خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة مرور عامين على العدوان السعودي على اليمن

 

  • معنيون بتفعيل مؤسّسات الدولة وربطها بالواقع حسب الضرورات الملحة لمواجهة العدوان

  • ضرورةُ تطهير مؤسّسات الدولة كافة من الخونة الموالين للعدوان

  • ضرورةُ إصلاح وتفعيل القضاء وتطهيره من كُلّ الخونة المؤيدين للعدوان ومحاسبتهم ويقظته من حالة السبات

  • ضرورة تشكيل وتفعيل اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء والعمل وفق رؤية واقعية

  • ضرورة إصلاح وتفعيل الأجهزة الرقابية للقيام بمسؤوليتها في محاربة الفساد والحد منه، والتأخير ليوم واحد في ذلك ذنبٌ على الجانب

  • ضرورةُ ضبط الموارد المالية وإصلاحها وتوسيع دائرتها

  • فتحُ أبواب التجنيد في الجيش والإحلال بدل الفرار وأيضاً بدل الخونة المنضمين لصف العدوان

  • الاستمرار في تطوير القدرات العسكرية

  • العناية المستمرة بدعم الجبهات بالرجال والمال

  • الحفاظ على وحدة الصف بين كُلّ المكونات، وتفعيل آليات التعاون والعمل المشترك والحفاظ على السلم الاجتماعي بين القبائل

  • العناية بالنشاط التوعوي في الجامعات والمدارس والمقايل والمناسبات

  • تفعيل وثيقة الشرَف القبلي التي اعتمدها ووقّع عليها جمهور كبير من قبائل اليمن ورجالها

  • العناية شعبياً ورسمياً بأسر الشهداء وبالجرحى وأسر الأسرى والمرابطين بالجبهات وبالنازحين والمنكوبين جراء العدوان

  • الاهتمام باستغلالِ موسم الزراعة القادم بتعاون رسمي وشعبي

  • لقوى العدوان ما دام عدوانكم مستمراً فيعني ذلك حتمياً وبإذن الله أن صمودنا مستمر صامدون

 

 نص الخطاب:

أُعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أن سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُه ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.

اللَّهُمَّ صَــلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آل مُحَمَّــدٍ، كما صليتَ وباركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابِه الأخيارِ المنتجَبين وعن سائرِ عبادِك الصالحين.

شعبَنا اليمني المسلم العظيم، أيها الإخوةُ والأخوات.. السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ..

على أعتابِ العام الثالث وَبمرور عامين منذ بداية العدوان السعودي الأَمريكي الظالم على شعبنا اليمني المسلم العزيز وعلى بلدنا الذي له حُرمتُه وحقوقه كبلد مستقل.. مناسبةٌ مهمةٌ تحمِلُ الكثيرَ من الدروس ولها الكثير من الدلالات، وفيها الكثير من العِبَر، منذ الليلة الأولى التي بدأ فيها العدوانُ الظالم على بلدنا، أول ما كان بالنسبة لهذا العدوان هو أنه فاجأ الكثير، سواء في بلدنا أَوْ على مستوى المنطقة والعالم، في بلدنا الكل تفاجأ بهذا العدوان، وحتى المرتزقة، حتى عبدربه نفسه الذي جعل فيما بعد مطيةً امتطاها المعتدون وعلّلوا بها عدوانَهم وتذرّعوا بها لعدوانهم، هو تحدَّثَ عن نفسه وذلك موثَّقٌ بالفيديو أنه تفاجأ بهذا العدوان.. بحّاح كذلك قال إنه تفاجأ، المرتزقة بشكل عام واضح أنهم تفاجأوا بهذا العدوان، أَبْنَاءُ شعبنا اليمني في كُلّ أَنْحَاء هذا البلد في المُدُن والأرياف، الكلُّ تفاجأ بهذا العدوان، في المنطقة من حولنا الشعوب والحكومات، الجميع تفاجأ بهذا العدوان، العدوان نفسُه أُعلن من واشنطن واتخذ قراره هناك وجرت تدابيرُه هناك ومُخَطّطاته هناك.

 

الجميعُ تفاجأ بهذا العدوان

 هذا العدوانُ فاجأ الكثيرَ لاعتبارين: الاعتبار الأول أنه لم يكن هناك من جانب شعبنا اليمني ما يبرّر العدوان عليه بأي حال من الأحوال من قبل قوى العدوان، وعلى رَأسها أَمريكا وأَدَوَاتها النظام السعودي ومعه الإمَارَاتي، لم يكن في ما قبلَ العدوان من أحداث معيّنة أَوْ مشاكلَ معينة أَوْ ظروف معينة يستقرئ فيها أحد من المراقبين ومن المطّلعين ومن المهتمين بأَوْضَاع المنطقة يستقرئ فيها أن عدواناً وشيكاً سيبدأ على هذا البلد المظلوم وعلى هذا الشعب المسلم العزيز، والواقعُ بالنسبة للداخل بالنسبة لنا كشعب يمني كان الجميع منهمكاً على الوضع الداخلي في مشاكله وحواراته وأَوْضَاعه السياسية والأمنية والاقتصادية إلى آخره، وبما أنه لم يكن هناك شيءٌ من جانب الشعب ولا من جانب هذا البلد يستوجبُ أَوْ يبرر أي عدوان، الكل تفاجأ.. هذا يحملُ شهادة كبيرة على مظلومية شعبنا اليمني ويحملُ أَيْضاً إدَانَةً كبيرة على المعتدين.

 

لم يفاجئنا العدوانُ إلا بالتوقيت وَطبيعة الأحداث

 العاملُ الآخر للتفاجؤ هذا، والسبب الآخر فيه أن الكثيرَ من النخب والتيارات والقوى في بلدنا لم تكن فيما قبلُ تحملُ رؤيةً ناضجةً تجاه الواقع القائم في المنطقة ككل، الواقع الذي فيه الكثير من المؤشرات والدلائل الدامغة على أن كُلَّ شعوب المنطقة وكل بلدان المنطقة هي مستهدفة بمؤامرات كبيرة وحروبٍ وفتن، الكثير في بلدنا كانوا على خلافٍ معنا حول هذه النقطة، عندما كُنّا في مسيرتنا القرآنية وفي تحَـرّكنا نسعى إلى تعميم حالة الوعي عن أن المنطقة بشكل عام وعن أن أُمَّتَنا الإسْـلَامية بشكل كامل وعن أن بلدنا في طليعة بلدان المنطقة، الجميعُ مستهدَفٌ بمؤامرات كبيرة، والجميعُ يحيكُ لهُ الأَعْدَاءُ الكثيرَ من المؤامرات الرهيبة وأن المستقبل مليء بالكثير من الأحداث القادمة، كان الكثير يخالفُنا في هذه المسألة، وكانوا ينظرون إلى اليمن أنه بلد بمنأىً عن الكثير من الأحداث وعن المؤامرات، نظرة البعض للأسف لم تكن نظرةً واعيةً، البعض كانوا ينظرون نظرةَ الاحتقار إلى بلدهم وَإلى شعبهم، يعتبروننا بلداً لا أَهَميَّة له وشعباً لا يُحسَبُ حسابُه في أية حسابات والاعتبارات على المستوى الإقْليْمي أَوْ على المستوى الدولي، فكانوا يتوهّمون أنه ما من أحد لا الأَمريكي ولا الإسْرَائيْلي ولا أَدَوَاتهم في المنطقة يحملُ نية السوء أَوْ إرَادَة شر تجاه هذا البلد وتجاه هذا الشعب، وكانوا يسخرون منا من شعاراتنا من مواقفنا من نشاطنا التوعَوي في هذا البلد؛ فلذلك تفاجأوا، وكانت مفاجآتهم كبيرة جدّاً..

 بالنسبة لنا تفاجئنا بالتوقيت وتفاجئنا بطبيعة الأحداث، أما أنه سيأتي في يوم من الأَيَّـام عدوانٌ على بلدنا واستهدافٌ شاملٌ على هذا النحو، هذه مسألة نعيها جيّداً وندركها جيّداً ونعرف من خلال الواقع بكل ما فيه في منطقتنا بكلها وفهمنا لعدو هذه الأمة ندركها جيّداً.

 

أولُ دروس هذا العدوان

 على كلٍّ كان أول درس من دروس هذا العدوان أن نعي جَميعاً في هذا البلد على أننا شعبٌ مستهدَف وبلد مستهدف، ولاعتبارات كثيرة ومتنوعة وأن القوى الأُخْرَى وعلى رَأسها وفي ضمنها قوى إقْليْمية على رَأسها أَمريكا ومنها قوى إقْليْمية باتت اليوم معروفةً كانت تقدم نفسها دوماً كصديق مع أنها كانت في الماضي كله تعمَلُ بهذا الشعب عملَ العدو وليس فعل الصديق، وكانت في الحالات التي تقدم نفسَها محسنةً أَوْ مصلحة أَوْ فاعلة خير إنما تدُسُّ السم في العسل.

