رئيس حزب تنظيم التصحيح مجاهد القهالي لصحيفة المسيرة: انكشفت حقيقة صالح بعد خطابه المشؤوم الذي دعا الشعب لتوجيه بنادقه في صدور إخوانه ومد يد السلام للعدوان

حوار / عبدالرحمن مطهر

أكد الشيخ المناضل مجاهد القهالي -رئيس حزب تنظيم التصحيح – أن السببَ الرئيسي للعدوان على اليمن هو اكتشافُ ثروات نفطية وغازية بكميات هائلة في عدد من المحافظات، لا سيما في محافظات مأرب والجوف وغيرهما من المحافظات.

وقال القهالي في الحوار التالي مع صحيفة المسيرة بأن العدوان كان معد مسبقاً من الخارج؛ لتحجيم مكوّن أنصار الله ومحوهم من اليمن، ولفرض الأقاليم وتقسيم اليمن حسب القرار الذي اتُّخذ من خارج اليمن؛ للسيطرة على ثروات اليمن النفطية والغازية، بالإضَافَة إلى السيطرة على الممر الدولي المتمثل في مضيق باب المندب.

وأشار القهالي إلى أن القوى الداخلية لم يكن لها أي قرار وإنما كانت عبارة عن أدوات لتنفيذ الأجندة الخارجية لدول الاستكبار العالمي.

 

  • بداية شيخ مجاهد ما سبب العدوان على اليمن؟

في الواقع هذا من أهم الأسئلة التي يجبُ أن نتحدثَ عنها؛ لأني شخصيًّا من أَكْثَـر الناس اطلاعاً بطبيعة هذه الأسباب سواء على الصعيد الداخلي أَوْ على الصعيد الخارجي أَوْ من حيث الأَهْـدَاف لهذا العدوان وكنتُ في حينها حاضراً في مؤتمر الحوار الوطني في 2013م وأثناء الحوار التقيت بأحد الدبلوماسيين الخليجيين أتحفظ عن ذكر اسمه، وقال ما السبب في عدم ذهابك معهم.. هكذا قال، فقلت له: مع مَن تقصد؟ قال: الذين ذهبوا للرياض وأبو ظبي، فقلت له لم أتلقَّ دعوةً من أحد. فقال لي: بعد حوالي شهر سوف يتحجّم الحوثيين ويحاصَرون داخل مدينة صعدة وقد يتم مسحُهم داخل صعدة.

 

  • هل كان هذا الكلام أثناء الحوار الوطني في 2013م؟

نعم، في نهاية مؤتمر الحوار الوطني 2013م فقلت له كنت أتمنى أن أكون معهم كي أدلي برأيي، لكن أنا أستغرب لماذا تحجّمون صعدة، والحوثيون موجودون هنا في صنعاء، يتحاورون مع مختلف الأطراف في مؤتمر الحوار الوطني؟ لماذا لا يكون الحوار الوطني هو الأساس لتحقيق مجمل الأَهْـدَاف.. فقال لي: هكذا صدر القرار وهو استخدام القوة فيما يتعلق بالحوثيين.

وبعد حوالي أُسبُوع تَقريباً كلّفني رئيسُ مجلس الوزراء وَأَيْضاً هادي بالذهاب إلى المغتربين في الإمارات للبحث عن قروض وعن تمويل حتى لا تكون هناك جرعة وإلا سوف تضطر الحكومة إلى إصدار قرار بجرعة جديدة، فذهبت والتقيت بالشيخ طارق بن لادن وهو موسوعة سياسية واقتصادية وهو من أشراف حضرموت، وقال لي بأن أتيح له فرصة للقاء بهادي لمدة ساعة تَقريباً، وأضاف لا تهتموا بموضوع الاستثمار؛ لأن اليمن فيه ثروات كبيرة وقدم لي مشروعَ مدينة النور والذي سيبدأ بحوالي 110 مليارات دولار بشراكة كبريات الشركات في العالم وسيصل إلى التريليون، وستكون مدينة في باب المندب وفي جيبوتي، وسيكون هنا كجسر للربط بين آسيا وأفريقيا، وقال: مستعدون العمل حتى من يوم غد في هذا المشروع.. ووعدته أن أرتب له لقاءً مع هادي للحديث حول هذا المشروع، ووجدت أَيْضاً قرضاً بحدود مليارَي دولار بدون أية فوائد، وعُدت إلى صنعاء والتقيت بهادي وتحدثت معه عن نتائج زيارتي للإمارات وَأَيْضاً مع رئيس الوزراء ولم يوافق صخر الوجيه الذي كان حينها وزيراً للمالية إلا بعد شهور، بعد فوات الأوان، وأثناء الحديث معه قال لي هادي: صحيح اليمن فيها اكتشافات نفطية كبيرة جداً وهذه الخرائط وصلتني من أمريكا مؤخّراً.. وأضاف هادي قَائلاً لي: إن اليمن تختزن كمياتٍ كبيرةً جداً من النفط والغاز ابتداءً من المهرة وانتهاء بالعند وعدن والجوف ومأرب وغيرها وَأَيْضاً من الذهب، خَاصَّـةً في محافظة حجة، قلت له: إذن نأتي بمجموعة من المستثمرين ومن الشركات الكبرى ونبدأ العمل قال لي لا، سألتقي بك بعد أُسبُوعين.. وبعد أُسبُوعين تفاجأتُ بمجيء السفير السعودي السابق في اليمن أبو فارس وطرح موضوعَ الاصطفاف.

