علماء اليمن يهيبون بأبناء اليمن للنفير العام لرفد الجبهات لمواجهة العدوان الأمريكي السعودي

 

المسيرة| خاص

أهَابَ علماءُ اليمن بأبناء الشعب اليمني للنفير العام ورفد الجبهات بالرجال المقاتلين والمال وبكل مقومات الثبات والصمود في مواجَهة الأعداء، داعين شبابَ اليمن المُخلصين؛ للاستجابة لدعوة وزارة الدفاع للتجنيد والالتحاق بالمعسكرات؛ امتثالاً لأمر الله في الدفاع عن الدين والنفس والأرض والعِرض.

وأكَّدَ علماءُ اليمن خلال تدشينهم الحملةَ التعبويةَ لمواجَهة تصعيد العدوان ووجوب النفير العام لمواجهته العدوان الأمريكي السعودي، أمس بصنعاء، بأن على كُلّ عالم وخطيب ومرشد عرف الشريعة الإسْلَامية الغراء وآمن بكتاب الله وسُنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتحَـرّكَ التحَـرّكَ الجادَّ والفاعلَ؛ للصدع بكلمة الحق وتحريض المؤمنين على مواجهة الأعداء وصد الخطر الداهم والدفع بالرجال المقاتلين الأشداء لإعانة إخوانهم في جبهات القتال.

وكان العلامة شمس الدين شرف الدين -رئيس رابطة علماء اليمن، ومفتي الديار اليمنية- قد أَكَّـدَ في كلمته أن العلماءَ والشعبَ اليمني متفقون على وجوب الجهاد والدفاع عن الأرض والعرض، خَاصَّةً مع انكشاف الوجه القبيح للنظام السعودي وموالاته لليهود، وَوقوفه معهم ضد القضية الفلسطينية، مخاطباً علماءَ مصر وعلماء الأزهر الشريف مذكراً إياهم بقول الله تعالى ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين﴾، متسائلاً هل تحَـرّك علماء المسلمين كما يمليه عليهم واجبُهم الديني؟.

كما ألقيت في الفعالية عددٌ من الكلمات أكَّدت في مجملها على فضيلة الجهاد وأهميته في الوقت الحاضر لردع العدوان الأمريكي السعودي والذي ارتكب مئاتِ المجازر بحق أطفال ونساء اليمن في ظل صمت عربي وإسْلَامي وعالمي مخزٍ وغير مبرَّر..

المسيرة بدورها حضرت حفلَ التدشين وأجرت عدداً من اللقاءات مع عدد من فضيلة العلماء خلال الأسطر القادمة..

 

نحث الجميعَ على تحمل المسؤولية

العلامة/ أكرم محمد الرقيحي -خطيب الجامع الكبير بصنعاء- قال إن هذا اللقاء مهم جداً لاجتماع فضيلة العلماء لمتابعة وتدارس الأحداث، خَاصَّة مع استمرار العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا؛ ولأن الجميعَ يعلمُ بحجم العدوان الذي يتعرض له شعبنا منذ أكثر من ألف يوم من الحرب والحصار والجوع والمجازر والقتل والتشريد، جرائم لا تشهد البشرية مثيلاً لها؛ لهذا من واجب علماء اليمن الاهتمام بهذا الجانب والمشاركة في التصدّي لهذا العدوان الإجرامي، وحث مختلف فئات الشعب اليمني بأهميّة الدفاع عن الدين والوطن، وأهميّة النفير في سبيل الله؛ لهذا وجب على الشعب اليمني التوجه إلى معسكرات التجنيد والتدريب للالتحاق بالجبهات، وهذا واجبٌ دينيّ والعدوان لن يرتدعْ إلا من خلال التصدّي له بكل قوة..

ودعا العلامة الرقيحي “الخطباءَ والمرشدين والمثقفين ومختلف وسائل الإعلام والإذاعات والمشايخ والأعيان إلى تحمل المسئولية الوطنية والنزول إلى الناس وتوعيتهم بأهميّة النفير في سبيل الله والجهاد بالمال والنفس”.

 

سعي العدوان للفتنة الطائفية

أمَّا العلامة علي محمد الكردي، من محافظة عدن، فقال من جانبه إنه “يجب على الناس التعامل مع آية النفير والجهاد بمسئولية عالية وإيْمَان كامل والرسالة واضحة، فاللهُ عز وجل يقول (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، ويقول في آية أُخْـرَى (إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ)، فالمعنى إما أن تنفر للدفاع عن دينك ومالك وعرضك وإما أن تنتظر العذاب من الله سبحانه وتعالى وهو العذاب الأليم، ويستخلف غيرك”.

وأضاف العلامة الكردي أن “الجهاد أَصْبَـح اليوم فرضَ عين، فنحن أبناء اليمن جاهدنا وقاتلنا مع رسولنا الكريم، ومع الخلفاء الراشدين، وشاركنا بقوة في الفتوحات الإسْلَامية، واليوم للأسف مثبّطون ويقاتل بعضنا في صف العدوان الأمريكي السعودي الغاصب”.

وأكد العلامة الكردي أنه “كما يعلم الجميع فالعدوان على بلادنا هو عدوانٌ أمريكي بريطاني إسرائيلي بأدوات عربية وأفريقية وغربية؛ بهدف السيطرة على البلد وعلى ثرواته ومقدراته، خَاصَّة في جنوبنا المحتل”.

