من السنن الإلهية:ـ أن اليهود لا يمكن أن يكون تخطيطهم (مُحْكماً ومكتوماً) مئة بالمئة

إعداد/ بشرى المحطوري

إذا لم ينطلق الناس في موقفٍ معين.. سيُبْلون بأصعب منه:ــ

أَكَّـدَ الشَّهِيْدُ القَائِدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- في محاضرة (ملزمة) الدرس الخامس من دروس رمضان إلى أن الناسَ عندما يأمرهم اللهُ بأمر، لا يستمعون له، ولا ينطلقون الانطلاقةَ المطلوبةَ منهم، فإن اللهَ سيبتليهم بمواقفَ أصعب ألف مرة، كما حدث لبني إسرائيل الذين أمرهم الله أن يذبحوا بقرةً عاديةً، من أي نوع كان من البقر، ولكن تساؤلاتهم وعدم انطلاقتهم لتنفيذ أمر الله، جعل الأمر في النهاية صعب عليهم، حيث أنهم لم يجدوا البقرة المطلوبة إلا بأغلى الأثمان، حيث قال: [{ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا}(البقرة: من الآية69) هنا يبين لنا نسبة لونها: هل صفراء وردية، أَوْ صفراء فاقعة، أَوْ صفراء طبيعية, لأن اللون الواحد كأنه أيضاً درجات. {صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}(البقرة: من الآية69) ألم يبين هنا جواب موسى في الدرجة هذه؟ حاول أنه يقدم لهم، يشخص القضية بشكل كامل {صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}(البقرة: من الآية69) لم ينفع {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا}(البقرة: من الآية70) هم بقر هم، في الواقع، عندما يصبح الناس بقراً تكون الأمور متشابهة عليهم، والأمور معماة عليهم ولا يفهمون ولا يسمعون ولا يفقهون. {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}(البقرة:70) نحن على استعداد أن نلتزم بيِّن لنا هذه المرة فقط! يعني: عسى إن شاء الله نحصِّل البقرة هذه المطلوبة! هو من البداية المطلوب بقرة أيَّ بقرة يذهبون من السوق يأخذونها أَوْ من عند أي فلاح من أطرف بيت ويذبحونها. {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ} عسى أننا سنجد البقرة المطلوبة ونذبحها. {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ}(البقرة: من الآية71) بقرة، لم يسنوا عليها، ولا استخدموها في حراثة الأرض {مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا} (البقرة: من الآية71) ليس فيها عيوب ولا فيها خلط من الألوان – كما يقولون – {لا شِيَةَ فِيهَا} ليس فيها عيوب، وفي نفس الوقت لا يوجد فيها ألوان أُخْـرَى، على لون واحد. هنا أليست البقرة بدت نادرة أكثر؟ كلما زاد السؤال كلما جاءت القضية بشكل نادر أكثر. هذا مؤشر، مؤشر خطير بالنسبة للناس، إذا مثلاً موقف معين لم ينطلقوا فيه قد يبلون بأصعب منه، ما انطلقوا، قد يعاقبون بأن يقحموا في أصعب منه، وهكذا].

 