 

  • موضوع الاصطفاف الذي كان ضد أنصار الله ورفع شعار الجمهورية والوحدة؟

نعم هو هذا، فذهبت أنا والشيخ محمد أبو لحوم والشيخ الغادر إلى هادي وقلنا له لمن الاصطفاف وضد من؟، هل تريد الاصطفاف ضد أنصار الله لتفجِّرَ فتنة داخلية؟!.. قال: لا، لم أقل اصطفافاً وإنما مصالحة وطنية.. قلت له: وسائل الإعلام كلها وأنت بلسانك تدعو إلى اصطفاف وشكلتم هيئة للاصطفاف لمن هذا وضد من؟!.. فاحمرَّ وجهه، وتكلم الشيخ الغادر والشيخ أبو لحوم ناصحَين له أن يتجنب هذا العمل، وفعلاً بدأت تتشكل هيئات للاصطفاف ومسيرات مؤيدة له وصُرفت ميزانيات كبيرة جداً لمجموعة من رموز السعودية في اليمن، وفي حينها بدأت التهيئة لمحاصَرة صعدة والانقضاض عليها، وكان الأخ محمد ناصر أحمد وزيراً للدفاع، حينها طلب مني أن أبذل جهوداً في اتجاه تحَـرُّك لوائين عسكريين من داخل صعدة إلى مناطق أُخْــرَى؛ لأنهم كانوا يحسبون أن هذين اللوائين محسوبان على أنصار الله، فعرفت أن العملية محسومة للانقضاض على صعدة، وأن هناك طيشاً للقيادات التابعة للإصلاح والجناح العسكري للإخوان المسلمين تدفع في هذا الاتجاه، فسارعوا في الحركة ووضعوا النقاط في الملاحيظ وفي دماج وفي حوث بمحافظة عمران وبدأ الحصار على أنصار الله في صعدة، بالرغم أن أنصار الله متواجدون ومشاركون في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء، وبعد ذلك بدأت رموز من القاعدة تظهر على رأس مجاميع الإصلاح في هذه النقاط، واندلعت الاشتباكات بتمويل سعودي وإماراتي، وكانت كُلُّ المعدات والذخائر تأتي من السعودية وكان أحد المشايخ -أتحفظ عن ذكر اسمه- قال لي بأنه اشترى بحوالي 12 مليون دولار سلاحاً وذخائرَ للسلفيين في دماج بتمويل سعودي، في الواقع أنا استغربت أن يقول هذا الكلام بكل هذه الصراحة وبدون خجل، وقلت: لماذا كُلّ هذا السلاح وضد مَن!.. فقال لي: سوف تدري بعد حوالي شهر.

