الكندي وليام كار، يسلِّطُ المؤلفُ الضوءَ على الأمور التي لم تكن واضحةً من أساليب اليهود للسيطرة على العالم، مستخدمين كافة الوسائل القذرة والجرائم التي لم يكن يدرك الناسُ أن اليهود يقفون وراءَها للوصول إلى غايتهم بالسيطرة على العالم وثرواته، مؤكداً أنه ما سيكشفه في الكتاب سيصدم القراء؛ نظراً لعدم قدرة الكثير منهم على استيعاب خُبث اليهود من تلقاء أنفسهم.

في ترجمة الكاتب وفق موسوعة ويكيبيديا هو باحثٌ كندي وأستاذ جامعي اختص بالعلوم وبالآثار القديمة. وقد قضى فترة بفلسطين ودرس بالجامعة (العبرية) في القدس المحتلة وسبق له أن عرض القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها وأثبت (بطلان الحق التأريخي لدى اليهود) وبشكل علمي موثق وببراعة نرى من خلالها الصدق والتعلق بالحق والعدالة.

ونظراً لأهميّة محتوى الكتاب، تقومُ صحيفةُ المسيرة بنشره في سلسلة حلقات معتمدة على النسخة المترجمة والصادرة في عام 1982 عن دار الكتاب العربي في بيروت والذي تولى شرحه والتعليق عليه باللغة العربية الكاتب والمؤلف العراقي “خير الله الطلفاح”.

 

مؤامرة بايك ضد الإسْلَام

استمد الجنرال بايك روحَ مُخَطّطه من الأسس التي وضعها وایز هاویت، ومن الخبرة الطويلة التي امتلكتها قوى الشر في تطبيقها المستمر للمؤامرة العالمية، وعملها الدائم في ممارسة الثورات والمؤامرات والفوضى والدمار والاضطرابات، ويشمل هذا المُخَطّط شقين رئيسين هما:

۱- اعتمد المُخَطّطُ في شقه الأول مجموعةَ التخطيطات والمشروعات السابقة كأساس له منطلقا من المرحلة الأخيرة التي وصلت إليها المؤامرة العالمية. فأقر المُخَطّط النظم التي تبناها النورانيون بحركات التخريب العالمية الثلاث المبنية على الإلحاد المطلق والتفسخ الأخلاقي والايقاع بالمجتمعات الإنْسَانية وهذه هي:

أ‌- الشيوعية.

ب – الفاشستية.

ج – الصهيونية السياسية.

ونصَّ المُخَطّطُ على ضرورة تكريس كافة إمْكَانات اليهودية العالمية وكافة القوى التي يسيطر عليها النورانيون، كالماسونية وشبكات التخريب والمؤسسات المالية والصناعية والسياسية والتيارات الإلحادية التي يغذّونها ويسيطرون عليها ويسيرونها لدعم التنظيمات الثلاثة المتقدمة خفية وعلانية وتوسيع نطاقها إلى بعد حد ممكن.

ويقضي هذا الجانب من المُخَطّط بتنظيم سلسلة متتالية من الثورات والاضطرابات التي تعم كافة المناطق التي بحوزة النورانيين من العالم.

۲- أما الشق الثاني من المُخَطّط فيتضمن الخطط التفصيلية والتدابير الكفيلة بتحقيق الهدف الآخر الذي رسمه واضعو المُخَطّط للمؤامرة، وهو الإعداد لحروب عالمية ثلاث بحيث تشتعل نيرانها على التوالي. وتؤمّن للمؤامرة النتائج التالية:

أ- تؤمن الحرب العالمية الأولى الإطاحة بالحكم الملكي في روسيا. وتجعل تلك المنطقة من العالم المعقل المركزي للحركة الشيوعية الإلحادية، وتأتي بعد هذه الحرب مرحلة تستكمل فيها الشيوعية بنيانها على أسس مذهبية ونظرية.. وتنطلق من روسيا إلى العالم كله لتنسف ما يمكن نسفه من المقومات القومية وتخريب ما يمكن تخريبه من الدول والمجتمعات وتدمير المعتقدات الدينية والمثل الأخلاقية.