 

معنيون ببناء حاضرَنا ومستقبلنا؛ لأننا شعبٌ يواجِهُ تحدياتٍ كبيرةً

 على كُلٍّ الحادثة هذه في تلك الليلة بدايةً، العدوان أيقظ شعبنا بكله وبات الأمر واضحاً أننا معنيون في كُلّ حساباتنا في كُلّ اعتباراتنا في كُلّ اهتماماتنا وعلى المستوى الثقافي على المستوى السياسي على المستوى الفكري على المستوى الاستراتيجي في كُلّ تفاصيله في كُلّ تشعُّباته معنيون أن نبني حاضرَنا ومستقبلنا بناءً على هذا الأَسَـاس، بناءً على أننا شعب يواجه تحديات كبيرة بهذا المستوى الذي نواجهه اليوم، بهذا المقدار الذي نراه اليوم ونعيشه اليوم، معنيون في مناهجنا الدراسية في الجامعات والمدارس، في نشاطنا التوعوي، في نشاطنا الاقتصادي، في مسارات حياتنا بكلها أن ننطلق من هذا المنطلق، هذا ما لا بد منه، وهذا أَكْبَـر وَأهم درس نستفيده من مفاجأة تلك الليلة بهذا العدوان الظالم والإجْــرَامي والوحشي، ثم هذه المناسبة أَيْضاً فرصة لشحذ الهمم والتذكير بالمسؤولية، البعضُ من الناس مع طول أَمَـد العدوان وتعاقب الأَيَّـام والشهور، البعض من الناس يصابُ بالممل وتغلُبُ عليه الغفلة ويعيش حالة الأماني والأوهام ويصيبه الفتورُ، والبعض قد يصيبه الوهنُ، الناس متفاوتون في وعيهم، في عزمهم، في يقينهم، في بصيرتهم، في همتهم، وحتى في إدْرَاكهم للمسؤولية ومستوى إحساسهم بالمسؤولية، فالتذكير في مثل هذه المناسبة مهم جدّاً وإيقاظُ النائمين والغافلين مهم جدّاً، مناسبة مهمة في هذا الجانب، المناسبة هذه أَيْضاً فرصة لمسألة في غاية الأَهَميَّة، فرصة للمراجعة للأداء الداخلي ولتقييم الأداء لمواجهة هذا العدوان والتصدّي لهذا العدوان، نحن في هذا البلد في كُلّ المكونات، وبالذات المكونات التي لها موقفٌ شجاع وحر ومسؤول ضد هذا العدوان وفي التصَـدّي لهذا العدوان، وتتحَـرّك من واقع الشعور بالمسؤولية، الجميع معنيون أن نراجع أدائنا العملي وأن نقيّم أداءنا العملي في كُلّ المجالات ونحن نتصدى لهذا العدوان؛ بهدف تلافي كُلّ جوانب القصور؛ وبهدف التطوير لمستوى الأداء والتحصين لمستوى الأداء والارتقاء بمستوى الأداء؛ حتى نكون أَكْثَــر فاعلية وأَكْثَــر تأثيراً في أدائنا العملي في كُلّ الميادين في كُلّ المجالات ونحن نتصدّى لهذا العدوان.

 أَيْضاً مرورُ عامين منذ بداية هذا العدوان يحمل دلالة مهمة، هذا العدوان الذي على رأسه أَمريكا وشمل الكثيرَ من القوى الإقْليْمية وأذيالها، هذا العدوان عدوان كبير استخدمت فيه أفتك أَنْوَاع الأسلحة وأحدث التقنيات الحربية والعسكرية، وتحَـرّك فيه المعتدون بكل ثقلهم وإمكانياتهم الهائلة، وعدوان وحشي وإجْــرَامي لم يتقيد بأيٍّ من الضوابط الشرعية والإنْسَانية والأَخْـلَاقية، عدوان أنفلت وتحلل من كُلّ القيم والأَخْـلَاق والضوابط والاعتبارات الإنْسَانية والشرعية، فعل كُلّ شيء في سبيل أن يحسِمَ المعركة، استخدم حتى السلاح المحرّم دَولياً في أن يتحققَ له ذلك، ارتكب أبشعَ الجرائم في سبيل أن ينجح في ذلك، فعل كُلّ المحظورات وكل المحرمات في سبيل أن يتحققَ له ذلك، لم يألُ جُهداً، وفعل كُلّ شيء ومع ذلك فشل وكانت حساباته التي بنى عليها ترتيباتُه العلمية أنه سيحسم هذه المعركة في أُسْبُوْعين أَوْ في خلال شهر أَوْ خلال شهرين، ثم كان يعيشُ الوهم أنه في هذا الشهر سأحسم المعركة، في الشهر القادم سنحسم المعركة، في يوم كذا سنكون في مدينة كذا أَوْ سنكمل معركتنا هنا، أَوْ إلى غير ذلك، ووجد نفسه فعلاً غارقاً في الوحل وضائعاً في الوهم ويعيش في السراب، يتخبط من شهر إلى شهر من وقت إلى وقت ويكلفه هذا العدوان ثمناً باهضاً وكلفة كبيرة وعالية.

 

شهادةٌ عظيمةٌ على الصمود العظيم

 فتحمل مرور عامين كاملين دلالة مهمة وشهادة عظيمة على الصمود العظيم لشعبنا اليمني المسلم، الصمود والثبات الذي فاجأ العدو الذي كان حسب حسابه في واقع هذا الشعب في إمكاناته المتواضعة في ظروفه الصعبة في معاناته الاقتصادية في مشاكله السياسية في الكثير والكثير من العوامل التي كان يرى فيها أنها عواملُ تساعده على حسم المعركة وعلى السيطرة الكاملة على هذا البلد وعلى ضرب هذا الشعب وقهره واستعباده والتحكم فيه وإذلاله، كان يراهن على كثير من الاعتبارات والعوامل، وكان مطمئناً إلى ذلك وفرح بذلك ودخل بحسابات واعتبارات نتحدث عن البعض منها، شعبنا اليمني كان فعلاً عندما بدأ هذا العدوان يعيش ظروفاً صعبة في كُلّ الجوانب والمجالات، ظروف اقتصادية صعبة، مشاكل سياسية كبيرة ومشاكل كثيرة، قضايا وطنية صنعها أولَئك والبعض منها طوّرها أولئك وغذّوها، وسعوا إلى تحويلها إلى مشكلات كبيرة ومُعضلات حقيقية يعاني منها هَذا الشعبُ، ولكن مع كُلّ ذلك له رصيدُه الإيْمَاني، رصيدُه الأَخْـلَاقي، هُويته المتأصِّلة، كرامته وعزته، فكان هناك مجموعة من العوامل المهمة التي ساعدت وسَاهمت في هذا الصمود على هذا المستوى بهذه الفترة الطويلة ولمدى أبعد وأبعد وأبعد إن شاء الله تعالى.

 

أَهَـمُّ عامل في الصمود

 أولُ الفضل في هذا الصمود، أَهَـمُّ عامل فيه هو العَونُ إلَهي، هذا الشعب شعب مسلم تتأصل هُويتُهُ الإسْـلَامية، وتتأصَّلُ فيه الروحية الإيْمَانية، فهو شعب عندما بدأ هذا العدوان بكل وحشيته بكل جبروته بكل ما فيه من تدمير وقتل ووحشية وَإجْــرَام، هذا الشعب التجأ إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وراهن على الله وتوكل على الله واعتمد على الله ووثق بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وقرر الصمود انطلاقاً من هذه الثقة انطلاقاً من هذه القيم، وهو يحمل هذه الروحية، روحية الواثق بالله المتوكل على الله الذي يرى في اعتماده على اللهِ وفي توكله على الله وفي التجائه إلى الله وفي رهانه على الله مصدرَ قوة ومصدر نصر ومصدر عزة، ويرى في ذلك منطلقاً عظيماً يعطيه دَائماً الأمل بالنصر مهما كان حجمُ التحدّي ومهما كان حجم التضحيات ومهم كان مستوى المخاطر، هذا الرهان على الله وهذا التوكل على الله وهذه الثقة بالله وهذا الاعتماد على الله لم يَضِعْ أَبداً ولم يضع شعبنا ولم يذهب سُدَىً أَبداً، كان له نتيجته، كان له ثمرته، كانت له نتائجه العظيم والإيجابية والكبيرة، أولها هذا الصمود هذه القوة في الموقف هذه الفاعلية في الموقف؛ ولذلك يمكننا اليوم أن نقول إن أول عوامل صمود شعبنا هو إيْمَانه بالله وتوكله على الله ورهانه على الله العظيم الكريم، واللهُ هو القائل: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”، هو جل شأنه نعم المولى ونعم المصير.

 

الشهداءُ وأبطالُ الجبهات.. العاملُ الثاني للصمود

 العاملُ الآخر والثاني من عوامل الصمود وهو إنما يكونُ مع بقية العَوامل امتداداً للعامل الرئيسية ونتاجاً للعامل الرئيسي في التوكل على الله والإيْمَان بالله والرهان على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، العامل الثاني الفرعي أن صح التعبير هم الشهداء شهداء الميدان رجال هذا الشعب وأبطال هذا الشعب الذين استبسلوا في كُلّ جبهات القتال وقدموا أَرْوَاحهم وحياتهم في سبيل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نُصرةً لعباد الله المستضعفين دفاعاً عن شعبهم دفاعاً عن بلدهم دفاعاً عن حريته شعبهم وكرامة بلدهم، الشهداء العظماء شهداء الميدان شهداء الجبهات، الذين وقفوا وقفة الإيْمَان وقفة العزة وقفة الكرامة وقفة الثبات وقفة البطولة، واستبسلوا بكل جد في مواجهة هذا العدوان، فكان استبسالُهم وكان ثباتهم وكانت تضحيتهم تمثل عاملا مهما وقويا وكبيرا في التصَـدّي لهذا العدوان وفي إفشال مساعي هذا العدوان في السيطرة السريعة والعاجلة التي كانت أُمنيةً له على هذا البلد.