مثالٌ من عهد النبوة.. يوضح ما سبق:ــ

ضرَبَ الشَّهِيْدُ القَائِدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- مثالاً من القُـرْآن الكريم يوضّح بأن مَن لا ينطلق ملبياً أوامرَ الله من أول وهلة سوف يبتلون بأمور ينطلقون فيها أصعب بكثير، حيثُ قال: [في موضوع الجهاد يوجد مثل لهذا: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}(الفتح: من الآية16) لم يرضوا يتحَـرّكوا أن يقاتلوا أناساً عاديين مثلهم تخلّفوا جبنوا, ما كان الموضوع بالنسبة لهم؟ أعني ماذا كانت النتيجة بالنسبة لهم، للمخلفين؟ أن يُقحموا بطريقة لا بد منها واحدة من اثنتين: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا}(الفتح: من الآية16) أليس هذا أمراً صارماً؟ ليس لديكم مجال من أن تطيعوا وتتجهوا فعلاً لقتالهم وقدهم {أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} وهم كانوا يهربون من أناس عاديين {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}(الفتح: من الآية16) {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً}(الفتح: من الآية16) بينما العكس متى ما اتجه الناس في قضية، في موقف، هي تبدو سهلة فليفهموا بأنه عندما ينطلقون في هذا السهل يكون بالشكل الذي يسهل العسير فيما بعد، يأتي تدخل إلهي تكون انطلاقتهم في هذا الموضع يعينهم على ما هو صعب فلا يبقى حتى ولا صعب بالشكل الطبيعي، انطلاقتهم في تلك القضية التي تبدو سهلة تساعدهم على أن تبقى القضايا الأُخْـرَى تكون أسهل من واقعها, أسهل من واقعها فعلاً].

 

ما الحكمة الإلهية من (الأمر) بذبح البقرة؟!

استخرج الشَّهِيْدُ القَائِدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- من خلال استعراضه لقصة بقرة بني إسرائيل (سنة إلهية) قائمة إلى أن تقومَ الساعة أَلَا وهي: أن اليهود لا يمكن لخططهم أن تكونَ مكتومةً ومحكمةً مئة بالمئة، بل لا بد أن يتركوا من ورائهم ثغرةً تفضَحُ مُخَطّطاتهم ومؤامراتهم، وهذا هو معنى قوله تعالى: [والله مخرج ما كنتم تكتمون]، وهذه الثغرة يتعرف عليها ويكتشفها المهتم المتأمل المستبصر من الناس، وأنه ليس بالضرورة أن يكون هناك وحي منزل من السماء لنكتشف مؤامرات اليهود، بل ممكن اكتشافها من خلال الثغرات التي يتركونها، قال الشَّهِيْد القَائِد: [إذاً المسألة هذه فيها عبرة كبيرة بالنسبة لنا، وتعطي طمأنة بالنسبة لصراع الناس مع بني إسرائيل، في مجال صراع الناس مع بني إسرائيل. لاحظ كيف القضية: كان بالإمْكَان أن يأتي وحيٌ من جهة الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يخبر بالقاتل مَن هو ولا يقول بقرة ولا شيء، ألم يكن بالإمْكَان هذا؟ لكن القضية هنا يوجد شخص واحد مقتول، الشخص الذي قتله دبّر لأن يقتله في ظروف غامضة، أي كانت خطة محكمة محاطة بسرية تامة. تجد هنا الآية توحي: بأن اللهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يهيئ أن يكون هناك ما يكشف من الواقع لا يكون هناك حاجة إلى وحي إلهي مباشر في نفس كشف القضية. إذاً هنا ذبحوا البقرة، وضربوه بشريحة من هذه البقرة، قالوا: إن هذا المقتولَ قام فعلاً وأخبر بقاتله، يأتي بعدها: {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}(البقرة: من الآية 72).