وقد تم للنورانيين إثارة هذه الحرب بالفعل. وكانت الوسيلة التي استخدموها للتمهيد لها كما نص عليها المُخَطّط هي توليد خلاف شديد بين الامبراطوريتين الألمانية والبريطانية، وتكليف عملاء النورانيين في كلتا الدولتين بتوسيع نطاق العداء وتنسيق العمل في تحريض الجانبين على بعضها حتى تنشب الحرب التي ستشمل الإنْسَانية كلها.

ب – تؤمن الحرب العالمية الثانية اجتياح الحركة العالمية الهدامة الأولى (الشيوعية) لنصف العالم ووصولها إلى درجة من القوة تعادل مجموع قوى العالم الغربي مما يمهد للمرحلة الثالثة التي سيأتي ذكرها.

كما تؤمن وتضخم سلطان الحركة العالمية الهدامة الثانية وهي الصهيونية السياسية.. حتى تصل أخيرة إلى تحقيق هدفها المرسوم وهو إقامة دولة النورانيين في فلسطين.. هذه الدولة التي ستكون المنطلق لتحقيق المرحلة الثالثة والأخيرة.

ج. يأتي أخيراً دور الحرب العالمية الثالثة والأخيرة.. وينص المُخَطّط لهذه الحرب على التمهيد لهذه الكارثة الشاملة عن طريق تصدي الصهيونية السياسية للزعماء المسلمين في العالم الإسْلَامي وشنها حرباً ساحقة على الإسْلَام باعتباره القوة الأخيرة التي ستقف اتجاه قوى الشر.

ويرمي مُخَطّط هذه الكارثة إلى تدمير العالم الإسْلَامي وعقيدته بواسطة الصهيونية السياسية التي ستدخل هي الأُخْـرَى في هذه الحرب ومعها دولة النورانيين في فلسطين.

وسيكون من شأن هذه الحرب التي ستزج فيها شبكات النورانيين الخفية دول العالم أجمع؛ لتؤدي بالإنْسَانية بأكملها إلى هوة عميقة تودي بالأخلاق والفكر السياسي والاقتصادي والمادي..

ولقد بدأ الأشرار بتنفيذ هذه المرحلة وهي مرحلة الصراع مع الإسْلَام والتمهيد للكارثة النهائية الشاملة؛ بمحاولة ضرب العالم العربي وتدمير عقيدته الإسْلَامية. ولا نظن أحدا يملك ذرة من عقل يمكنه أن يتجاهل المؤامرات النورانية التي يجري تنفيذها الآن في الشرقين الأدنى والأوسط بالإضَافَة إلى تلك التي تجري في الشرق الأقصى.. لأنها كلها حلقات من مُخَطّط واحد يهدف إلى تحقيق تلك الغاية الجهنمية.

أما ما ينويه محفل قوى الشر للمسيحية وللعالم الذي سيخلف الحرب العالمية الثالثة؛ فلا يمكن أن نجد تعبيرا عن نية النورانيين أبلغ من أقوال الجنرال بايك ذاتها، التي ننقل نصها الحرفي فيما يلي مكتوبة بخط يده ومرسلة إلى رئیسه مازيني في الخامس عشر من آب عام 1865م.

وهذه الرسالة محفوظة الآن في سجلات مكتبة المتحف البريطاني في لندن وهذا نصها:

– سوف نطلق عقال الفوضويين والإلحاديين. ونعمل على أحداث فاجعة اجتماعية هائلة ستكون من البشاعة بحيث تظهر للأمم بوضوح نتائج الإلحاد المطلق منبع الوحشية ومصدر الهيجانات الدموية. وعندئذ فلا مناص للناس في كُلّ مكان من الدفاع عن أنفسهم ضد تلك الأقلية العالمية من النورانيين فيهبون لإبادة مدمّري الحضارة هؤلاء.