 هؤلاء العظامُ، هؤلاء الشهداء الكرام، بتضحياتهم واستبسالهم وعطائهم العظيم أسهموا في إخفاق العدوان، كبّدوه الخسائر وقدّموا له الدروسَ المهمة من واقع الميدان عن أن هذا شعبٌ عزيز وعظيم وحُر ومؤمن، لدرجة أنه مستعد وحاضرٌ أن يقدم الأَرْوَاح وأن يضحّي بالحياة في سبيل الله تعالى في سبيل أن يحافظ على حريته وعلى كرامته وعلى استقلاله، إنه شعب حاضر للتضحية في سبيل أن يحمي نفسَه من استعباد قوى الطاغوت ومن الذل ومن الهوان.

 

صمودُ الجرحى من عوامل الثبات

 العاملُ الآخرُ من عوامل الثبات والصمود هو صمود الجرحى، الكثيرُ من الإخوة الجرحى صمدوا، وكانت مسألة احتمال أن يصابَ الإنْسَان أن يجرح في ميدان القتال وهو يتصدى لهذا العدوان لا تؤثر في معنويات المقاتلين بقدر ما يزيدُهم إحساسُهم بالمسؤولية استعدادا عالياً للتضحية بالنفس، فكيف بمستوى أن يُجرَح الإنْسَان.
 صمود الجرحى بالرغم مما نعانيه في بلدنا من صعوبة الحصول على العلاج والدواء الذي يحتاج إليه الجريح ومن الحصار الخانق على تسفيرهم إلى الخارج، مع وجود الكثير من الحالات تستدعي السفرَ إلى الخارج نتيجة الظروف المتواضعة والإمكانات البسيطة في الجانب الصحي في البلد، لكن ذلك كله لم يُثنِ أَبداً لا الجرحى عن الصبر على جرحهم والعودة عند التشافي أَوْ الإشراف على التشافي إلى ميدان القتال من جديد، ولا الذين هم موجودون في الميدان خشيةَ أن يجرحوا لم يتأثروا بذلك أَبداً.

 العامل الآخر هو صمودُ أسر الشهداء وأسر الجرحى وأسر المرابطين في الجبهات، وصمود المنكوبين والمتضررين من هذا العدوان والنازحين من المناطق المحتلة في تعز والجنوب والمناطق الشرقية، هؤلاء كانوا على درجة عالية من الصبر والثبات والتحمُّل بالرغم من حجم المعانات.

 عاملٌ آخر أَيْضاً هو الصبر والصمود بكافة أَبْنَاء هذا البلد في القرى والمدن بالرغم من القصف الذي شمل الجميع، شمل المدن شمل الأحياء السكنية في المدن وشمل الشوارع والحارات وشمل القرى والأرياف، بالرغم من ذلك كله الكل أَوْ في غالب الأحوال صامدون وثابتون، لم يذهب شعبُنا اليمني للرحيل من هذا البلد مع أنه استهدف في معظم المناطق الأَكْثَــر بقوا ثابتين في المدن وفي القرى وبقوا صامدين لم يتزحزحوا أَبداً وبمعنويات عالية وبثبات كبير وبقرار حاسم على الثبات مهْما كان حجم التضحيات، فلا القتل ولا التدمير أوهن من عزمهم ولا أضعف من قوتهم ولا حطّمه أَبداً، كذلك من العوامل المهمة، صبر الموظفين الذين انقطعت مرتباتهم وتوقفت بعد تآمر قوى العدوان على البنك المركز مع حجم المعانات الكبير في لقمة العيش، المعانات المعيشية التي يعاني منها الموظفون حتى على مستوى التغذية لأسرهم ولأَطْفَالهم، على مستوى إيجار السكن، حيث يسكن البعض منهم والكثير منهم تعتمد على الإيجار، الكلُّ صمدوا رغم حجم المعانات ورغم مستوى المؤامرة.

 

تماسُكُ الصف الداخلي من العوامل التي ساعدت على الصمود

 من أَهَـمّ العوامل التي ساعدت على هذا الصمود تماسُكُ الصف الداخلي للمكونات الرئيسية في هذا البلد بناءً على المسؤولية وانطلاقاً من الوعي، المكونات الرئيسية التي لها دور كبير في تماسك الصف الداخلي وفي الثبات من الموقف من الجميع سعى الأَعْدَاء لشق صفها لإثارة المشاكل فيما بينها لإثارة النزاعات والخلافات وتأجيجها؛ بُغية تفكيك الصف الداخلي وبعثرة هذه المكونات ثم الانفراد بها مكوناً مكوناً حتى تصل إلى مآربها وأَهْدَافها الشيطانية في القضاء على الجميع وحتى ينشغل الكثيرُ ببعضهم البعض، ويغفلون ويذهلون ويبتعدون عن مسؤولياتهم الأَسَـاسية في التصَـدّي لهذا العدوان، لكن مستوى الوعي والإحساس العالي بالمسؤولية ساعد على أن يهتم العقلاء والوطنيون والجادون في هذا القوى بأولوياتهم التي تفرضها عليهم مسؤوليتهم الدينية والوطنية والإنْسَانية والأَخْـلَاقية وتفرضها الحكمة ويفرضها المنطقُ، وهو التصَـدّي لهذا العدوان قبل كُلّ شيء والتوجه كُلّ الجُهد وكل العمل وكل المساعي في الواقع العملي للتصَـدّي لهذا العدوان هذا كان له تأثيرٌ مهم في التماسك والصمود.

من العوامل المهمة أَيْضاً التحَـرّك الفاعل لكل الأَحْرَار في أوساط هذا الشعب من العلماء الربانيين والواعين والمدركين لمسؤوليتهم وللوجاهات الاجتماعية من مَشَايخ وغيرهم وللمثقفين ولكل الشخصيات الفاعلة من أَبْنَاء هذا البلد من مختلف المكونات والفئات التي تحَـرّكت بوعي ومسؤولية وجد واهتمام، هذا التحَـرّك الشامل الواسع من كُلّ المكونات ودفع الجميع إلى الموقف أسهم بشكل كبير ومفيد وعظيم ومهم في الصمود والثبات والتصَـدّي للعدوان.

 من أَهَـمّ أَيْضاً ما ساعد شعبَنا بكل مكوناته وفئاته في صموده بالرغم من حجم العدوان حجم المعانات ومستوى التضحيات هو الرصيد التأريخي لشعبنا العزيز كشعب أصيل متمسك بهُويته وأَخْـلَاقه وقيمه وشعبٌ توّاق على الدوام للحرية، هذا الشعب هو شعب عظيم شعب أصيل وشعب له تأريخ وله تراكم في هذا التأريخ، تراكم من التجربة تراكم كبير في رصيده القيمي والأَخْـلَاقي، شعبٌ على مدى تأريخه كان شعباً متمسكاً بهُويته، شعب توّاق للحرية والعزة واجه الاستعمار الخارجي على مدى التأريخ شعب مجاهد شعب حُر شعب عزيز شعب أبي، ولو كان فيه هنا أَوْ هناك البعض من الخونة، البعض من الذين أرخصوا أنفسهم وباعوا شعبهم وخانوا أمتهم، لكن فيه الكثير والكثير والكثير والكثير والكثير من الأَحْرَار والشرفاء والمؤمنين والأعزاء الذين أبوا إلَّا أن يكونوا أَحْرَاراً وصامدين وثابتين، وأبوا العبودية لقوى الطاغوت وأبوا الذل وأبوا الهوان؛ ولذلك هذه الهُوية الثابتة في الوجدان في وجدان الإنْسَان الوطني في وجدان الإنْسَان اليمني وَالمتجذرة في مشاعره، وعي وإيْمَان وعزم وهمه وشعور متأصل أبت لهذا الشعب إلَّا أن يكون صامدا وثابتا وعزيزاً وأبياً وأن لا يحني رأسَه لقوى الشر والطاغوت والإجْــرَام والاستكبار، وأبت له إلَّا أن يكون كما يليقُ به شعباً في مقام الرجولة في مقام الثبات في مقام البطولة في المقام الذي أراده الله له وأراده الرسول صلوات الله عليه وعلى آله له، وتفرضه عليه هُويته الإسْـلَامية ومبادئه وقيمُه.