بنوا إسرائيل وصلوا إلى حالة بالنسبة لنفسياتهم، أَصْبَحت نفوسهم سيئة فعلاً. حصل لديهم خبث، حصل لديهم نظرة سيئة بالنسبة لباقي البشر، ونظرة سيئة بالنسبة لله! لهذا حكى الله عنهم في مواضع أُخْـرَى في القُـرْآن الكريم كيف كان فيهم جرأة على الله: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}(المائدة: من الآية64) {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}(آل عمران: من الآية181). ألم يحكِ الله هكذا عنهم؟ هم في واقعهم لا يزالُ لديهم نوع ذكاء، وخبث وجرأة في التخطيط، هم عندما يجتمع لهم عداوة للناس، للبشر، كراهية، قلة خوف من الله، ينظرون إلى الله وكأنه واحدٌ منهم لا بد أن يتأقلم معهم، وينفذ الخطط التي يعملونها! وقدرة على التخطيط هذا معناه: أنهم سيضرون بالبشر بشكل رهيب، فكأنها سنة إلهية بالنسبة لهم: لا يتوفر لهم التخطيط بالشكل المحكم تماماً بحيث لا ينكشف {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ} بعبارة اسم الفاعل التي تعني وكأنه سنة لديهم: أن يخرج ما تكتمونه {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}. عندما تنظر والقضية هنا تبدو قضية محدودة يعني: هناك شخص واحد قتل، وخطة دبرت في ظروف كانت ناجحة هذه الخطة، وَكان ضحيتها شخص واحد قتل. إذا كانت هذه المسألة كلها لكشف ما كتموا ولكشف هذه الخطة فافهم بأنه تقريباً بالأولى أن تكون سنة إلهية: أن يكشف للمتأملين، للمتوسمين، للمتفهمين، للمهتمين، أن يكشف الخطط التي قد تكون ضحاياها شعوب، ضحاياها العشرات من الناس، المئات من الناس، ضحاياها دين، ضحاياها مقدسات، ضحاياها أشياء كثيرة جداً، قضية ملموسة هذه، ملموسة فعلاً على أرض الواقع في زماننا هذا فضلاً عن غيره].

إسقاط آية {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} على واقعنا الذي نعيشه اليوم:ــ

وأسقط الشَّهِيْد القَائِد -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- (والله مخرج ما كنتم تكتمون) على واقعنا من خلال حادثتين شاهدتين على صدق الآية:ــ

الحادثة الأولى: أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001م في نيويورك:ــ

قال الشَّهِيْدُ القَائِدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ-: [قضية التفجيرات في أمريكا هذه خطة خبيثة جداً، ولا بد أنها صيغت في ظروف دقيقة؛ لأنهم بحاجة قصوى إلى أن تكون سرية تماماً، سرية تماماً؛ لأنها خطةٌ لو تنكشف داخل أمريكا لَكانت خللاً كبيراً عليهم هم، داخل أمريكا نفسها فضلاً عن بقية العالم، خطة محكمة ليبنى عليها مبرر وذريعة لضرب الشعوب الأُخْـرَى، واجتياح الشعوب الأُخْـرَى، واحتلالها تحت عنوان: [إرْهَـاب، مكافحة إرْهَـاب]!، تنفذ الخطة هذه. تجد كيف أحيطت بهذه: {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} من البداية أعني: عندما يكونون هم مُخَطّطين تماماً لا بد أن تبقى ثغرات تفضح، لا بد أن تبقى ثغرات تفضح لكن تفضحهم أمام من؟ أمام من هم عارفين لهم من نفس القُـرْآن، أمام من يعرفون ويتأملون ولديهم اهتمام أن يعرفوا، تهمُّهُ القضية أن يعرف، أما لذي ليس عنده اهتمام سيكون هو ضحية للتضليل، ولو هناك مؤشرات تكشف. تهاوى البرج بطريقة يدل أن هناك تفجيراتٍ داخلية، تضرب الطائرة هناك في برج رفيع في طابق رفيع وترى تفجيرات من أسفل! هذا ليس طبيعياً أن يكون بفعل الطائرة فيهوي ذلك البرج بكل طوابقه، كم طوابق فيه تهوي تراها أمامك وهي نازل وهي ما زالت سليمة هي يعني: أن هناك من تحت تفجيرات، رجال الإطفاء – يقولون عنهم – الذين ذهبوا إلى الموقع يسمعون تفجيرات داخلية. كُلّ مرة وظهر شيء يكشف، يكشف ما يكتمون في هذه الخطة الخبيثة حتى فعلاً قالوا: إنه أَصْبَح تقريباً عند العرب أذكر مرة في استبيان يتحدثون عنه في مقابلة أنه تقريباً ربما قد يكون 90% يعرفون أن هذه القضية كانت مدبرة داخلياً].