وسيتلو ذلك أن تفقد الجماهير المسيحية إيمانها بالدين المسيحي وتجد أن عقيدته الإلهية تاهت عن وجهتها الحقيقية، مما سيجعل هذه الجماهير بحاجة متعطشة لأية عقيدة مثالية، جاهلةً بما تتوجه إليه للعبادة فتتلقى آنذاك النور الحقيقي لدى الكشف في العالم أجمع عن عقيدة الشيطان الصريحة التي سننادي بها أخيراً بشكل علني.. أما هذا الكشف العلني فسيتم بنتيجة ردة الفعل العامة التي ستعقب لدى الجماهير تدمير المسيحية..

 

المرابون العالميون

توفي مازيني في عام ۱۸۷۲ فعُيِّنَ بايك زعيماً للحركة مع زعيم إيطالي آخر هو (اردیاتو ليمي) واعتبرا خلفاً لمازيني في قيادة حركة التخريب العالمية وعندما مات ليمي وبايك انتقلت قيادة التخريب العالمية إلى زعيمين جديدين – يهوديين هما لينين وتروتسكي. وكان المرابون العالميون ومؤسساتهم المالية

الضخمة في كُلٍّ من بريطانيا وفرنسا والمانيا وأمريكا وغيرها هي الممول لنشاط التخريب آنف الذكر. وهذا ليس شيئاً غريباً على المرابين الذين وصفتهم شرائع السماء بأنهم إخوان الشياطين وأعوانهم، إذ هم بحق وجدارة قادة مؤامرة قوى الشر في العالم كله.

لقد أدخل هؤلاء القادة في روع الجماهير وعامة الناس أن الشيوعية حركة تقدمية تقوم على أكتاف الطبقة العاملة وتهدف إلى القضاء على النظام الرأسمالي والرأسماليين، ولكن الحقيقة الخفية لهذه المؤامرة تغاير تماما وعلى خط مستقيم هذه الدعوة الظاهرية.

وسوف نقوم في البحوث القادمة بكشف النقاب عن هذه الحقيقة، وإثبات أن أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية قد تمكنت من الحصول على الوثائق الأصلية القاطعة التي تبرهن على:

أن الرأسماليين العالميين هم الذين موّلوا ولا زالوا يمولون حركة الثورة العالمية المكذوبة.

وهم بدورهم هم الذين موّلوا لينين وتروتسكي، كما موّلوا قبلهما بايك ومازيني وكارل مارکس وانجلز ذاته..

وهم الذين موّلوا أَيْضاً عن طريق شبكات البنوك والمؤسسات المالية العالمية التابعة لهم كُلّ الحركات التخريبية والحروب اللاإنْسَانية التي نشبت منذ عام ۱۷76م وحتى اليوم وإلى أن يقضيَ اللهُ بنجاحهم (لا قدر الله) أَوْ القضاء عليهم إلى غير رجعة.

وهؤلاء الرأسماليون العالميون هم المرابون العالميون أنفسهم وممثلوهم وعملاؤهم، إذ أن الممثلين للمرابين ما هم إلا أذرع الأخطبوط لمؤامرة الشر العالمية.

وفي عصرنا الحاضر نشهد ظاهرة جديدة تثير الريبة والتشكك هي ظاهرة تدفق المعونات الخارجية والقروض الضخمة من جميع جهات العالم وفي كُلّ الظروف والأزمان على حكومة معينة. وهذه الظاهرة بنظرنا ليست سوى تعبير عن السياسة الحديثة التي اعتمدها كهنة الشيطان، أَوْ بعبارة أُخْـرَى اعتمدها المحفل الأعلى للكنيس اليهودي، والغاية منها إغراق تلك الحكومات بالقروض وتكبيلها لفوائد الربا الفاحش، حتى يتم إخضاعها لقوى الشر فتسير حسب مشيئتهم وأهوائهم، وعند ذلك تجبر على أن تلعب دور المحرض على الثورات والاضطرابات وأن تزج بنفسها في حروب يراد شنها ضد قوى الخير والإنْسَانية.