 أَيْضاً من أَهَـمّ العوامل المساعدة على الصمود والثبات.. المظلومية الكبيرة والممارسات الإجْــرَامية الوحشية من قبل قوى الشر والعدوان، قوى العدوان فعلت بهذا الشعب كُلّ ما يمكن أن يستفز أيَّ إنْسَان بقيت فيه ذرة من الإنْسَانية وأي رجل بقيت فيه ذرة من الرجولة وأي إنْسَان بقي فيه شعورٌ بالكرامة الآدمية، قتلت الأَبْنَاء والأَطْفَال والنساء، هدمت ودمرت المساجد، مزقت المصاحف في المساجد بقنابلها وصَواريخها، يعني انتهكت كُلّ المحرمات وفعلت كُلّ المحظورات، فعلت كُلّ ما يستفزك كمؤمن بحكم إيْمَانك حين ترى ما يفعلُه أولئك الظالمون وهم يفعلون ما يغضبُ اللهَ ويسخط الله، يرتكبون أبشع الجرائم وأفظع المنكرات والقبائح التي تستفز كُلّ إنْسَان مُؤمن يرى فيها المنكر الذي يجب عليه أن ينكرَه، يرى فيها القبيح الشنيع الذي يجب عليه أن يستفضعَه وأن يسعى لمواجهته وأن يسعى لتغييره، يرى فيها الفظائع التي يأبى له إيْمَانُه ودينه وهُويته وقيمه ومبادئه أن يسكُتَ عليها أَوْ أن يتفرَّجَ عليها.

 ثم في بلدنا وفي تركيبته القبَلية، قبائل هذا البلد تتعيب من أن يقتل أعداؤها نساءها وأَطْفَالها ويدمّرون منازلها ويهدمون مساجدها ويضربونها بكل استهتار، حتى في مناسباتها أَوْ في أفراحها أَوْ في أحزانها في الأعراس وفي مناسبات العزاء وأن يستبيحوا فيها كُلّ شَيْء، المنزل والمسجد والمدرسة والمستشفى والسوق والجسر والطريق والبقالة، وأن يستهدفوا كذلك فيها المقابر وأن يستهدفوا فيها أَيْضاً المعالِم التأريخية، هذه الاستباحة التي لم تَرْعَ حرمةً لأي شَيْء أَبداً هي تستفز قبائلَ اليمن، مَن كان في هذه القبائل بقي لهم عُرْفُه القبلي، أَخْـلَاقه وقيمه المتأصلة والتي هي امتداد للقيم الإسْـلَامية والإيْمَانية والإنْسَانية، يتعيّبُ وتأخُذُه عزَّةُ الإيْمَان والإحساس بامتهان الشرف والكرامة، فيستفزه كُلّ ذلك لأن يتحَـرّك، هذه قبائل لها أعراف إذَا قتل العدو نسائها لها أعراف أن لا تكون قبائل جبانة تغض الطرف وتسكت وتصمت وتتجاهل ما يحدث، إذَا قتل العدو أَطْفَالها لها أعراف كيف تفعل إن بقي لديها أعرافها وحريتها وكرامتها، لا يخرج عن هذه الأعراف تجاه هذه المسائل في مواجهة هذه الاستباحة إلا البيّاعون الخائنون الذين أَيْضاً هناك أعراف بحقهم في هذا البلد.

 فعلى كلٍّ المظلوميةُ هذه، والممارسات الإجْــرَامية الفظيعة الوحشية من قوى العدوان عاملٌ مساعدٌ على استفزاز هذا الشعب وعلى التحسيس بالمسؤولية؛ لأن البعض قد تبلد نوعاً ما، يحتاج إلى أن يرى تلك المجازر تلك المشاهد المؤملة جدّاً من القتل الجماعي البعض لا يوقضه من سباته ولا يغيّر تبلُّدَه وينعشَ أَوْ يلفت انتباهَه إلَّا مثلُ هذا المستوى من الجرائم الفظيعة جدّاً التي يرتكبها المعتدون بحق هذا الشعب، يحتاج إلى أن ينتبه، إلى أن يلتفت، إلى أن يحس المسؤولية، أن يرى تلك الآلاف المؤلفة من الأَطْفَال الذين مزّقتهم قنابل المعتدين وصواريخهم إلى أشلاء، ويرى البعض منهم المئات والآلاف منهم جرحى يصرخون ويبكُون من الأوجاع، ويرى استغاثات تلك النساء التي أَصْبَـحت مرملة ويوتم أبنائها وأَصْبَـح الكثيرُ منها أَيْضاً جرحى ومعاقين ومعاقات، والبعضُ منهم كذلك فقدن الكثير الكثير من أعزائهم ورجالهم، البعض لا يوقظه إلا أن يرى هذه المشاهد الكبيرة جدّاً أمامنا الحاضرة اليوم في كُلّ مدينة وفي معظم القرى، يرى الكثير من المساجد المدمرة والمصاحف الممزقة، ويرى الكثير الكثير من المنشئات الخدمية التي استهدفت بُغية إلحاق الأذى بهذا الشعب في كُلّ مجالات حياته، لا بأس حدث كُلّ ذلك وأيقظ الكثير ونبّه الكثير.

 

العدوانُ رأسُه المدبّر والمُخَطّط أَمريكا، وَقلبه إسْرَائيْل

 أَيْضاً من العوامل المهمة للصمود بالأمس واليوم وبعد اليوم وعلى مدى الزمن هو إدْرَاكُ الأَحْرَار في هذا البلد والحكماء في هذا البلد وذوي المسؤولية في هذا البلد لحقيقة أَهْدَاف قوى العدوان من وراء هذا العدوان، هذا العدوان أيها الإخوة والأخوات إذَا أتينا لدراسة ماْهيته وبتأمُّل بسيط يعني لا تحتاجُ المسألة إلى عُمقٍ في النظر وبُعدٍ في التفكير، لا، هذا العدوان رأسه المدبّر والمدير والمتحكم والمشرف والآمر والمُخَطّط هو أَمريكا، أما قلبه في كُلّ شعوره ووجدانه هي إسْرَائيْل، أما أَدَوَاته التي تباشر الدور الرئيسي في التنفيذ والتحَـرُّك في الميدان وتشغل في الميدان، ها هي قوى العمالة والارتهان للأَمريكي والإسْرَائيْلي في المنطقة وَعلى رَأسها النظام السعودي العميل ومعه النظام الإمَارَاتي بالتالي ماذا نتوقعُ أن يكونَ هذا العدوان؟!، لا والله لا يمكنُ أن يكونَ تحتَ أَمريكا وتحت تدبير أَمريكا وتحت توجيه أَمريكا وبرعاية أَمريكا وبإسهام إسْرَائيْل أي موقف محق أَبداً، ولا أي تحَـرّك في الاتجاه الصحيح أَبداً، تحَـرّكٌ كهذا رأسه أَمريكا وقلبه إسْرَائيْل وأياديه قوى العمالة والارتهان وقوى التخريب في المنطقة لن يكون إلَّا ضمن المُخَطّطات الأَمريكية والإسْرَائيْلية، ضمن مشاريع الهيمنة والاستهداف لهذه المنطقة من قبَل أَمريكا وإسْرَائيْل، فإذاً هذا العدوان بالتالي هو غزوٌ استعماريٌّ تدميري يستهدف الشعب اليمني المسلم، الشعب نفسه كشعب من أَهَـمّ شعوب المنطقة وكجزء من الأُمَّـة يحسب الأَعْدَاء حسابَه اهتمامهَ بقضايا أمته الكبرى، في موقفه من إسْرَائيْل، في توجهه الحر، وفي توجهه نحو الاستقلال.

 المنطقة بكلها مستهدفة، شعوبها بكلها مستهدفة، الأُمَّـة كأمة قبل أن تنظر إليها كشعوب فرّقها العدو يوماً ما ومزقها العدو يوماً ما وقطع أوصالها العدو يوماً ما، قبل ذلك كله هي أمة واحدة، الأُمَّـة الإسْـلَامية هذه في المنطقة العربية وفي محيطها الإسْـلَامي فيما بقي من العالم الإسْـلَامي، لكن على رأس هذا الاستهداف المنطقة العربية بالتأكيد، فإذاً الأُمَّـة هذه مستهدفة كأمة، هناك شعوبٌ بارزة في هذه الأُمَّـة، هناك شعوب مهمة في هذه الأُمَّـة في حسابات العدو الأَمريكي والعدو الإسْرَائيْلي يرى أن يبدأ بالخلاصِ منها أولاً، إذَا هو تخلص منها تخلص مِمَّا عداها بكل سهولة، ثم هو ينظر أَيْضاً إلى أن هذه الشعوب تمثّل عقبة أمامه بحكم أن فيها قوىً متحررة وقوى واعية قوى مسؤولة ترفُضُ هيمنته تقفُ في وجه مشاريعه ومؤامراته، فهو يريد أن يتخلص منها بالأول لكي يستطيعَ بعد ذلك أن يمرر كُلّ مؤامراته وينجز كُلّ مشاريعه بالمنطقة بسهولة ويُسر وبدون مواجهة في أيّ صعوبة، فبدأ بدايته بهذه الشعوب.

