“المرأة النووية” تفتتحُ عهدَها : لا مانع لديّ من قتل الآلاف بضربة نووية!!

“المرأة النووية” تفتتح عهدها بطرح استراتيجية حُكْـمَـها بريطانيا اتساقاً مع تأريخ الدولة الأسود:

مستعدة لاستخدام السلاح المدمّر ولا مانع لديّ من قتل الآلاف بضربة نووية!!

 

تقرير/ محمد الباشا

كثيراً ما طرقت مسامعَنَا جُملةُ (المرأة الحديدية)، وتُطلَقُ على النساء اللواتي وصلن إلى الحكم في بلدانهن، أمثال مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ومادلين أولبرايت وزير خارجية أمريكا الأسبق وسواهما، متمتعاتٍ بالحزم والشدة والقسوة التي تتنافَـــرُ والطبيعة المفطورة عليها المرأة من اللين والرقة، وما وُصمت به أولئك النساء الحديديات إبان حكمهن يضاهي أو يفوق الصفاتِ التي عادةً ما تقترن بالرجال.

إلا أن تيريزا ماي، المعتلية حديثاً سدةَ الحكم في بريطانيا، بالغت في الشطط، وربما هي كذلك وستنفذ ما أوردته استراتيجيتها للحكم، وليس بمستغرَبٍ على دول حصدت أرواح ملايين من الناس في حروبها، أن تنتجَ للبشرية هكذا نوعيةٍ من النسوة الموغلات إجراماً ووحشيةً.

إذ قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي إنها لا تمانع في الموافقة على ضربة نووية قد تؤدي إلى مقتل مئة ألف شخص مدني، بينما أقر مجلس العموم تجديد نظام الردع النووي وذلك بعد جلسة عاصف، يوم الإثنين، إلا أن مراقبين اعتبر موقفها المرعب الكبوة الأولى، وعابوا عليها فقط أن تفتح عهدها بهذه الكبوة القاتلة.

وخلال مناقشةِ النواب للمذكرة التي تطالب بتجديد النظام، سئلت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن كانت مستعدة شخصياً للترخيص بضربة نووية تقتل مئة ألف من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، فردّت بالإيجاب.

وبمناسبة أول خطاب لها أمام البرلمان، دافعت ماي عن تجديد البرنامج النووي، ووصفته بأنه “الضمانة الأكيدة” لأمن البلاد، مشيرة إلى أن أعداء بريطانيا لا بد أن يعلموا أنها مستعدة لاستخدام السلاح النووي إذا ما تعرضت لأي تهديد.

وقالت ماي إنه سيكون “من الخطأ التام” بالنسبة لبريطانيا أن تتخلص من أسلحتها النووية، معتبرة أنه “كان جزءا حيويا من أمننا ودفاعنا الوطني على مدار أَكْثَر من نصف قرن”.

وأكدت أنه “من المستحيل أن نؤكد أن أية مخاطر كبرى لن تظهر خلال السنوات الثلاثين أَوْ الأربعين المقبلة وتهدد أمننا ونمط عيشنا” وأن التهديدات من دول مثل روسيا وكوريا الشمالية لا تزال “واقعية للغاية”.

وقد صادق مجلس العموم البريطاني على تجديد نظام الردع النووي وذلك بعد جلسة عاصفة دامت ست ساعات، وعلى استبدال غواصات البلاد النووية الأربع “ترايدنت” بكلفة لا تقل عن 41 مليار جنيه إسترليني (49 مليار يورو).

ومر القرار بموافقة 472 نائباً مقابل 117، وأيد أَكْثَر من 70% من نواب حزب العمال (138 نائبا) قرار حكومة المحافظين رغم مواقف زعيم الحزب جيرمي كوربن السلمية ومعارضته تجديد البرنامج النووي.

وبريطانيا بين الدول الثلاث الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تملك السلاح النووي مع فرنسا والولايات المتحدة.

ويوجد مقر أسطول البلاد النووي القديم نسبيا في فاسلان غرب أسكتلندا، وسيتم استبداله بغواصات “ساكسيسور” يبدأ تشغيلها مطلع عام 2030.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com