أحد أبرز مشايخ قبائل خولان الشيخ خالد محمد القيري لصحيفة المسيرة:كان للقبيلة اليمنية السبق في التصَدّي للعدوان بمختلف الجبهات بسبب تفكّك الجيش

 

المسيرة/ عبدالرحمن مطهر

قال الشيخُ خالد محمد القيري –أحد أبرز مشايخ قبيلة خولان- بأن دول تحالف العدوان على اليمن كانت تمنّي نفسها بأنها ستحقق نصراً ساحقاً في اليمن في أسبوع أَوْ شهر على أكثر تقدير، غير أن القبيلة اليمنية كان لها رأيٌ آخر، حيث تصدّت ببسالة لهذا العدوان الهمجي إلى جانب الجيش واللجان الشعبية وحققت انتصاراتٍ كبيرةً في مختلف الجبهات.

وأضاف القيري في حوار مع صحيفة المسيرة بأن الجيش كان مفككاً؛ وبسبب صمود القبيلة اليمنية في مواجهة العدوان التحق الجيشُ بالجبهات والتحم باللجان الشعبية المكوّنة من مختلف أبناء القبائل اليمنية.

 

– بدايةً هل ممكن أن نعرّف القارئ الكريم من خلالكم عن دور القبيلة اليمنية في التصَدّي للعدوان الأمريكي السعودي وعن سبب استهدافها؟

يعلَمُ الجميعُ أن القبيلةَ اليمنيةَ كان لها دورٌ عظيمٌ وبارز منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي على شعبنا اليمني، حيث كانت في الصفوف الأولى للتصَدّي لهذا العدوان في مختلف الجبهات، وقبل العدوان كانت لها المواقف الوطنية، حيث كانت من أبرز المشاركين في ثورة 21 سبتمبر، وكما أن المجتمع اليمني تميّز عن غيره من المجتمعات بمحافظته على القيَم القبَلية العربية.

وقد أذهلت العالَمَ بأسره في فاعليتها ودورها البارز في التصَدّي للعدوان الأمريكي السعودي، والآن ها هو العام الثالث من العدوان يمر ونستعد لدخول العام الرابع وهذا يمثل أسطورة للشعب اليمني والقبيلة اليمنية في الصمود والثبات والإيمان بعدالة القضية والدفاع عن حريتنا وكرامتنا واستقلالنا.

صحيحٌ أن اليمنَ تعرّض لمؤامرات كثيرة منذ زمن بعيد، حيث استطاع العدوُّ أن يُضعِفَ دور الدولة بإشاعة الفساد في المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية، وعمل على تدمير الجيش اليمني الذي كان يصنَّفُ الجيشَ الرابع عربياً، وجعل ولاءه تابعاً ومجيّراً لمصالحهم حسب الولاءات الشخصية، وليس لله أَوْ الوطن، وتم تفكيكُه برعاية أمريكية خلال فترة رئاسة الفار هادي، وقبل ذلك تم إقحامه في حروب داخلية عبثية كحرب صيف 94 وكذلك الحروب الست في صعدة، وعندما جاء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن كان دور الجيش ضعيفاً، وتحالُفُ العدوان كان يعلم ذلك؛ ولهذا كانت تتوقع دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن أنها ستحقق نصراً ساحقاً في وقت قياسي، ولم يكن في حُسبانهم أن القبيلة اليمنية سيكون لها دورٌ بارز في التصَدّي لهذا العدوان غير المبرر دينياً ولا إنسانياً ولا اخلاقياً ولا قانونياً، حيث التفت القبائل اليمنية حول قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله، وأعلنت النكَفَ والنفير العام للجبهات للتصَدّي لهذا العدوان الهمجي، الذي أعلن عن حقده وجبروته على كُلّ شيء في اليمن ليلة السادس والعشرين من آذار مارس 2015م بدون أي مبرر، وقامت بقصف كُلّ شيء في اليمن: الطرقات والمستشفيات والمنشآت الاقتصادية والمصانع والشركات، لم تترك للشعب أي شيء إلا ودمّرته.

وكل هذا الحقد هو استهدافٌ لعزة وكرامة الإنسان اليمني، حتى المغتربون في السعودية تم إذلالهم وتعذيبُهم وترحيلُهم بصورة همجية غير إنسانية، وهذه هي سياسَةُ الاستعمار والاحتلال على مر التأريخ، وأمامَ كُلّ ذلك كان لا بد للقبيلة أن تستشعرَ خطورة هذا العدوان وأن تقوم بواجبها الديني والإنساني والأخلاقي.