 ضمن هذه الشعوب في المصافي الأولى لهذه الشعوب يقعُ الشعب اليمني المسلم المعروف بتمسُّكه بهُويته إلى حدٍّ كبير المعروف بتفاعُله الحي والبارز مع قضايا الأُمَّـة من حوله هو شعبٌ يهتف الكثير فيه بالموت لأَمريكا والموت لإسْرَائيْل هو شعبٌ يتمدد في أوساطه بين كُلّ مكوناته الحرة ويتجذر في أبنائه رجالاً ونساءً العداء الشديد لإسْرَائيْل، الاهتمام الكبير بالقضية الفلسطينية، المناهضة للهيمنة الأجنبية على المنطقة وعلى البلد نفسه، فاذاً شعبٌ كهذا مستهدَفٌ في مقدمة الشعوب المستهدفة مع الشعوب الحرة، ويستهدف هذا العدوان اليمن في جغرافيته لاحتلال رقعة جغرافية مِن أَهَـمّ المناطق في المنطقة العربية والعالم الإسْـلَامي من حيث موقعه المطل على باب المندب من حيث جزره في البحر الأحمر والبحر العربي، وفي مقدمتها ميون وجزيرة سقطرى وغيرها من العشرات بل مئات الجزر لهذا البلد، فاذاً الموقع الجغرافي الذي هو مهمٌّ للأمة الإسْـلَامية كأمة إسْـلَامية للمنطقة العربية كمنطقة عربية ولنا نحن كيمنيين محسوب حسابه في كُلّ العالم ومحسوبٌ بالدرجة الأولى لدى القوى الاستعمارية التي ترى في سيطرتها المباشرة واحتلالها المباشر لهذه الرقعة الجغرافية وعلى هذه المنافذ المهمة ولهذا الموقع الاستراتيجي عامل قوة لها ومفتاح سيطرة أَكْبَـر لصالحها على بقية البلدان وعلى بقية القوى المنافسة في العالم.

 

أطماع أَمريكا وإسْرَائيْل على رقع جغرافية مهمة

 اليوم أَمريكا وإسْرَائيْل كلٌّ منهم يرى في هذا السيطرة المباشرة والاحتلال المباشر لهذه الرقعة الجغرافية عاملاً مهماً على مستوى العالم الإسْـلَامي في إركاعه وضربه والقضاء على هُويته وكيانه وعلى مستوى القوى المنافسة في العالم الصين وروسيا وغيرها، هذا العدوان أَيْضاً له هذا الهدف وَأَيْضاً يستهدف اليمن في ثروتِه الواعدة فيما عرفه الأَعْدَاء من خلال عمليات المسح والاستكشاف التي تشيرُ إلى مخزون هائلٍ من النفط والغاز والمعادن الأُخْرَى في هذا البلد في كثيرٍ من مناطقه، خُصُوصاً المناطق الشرقية الممتدة من حضرموت إلى الجوف وفي مناطق أُخْرَى وَأَيْضاً على المستوى التجاري محسوبٌ على هذا البلد موانئه المهمة في عدن وفي المخاء وَأَيْضاً في سقطرى أَيْضاً ووصولاً إلى الحديدة، وهكذا إلى بقية الموانئ حسابات كثيرة أطماع كثيرة اعتبارات كثيرة دفعت الأَعْدَاءَ إلى هذا العدوان.
 وَأَيْضاً ضمن المؤامرات التي تستهدف المنطقة بكلها من البحر العربي إلى البحر الأبيض المتوسط، من اليمن إلى المغرب العربي حتى من المحيط الهندي وحتى البحر الأبيض المتوسط الممتد إلى المحيط، فإذاً هناك مؤامرات كبيرة على هذه الأُمَّـة كأمة، على هذه الشعوب كشعوب، وفي مقدمتها وفي طليعتها الشعوب الفعّالة الشعوب الحرة الشعوب التي يرى فيها العدو عائقاً أمام مشاريعهم الاستعمارية أَمَـام مشاريع الهيمنة والاحتلال.

 

السعودي والإماراتي واللحاق بالأَمريكي والإسْرَائيْلي

 هكذا تحَـرّك الأَعْدَاء كُلٌّ بحساباته الأَمريكي يرى في هذا العدوان أنه عبارة عن تنفيذ أجندة له في المنطقة في تفكيك كيان المنطقة في ضرب شعوبها في حتى في عمليات القتل للناس، الدمار التخريب، التفكيك لكيان الأُمَّـة البعثرة لهذه الشعوب، الإضعاف لهذه المكونات والقوى هذا بالنسبة للأَمريكي يعتبر تنفيذاً لأجندة يريدها ويسعى لها، ثم من خلال هذا العدوان يستفيد على المستوى الاقتصادي بشكلٍ كبير مئات المليارات من البترودولار تذهَبُ إلى خزائنه يقدمها أولئك الأعراب الجُفاة البدو الغلاظ الجهلة الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً يذهبون بثروات بلدانهم الهائلة بدلاً عن أن تستفيد منها شعوبُهم بدلاً عن أن يبنوا بها بلدَهم على المستوى النهضوي والاقتصادي تذهب إلى خزائن أَوْ خزنة الأَمريكي، ويستفيد الإسْرَائيْلي بالتالي تبعاً لذلك وبشكلٍ مباشر وأحياناً من خلال الأَمريكي، الأَمريكي يحسب هذه الحسابات في العدوان، الإسْرَائيْلي يحسب هذه الحسابات ويحسب أَيْضاً أن هذه الأحداث تلهي الأُمَّـة عنه، تشغل الأُمَّـة عنه، تعطيه الفرصة ليستقر ويشتغل ليثبت وجوده ويمكّن حضوره في المنطقة وليصبح له نفوذ أَكْبَـر على مستوى المنطقة بكلها تحت عنوان أنه حليفٌ لأولئك الأعراب، هنا سيوفر لنفسه حمايةً من خلالهم هم وهم يخوضون معركته ضد كُلّ القوى التي يراها عدوةً له، يخوضون معركة الإسْرَائيْلي بعناوين عربية وبعناوين زائفة وبتبريراتٍ زائفة، فيرى نفسه مستفيداً من جوانب كثيرة وباعتبارات كثيرة، النظام السعودي وهو النظام الذي ابتعد عن الأُمَّـة في خياراتها في اهتماماتها في قضاياها شق له طريقاً مختلفاً كلياً كُلّ الاختلاف، اختار هو أن يجعل مصيرَه ومساره وطريقه باللحاق بالأَمريكي والإسْرَائيْلي، يرى أنه يمكنه أن يكون له دورٌ في المنطقة من خلال هذا الدور من خلال التبعية المطلقة وَالعمياء للأَمريكي ومن خلال التماهي التام مع الإسْرَائيْلي تحت عنوان التحالف مع إسْرَائيْل، النظام السعودي هو داخل هذا النظام أَيْضاً طرأت حسابات جديدة فريقٌ داخل النظام السعودي وفريق محمد بن سلمان يرى أن هذا العدوان بات سُلّماً له للوصول إلى أَهْدَاف شخصية ومكاسبَ شخصية للوصول إلى هدفه في الاستيلاء الكامل والانفراد بالسلطة بالنظام السعودي، هو يسعى إلى اقصاء تيار محمد بن نائف، هذه مسألة واضحة ومؤكدة، لها الكثير من الدلائل الدامغة والواضحة جدّاً، وهم في داخل الأسرة اليوم يعرفون أن محمد بن سلمان وتيارَه يسعون بكل جد إلى الاستحواذ التام على السلطة في المملكة والتخلص من المكون الأُخْرَى أَوْ من التيار الأُخْرَى الموجود داخل الأسرة، هناك أَيْضاً حسابات ورهانات لسيطرة في الجزيرة العربية على الشعب نفسه في المملكة ولتدويخ هذا الشعب لقهر هذا الشعب لإذلال هذا الشعب.. ونرى كيف أن المسألة باتت اليوم واضحة بشكل كبير حتى الكثير من المتأملين في الواقع من أَبْنَاء المملكة أنفسهم يرون هذه الحقيقة بوضوح وأَكْثَــر من غيرهم، كما النظام السعودي النظام الإمَارَاتي يحسب حساب أنه كذلك لن يكون له دور لن يكون له حضور لن يكون له اعتبار إلَّا في أن يكون واحداً من الأذيال اللاحقة بالأَمريكي والإسْرَائيْلي، باتت هذه المسألة واضحة بالنسبة للإمَارَاتي والسعودي، وأقصد في كلاهما النظام والسلطة المسألة واضحة جدّاً كلٌّ منهما اتجه هذا الاتجاه وحسم خيارَه على هذا الأَسَـاس وانطلق بناء على ذلك، عندما تشاهدون في التلفزيون المشاهد التلفزيونية لأنور عشقي ولتُركي الفيصل إلى جانب الإسْرَائيْليين كيف تلك اللقاءات حميمية لدرجة عجيبة الابتسامات وحالة الابتهاج الواضحة عليهم تدُلُّ على ارتباط وثيق وحميمي ولزمن طويل خرج من السر إلى العلَن، الإمَارَات نفسها هناك شخص هو وزيرُها المعروفُ سلطان أحمد الجابر، هذا الوزير معني بشكل رئيسي في الإمَارَات بالتنسيق المباشر مع الإسْرَائيْليين وبات هُناك اليوم مهام عملية مشتركة ما بين الإمَارَاتي والإسْرَائيْلي، هذه مسألة معروفة وواضحة، فإذاً هؤلاء انطلقوا من خلال هذه الحسابات لهذه الاعتبارات بهذه الأَهْدَاف العناوين الآخر التي يرفعونها ويتحدثون عنها من باب الضجيج والاستهلاك الاعلامي والتغطية على الحقائق، عنوان الأمن القومي العربي، عنوان الحماية للشرعية والدفاع عن الشرعية ما هي إلَّا مجرد أكاذيبَ مفضوحة ومكشوفة، ما هي إلَّا مجرد عناوين زائفة لا أَسَـاسَ لها ولا واقع لها، إن هي إلَّا أكاذيب كبيرة وكلمات خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار لا أصل لها لا واقع لها لا حقيقة لها، يشتغل ضمن المشروع الأَمريكي في المنطقة، هذا بالتأكيد يهدد الأمن القومي العربي والإسْـلَامي، يتحالَفُ مع إسْرَائيْل يدخل مع إسْرَائيْل في ما يسميه الإسْرَائيْلي ويتحدَّث عنه الإسْرَائيْلي.

