صحيفة صهيونية: حلف استراتيجيّ بين تل أبيب ودول عربية

 

رأى مُحلل شؤون الشرق الأوسط في موقع (تايمز أوف إسرائيل، وموقع (WALLA العبريّ، آفي يسخاروف، أنّه في الأعوام الثلاثة الأخيرة، منذ سيطرة عبدالفتاح السيسي على مصر، تتحسن العلاقات بشكل ثابت بين “إسرائيل” والقاهرة. ولكن، استدرك قائلاً، يبقي التحسن في العلاقات، والتنسيق الجاري في الجبهة الأمنية، سريًّا. وبناءً على الافتراض “الإسرائيلي” أنّ الإعلان عنه قد يؤذي العلاقات، فإن الجانب المصري، هو الذي بدأ بالإعلان عن العلاقة.

فعلى سبيل المثال، اعترف الرئيس المصري قبل عدة أشهر أنّه يتحدث من مرة إلى أُخْرَى مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر الهاتف. وبرأيه، فقد أنهت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى “إسرائيل” عهد السرية إلى حدًّ ما.

وتابع يسخاروف قائلاً، بات الممكن الآن إبلاغ العالم عندما يقوم مسؤول مصري أوْ “إسرائيلي” رفيع بزيارة نظيره في هذا التحالف. وعلينا الاعتراف بأنّ مصر و”إسرائيل” هم شركاء بالمجال الاستراتيجيّ في علاقة سياسية وعسكرية خاصة للدفاع عن حدودهما.

وأوضح المُحلل أنّ هذا التحالف يشمل شركاء آخرين أيضًا. الأردن جزء منه، والسعودية أيضًا، بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب، حسب وسائل إعلام أجنبية. وأضاف أنّه قد شارك مدير عام وزارة الخارجية “الإسرائيلية” (دوري غولد) مؤخرًا بلقاء جمعه مع جنرال سعودي بارز سابق في الولايات المتحدة (أنور عشقي). وكذلك أيضًا شارك مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، يعكوف عميدرور، أثناء لقائه مع الأمير (السعودي) تركي الفيصل.

وشدّدّ المُحلل، استنادًا إلى المصادر الرفيعة في تل أبيب، على أنّ قرار الحكومة المصرية إعادة جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، مقابل تعهد خطي من قبل الرياض بأنها سوف تحترم حقوق “إسرائيل” للعبور الحر في مضيق تيران، هو مثال واضح لهذه العلاقة الجديدة، ولكنّه ليس الوحيد.

ووفقًا له، بالنسبة لمصر، المعركة الجارية ضد خلايا تنظيم “داعش” في سيناء، حوَّلت “إسرائيل” إلى حليفة هامة لمصر في الحرب ضد “الإرْهَاب الجهادي”، وهذا واضح في سماح “إسرائيل” لمصر نشر المزيد من الجنود في سيناء، بمخالفة لشروط اتفاقية “كامب ديفيد” الموقعة في العام 1979. وبينما بالنسبة لدول عربية أُخْرَى، فان الحرب ضدّ التطرف أصبح مركز المصالح المشتركة مع “إسرائيل”، بالنسبة للرياض، فإنّ “التهديد من إيران.. هو الذي حولّها إلى شريكة” الكيان، كما أكّد المُحلل “الإسرائيليّ”.

بالإضافة إلى ذلك، رأى يسخاروف أنّ قرار القاهرة لإرسال وزير خارجيتها إلى القدس لم يهدف فقط لتنسيق المبادرات الأمنية، التي كانت ستستمر مع أوْ بدون الزيارات الرسمية كما هي جارية منذ 9 سنوات، مشيراً إلى أنّ زيارة شكري تؤكّد أيضًا اللقاء المخطط والمرتقب بين نتنياهو والسيسي، ورغبة مصر بأنْ تصبح قوةً إقليميةً من جديد.

وبرأي المحلل “الإسرائيلي” فإن الرئيس (عبدالفتاح) السيسي، وأيضًا العاهل الأردني عبدالله الثاني، والملك السعودي سلمان (بن عبدالعزيز)، يرون أن “الاضطرابات في الضفة الغربية وغزة كسوابق خطيرة لزعزعة استقرار إضافية في المنطقة”، وأضاف: وهذا أدى برأي المحلل السياسي “إلى اعتبار الثلاثة دورهم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين كأمر هام”، ويعتقد الثلاثة أنّ المفاوضات بين “إسرائيل” ورام الله سوف تُضعف حركة (حماس) وتقوي “السلطة الفلسطينية”. ولهذا، أضاف المُحلل، “ليس مصر والأردن وحدهما عبّرا عن عدائهما اتجاه حماس وغزة، بل أيضًا عبّرت السعودية مؤخرًا عن انتقادات رسمية للحركة”.

واستشهد المحلل بتصريحات الأمير تركي الفيصل التي أطلقها بمؤتمر “المعارضة الإيرانية” في باريس، والتي قال فيها “أنّ حماس والجهاد الإسلامي أصبحتا منظمات تخدم إيران”، وقال المُحلل، “بالنسبة لهذه الدول، القضية الفلسطينية ليست مصدر المشاكل في الشرق الأوسط، وهي لا تقع في رأس سلم أولوياتها، ولكنهم يريدون الهدوء والاستقرار في المنطقة من أجل محاربة إيران وتنظيم (داعش)”.

وتساءل المُحلل: هل يُمكن أنْ يُشكّل (الرئيس) السيسي ضغطا من أجل عقد اجتماعي ثلاث مع (رئيس السلطة الفلسطينية محمود) عباس؟

وأكد يسخاروف “في الوقت الحالي يبدو هذا اللقاء مستبعدًا، ولكن في هذه المنطقة المجنونة، كُلّ شيء ممكن”. وخلُص إلى القول “إنّه قبل شهرين، قال إبراهيم عيسى، أحد أشهر الشخصيات التلفزيونية المصرية، إنّه من المحتمل جدًا أنْ يقوم نتنياهو بزيارة مصر، أوْ أنْ يقوم السيسي بزيارة إسرائيل والحديث في قاعة الكنيست، تمامًا كما فعل أنور السادات عام 1977”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com