لذلك القبيلة اليمنية بمبادئها وأخلاقها وقيمها مستهدفة بشكل كبير من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي؛ لأنها من برزت في التصَدّي لهذا العدوان بكل بسالة وشجاعة، وليس معنى ذلك أن الجيشَ لم يكن له دور وإنما هي مَن بادرت؛ لأن الجيش كان مفككاً؛ وبسبب صمود القبيلة اليمنية التحق الجيش بالجبهات والتحم باللجان الشعبية المكونة من مختلف أبناء القبائل اليمنية.

 

– لماذا يستمر العدوان في ارتكاب المجازر تلو المجازر بحق نساء وأطفال اليمن حتى حفلات الزفاف للنساء استهدفت وصالات العزاء استهدفت؟

المتأمِّلُ لبشاعة المجازر التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي بحق شعبنا يدرك أن هؤلاء المعتدين ليس فقط لا ينتمون إلى الدين الإسْلَامي أَوْ الأعراف القبَلية، هؤلاء انسلخوا عن الإنسانية جميعاً، يعوّضون فشلَهم في الميدان بارتكاب المجازر، ومن خلال التقييم للجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب اليمني والحصار الذي فُرض عليه ومُنع حتى حليب الأطفال من الدخول ندرك فعلاً أن وراءَه أمريكا، فهي مشاركة في العدوان بشكل مباشر وبريطانيا كذلك وإسرائيل اعترفت في مختلف وسائل إعلامها وقنواتها أنها مشاركةٌ في العدوان على اليمن.

حتى الدول والشعوب الصامتة حيال ما يحدُثُ من عدوان على اليمن وما ترتكبه دولُ تحالف العدوان من مجازرَ ومن جرائم حرب ضد الأبرياء المدنيين من أبناء الشعب اليمني هي أيضاً مشاركة في العدوان من خلال هذا الصمت وهذا التخاذل والذل والخنوع لدول الاستكبار العالمي.

وبعد 1100 يوم من العدوان ومن الصمود الأسطوري يرى العالم أن ثباتَك أيها اليمني وصمودَك لثلاث سنوات يعتبر نصراً كبيراً لكل اليمن، وليس ذلك على الله ببعيد.

 

– لكن دول العدوان على اليمن راهنت على شراء بعض مشايخ القبائل اليمنية بالمال؟

راهنوا على شراء مشايخ ووجهاء وأبناء القبائل بالمال، خَاصَّـةً في جبهة مأرب، وكانوا يُمَنّون أنفسهم أنهم سيدخلون العاصمةَ صنعاء من نهم ومن صرواح، ولم يحسبوا أن مشايخَ وأبناء القبائل مواطنون يمنيون عزَّتُهم وكرامتهم أسمى من كُلّ شيء، والحمد لله رجالُ الرجال من أبناء الجيش واللجان الشعبية ثابتون بشموخ في مواقعهم ثباتَ الجبال، وكسروا آلافَ الزحوفات عليهم من قبل العدو، وحقّقوا انتصاراتٍ عظيمةً في نهم وصروح وَفي مختلف الجبهات، بل إن جبهتَي نهم وصروح أصبحتا مصيدةً يومية لاصطياد العدو.

 

– ماذا تقولون لمن يقاتلون في صفوف العدوان؟

أقول لمَن يقاتِلُ في صف العدوان: قتالُكم ضد وطنكم وأبناء وأطفال ونساء شعبكم خيانةٌ لكم ولتأريخكم، ماذا ستقولون لأولادكم؟ وماذا سيقول أولادكم عنكم؟، وماذا ستتركون من ذكرى وطنية عنكم؟، سيقول أولادكم عنكم إنكم قاتلتم وقُتلتم في صفوف العدوان المحتل للبلد كمرتزقة وعبيد من أجل المال السعودي والإماراتي، كونوا مواطنين أحراراً، واستفيدوا من العفو العام والتسامُح الذي أعلنه قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأعلنته القيادةُ السياسية، وإنْ كانت لكم مشكلةٌ أَوْ قضية تعالوا نتحاور وكل مشكلة لها حل، لكن هذا وطنكم وهذا شعبكم.

 

– ما الذي قمتم به للحفاظ على تماسُك النسيج الاجتماعي وتماسُك القبيلة في اليمن؟

في هذا الجانب تم تشكيلُ لجان حسب توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، بحضور العديد من الشخصيات الاجتماعية والمشايخ والوجاهات القبلية، ونزلت هذه اللجان إلى مختلف القبائل اليمنية لمعالجة المشاكل التي كانت موجودة والعمل على توحيد الصف والتفرغ لمواجهة العدوان وسد أية ثغرة من الممكن أن يستغلها العدوان لاستهداف النسيج الاجتماعي.