إن المصالحَ المشتركة مع إسْرَائيْل لن تكونَ إلَّا أضراراً حقيقية ومخاطر حقيقية على العرب وعلى المسلمين لن تكونَ إلَّا تهديداً فعلياً للأمن القومي العربي، ولاحظوا هم عملوا على جَرّ مصر إلى هذا العدوان تحت العنوان هذا الحفاظ على الأمن القومي العربي، ولكن لاحظوا كيف شغلهم حتى اليوم، شغلهم في جزيرة ميون، شغلهم في جزيرة سقطرى، تركيزهم على الساحل استهدافهم لكثير من المناطق، سيطرتهم في البلد المباشرة على الموانئ والمطارات، تصرفاتهم كلها هي تصرفات احتلال وأينما تواجد الإمَارَاتي الجندي الإمَارَاتي اعتبر أنه تواجُدٌ عميل لصالح أَمريكا، مهمته الرئيسية والأولى خدمة أَمريكا وخدمة إسْرَائيْل، أينما تواجد الضابط السعودي في مأرب أَوْ في شبوة أَوْ في الجنوب بشكل عام في أي منطقة من مناطق الجنوب أَوْ أي منطقة من مناطق الساحل أَوْ في أيٍّ من الموانئ أَوْ المطارات اعتبر أنه تواجد عنصر مخابراتي لصالح أَمريكا وعميل يؤدّي دوراً لخدمة أَمريكا ولخدمة إسْرَائيْل.

 اليوم أنا اقول لمصر مصر الدولة العربية الكبرى التي همّش النظام السعودي دورَها في المنطقة وسعى لجعل دور مصر ثانوياً وتابعاً بشكل حرفي، تابع لا يناقش، وتابع لا يخالف، وتابع لا يباين شَيْئاً من وجهات النظر، هذا الذي يريده النظام السعودي لمصر، وما إن تختلف معه مصر في وجه من وجهات النظر أَوْ في موقف من المواقف أَوْ في مسألة من المسائل إلَّا وعامل مصر بشكل غير لائق بشكل مُهين بشكل ابتزازي يحاول أن يوَجّهَ صفعاتٍ اقتصادية يرسل وفودَه إلى أثيوبيا من شأن سد النهضة هناك الذي يهدّد مصر، وتصرف تصرفات وألاعيب هنا أَوْ هناك، يحرك خلاياه في سيناء ويستهدف الأمن المصري، يشتغل بأساليب كثيرة.

 اليوم الوجود الإمَارَاتي والوجود السعودي العسكري المحتل في ميون وسقطرى في باب المندب وفي عدن وفي المناطق هذه الاستراتيجية والحيوية أنا اقول لمصر وأقول لكل العرب هذا وجود يمثل إسْرَائيْل ولمصلحة أَمريكا ويرى فيه الإسْرَائيْلي أنه وجود لصالح وَأنه يخدمه وله علاقة به له إسهام فيه، له حضور فيه بشكل أَوْ بآخر، هذا الذي يهدد الأمن القومي العربي، ولهذا لاحظوا سواء في الجانب اليمني أَوْ في الجنب الإفريقي في جيبوتي وفي إرتيريا اتجهوا هناك وفي الصومال أَيْضاً حتى في الوضعية الحالية للصومال الذي مزّق فيها الصوماليون إلى منطقتين ذهبت لتشتغلَّ هناك وتسعى لفرض قواعدَ لها هناك، وهي قواعد العميل لصالح أسياده الأَمريكان والإسْرَائيْليين، وبالتالي هَذا هو الذي يهدد الأمن العربي.

 

أضرارُ العدوان وصلت إلى شعوب الدول المعتدية

 من هذا المنطلق لهذه الحسابات لهذه الاعتبارات كان هذا العدوان على اليمن ويستمر هذا العدوان على اليمن وعلى مدى عامَين ونحن اليوم على اعتاب اليوم الثالث، هذا دفع شعبنا إلى الصمود إلى الثبات إلى الاستبسال وهو يعي حقيقةَ هذا العدوان وما يهدف إليه هذا العدوان وعانى شعبنا وعانت المنطقة بكلها حتى بلدان قوى العدوان أَوْ بعضها كما هو حال الجميع في المملكة العربية السعودية، حال الشعب أَيْضاً في الإمَارَات الكل بدأ يعاني هناك، حتى النظام السعودي نفسه بدأ يعاني، حتى النظام الإمَارَاتي نفسه بدأ يعاني، وكلفهم هذا العدوان كَثيراً، حتى على مستوى الكلفة الاقتصادية اليوم أرامكو فخرُ الاقتصاد السعودي دعامة الاقتصاد في المملكة العربية السعودية الذي نهض من خلالها اقتصادُ المملكة بشكل رئيسي، اليوم هي سلعة معروضة في الأسواق للبيع، اليوم الكثير من ما يتعلق بالقطاع العام في المملكة يعرض للخَصخصة ومتجه نحو الخصخصة، اليوم في المملكة تخفيضات وخصميات واقتطاعات في المرتّبات من مرتبات الوزراء إلى أصغر موظف، اليوم هناك وضع اقتصادي حَرِجٌ، أَزمَات اقتصادية، جرع اقتصادية ومشاكل سياسية، اليوم كذلك بعد ما بانت الألاعيب هذه معروفة أن محمد بن زايد يقف إلى جانب محمد بن سلمان لدعمه للسيطرة والاستحواذ الكامل على الحكم في المملكة على حساب التيار الآخر، والجميع أَيْضاً يرى في الشعب هناك غير معني بهذه المسألة، هكذا يرون شعوبهم، يرون الشعب في المملكة شعباً غير معني لا من قريب ولا من بعيد في مسألة سلطته ونظام حكمه والسياسات والقرارات والمواقف وقرارات الحرب وقرارات السلم وغير ذلك؛ ولذلك هناك مع الوقت استياء من هذه السياسات وإدْرَاك لمخاطرها على المنطقة بكلها، وليس علينا فقط نحن تضررنا كثيراً من هذا العدوان فعلاً كيمنيين تضررنا استشهد منا الآلاف من أَطْفَالنا ونسائنا ودمر بلدنا، ولكن اليوم هذا العدوان له أضرار كارثية على المنطقة بكلها في قضاياها الكبرى في قضاياها الاستراتيجية وله أضرار في البلدان المعتدية التي لعبت دوراً رئيسياً وأَسَـاسياً في هذا العدوان بالدرجة الأولى في المملكة في الإمَارَات، فإذاً الجميع هناك يلحظ مدى التبعات الكارثية والنتائج الكبيرة لهذا العدوان، لاحظوا أن الحظ بوضوح أن الكثير من منتسبي الجيش في السعودية غير مقتنعين بهذا العدوان وهذا هو وراء الكثير من الضباط والجنود السعوديين غير المتفاعلين، الكثير منهم غير متفاعل مع هذا العدوان؛ لأنه يعرف أن هذا عدوان بغير حق وبدون مبرر ولا ضرورةَ له وَأنه يسيء إلى الجوار وَإلى حق الجوار وإلى الحقوق المفترضة بين بلدين متجاورين وشعبين بينهم الكثير من الأواصر والروابط، وهذا وراءَ موقف الكثير منهم في عدم تفاعله في المعركة وفي الميدان ليسَ جبناً، الكثيرُ منهم رجال وأبطال ومن مناطق معروف أهلها بالبطولة والشجاعة ولكنهم يذكرون أن هذا عدوان على إخوتهم في الإسْـلَام على أَبْنَاء جلدتهم في العروبة على بلد مجاوِر لهم، على جيرانهم الذي تربطهم بهم أواصر الإسْـلَام وأواصر العروبة وأواصر العروبة وأواصر الجوار، فالكثير منهم حتى من نفس المواطنين، البعض هناك الوهابيين بزيادة لديهم عُقَد؛ لأنهم مرضى على العالم كله على الإسْـلَام والمسلمين وعلى الجميع ولديهم عُقَدٌ معروفة نتيجة النزعة الوهابية التكفيرية المتوحشة تجاه الأُمَّـة بكلها والبشرية بكلها، لكن أقول لشعبنا اليمن لا تنظر إلى الجميع في المملكة بهذه النظرة، لا، هناك الكثير مِن مَن يتألم ويأسى ويشاركنا ألمنا نتيجة العدوان من النظام هناك.

