مقتطفات نورانية

ألم يقل الله عن إرساله للرسل وإنزاله للكتب أن المهمة تتمثل في: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} واجتنبوا الطاغوت.. فلتفهم أن ما نحن عليه ليس هو الإسلام الصحيح، عندما ترى نفسك أنه لا ينطلق منك مواقف تثير أهل الباطل، ولا تثير أهل الكفر، ولا تثير المنافقين، أنك لست على شيء، وإذا كنت ترى أنك على الإسلام كله فأنت تكذب على نفسك، وتكذب على دينك. إن الإسلام هو الذي حرك محمداً (صلوات الله عليه وعلى آله) فلماذا هذا الإسلام لا يحرك الآخرين؟ لماذا كان محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وعلي والحسن والحسين وآخرون ممن كانوا يتحركون.. [ملزمة/لا عذر للجميع أمام الله].

 

لماذا نحن إذا ما اتبعنا القرآن لا يحركنا؟ هل نحن نتبع ما أنـزل الله إلينا؟ ولكنه لا يحركنا؟ إذاً نحن غير متبعين للقرآن وغير متبعين لمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله).ونحن لا نزال تمر السنين علينا سنة بعد سنة، تطلع لحيتك، ثم يبدأ الشيب فيها، ثم تصفى شيب، ثم تتعصى ثم تموت، وسنة بعد سنة ونحن لا نفكر من جديد في تصحيح وضعيتنا مع الله سبحانه وتعالى، وفي أن نلتفت التفاتة واعية إلى القرآن وإلى واقعنا، ما بالنا؟ لم نتساءل حتى ونحن نقرأ القرآن عندما نصل إلى قوله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إلّا أَذىً} بعد أن تحدث عن المسلمين كيف يجب أن يكونوا حتى يصلوا إلى درجة أن يضربوا الآخرين فيصبحـوا فيما إذا تحركـوا هم ضدك لن تكون حركتهم أكثر من مجرد أذية، طنين ذباب لا أثر له {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إلّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إلّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}.ألسنا نقرأ هذه الآية، ثم لا ننظر إلى أنفسنا؟ إذاً فما بال هؤلاء الذين قد ضُربت عليهم الذلة والمسكنة هم من يهيمنون علينا؟ هل أحد منا يتساءل هذا السؤال عندما يصل في سورة [آل عمران] إلى هذه الآية؟. هل أحد يتساءل: هؤلاء قوم ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وباءوا بغضب من الله ونراهم مهيمنين علينا إذاً ما بالنا؟!. ما السبب؟. هل أحد يتساءل؟؟. لا نتساءل، لا نتساءل جميعاً لا نحن ولا علماؤنا ولا كبارنا ولا صغارنا، لا نتساءل نتلو القرآن هكذا بغير تأمل أشبه شيء بالطنين في شهر رمضان وفي غير رمضان، لا نتساءل، لا نتدبر، لا نتأمل، لا نقيّم الوضع الذي نعيشه. [ملزمة/لاعذر للجميع أمام الله].

 

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com