 

– هناك مَن يصنّف نفسَه بأنه محايد ولا دخل له بما يجري في اليمن.. ماذا تقولون له؟

من يقول أَوْ يعتبر نفسَه محايداً أنا شخصياً اعتبره مشاركاً في العدوان على الشعب اليمني، مشاركاً بصمته.

اليومَ الشعبُ اليمني، بمختلف تكويناته ومُدُنه ومحافظاته وقُراه وعُزَله وكل مقدراته ومصالحه، يتعرّضُ لقصف طيران تحالف العدوان الهمجي وَغير المبرر، وهو يقول بأنه محايد، من يقول بأنه محايد عليه أن يخجلَ من نفسه حتى لو كان هذا العدوان على شعب عربي أَوْ إسْلَامي أَوْ أي شعب آخر في العالم لا يجب أن يكون هناك محايد، فكيف عندما يستهدف شعبَك بأطفاله ونسائه بشكل مباشر، وتقول بأنك محايد؛ لهذا قام كُلُّ عقلاء وحكماء ومشايخ الشعب اليمني وقبائله برص الصفوف ونبذ الخلافات وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان.

 

– كم يقدر عدد الشهداء الذين قدّمتهم قبيلةُ خولان حتى الآن في مواجهة العدوان؟

قبائلُ خولان قدّمت الكثيرَ من الشهداء، ولا أملك الآن إحصائيةً دقيقةً، لكن يتجاوز عددُ الشهداء ألفَي شهيد، والجرحى أضعاف هذا العدد، وسنقدم المزيدَ لردع العدوان المحتل.

 

– أنتم أيضاً قدّمتم شهيدين من أبنائكم؟

نعم، قدمت بحمد الله شهيدين من أبنائي، هما الشهيد العقيد هيثم خالد محمد القيري، الذي استشهد في جبهة صرواح، والآخر هو الشهيد محمد خالد محمد القيري الذي استشهد في جبهة تعز؛ دفاعاً عن الوطن في وجه هذا العدوان، وسنقدم الكثيرَ حتى يكتبَ اللهُ لنا النصرَ العظيم.

 

–           كيف كان موقفكم عند سماع خبر استشهاد ابنَيكم؟

الحمدُ لله على كل حال.. ابناي استشهدا في سبيل الله ودفاعاً عن هذا الوطن وعن أطفالنا ونسائنا وعن جميع أبناء الشعب اليمني الذي اعتدى عليهم العدوان الأمريكي السعودي ودمّر مختلف مقومات الحياة في اليمن دون ذنب ودون أيَّة جريرة.

وهذا لا شك فخرٌ كبيرٌ أنْ اصطفى اللهُ سبحانه وتعالى من أبنائي شهداء فداءً للوطن ، ومستعدٌ أنا وجميع أبناء قبيلة خولان لتقديم المزيد ورفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد وبكل ما يلزمُ؛ لصَدِّ المعتدي حتى يكتبَ اللهُ سبحانه وتعالى النصرَ المؤزَّر.

 

– كان لقضايا الثأر خلال حُكم النظام السابق تَنَـامٍ كبيرٌ، ويرى البعضُ أنّها كانت تُغذّى من قبل بعض الأطراف، كيف تنظرون إلى هذه القضية؟

نعم، هناك العديدُ من القضايا التي حدثت منذ عقود، وكان النظامُ السابقُ يسعى من خلالها لتمزيق التماسُك والنسيج المجتمعي، فيجمِّدُها في أوقاتٍ معينة ليحرّكها متى ما أراد، ونحن الآن نحاوِلُ معالجةَ هذه القضايا وحلَّها، من خلال الصلح القبَلي ومن خلال مقارَبة وجهات النظر، وقد نجحنا في الكثير منها؛ لنتفرغ لمواجهة العدو الأول لليمن وهو العدوان الأمريكي السعودي.

فأبناءُ القبيلة الواحدة الذي كان بينهم ثأرٌ ولا يلتقون مع بعضهم، استطعنا حلَّ تلك القضايا، وحالياً اتّحدوا وأصبحوا اليوم يقاتلون صفاً واحداً إلى جانب الجيش واللجان الشعبية في جبهة واحدة وفي خندق ومترس واحد، والحمد لله تمت معالجةُ الكثير من هذه القضايا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com