 

أَكْبَـر مؤامرة تحدث في اليمن

 هل العدوان وهو على أعتاب العام الثالث أثّر على القضية الفلسطينية شأنه شأنُ بقية المشاكل القائمة في المنطقة التي يشتغل عليها أولئك المعتدون علينا شغلهم في سوريا شغلهم في العراق شغلهم في سائر البلدان ألاعيبهم على مستوى ما يفعلونه لتخريب الأمن والاستقرار في بلدان المنطقة وصناعة الأَزمَات السياسية والحروب والمشاكل والفتن تحت كُلّ العناوين، لكن أبزر حدث أَكْبَـر مؤامرة هي التي تحدث اليوم في اليمن بل نستطيع القول إن ما يحدث اليوم في بلدنا وأن هذا العدوان على بلدنا هو أَكْبَـر حربٍ قائمة في العالم اليوم، أَكْبَـر حرب وأَكْبَـر عدوان قائم في العالم اليوم، في الأرض اليوم، والعدوان في هذه المرحلة على بلدنا على أعتاب العام الثالث كلفةٌ كبيرة للعدوان على مستوى عام على مستوى بلدانهم على مستوى بلدنا، ولكن هل ساهم هذا لعدوان أَوْ تمكن بكل وحشيته وإمكاناته وبكل جبروته وطغيانه من كسر إرادتنا، لا، لن يكسر إرادتنا، لم يكسر إرادتنا ولن يوهن من صلابتنا، ولم يسهم أَبداً أَوْ يدفعنا لوهن أَوْ ضعف في العزم أبداً، من ما يزيدُنا عزماً، قناعة وعي إيْمَان ثبات وصمود بعد عامين، وهم انتظروا أن ننتهيَ في الأَسَابيْع الأولى، ما الذي حدَثَ لحد اليوم تطورت قدرات بلدنا العسكرية ضمن برنامج تصاعدي، تنامت الخبرة العملياتية والقتالية لرجال البلد في الميدان، وتنمو أَكْثَــر تساهم، الأحداث هذه في أَكْبَـر عملية تنظيم وتطهير للبلد من العفن والقاذورات المتمثل بالخونة والعملاء من كُلّ فئات الشعب، يعني أَكْبَـر عملية تنظيف وتطهير تتم اليوم تقدم شاهدا إضافيا كبيرا للشعب أن لا تراهن أبداً، لا على المُؤَسّسات دولية كالأُمَـم المتحدة أَوْ مجلس الأمن وأن تعتمدَ على الله وعلى نفسنا نحن، وإن طال الكلام نوعا ما ولو طال الكلام لا يمكن أن نتجاهل طبيعة الدور السلمي للأُمَـم المتحدة ولمجلس الأمن ما من شك أبداً في أن الأُمَـم المتحدة لعبت دوراً سلبياً منذ بداية العدوان وَإلى اليوم سعت إلى تقديم غطاء على العدوان وعلى جرائمه الفظيعة والكبيرة والمشهودة، وفي كثير من الأحيان قدمت توصيفات خجولة وانتقادات متواضِعة ومواقف متذبذبة ومتناقضة ومتردّدة ومضطربة، فهذا واحد من الأدوار السلبية، انحازت إلى صف العدوان وتبنّت مزاعمه وافتراءاته، في كثير من القضايا والأمور حاولت التقليلَ من مستوى الجرائم حتى في تقديم الأرقام، تقدم أرقاماً منخفضة، عملت في المفاوضات عملية تمثيل سخيفة، وكأن هناك جدية في السعي لتحقيق السلام ووقف العدوان وانتهاءِ الحرب وحل المشكلة، فلم تكن أَكْثَــر من عملية تمثيل فقط لمحاولة إقناع القوى الحرة بالاستسلام وليس السلام، حاولت في أدائها فيما يتعلق بالمعونات الغذائية أن تكون على نحو محدودٍ جدّاً أرادت ذلك ووجّهت لذلك وأن تكون مجرّد عملية خداع وليس إعانات اغاثية جادة، وحتى في كثير من الحالات كانوا يقدمون مواداً غذائية فاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمي، دور سلبي بكل الاعتبارات، أي شعب في الدنيا وأي ناس عليهم عدوان لديهم مظلومية ليعوا جيّداً وليعرفوا وليوقنوا وليتأكدوا أنه لا أُمَـم متحدة ولا مجلس امن ولا عامل غربي ولا أوربي ولا أي طرف من هذه الأَطْـرَاف يمكن أن يقطعَ عنه شراً أَوْ أن يخلصَه من مظلمة أبداً، التوكل على الله العزم الثبات تحمُّل المسئولية هو الشي الذي يفيد ويجدي؛ ولذلك بما أن العدوان مستمرة وداخل في عامه الثالث ونحن شعب يمني مستهدف مظلوم ولا يمكن لنا التعويل لا على أُمَـم متحدة ولا أي أَطْـرَاف دولية لا هنا ولا هناك، حتى روسيا وحتى الصين لا يمكن التعويل عليهم، نحن رأينا كيف أن روسيا قدمت أَمْوَالَ الشعب اليمني المليارات من الفلوس التي طبعتها وهي استحقاقٌ للشعب اليمني تقدمها اليوم إلى المرتزقة لتعينَهم في الحرب، إلى المرتزقة والخونة تقول تفضّلوا وتدفع إليهم تلك المبالغ التي هي حقٌّ مستحَقٌّ للشعب اليمني، وكان المفترض أن تذهب لصالح المرتّبات ولكن لم تذهب لصالح المرتبات، باستثناء اليسير جدّاً للقليل القليل من الموظفين، والأغلبية لم يصل إليهم شَيْء هذه الأَمْوَال، تواطأت روسيا وتواطأت معهم الأُمَـم المتحدة، أن تذهب إلى جيوب المرتزقة لصالح أرصدتهم في البنوك، وجزءٌ منها لتمويل الحرب لتمويل العدوان لتمويل الجرائم، لتمويل عمليات القتل، جزء منها سيصل بلا شك للقاعدة وداعش وأمثالهم من القوى الإجْــرَامية.

 

عوامل تعزز الصمود والثبات

 التعويل على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ونحن معنيون بتعزيزِ عوامل الصمود والثبات والاهتمام بكل ما من شأنه أن يساعدَ على ذلك، رسمياً وشعبياً.

على المستوى الرسمي معنيون أولاً: تفعيلُ مُؤَسّسات الدولة ومراجعة أدائها وربطها بالواقع، نعم للقيام بمسئولياتها وواجباتها، بحسب المتطلبات والاحتياجات والضرورات المُلحة، لظروف الحرب ومواجهة العدوان لماذا؟؛ لأن الكثيرَ في مُؤَسّسات الدولة لا يزالُ في نشاطه وعمله وسياسته واهتماماته خارجَ نطاق التغطية، كما يقولون، يعني لا يدرك أننا في حرب وأن من المفترض أن تكون كُلّ اهتمامات مُؤَسّسات الدولة تلبي الاحتياجات التي يحتاجُ إليها الشعب ويحتاج إليها الجيش في مواجهة العدوان، البعض لا يزال يشغل ضمن اهتمامات أُخْرَى الروتين السابق وليس كأن البلد في حالة مواجَهة لأَكْبَـر حرب قائمة حالياً على مستوى العالم.

 2- تفعيل قانون الطوارئ لمواجهة الطابور الخامس الذي يلعب أقذر دور في تفكيك وخلخلة الجبهة الداخلية بكل الوسائل القذرة، وأمنياً واعلامياً واجتماعياً، هذا الطابور يجب أن يفعّل قانون الطوارئ للتصَـدّي له ولمنعه؛ لأنهم قذرون ودنيئون ومنحطون لدرجة أنهم بلغوا في مستوى اللؤم والخسة والدناءة درجةً لا يوقفهم إلَّا الحزم ولا يبكمهم إلَّا العزم، وَأَيْضاً لاتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على أمن الداخل ومواجَهة الاختراق والاستقطاب المعادي.

 3- تطهير مُؤَسّسات الدولة كافة من الخونة الموالين للعدوان، للأسف لا يزال في كُلّ مُؤَسّسات الدولة من الذين قد خرجوا إلى خارِج البلاد أَوْ المناطق المحتلة، ومن المتواجدين حالياً هناك من هم موالون للعدوان يمجّدون ويقدّسون كُلّ الجرائم التي قُتل فيها الآلاف من الأَطْفَال والنساء ويبتهجون على المشهد الدموي لأشلاء الأَطْفَال والنساء، يرتاح يكيِّفُ أن شعبه يُقتل ويذبح، وأن بلده يدمر، ويعتبر ذلك مفخرة ومجداً.
 على كلٍّ لا بد من تطهير مُؤَسّسات الدولة منهم ومحاكمتهم على خيانتهم لبلدهم وشعبهم وَاستبدالهم من الأوفياء الأكفاء من أَبْنَاء البلد.

4- تفعيلُ القضاء مع إصلاحه، يحتاجُ إلى إصلاح ويحتاجُ إلى تفعيل للقيام بمسئولياته وواجباتهم واليقظة من حالة السبات التي طال استغراقُه فيها، القضاء اليوم في حالة سبات، نائم، بحاجة أن يستيقظَ مع ملاحظة تطهيره أَيْضاً من كُلّ الخونة المؤيدين للعدوان ومحاسبتهم.

5- تشكيل وتفعيل اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء، لا يزال عمل اللجنة الاقتصادية عملاً شكلياً ومحدوداً وليست فعالةً كما ينبغي، ولم تتشكل وتتفعّل كما ينبغي والعمل وفق رؤيا اقتصادية واقعية وبناءة.

والاستفادةُ من كثير من المقترحات وَالحلول لدى بعض الوزراء وبعض الخبراء.