 

الحادثة الثانية: حادثة المدمرة (كول) في عدن:ــ

قال الشَّهِيْدُ القَائِدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ-: [حصل هذا في السفينة التي فجرت في [عدن] رتّبوها خطة من أجل أن يلصقوا باليمن بأن هناك إرْهَـاباً وإرْهَـابيين، إذاً نحن بحاجة إلى أن ندخل ونكافح الإرْهَـابيين هؤلاء! أي أن نحتل. التفجير نفسه نسَوا هم أنه قد يكون التفجير عندما يكون من داخل ستفتح فتحة خارج ألم ينسوا؟ هذه القضية أليست بديهية؟ لكن لا. إذا الله في الموضوع الله يقول: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}(يوسف: من الآية21) ليس هناك أحد يمكن أن يكون ذكياً أمام الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- على الإطلاق، في الأخير يفضحه بشكل يبدو غبياً في تخطيطه، فعلاً يبدو وكأنه غبي! مع أنهم ليسوا أغبياء، هم في موضوع التخطيط ليسوا أغبياء، فقط إن الله يفضح ويخرج ما يكتمون. انفجار السفينة، كان انفجار فتحة الحديد إلى خارج، ولكن أحياناً قد يكون هناك أناس بقر من خارج حقيقة تجد اليمنيين أنفسهم بعدما قالوا: بأن هذه كلها تدل على أن التفجير داخلي. جاء الأمريكيون بفرقة تحقيق جاهزة مجهزين كيف يحققون، وكيف يطلعون تقارير عن نتيجة التحقيق قالوا: هذا عمل إرْهَـابي من خارج! في الأخير ألم يظهر مسئولون يمنيون يقولون: نعم عمل إرْهَـابي! أما هؤلاء صحيح يطلعون بقراً، حقيقة. إن الذي لا يفهم المؤشرات التي تكشف مُخَطّطات بني إسرائيل والله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- كما لو كان قد تكفل فعلاً بأن يكون فيها ما يفضحها ثم يأتي يوافق معهم، هذا هو الذي يعتبر بقرة لبني إسرائيل. في الأخير لا تدري إلا وقد هم يقولون فعلاً: هذا عمل إرْهَـابي، يعني: إرْهَـابي انطلق من بلادنا! وينزلون تقريراً من [رئاسة الوزراء] يدونون فيه الأشياء التي يزعمون أنها أحداث إرْهَـابية منها تصوير للسفينة هذه، في نفس الصورة، في الكتاب نفسه، ترى أنت أن الفتحة إلى خارج كيف سيحصل هذا؟ فتحة إلى خارج إلا إذا كان التفجير من داخل. قالوا: عمل إرْهَـابي!. ماذا يعني هذا؟ يعني أن هؤلاء أناس لا يبالون، لا يبالون بهذا الشعب نفسه، بأن يسمحوا أن تمرر ذريعة معينة للأمريكيين هي الذريعة الرئيسية والمبرر الرئيسي لأن يتدخلوا في شأن هذا البلد وأن يحتلوه وأن يتدخلوا في مناهجه ويتدخلوا في إخفاء نسبة كبيرة من القُـرْآن الكريم، فيوافقون معهم. أي أنهم هنا لو كانوا مخلصين لدينهم، لو كان فيهم رحمة لشعبهم، لو كانوا مخلصين لوطنهم، لم يوافقوا أبداً في القضية هذه التي هم عارفين بأنها تقدم كذريعة، لقالوا: أبداً هذا تفجير من داخل، فلماذا؟ يأتي ليقول: نعم عمل إرْهَـابي، وسلّمنا..!! يسلِّم للأمريكيين وهي كذبة واضحة فعلاً، لكن قد يكون بعضهم جملاً لبني إسرائيل أَوْ بقرة لبني إسرائيل، حقيقة].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com