بعدها أتت خطواتٌ متسارعة للإعلان عن الأقاليم، وأثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني ظهرت مجموعاتٌ تعلن إقليم حضرموت وأُخْــرَى تعلن عن إقليم الجند وثالثة عن إقليم تهامة ورابعة تعلن إقليم سبأ، كُلُّ ذلك ومؤتمر الحوار ما زال منعقداً ولم يتم إقرار الأقاليم بعدُ، حينها أدركت أن قرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم قد اتُّخذ من الخارج، خَاصَّـةً أننا اقتراحنا تشكيلَ لجنة من الخبراء لتقديم رؤية ودراسة علمية كاملة عن الأقاليم وكيفيتها إلى مؤتمر الحوار الوطني والتقيت بالسفير الفرنسي في حينها وتحدثت معه حول هذا الموضوع فقال لي: نحن حتى الآن لم نستكمل مشروع الأقاليم عندنا في فرنسا فلماذا تستعجلون بهذا الشكل نحو الأقلمة؛ لأنها تحتاج إلى إمكانات كبيرة وستدخلون في مشاكلَ لا حصر لها، ست حكومات وستة برلمانات وووو إلخ، والبلد فقير يحتاج أَوَّلاً إلى تنمية، فحاولت من جانبي أن أنصح هادي وأن الأقاليم لا بد أن تخضع للدراسة والاستفتاء الشعبي، لكن تَقريباً كان القرار قد اتخذ من الخارج، وبدأنا في عقد اجتماعات وتكتلات كبيرة لمواجهة هذا، مشروع تقسيم البلد ومناهضته، وفجأةً نسمع عن عمليات وتفجيرات للقاعدة، وعن أحزمة ناسفة تتفجر داخل المساجد تستهدف المصلين الرُّكَّع السُّجَّد دون أي ذنب، وإنما لتكوين مظهر من مظاهر عدم الاستقرار، وأن الحلَّ يكمُنُ في تقسيم اليمن، وزادت وتيرة الاغتيالات ضد الرموز الوطنية الكبيرة، كالدكتور أحمد شرف الدين والدكتور محمد عَبدالملك المتوكل والدكتور عَبدالكريم جدبان والأُستاذ عَبدالكريم الخيواني وَعدد كبير من الرموز الوطنية والضباط العسكريين، وخَاصَّـة في القوات الجوية وغيرهم، وبعدها تأتي عملية ذبح الجنود من المحافظات الشمالية في معسكرات الشمال في لحج وحضرموت وأبين، وكل ذلك لإنهاء مؤتمر الحوار، وفي يوم اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين التي لم يحضرها مكون أنصار الله يأتي هَادي لمؤتمر الحوار ويعلن انتهاءَ جلسات الحوار الوطني.

وقالوا إنه سيتمُّ تشكيلُ هيئة وطنية لمتابعة مخرجات الحوار الوطني من مختلف الأطراف السياسية لاستكمال القضايا التي لم تُستكمل أثناء مؤتمر الحوار الوطني، وكنت شخصيًّا من المتحمسين لاستكمال بقية القضايا، خَاصَّـة القضية الجنوبية وقضية صعدة وموضوع الأقاليم.

 

  • معنى ذلك أنه كان مرسوماً لليمن هذا المُخَطّط من الخارج مُخَطّط تقسيم اليمن وَأَيْضاً استهداف أنصار الله في صعدة؟

نعم كان هذا هو المُخَطّط المرسوم من الخارج لليمن، وهذا واضحٌ، وأن الاملاءات الخارجية هي من حدد ورسم هذا المُخَطّط لليمن، واليمنيون ليس لهم أي قرار وإنما عليهم تنفيذُ هذا المُخَطّط دون أي خيار.

 

  • لماذا تم رسم هذا المُخَطّط لليمن من الخارج؟

أولاً للسيطرة على مضيق باب المندب، هذا الممر المائي الدولي الهام، والسبب الرئيسي الآخر أنه تم اكتشافُ ثروات كبيرة في اليمن، ثروات نفطية وغازية كبيرة وذهب وغير ذلك، اليمن واعد بالكثير، فتم تقسيم اليمن وفْقاً لأماكن تواجد هذه الثروات، هذا هو السبب الرئيس، وكنت شخصيًّا مطلعاً عليه وَأَيْضاً كلام هادي والخرائط التي كانت موجودةَ عند هادي طبعاَ.

 

  • لا شك أن هذه قراءة مهمة لمعرفة السبب الرئيس للعدوان على اليمن لكن هل نستطيع الربط بين ما جرى من عدوان على اليمن بما يجري في المنطقة عموماً من احداث في سوريا والعراق وليبيا وغيرها، أَيْضاً قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟

أخي الكريم حول هذا الموضوع لديَّ مداخلةٌ طويلة، كان الشيخ مصطفى إدريس، وهو بالمناسبة رئيسُ اللجنة الخَاصَّـة في السعودية اتصل بي قبل حوالي 25 سنة وأنا حينها في الإمارات، وقال بأنه يريد مقابلتي في الرياض، فذهبت إليه وقال لي بأنه يريدُ أن يأتيَ إليه جار الله عمر؛ وذلك لأن هناك مناقشاتٍ في السعودية مع الأمريكان؛ لتصفية عناصر القوة العسكرية والمالية في الوطن العربي.. وقال: ونتمنى أن نستفيدَ من أفكار جار الله عمر في هذا الجانب، كان مصطفى إدريس العقلَ السعودي والمتحكِّم بالسياسة السعودية نحو اليمن، والتقيت بجار الله عمر وحدّثته بذلك فرحّب بدوره بهذا المقترح، وقال بأن لديه بعض الأفكار، وذهبنا للحج أنا وجار الله عمر، وفي نفس الموسم تم تغييرُ مصطفى إدريس، وعدنا أنا وجار الله عمر للإمارات دون لقاء إدريس، المهم ظل الموضوع طورَ النقاش حول نية الماسونية العالمية في تصفية عناصر القوة في الوطن العربي، بعد ذلك تم ضربُ العراق في عام 2003م، وَفي ما سُمِّيَ بالربيع العربي كانت المؤامرة ضد سوريا وليبيا، وفي اليمن حَالياً، وما زالت أمريكا وبريطانيا تبحثان عن المزيد عن تصفية عناصر القوة في الوطن العربي، وكان هناك اختلافٌ في الرأي داخل الأسرة الملكية في السعودية حول كيفية تنفيذ هذا المُخَطّط إلى أن جاء سلمان ونجله محمد بن سلمان الذي قدم كُلّ التسهيلات للأمريكان؛ من أجل الوصول بأسرع ما يمكن لكُرسي الحكم، فاستنفدَ ميزانيةَ النظام السعودي ومدخراته للعقود الماضية في العدوان على اليمن، وأَصْبَحت هناك ديون على المملكة وكوّن له أعداءً من كُلّ مكان، من داخل المملكة ومن خارجها، كسوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها.

حَالياً كرة الثلج تكبر يوماً بعد يوم ضد النظام السعودي، ولا يمكن أن تنسى الشعوب العربية ما عمل بها النظام السعودي، وستكون هذه الدول بؤراً ثوريةً لوطن عربي جديد أَكْثَـر قوةً وصلابةً إن شاء الله.

 

  • ما هي مصلحة السعودية والإمارات من العدوان على اليمن؟

المصلحة واضحة، وهي أَوَّلاً السيطرة على اليمن ووضعها تحت وصايتهم واستغلال موقعها وثرواتها؛ خدمة للأجندة الإسرائيلية الأمريكية؛ أَيْضاً من أجل الوصول إلى الحكم، وإسكات جميع المتنافسين في السعودية أَوْ الإمارات على كرسي الحكم.

 

  • هناك نشاطٌ لدول العدوان الإمارات والسعودية في استقطاب الشخصيات اليمنية، هل لديكم معلومات حول هذا النشاط؟

أنا شخصياً عُرض عليَّ الانضمامُ إلى العدوان، وعندما طلبتُ منهم وقفَ العدوان وأن يكون الحوار هو البديل ردوا عليَّ بأن أحضر إلى مأرب لقيادة الجبهة هناك، فقلت لهم: أنا أتيت إليكم لحقن الدماء وليس من أجل سفكها أَوْ لمصلحتي الشخصية، وأنا من مدرسة الشهيد إبراهيم الحمدي لا أؤمن بسفك الدماء، أنا مع الحفاظ على الوحدة اليمنية والتنمية ومع الخير للجميع ولستُ مع الحرب والخراب والدمار والدماء.

واضطررت أن أصيغ رسالةً إلى محمد بن زايد وإن شاء الله سوف أنشر هذه الرسالة مستقبلاً في صحيفة المسيرة، وقد ذكرتُ لهم فيها أن لا يعتقدوا أن طلبنا وقف العدوان والحوار هو نتيجة ضعف أَوْ ذُل أَوْ خضوع واستجداء، بل قلت لهم إن مجيئنا لهم هو فقط من باب المصلحة العامة للجميع، وأن الشعب اليمني مستعد للقتال حتى يوم القيامة إذَا لم يتوقفوا عن عدوانهم، وأن عليهم أن يراجعوا حساباتهم، وأن أَهْـدَافهم غير قابلة للتحقق ولن تتحقق مهما طال أمد العدوان.. وفي رمضانَ الماضي تواصلوا معي وقلت لهم: إذَا كانوا مستعدين لوقف العدوان والحوار المباشر فالشعب اليمني يرحّب بذلك.. وقالوا أنْ آتي إليهم للإمارات، قلت لهم: عندما اقرر المجي إليكم سوف آتي في وضح النهار , ليس خلسة أَوْ هروباً، أنا رئيس حزب وأنا من أبرز مشايح اليمن ولست بحاجة أن آتي إليكم خُفيةً وإنما من خلال التنسيق مع المجلس السياسي الأعلى ومع مختلف القوى السياسية الموجودة على الساحة الوطنية.