ووجّه العلامة الكردي كلمةً لأبناء الجنوب “بأن لا يصدقوا أعداءَ الأُمَّـة الذين يسعَون للفتنة الطائفية بين أفراد المجتمع اليمني الواحد، فلا وجودَ لذلك والمعركة اليوم هي معركة بين الحق والباطل بين حلف اليهود والمشركين والمنافقين، فالعدوانُ على اليمن يقوده اليهود والنصارى وبأيادي المنافقين الحكام الخليجيين ومرتزقة الداخل للأسف الذين ندعو لهم بالهداية.. كما نؤكد على أبنائنا وإخواننا في الجنوب أنْ لا ينخدعوا بالمال، فهو قيمة لكرامتهم وعزتهم ودينهم وخيرات بلدهم”.

 

 حُجّةٌ على العلماء

العلّامة خالد موسى -عضو رابطة علماء اليمن- يرى من جانبه أن “هذا اللقاء حجة أقامها العلماء على أنفسهم وعلى غيرهم، هي دعوةٌ من العلماء والخطباء، إلى الناس كافة؛ لتلبية داعي النفير والجهاد والالتحاق بمعسكرات التجنيد التابعة لوزارة الدفاع، وزيارة المجندين وتوعيتهم ورفع معنوياتهم وتوعيتهم بخطورة المؤامرة على اليمن وبخطورة هذا التصعيد الذي يجب أن يكون لنا تصعيد في المقابل”.

وأضاف أن “العلماء اليوم بدأوا بالتحَـرّك وألزموا أنفسهم بالدعوة الناس وتحريضهم، وزيارة معسكرات التدريب والجبهات والميادين؛ للقيام بمسئولياتهم الدينية والإنْسَانية أمام الله وأمام هذا الشعب للتصدي للعدوان والمرتزقة”.

وأشار العلامة موسى إلى أن “الساحل الغربي والمياه اليمنية والعربية مطمعٌ لمشاريع تصُبُّ في صالح أمريكا وإسرائيل، فهم يحاولون احتلالَها عبر أدواتهم من المنافقين والمرتزقة في الداخل والخارج، وبتمويل أمريكي إسرائيلي”، داعياً الشعب اليمني كافة إلى التحَـرّك الفوري صوب المعسكرات والجبهات والقيام بواجبهم الديني المقدس.

 

البترول العربي في خدمة إسرائيل

من جانبه أَكَّـدَ العلامة الشيخ جبري إبراهيم أن على “الشعب اليمني أن يعرفَ أهميّة النفير ومقاتلة المعتدين والاستجابة لدعوة وزارة الدفاع”، مبيناً “حقيقة الحرب الإسرائيلية الأمريكية علينا”.

وقال إنَّ “من يدعم إسرائيل اليوم هم زعماء العرب، وَأن البترول العربي اليوم في خدمة إسرائيل، والعدوان الذي شنه علينا السعوديةُ وحلفائها تقوده إسرائيل أمريكا، مشيداً بدور الشعب اليمني في مواجهة العدوان وبدور المرأة اليمنية التي رفعت الرؤوس بثقافتها القُـرْآنية ووعيها المستنير وهي تودّع أبنائها الشهداء”.

وفي ختام حديثه لصحيفة المسيرة، دعا العلام إبراهيم “الشعب اليمني إلى النفير والتوحد في وجه المستعمرين وَأن الجهاد فرض عين بدون استثناء، مستنهضاً دور القبائل في مواجهة العدوان مستدل بأن العدو اليوم يستبيح كُلّ شيء والواجب يتطلب تلبية وزارة الدفاع والالتحاق بالمعسكرات، منوهاً قال بأن من ينشر القاعدة وداعش في المناطق الجنوبية هم الإماراتيون والسعوديون، فهذه التنظيمات تعمل تحت رعاية وحماية المحتل لتنفذ أجندته الخَاصَّة”.

 

الحث لرفد الجبهات

إلى ذلك دعا الأستاذ خالد المداني، العلماءَ إلى زيارة معسكرات التدريب، فهناك من ينتظرهم ويحتاج لصوتهم ووعيهم الديني، مثمناً دورهم في النزول إلى مختلف جبهات العزة والكرامة لرفع معنويات المجاهدين، وقال كما أن على العلماء والخطباء والمرشدين دوراً كبيراً وهاماً على منابر الجوامع يوم الجمعة؛ لحث الناس للنفير العام والتوجه للجبهات ورفدها بكل غالٍ ونفيس، مؤكداً أن المرحلة تحتاج إلى مضاعفة الجهود والنفير في كُلّ مديرية ومربع وحارة، وهذا هو ما سيكون لردع العدوان الأمريكي السعودي.

 

بيان العلماء: الحرب اليوم بين الحق والباطل

وفي ختام اللقاء أصدر علماء اليمن بياناً أهاب “بأبناء الشعب للنفير العام ورفد الجبهات بالرجال المقاتلين والمال وكل مقومات الثبات والصمود في مواجهة الأعداء”، داعياً “شباب اليمن المخلصين للاستجابة لدعوة وزارة الدفاع للتجنيد والالتحاق بالمعسكرات؛ قياماً بما أمر الله تعالى من واجب الدفاع عن الدين والنفس والعرض والمال”.

وأشار البيان إلى أن “تحالف العدوان أَكَّـدَ من خلال مواقفه الواضحة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب والسعي لتصفية القضية الفلسطينية” مضيفاً أن “العدوان يثبت تماهيه المطلق مع المشروع الصهيوني في المنطقة وتقديمه أعداء الإسْلَام والمسلمين في صورة الدول الصديقة راعية السلام”.

كما أَكَّـدَ بيان علماء اليمن أنه “لم يبقَ حجة لأحد ولا عذر لمعتذر في مواجهة أعداء الله الظالمين أياً كانوا وبأي لسان تكلموا”.

واعتبر علماء اليمن في البيان أن “الحرب في الحقيقة اليوم حربٌ بين الحق ومن ينتمي إليه وبين الباطل ومن ينتمي إليه”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com