سادساً: إصلاح وتفعيل الأجهزة الرقابية للقيام بمسؤوليتها في محاربة الفساد والحد منه والاعتماد برؤية وطنية فعالية لتحقيق هذا الهدف وبجد ومسؤولية.

هذا من أَهَـمّ المسائل التي ينبغي المسارعة فيها، والتأخير ليوم واحد في هذا الجانب ذنب على الجانب الرسمي.

سابعاً: ضبط الموارد المالية وإصْلَاحها وتوسيع دائرتها والاستفادة من كُلّ الفرص المتاحة وهي كثيرة والسعي الجاد لتحصيل الاستحقاقات والمديونيات الجمركية والضريبية.

ثامناً: العناية القصوى بالزكاة واختصاصها لضمان الاجتماعي لصالح الفقراء في البلد بصفة رسمية ونقترح إصدار قانون بهذا الشأن يراعي في الزكاة كفريضة إسْـلَامية على اعتبارات الشرعية ووفق آلية تضمن وصولها إلى الفقراء من دون أي تمييز فئوي أَوْ مذهبي أَوْ سياسي ومع المعانات الكبيرة للفقراء اليوم، فهي ستمثل رافدا وداعما مهما لأَكْبَـر شريحة من الشعب اليمني، وأَكْثَــرها معاناةً وبؤساً، وَأَيْضاً بالنظر إلى الأَهَميَّة الشرعية لاستنزال البركات والخيراتِ من الله وَأَيْضاً لمنع تسريبها لصالح العدوان تحتَ غطاء جمعيات تابعة لقوى العدوان، هذا موضوع مهم، اليوم أَكْبَـر شريحة من الشعب اليمني هم الفقراء ومعاناتهم تزدادُ بشكل كبير يوماً بعد يوم، الزكاة مهم جدّاً العناية بها وتطهير الأَمْوَال وليدركَ الجميعُ أن البُخلَ بالزكاة وعدم إخراجها له أضرار كبيرة جدّاً في النقص من الخيرات والبركات، يعني نحن كشعب مسلم بحكم إسْـلَامنا وهُويتنا الإيْمَانية والتزامنا الشرعي يجب أن ندرك أَهَميَّة هذا الركن من أركان الإسْـلَام وأن نتعاطى بجدية وبناءً على هذا المقترح الذي نأمل التجاوب معه من الجانب الرسمي.

تاسعاً: فتح أبواب التجنيد في الجيش والإحلال بدل الفرار، وَأَيْضاً بدل الخونة المنضمين لصف العدوان، من ما يتيح للشباب الأبطال والرجال الشجعان في هذا البلد فرصةَ الدفاع عن بلدهم وشعبهم من خلال تجنيدهم واستيعابهم في المُؤَسّسة العسكرية.

عاشراً: الاستمرار في تطوير القدرات العسكرية وعلى رَأسها القوة الصاروخية وبلا طيار والدفاع الجوي والبحرية والتقنيات العسكرية المعتمدة على الليزر وغيرها من المشاريع المبتكرة التي لازالت طور الانشاء والبناء.

أحد عشر: إصْلَاح وتوجيه العمل الاغاثي والإنْسَاني، بما يضمن وصول المساعدات إلى المحتاجين وَالمتضررين والمنكوبين والنازحين والسعي الحثيث والجاد لدعم المشاريع الصغيرة للأسر وتمويل الأنشطة الاقتصادية للأسر وإعادة ترميم اقتصادها من جديد للعودة لأَبْنَاء هذا البلد إلى حالة الانتاج وليس فقط البقاء تحت رحمة الاستجداء.

اثني عشر: تفعيل العمل الحقوقي برعاية من وزارة حقوق الإنْسَان بفضح جرائم المعتدين والتشهير بهم والسعي لمقاضاتهم وإيصال مظلومية الشعب اليمني بالتعاون مع الاعلام إلى كافة الشعوب ومختلف اللغات العالمية وتوثيق الجرائم والأضرار للاعتبار الحقوقي وللاعتبار التأريخي أَيْضاً.

 

على المستوى الشعبي:

أولاً: العناية المستمرة لدعم الجبهات بالرجال والمال، الجبهات تحتاجُ باستمرار لدعم مستمر بالرجال وَأَيْضاً بالإمكانات المَادية.

ثانياً: العناية القصوى بالتكافل الاجتماعي، نحن شعب مسلم يجبُ أن نكون فيما بيننا رحماءَ ورحماء لفقرائنا والمتضررين فينا والمعانين فينا، وتطوير آليات العمل فيه وتفعيل العمل الخيري في هذا الجانب.

ثلاثة: الحفاظ على وحدة الصف بين كُلّ المكونات وتفعيل آليات التعاون والعمل المشترك والحفاظ على السلم الاجتماعي بين القبائل اليوم، القبائل مستهدفة في سلمها الاجتماعي فيما بينها، والتصَـدّي للمساعي الشيطانية من قوى العدوان لإثارة المشاكل والنزاعات بين القبائل وإشغالها عن ميدانها المشرف ومعركتها الحقيقية وقضيتها العادلة وأولوياتها المهمة.

أربعة: العناية بالنشاط التوعوي في الجامعات والمدارس والمقايل والمناسبات والتحصين بالوعي في مواجهة التضليل الاعلامي والفكري والتصَـدّي للحرب الناعمة من قوى العدوان هي تشن علينا حرباً عسكرية تدميرية وحرباً ناعمة افسادية التي تسعى إلى إفساد الشباب ونشر الدعارة والمخدرات، هذا طبيعة أولئك حكام الأعراب، يحاولون نشر الدعارة والمخدرات، السعي لضبط حالة الفوضى في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بكل الوسائل الممكنة.

خمسة: تفعيل وثيقة الشرَف القبَلي التي اعتمدها ووقّع عليها جمهورٌ كبير من رجال اليمن وقبائل اليمن.

ستة: العناية شعبياً ورسمياً بأسر الشهداء وبالجرحى وبأسر الأسرى وبأسر المرابطين بالجبهات، بتوفير احتياجاتهم المعيشية، وبالنازحين والمنكوبين جراء العدوان، هذا عمل مشترك ما بين الجانب الرسمي والشعبي.

سبعة: الاهتمام، وأرجو ذلك يا شعبنا العزيز، الاهتمام باستغلال موسم الزراعة القادمة بتعاوُن رسمي وشعبي، نحن معنيون بالسعي والاهتمام بشكل كبير بأقصى قدر ممكِن، موسم زراعة الذرة قادم ومهم، عندما يأتي الاهتمام به من الجميع.

 

رسالة لقوى العدوان

أما لقوى العدوان فنقول لهم بالمختصر المفيد: ما دام عدوانكم مستمراً فيعني ذلك حتمياً وبإذن الله صمودنا مستمر صامدون، لا تراهنوا أبداً على أي شَيْء أنه يمكن أن يكسر إرادتنا أَوْ يدفعنا للتراجُع أَبداً.

 ولشعبنا أقول أيها الشعب المسلم العزيز الحر الأبي الصامد المستمد لثباته من إيْمَانه بالله تعالى: توكل على الله، توكل على الله، توكل على الله، وكفى بالله ولياً وكفي بالله نصيراً، نعم المولي ونعم النصير.. قدرك بين الخيارات خيارُ التضحية من موقع العزّة والكرامة والإيْمَان، ومن واقع الحرية والإباء، يوم اختار البعض أن تكون خسائرُهم وما يقدمونه من موقع العمالة والعدوان والإجْــرَام والعياذ بالله، خيارك أنت أن تكونَ تضحياتك من موقع الإيْمَان والكرامة والحرية وَالاستقلال، يعني اليوم الكل يضحي، إما أن تضحي شريفاً عزيزاً كريماً حراً مؤمناً محافظاً على مبادئك وقيمك وأَخْـلَاق، وإما أن تخسر كُلّ شَيْء مع العدو، يعني لاحظوا في بلدنا اليوم الأَحْرَارُ تضحياتهم في محلها، الخونة والعملاء يقدمون كُلّ شَيْء يقدمون الرجال ويخسرون ويدفعون كُلّ شَيْء، النظام السعودي هذا حاله يقدم كُلّ الخسائر البشرية والخسائر المادية، اليوم واقع المنطقة على هذا النحو يا أنت في موقع العزة والكرامة ولو ضحيت ما هناك مشكلة، يا أن تكون في موقع العمالة والارتهان والخسة والحطة والانحطاط والدنَاءة وتخسر وتدفع الثمن باهضاً، تقدم قتلى وجرحى وكلفة مادية إلى غير ذلك، الأفضل هو هذا الخيار الذي يفرضُه ديننا وكرامتنا ومبادئنا وقيمنا.

 كما أدعو إلى احتشادٍ شعبيّ كبيرٍ وواسع في فعالية الذكرى يوم الغد إن شاء الله.
 نسأل الله بفضله وكرمه أن يرحم شهداءنا الأَبْرَار، وأن يشفي جرحانا، ويفك أسرانا، إنه سميعُ الدعاء.

 وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ..

 وأقولُ: لا تبتئسْ يا شعبَنا مهما كان حجمُ المعاناة توكّل على الله وواصل، قادمون في العام الثالث بعون الله انتصار وثبات وتضحيات ومَواقف مشرفة ترضي اللهَ عنا وترضي رسولَه عنا.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com