 

  • أيضاً ما مصلحة أمريكا وإسرائيل من هذا العدوان؟

لا شك أن هناك مصلحةً كبيرةً وهدفاً كبيراً، وهو بعد تصفية عناصر القوة في الوطن العربي، العمل على تجزئة الدول العربية وقيام دولة إسرائيل الكبرى وجعل القدس عاصمةً لها، وهذا ما أعلن عنه ترامب وجعل الوطن العربي بدون قرار أَوْ إرَادَة أَوْ سيادة أَوْ حتى تأريخ.

 

  • كيف ينظر الشيخ مجاهد إلى أَكْثَـر من 1000 يوم من العدوان وَأَيْضاً من الصمود الشعبي الأسطوري في وجه أقبح عدوان عرفه التأريخ؟

العدوانُ تحطَّمَ على صخرة الثوار والأحرار وعلى صخرة القيادة العظيمة والحكيمة ممثلة بسماحة السيد القائد عَبدالملك بدر الدين الحوثي، والذي يختلف عن غيره من القادة اليمانيين، هو إنْسَانٌ وطنيٌّ حريصٌ غيّورٌ على وطنه متسامحٌ مع الجميع، وغداً ستعرف دولُ العدوان ماذا جنت من عدوانها على اليمن، وأتذكر أن الجيش المصري اعترف بخطأه بالتدخل المباشر في اليمن، هكذا قال لي قائد الجيش المصري الثالث الذي اقتحم خط برليف أثناء الحرب المصرية الإسرائيلية، عندَ زيارة هذا القائد لي في عمران قبل سنوات. وكما يعلم الجميع العدوان دخل في قتال مع الشعب اليمني بشكل عام، والذين يدافعون عن اليمن في مختلف الجبهات هم من مختلف المناطق اليمنية، وليسوا من منطقة معينة أَوْ من مذهب معيَّن كما يروّج له أعداءُ اليمن، وهناك إجماعٌ شعبي أنَّ ما يجري في اليمن عدوان خارجي للسيطرة على اليمن وعلى قرارها وسلبها حريتها وثرواتها واستقلالها.

 

  • كما ذكرتم كانت دول العدوان تظن أن الحربَ نزهة وأنها فقط مسألة أُسبُوعين واليوم بعد أَكْثَـر من 1000 يوم من العدوان تصل الصواريخ اليمنية إلى الرياض وأبو ظبي.. كيف تقرؤون ذلك؟

نعم، لقد تحوَّل الشعبُ اليمني من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وفي الغد سيكون هناك تحوُّلٌ كبير؛ لأن هذا العدوان وهذه الدماء والخراب والدمار لن تولِّدَ سوى رجال أشداء يفكرون في كيفية الانتقام من هذا العدو، وبأية طريقة والتأريخ اليمني فيه الكثير من العبر، والعدوان لن يحقق أي انتصار له في اليمن.

 

  • لو تحدثنا عن أحداث الـ 2 من ديسمبر الماضي.. ما أسباب هذه الفتنة من وجهة نظركم؟

نحن في تنظيم التصحيح أصدرنا أولَ بيان وتعرضنا لهجوم شرس وتعرضنا للقذف والشتم، واعتبروا أن هذا عداءً شخصياً بيني وبين علي عَبدالله صالح، نعم هو قَسَا كثيراً علينا في التنظيم وعلى مناطقَ معينةٍ كعمران التي ينتمي إليها الشهيد الحمدي وشن حروباً عبثية على صعدة، كانت نيابةً عن الآخرين، وتحدثت عن ذلك في حياة علي عَبدالله صالح في قناة اليمن الفضائية، وأن السعودية هي مَن استفادت من اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي، من خلال التهامها لجزء كبير من الربع الخالي وشق طريق نجران الوديعة وشرورة، وأخذت خباش والصفراء والخضراء وعروق الذئاب، وكل هذه حقول نفط أخذتها السعودية بعد اغتيال الشهيد الحمدي.

وعلي عبدالله صالح هو من استفاد من السعودية، وهو مَن أقدم هو والغشمي على اغتيال الحمدي، ولكن قلنا علينا أن ندفن الماضي، خَاصَّـةً أن علي عبدالله صالح اليوم في مواجَهة العدوان ونحن معه في مواجهة العدوان، لكن كان هناك نوعٌ من التململ لديه، رِجْـل هنا في صنعاء ورِجْل هناك في الرياض.

