قصيدةٌ جديدةٌ للخزان عن الخيواني في ذكراه الثانية

 

بين يدَي الخيواني في ذكراه الثانية


 

عبدالحفيظ الخزان

 

يا صاحبي الخيواني

لك السلامُ من دَمِي

وخالصُ التحيهْ

يا مَن وُلِدْتَ داعياً

لله والحريَّهْ

***

كما ترى يا سيدي

قد انقضى عامانِ

والجُرحُ في أعماقنا

يجتاحُ كالنيران

أما الرحيلُ سيدي

بالحزنِ قد أضناني

حتى متى يا سيدي

حتى متى أعاني؟!

في عالمٍ مصادَرٍ من وضعه الإنساني

في عالمٍ مخضرمٍ

بالظلمِ والطغيانِ

في عالمٍ لا يرعوي

عن مِلَّــة الشيطانِ

****

وهل أتاكَ سيدي حديثُنا اليماني؟!

ألستَ فينا شاهداً مشاهداً مستشهدا؟!

ضيفاً على الرحمنِ

تطوفُ في أَرْوَاحِنا عَزْماً وعُنْفوانا

وفي يمينِك القلمْ

ولا سواك سيدي كالمفردِ العَلَمْ

يُشفي لظى أَرْوَاحِنا من لوعةِ الألمْ

يا صاحبَ الزمانِ

يا سيدي الخيواني…

***

أطلِقْ رؤانا سيدي

وحَرِّضِ الأَرْوَاحا

فالسامريُّ هَا هُنا

يُحَـوِّرُ الألواحا

والبحرُ فيك سِـرُّهُ

عبدَالكريم إنما

عصاك من إصرارٍ

وثورةٍ وهِـمَّه

وألفِ جيلٍ عابرٍ من حِكمةٍ وذِمَّهْ

وروحُ قِدِّيسٍ سمت

في العصرِ والأوانِ

يا صاحبي الخيواني

***

يا مَن حملْتَ مِعْـوَلاً وجُـلْتَ بالأوثانِ

يا مَن صنعت ثورةَ الأقلامِ في الميدانِ

يا ماحِقَ التوريثِ في تتويجِه الرُّوماني

جهودُك الكُبرى هنا

قطوفُها الدواني

يا مَنْ رسمْتَ سَيْرَها

يا مَنْ بذرتَ نبتَها

يا مَنْ سقيتَها دمَ الأحرارِ والآمالِ

***

حدائقُ الآمالِ باتت ترقُـبُ السحابْ

ثمارُها تشتاقُ للأنسامِ والمطـرْ

فأنتَ مَن روّضتَها

على الأمانِ في القلقْ

وأنتَ مَن علّمتها

حَرْقَ الطغاةْ بالورقْ

وأنتَ مَن أسكنتها الإبداعَ في الخطرْ

وأنتَ مَن أهديتها أنشودةَ المعاني

يا صاحبي الخيواني

****

عيناك ترسُمُ الوطـنْ

بالحبِّ بالأخلاقِ بالتعذيبِ بالسجونْ

يا صاحبي زالَ القلقْ

وغادر الطغيانُ في حقائبِ العَمَالَـهْ

وأزهرت قلوبُنا

بالرُّغم من قساوةِ السُّوَّاسِ والنذالهْ

بالرُّغم مِمَّن حولَنا

ممن يبيدُ شعبَنَا بالقتل والحصارْ

ذكراك انتصارْ

ومن دمائك الشَّـرَرْ

اللهَ من دمائكْ! ومِن قوى انتمائكْ

ومن زمانٍ لا يرى أن تحتفي الملائكْ

بالمنطق العقلاني

يا صاحبي الخيواني

***

عاد المَغُوْلُ والتَّـتَـر

والكُفر والنفاق

والغَزُو والطاعون

من كُلِّ نَـذْلٍ ينتمي للمنطق المقلوب

للبئر والأنبوب

الكُلُّ كائنات

قلوبُهم يا سيدي من صبة الإسمنت

في قسوة الصوَّان والصخور

والمضحك المثير

أن يزرعوا في جوفها الإيمانَ بالرحمنِ

وهل تقومُ نبتةٌ

غذاؤها ونبتُها من الحديدِ والحجرْ

في العالَمِ المجانِ

يا صاحبي الخيواني

***

يا آيةَ الإنسانِ والإعلامِ والصحافَهْ

يا كاسحَ الطغيانِ والإجرامِ والخُرافَهْ

العالَمُ الأَفَّـاقُ قد روى لنا انحرافَهْ

الناشطون مذ رحلت بدّلوا الثقافَهْ

وأدمنوا الأموالَ والشيكات كالسلافَه

عامان من مأساتنا يؤيدون الآفَهْ

يا صاحبَ الصوتِ الأبيّ والنزعةِ الشفّافَهْ

باعوا دماءَ شعبِنا لدولةِ الخلافَهْ

تجاهلوا أشلاءَنا وما رأوا طوَّافَهْ

إنَّـا هُنا في عالَمٍ قد لطَّخوا عَفافَهْ

ما فيه إنسانيةٌ .. بل كُلُّه صَلَافَهْ

أعرابُنا مزابل .. تضيقُ بالنظافَهْ

تحيا بكُلِّ ساحلٍ .. تموتُ في انعطافَهْ

شعوبُها مجرورةٌ .. لا تقبل الإضافَهْ

***

يا صاحبي يا صاحبي الناشط الحقوقي

هذي “هيومن” أصبحت كالعاهرِ المشنوقِ

تقيَّأت كرامةَ الإنسانِ كالمخنوقِ

في زفة الإحجاف كالمزمارِ أو كالبُوقِ

نهونُ في ضميرِها المذبذب المخروقِ

يا موطني فضحتها ترتادُ كُلَّ سوقِ

صَلَّى عَلَيْكَ ربُّنا

صلى عليك شعبُنا

صَلَّى عَلَيْكَ دربُنا

يا صاحبي عبدالكريم الثائر الخيواني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com