وبذلك تتقدم مُخَطّطات الجنرال بايك خطوة أُخْـرَى إلى الأمام وتقترب بالعالم إلى مرحلة التمهيد للحرب العالمية الثالثة ونتائجها التي أسلفنا ذكرها، وعلى رأسها تدمير العالم العربي وعقيدته الإسْلَامية، وسحق الإنْسَانية مادية وروحية وتأمين السيطرة الشاملة لقوى الشر والإلحاد على العالم كله.

عقيدة المؤامرة لم يكن الجنرال بايك في عصره رأس المؤامرة العالمية فحسب، بل استطاع أن يخلف وایز هاویت في كُلّ شيء. فقد كان أَيْضاً الكاهن الأكبر لمقيدة. الشيطان والموجه الأول لقوى الشر كما يثبت ذلك عدد كبير من الوثائق الصحيحة. والتي منها رسالة كتبها يوم ۱4 – ۷- ۱۸۸۹ إلى المحفل الماسوني الأمريكي الأكبر بعد أن أعاد تنظيمه، وقدر لهذه الرسالة أن تقع في يد غريبة جاء فيها:

– يجب أن نقول للجماهير إننا نعبد الله ولكن الإله الذي نؤمن به لا تفضلنا عنه الأوهام والمخاوف النفسية. ويجب علينا نحن الذين بلغنا مراتب الاطلاع العليا أن نحافظ في الدين على نقاء الإيمان بألوهية الشيطان. أجل إن الشيطان هو إلهنا.. ولكن الله أَيْضاً هو لسوء الحظ إله.. إذ أن وجود إلهين متقابلين أمر محتوم ولا إله إلا هما..!

ولذلك فإننا نعتبر عبادة الشيطان وحدَه كفراً محضاً، والحقيقة الفلسفية الخالصة هي أن الله والشيطان إلهان متساويان وأن الشيطان هو إله النور والخير، وهو الذي كان ولا زال يكافح منذ الأزل ضد الله إله الظلام والشر.

تلقي هذه التعليمات الضوء الساطع على جانب من العقيدة الخفية التي يدين بها موجهو المؤامرة العالمية.. هذه العقيدة الرهيبة التي يزدهون فيها ويتباهون بأنهم أعداء الله والتي تقوم على تأليه الشيطان وعبادته. كما أنها تكشف حقيقة المحفل الأعلى للكنيس اليهودي أَوْ بتعبير آخر محفل النورانيين.. محفل حكماء صهيون.. محفل قوى الشر. هذا المحفل الذي تنتهي إليه خيوط المؤامرة العالمية جميعاً والذي يقود الحرب المستعرة ضد قوى الخير لمنع تطبيق شريعة الله العادلة في أرضه.

من البديهي أن الحرب الشريرة التي يقودها كهنة الشيطان هؤلاء هي حرب خبيثة وحشية في خبثها، تقوم على الغدر والخداع والتمويه، وتعتمد أسلوب التغرير بالجماهير وتزييف الحقائق والتحريض على العصيان والفوضى في محاولة دائمة عنيدة لتحطيم الأديان والشرائع السماوية واستبدالها بالأنظمة الإلحادية المادية.

ولو عُدنا إلى الكتب السماوية وأمعنا التفكيرَ في عظاتها لاهتدينا إلى الطريقة التي اتبعتها قوى الشر منذ القدم في عملها.. ذلك أن كهنة الشيطان يعملون دائما في الظلام قابعين خلف ستار كثيف من الصمت والكتمان يكفل هم سرية أهدافهم وأشخاصهم ويحركون من ورائه خيوطَ الأحداث والخلايا وشبكات العملاء ويوجهون الدمى التي تعمل تحت سيطرتهم ولحسابهم.

وهذا هو الأسلوبُ عينُه الذي نبَّهَت إليه الكتب السماوية، وهم يحافظون على هذا الحاجز من الظلام تجاه الأغلبية العظمى من أتباعهم المغرر بهم ومجموعات الضالين الذين تحولوا إلى آلات جامدة بين أيديهم تنفذ ما يراد منها، وتجهل حقيقة ما هي فاعلة وتعمل بالتالي على تنفيذ مُخَطّطات سرية لا تدري من أمرها شيئاً وتطبق مؤامرة تستهدف الإنْسَانية بأكملها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com