وعودةً إلى أحداث فتنة 2 من ديسمبر، كان لديّ رؤية حول الحوار اليمني اليمني طرحتها على الرئيس الصمّاد، وعندما سمعني اللواء يحيى غوبر أبلغ علي عَبدالله صالح فظن علي صالح أني اطلعت على بعض أسراره، وعلى ما يجري بينه وبين دول العدوان من تنسيق، وأني اطلعت على ما يجري بينه وبين علي محسن وغيره، وطلب علي صالح مقابلتي وذهبتُ إليه، ولم أحدث أحداً بما دار بيني وبين علي صالح.

وعندما وجدتُ الوضعَ متوتراً استدعيتُ في يوم 1 ديسمبر مشايخَ حاشد ومشايخ من محافظة عمران وعيال سريح ومن بعض المحافظات اليمنية؛ للاجتماع وذلك لبلورة موقف واحد وتجنيب اليمن الفتنة، ولكن للأسف تغيَّب عن الاجتماع المحسوبون على علي صالح؛ لأنهم كانوا مرتِّبين أنفسهم لتفجير الوضع، واتصلوا بنا بأن لا نتحَـرَّكَ من منازلنا؛ حرصاً على حياتنا، وفي 2 ديسمبر اتضحت المؤامرةُ لمختلف فئات الشعب، والانقلاب على القضية العادلة للشعب، والانقلاب على الشراكة، وفتح صفحة جديدة مع العدوان، وهو في الواقع انقلب على نفسه، وانكشفت حقيقتُه من خلال الخطاب الذي ألقاه وهو يدعو للهبّة الشعبية ضد أبناء الشعب المدافعين عن سيادة الوطن، ويمُــدُّ يــدَ السلام لدول العدوان، وبهذه المناسبة نُحيي موقفَ المؤتمر الشعبي العام والموقفَ الوطنيَّ للشيخ المناضل صادق أمين أبو رأس، واعتبرنا هذا الموقف موقفاً يشرّف كُلّ اليمنيين؛ لأنه حافظ على الشعب اليمني وعلى التصَـدّي للعدوان وحافظ على تماسُك الجبهة الداخلية.

 

  • كيف تنظرون إلى إخماد الفتنة خلال 48 ساعة فقط من قبل الأجهزة الأمنية والمساندة الشعبية لها؟

نعم استطاعت الأجهزةُ الأمنية ومعها مختلفُ فئات الشعب اليمني، إخماد هذه الفتنة التي كانت تخدُمُ بدرجة أساسية دول العدوان؛ لأن الشعب اليمني كله ضد العدوان على اليمن ولا يمكن أن تسير هذه الدماء هدراً ولا يمكن أن يستجيبَ لنداء الفتنة الداخلية التي دعا لها علي صالح في خطابه المشئوم خدمةً للعدوان وتوجيه البندقية نحو صدور أبناء شعبه اليمني، وكان لهذا الخطاب رد فعل عكسي على زعيم الفتنة، ولو أنه دعا إلى تصحيح الأخطاء وحشد الشعب اليمني نحو مواجهة العدوان لَكان الشعب اليمني كله سيكون معه، لكن للأسف هذا هو طبعُه التآمري على الجميع وهذا هو تأريخه، وهو دائماً متناقض مع نفسه ومع المؤتمر الشعبي العام ومع الشعب اليمني، وللأمانة لم نكن نتمنى له هذه النهاية، لكن للأسف هو من اختار نهايتَه بنفسه، وهو من أدان نفسَه بنفسه، ونستطيع القول إنه خرج من الباب الذي دخل منه، دخل من باب الخيانة وخرج من باب الخيانة.

 

  • ما المطلوب حالياً من المجلس السياسي الأعلى؟

نحن أكّدنا منذ أول يوم أنه لا بُدَّ من مواءَمة مجلس النواب والوزراء والشورى ومختلف مُؤَسّسات الدولة وتطبيع الأوضاع، والحمد لله تم اتخاذ الكثير من الخطوات الإيجابية وتم التصرّف بحكمة، من قبل القيادة السياسية ممثلة بسماحة السيد القائد عَبدالملك بدر الدين الحوثي والرئيس الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى، وبدورنا نقدم لهما الشكر الجزيل على كُلّ ما بذلوه من جهود كبيرة قبل الفتنة وبعدها، وما يزال يبذل في حقن الدماء وَفي وأد الفتنة وفي التسامح العظيم والتغاضي عن كُلّ ما حدث، وكذلك الإفراج عن كُلّ المغرر بهم، والتسامح كما نعلم هو سمة عظيمة من سمات سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله.

