فريق الرياض: خلافات تجار الحروب تعرقل الحل في اليمن

صدى المسيرة: إبراهيم السراجي

 

 

لم يعد خافياً على أحد أن فريق الرياض يمثل عدة اتجاهات لا يجمعهم سوى التطلع للبقاء في السلطة والارتزاق من وراء استمرار الحرب، أما ما يفرق هذه المجموعة فهو أكثر مما يفرق بين الأعداء وليس الحلفاء كما هي حالتهم ولعل ما تحدث به خالد بحاح في مقابلة تلفزيونية قال فيها أن الفار هادي قبل أن يعزله كان هاجسه الوحيد هو بقاءه في الرئاسة أكثر من أي قضية أخرى.

 

مؤخراً وعلى وقع استئناف المفاوضات في جولتها الثانية بالكويت طرأ على فريق الرياض تغييرات كبيرة كشفت أولاً عن هيمنة إصلاحية يقف وراءها اللواء الفار علي محسن الأحمر وثانيا كشفها لحجم الخلافات وفقدان الثقة بين مكونات فريق الرياض.

وأفادت مصادر أن الفار علي محسن هو من يقف وراء التغييرات في أعضاء وفد الرياض والتي شملت ضم ثلاثة اصلاحيين وهم نصر طه مصطفى وصخر الوجيه وعلي عشال والاشتراكي الموالي للأحمر علي منصر وجرى اقصاء ميرفت مجلي وخالد باوزير ومحمد السعدي والأخير ينتمي للإصلاح غير أن الأحمر بحسب المصادر رأى ان أداءه كان ضعيفا.

وبالرغم من فشل مرتزقة الرياض في العودة الى المناطق الواقعة تحت الاحتلال وبقاءهم في فنادق الرياض إلا أن ذلك لم يمنع نشوب الخلافات بينهم والتي تظهر للعلن بين الحين والأخر.

ويمكن تلخيص أبرز مظاهر تلك الخلافات من انقلاب الفار هادي أولا على الشرعية التي يتمسك بها والمتمثلة بشرعية المبادرة الخليجية التي تجاوزها بعزل خالد بحاح من منصب رئيس حكومة الرياض ومن منصبه كنائب، هذه الحكومة شهدت عدة تغييرات وفي احدى المراحل كان لديها وزيرا خارجية في نفس الوقت وهما عبدالله الصايدي ورياض ياسين والأخير جرى تعيينه دون قرار ولا قرار بعزل الأول واستمرت الخلافات بينهما الى ان تم الإطاحة بالاثنين والمجيء بعبد الملك المخلافي.

التغييرات المستمرة والناجمة عن فقدان الثقة في أوساط فريق الرياض شملت في مناسبة تغيير وزيرة الاعلام نادية السقاف التي كانت أحد أبرز ابواق العدوان وبالرغم من ذلك تم اقصاءها وتعيين محمد قباطي بدلا عنها والأخير يتهمه اعلاميو مرتزقة العدوان بالسطو على مستحقاتهم القادمة من خزائن الرياض ونشروا لذلك وثائق عديدة.

أما المحافظين فما لبث الفار هادي يعين أحد المرتزقة ليقوم بعد مدة بتغييره كما حدث مع الإصلاحي نايف البكري الذي اقيل من منصب محافظ عدن وعين وزيرا للرياضة دون رياضة.

اليوم وبعد أكثر من 15 شهر من العدوان تكتظ المنابر الإعلامية بالتحليلات والمواقف والآراء التي تؤكد أن فريق الرياض يتحاشى التوصل الى حل سياسي من منطلق ان ذلك الحل سيقضي على وجود الكثيرين منهم من السلطة التي يتطلعون للبقاء فيها وعلى رأسهم الفار هادي الذي بدأت مصادر خليجية تتعمد التسريب لوسائل الاعلام عن تنامي الشعور لدى دول العدوان بأن الفار هادي يستغل اعلان تلك الدول دعمها لشرعيته وبدأ بابتزازهم بها في وقت باتت قيادة تحالف العدوان تشعر بالملل من أسطوانة الشرعية.

 

وما يؤكد أن شرعية هادي أصبحت محط ازعاج لدول العدوان تحدث مصدر دبلوماسي خليجي لصحيفة لندنية أن هادي بات يبتز السعودية والخليج بشرعيته مضيفا أن “عواصم الخليج وفي مقدمتها الرياض باتت أميل إلى الاعتقاد بأن هادي لا يرغب في حل سياسي لأن أي حل سيكون على حسابه، إما بالإقصاء تماما من المعادلة السياسية، أو بتقليص صلاحياته وتذويبها في مجلس رئاسي”.

 

وكشف المصدر الخليجي أن هادي “قام في السابق بتعقيد وضع المفاوضات عدة مرات سواء حين عين الجنرال المقرب من حزب الإصلاح الإسلامي علي محسن الأحمر نائبا له، أو من خلال إقالة حكومة خالد بحاح وتعيين حكومة بديلة لم تؤد إلى اليوم القسم الدستوري أو أي من أنواع القسم”.

وأضاف المصدر أن آخر محاولات هادي لعرقلة المفاوضات كانت حين استدعى وزير الخارجية عبد الملك المخلافي في شهر يونيو الماضي من الكويت وأنبه على قبوله الشروع في التفاوض على شكل الحكومة.

وفي الوقت الذي أصبحت الصورة واضحة لدى دول العدوان والتي تكشف أن فريق العدوان يركز على مصالحه وليس على الحل وتلك المصالح أصبحت تؤرق دول العدوان.

ومن داخل فريق العدوان ذاته وصل الأمر إلى دفع الخلافات بهم لحد نسف “الشرعية” التي يستخدمونها غطاء للعدوان على اليمن فرئيس حكومة الرياض السابق خالد بحاح بعد صمت طويل كشف ما بجعبته في حوار تلفزيوني لشبكة الـ BBC  البريطانية.

وتحدث بحاح عن قرار إقالته قائلا أنه “كان مفاجئاً للسعودية والتحالف لانهم يعلمون ان هذا القرار يضعف من الشرعية” بحسب تعبيره.

وروى بحاح بعض المواقف التي كانت تثبت أن الفار هادي مفتون بمنصبه ويكرس كل طاقته للحفاظ على رئاسته وأنه –أي الفار هادي-كانت تنتابه هواجس ومخاوف من وجود مخططات للإطاحة به. وفي هذا السياق قال بحاح أنه لا يعرف لماذا انتابت هادي تلك الهواجس ولماذا “كان قلقاً على منصبة أكثر من قلقه على الدولة”.

 

وإذا كانت الصورة قد أصبحت مكشوفة للجميع بأن فريق الرياض مجموعة من أصحاب المصالح والمطامع الشخصية فإن هذا الفريق ما يزال الى اليوم يعرقل التوصل للحل السياسي الذي يتخوفون من ان يتسبب بالإطاحة بهم.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com