 

  • أيضاً ما المطلوب من المؤتمر الشعبي العام حالياً؟

المؤتمرُ الشعبي العام للأمانة خَطَا خطواتٍ إيجابيةً لا شك في هذا، وسوف يتبين للناس جميعاً لاحقاً طبيعةُ المؤامرة ومع الأيام ستتكشف الكثيرُ من المواقف، ونأمل أن يستمر المؤتمر الشعبي العام السيرَ بهذه الخطوات، والأهم أن المؤتمر الشعبي جدد موقفَه الرافضَ للعدوان، وأن موقفه هو من موقف الشعب اليمني المواجِه للعدوان.

 

  • العدوان استخدم الورقة الاقتصادية والحصار سلاحاً لتركيع الشعب اليمني ما تعليقكم على ذلك؟

هذا سلاحٌ مُدانٌ دولياً وأخلاقياً وإنْسَانياً ومرفوضٌ وتحرِّمه كافة الأديان والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، يتم حصار شعب بالكامل من أجل إجباره على القبول بحل سياسي يُرضي دول العدوان، هذا مرفوض ولم يحدث حتى في الحرب العالمية الثانية، وسوف تدفع دول العدوان ثمنَ هذه الجرائم الإنْسَانية، واليمنيون لن ينسَوا ما تعرضوا له من جوعٍ ومن إبَادَة جماعية دون أي مبرر أَوْ مسوّغ قانوني.

العدوان استهدف كُلّ مقومات الحياة في اليمن حتى الأشجار والحيوانات لم تسلم، تم استهدافها، كُلّ هذا لن ينساه اليمنيون، وهذا الحصار وهذه الإبَادَة التي يتعرض لها الشعب اليمني سوف ترتد عليهم غضباً مستقبلاً، وحَالياً هم يتجرعون الهزيمة وإلا ما معنى أن تصلَ الصواريخُ اليمنية الباليستية إلى عقر دار العدو بعد أَكْثَـر من ألف يوم من العدوان.

 

  • ما تقييمكم لزيارة نائب المبعوث الدولي لليمن معين شريم لصنعاء مؤخراً؟

على كُلِّ حال، الزيارة كانت للاطلاع على الوضع في اليمن، ولجسِّ النبض في نفس الوقت، وقد أبدى نائبُ المبعوث الدولي بعضَ التعاطف حيال ما يتعرض له الشعب اليمني من إسراف في استخدام القوة من قبل قوى العدوان، أيضاً الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة أبدت بعضَ التعاطف حيال ما يتعرض له الشعب اليمني من إبَادَة جماعية على يد قوى العدوان لكن هذا ليس كافياً.

الأمم المتحدة ومجلس الأمن شركاء في العدوان على اليمن، وعليهم مسؤولية وقف العدوان، الذي أوصل الشعب اليمني إلى كارثة كبيرة بشهادة مختلف المنظمات الأممية، يعني بشهادتهم هم، وكان على المجلس السياسي العملُ بتوصيات اللجنة السياسية التي طلبت عملَ غرفة عمليات تُشكَّلُ من خلال النقابات والمنظمات والاتحادات والهيئات في اليمن، للتواصل مع نظيراتها في الخارج؛ لأن السلكَ الدبلوماسي حَالياً مشلولٌ ولن تستطيع أن تعملَ سفارات اليمن في الخارج أي شيء من أجل وقف العدوان.. على النقابات والاتحادات المحلية التواصل مع نُظرائها في العالم لإيصال صوت الشعب اليمني إلى الخارج، أَيْضاً الأحزاب يجبُ أن تتواصَلُ مع الأحزاب في مختلف دول العالم، لكن لم يُسمَعْ لصوتنا؛ بسبب معارَضة الطرف الذي كان يمثّله زعيم المؤتمر.

 

  • وحَالياً لماذا لم يتم طرح ذلك؟

حَالياً تم إعَادَةُ طرح هذا الموضوع على رئيس المجلس السياسي الأعلى، الذي تفاعل كَثيراً مع هذه الطرح، ونتمنى أن ترى هذه الرؤية النور قريباً.

 

  • هل التقيتم بمعين شريم أثناء زيارته لصنعاء؟

شخصيًّا لم التق به، ونأمل أن يكونَ لنا لقاء قادم معه ومع غيره، خَاصَّـةً أن لدينا العديدَ من الرؤى والوثائق التي تثبت تورُّط دول العدوان في عدوانها على اليمن، وسنبذل كُلّ ما بوسعنا لإيصال مظلومية الشعب اليمني للخارج وإيقاف هذا العدوان الهمجي.

 

  • أين يقف تنظيم التصحيح من كُلّ ما يجري في اليمن؟

تنظيمُ التصحيح، كما يعلم الجميع، الكثيرُ من رموزه استشهدوا في ميادين الشرف ودفاعاً عن اليمن وعن كرامة وعزة الشعب اليمني، عندنا عقيدة راسخة أن دول العدوان لا يأتي منها سوى الرصاص والموت فقط، وهذا أَيْضاً ما قاله الشهيد إبراهيم الحمدي للملك فيصل بن عَبدالعزيز.

 

  • ما سبب غياب التنظيم عن حكومة الإنقاذ؟

التنظيمُ ليس غائباً وإنما مغيَّبٌ، بعد حرب 94 تم نهب مقراته وزجّوا بالكثير من أبنائه ورموزه في السجون، وتم تدمير منازل أعضائه، حتى وأنا عضو في حكومة باسندوة وزيراً للمغتربين يقولون عبر قناة اليمن اليوم بأني أتاجر في الصواريخ اللو وأني أصدرها للسعودية، كان ينشر هذه الأكاذيب المحسوبون على علي عَبدالله صالح، وكان هناك فيتو ضدنا، وحَالياً نحن متواجدون في مختلف الفعاليات بقوة، ونحن ضد العدوان، وهذا مبدأ ثابت لدينا، أما في الحكومة فقد طلبوا منا ذلك ونحن رفضنا المشاركةَ؛ لأننا ضد القِسمة على اثنين، وكنا نأمل أن تكون هناك شراكة من مختلف الأطراف السياسية ومن الكفاءات.

 

  • هل أنتم راضون عن الأداء الحكومي؟

في الواقع نحن مع وجود الهيئات كمجلس النواب والحكومة والمجلس السياسي، ولنا ملاحظاتٌ نقولُها لكل وزير ولكل مسؤول، وللأسف هناك قراراتُ تعيين لأشخاص لا يمتلكون حتى شهادة سادس ابتدائي، خَاصَّـةً في محافظة عمران، وهذه القضية نطرحُها على الجميع بكل شفافية ووضوح.

 

  • في ختام هذا الحوار الشيق معكم شيخ مجاهد هل لنا أن نتعرفَ على قصة نجلكم عبدالفتاح المعتقل في الإمارات منذ بداية العدوان؟

يسكت برهة ويتنهد ويقول: يا أخي الكريم ابني عبدالفتاح يعرفُه الجميعُ بالنبل وبالأخلاق الرفيعة، وقصة اعتقاله في دولة العدوان الإمارات المتحدة بدأت منذ اختلفت أنا معهم؛ بسبب معارضتي للحرب، فأرسلتُ له رسالةً قلت له فيها أن يغادر الإمارات، فقال لي لكن عنده أموال الناس وله ديون في السوق؛ لأنه يملك مصنعاً للرُّخام في الإمارات، وعندما يصفي أموره سيغادر، فقلت له: لن يتركوك ولن يتركوا مصنعك، سيستولون على كُلّ شيء.. وكان يُبدي تعاطُفَه مع أبناء شعبه الذي يتعرض لأبشع عدوان عرفه التأريخ، وكانت هناك مراقبةٌ دائمةٌ لاتصالاته ولصفحته على الفيس بوك، بالرغم أنه ليست له أية مُيُول سياسية، فهو مهندسٌ مدني ويعملُ في مجال دراسته، فتم اعتقالُه من قبَل أربعين جندياً إماراتياً، وذهبوا معه إلى منزله وفتشوه تفتيشاً دقيقاً علّهم يجدون شيئاً، فلم يجدوا أي شيء، أَيْضاً تم اقتحام المصنع وتمت مصادَرتُه ومصادَرةُ أموال وأصول المصنع، وتم التحقيق معه ومع زوجته بأسئلة سخيفة جداً، وتم اعتقالُه وتم تعذيبُه تعذيباً شديداً جداً، بكل خُبث وجبروت لمدة ثمانية أشهر تَقريباً، ثم تم إخراجُه من سجن التعذيب إلى سجن آخر، ولا يزال في الإمارات معتقلاً حتى اليوم، كُلُّ هذا من أجل الضغط عليّ شخصيًّا لمراجَعة موقفي المعارِض للعدوان.

 

  • لكن ما هي التهمة التي تم توجيهُها له؟

قالوا إنه يسعى للتخطيط في تمويل أنصار الله الحوثيين وتسليحهم، وتنفيذ أَهْـدَافهم، مع أنه كما ذكرتُ لكم لا يفهمُ في السلاح وليست له أية ميول سياسية، ولم يلتقِ بأيِّ قيادي في أنصار الله، درس في القاهرة وفي كندا بعد ذلك ذهب للعمل والاستقرار في الإمارات في مجال تخصُّصه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com