الجيش السوري يُحـكِـم الطوق: حلب قريباً تتنفّس الحرية

المسلحون يشُـــدُّون قبضتَهم عليها مذ استهلال مخطّط الخراب عام 2011

الجيش السوري يُحـكِـم الطوق: حلب قريباً تتنفّس الحرية

صدى المسيرة/ تقرير/ محمد الباشا

ظلّت حلب ترزَحُ وتَـئنُّ تحتَ سطوة المجاميع المسلحة العابرة للحدود، منذ بدأ سيناريو التدمير والفوضى في سوريا في العام 2011م، وفق المخطط الأمريكي ذي التمويل السعودي الخليجي، وبما يخدم أمن كيان الصهاينة المزروع على أرض فلسطين السليبة.

المعادلةُ، في الآن الراهن، تغيّرت بعكس ما ترومُه القوى التي تريد سوريا غارقةً في الفَوضى والتقسيم، إذ غــــدت قواتُ الجيش السوري على بُعد عشراتِ الأمتار من منطقة ظهرة عبدربه الاستراتيجية في حلب، بعد إكمالها السيطرةَ على تلة الكاستيلو والطريق المؤدي إليها، وإغلاق جميع خطوط إمداد مسلحي أحياء حلب.

استمرارُ العملية العسكرية من منطقة الليرمون، على المحور الغربي، صاحب، توازياً، استهدافَ الجيش لمخيم حندرات، وتمدد سيطرة الجيش السوري بشكل عرْضيّ ــ وسطَ ترابط بين محاور عدة ــ على جبهات مزارع الملاح الجنوبي، باتجاه طريق الكاستيلو ــ الشيخ مقصود ــ الليرمون، حد تأكيد مصدر سوري ميداني لوسائل إعلامية.

المصدر شرح تطورات المشهد، مفصلاً بأن قوات الجيش تقدمت على حاجز المنشرة، ما أدّى إلى تراجع «جبهة النُّصرة». كذلك تمت السيطرة على مرتفع «بيت المريع»، بعد قصف مدفعي وصاروخي عنيف، إضافة إلى تحرير 3 مزارع غربي الجرف الصخري، شمال الكاستيلو. ورغم محاولات المسلحين لإحداث زخم إعلامي، عبر الترويج لهجوم مضاد تمت فيه استعادة عدد من النقاط التي سيطر عليها الجيش، فإنه لم يُسجل أي هجومٍ معاكس من قبل فصائل «جيش الفتح» بعد التقدم الأخير للجيش، في ظل تولي سلاح الجو الروسي التغطية الجوية للعمليات، عبر استهدافات عنيفة على معظم الجبهات، وأبرزها على مدينة الباب في الريف الشرقي.

وأظهرت الاحصائيات التي أجرتها ما تسمى هيئة الطبابة الشرعية في محافظة حلب شمال سوريا أن عددَ الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال قصف الجماعات المسلحة للأحياء السكنية في المدينة بلغ 600 شهيد، أَكْثَر من 475 منهم من الأطفال والنساء، بينما تجاوز عدد المصابين الخمسة آلاف مصاب، ذلك منذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية شهر حزيران/يونيو، في حين رجحت الطبابة زيادة عدد الضحايا نتيجة وجود العديد من الحالات الخطرة بين المصابين.

وفي تصريح لوكالة “يونيوز”، قال رئيسُ الطبابة الشرعية في حلب الطبيب زاهر حجو إن “بين ضحايا القصف الذي استهدف أحياء حلب يوجد 279 طفل و200 امرأة، وسجلت نسبة كبيرة من المصابين، حالات عجز كامل أَوْ جزئي”.

وشهدت حلب خلال الأشهر الماضية تصعيداً كبيراً من قبل الجماعات المسلحة التي قصفت كامل أحياء المدينة بمئات القذائف، سببت دماراً كبيرا في البنى التحتية والمباني السكينة، وأحصت تلك الأعداد من الضحايا.

التصعيد لم يقتصر على الكم بل زاد في النوع أيضا كما يقول الطبيب حجو “خلال فحصي لجثامين الشهداء والمصابين لاحظت تطوراً مرعباً ومخيفاً في نوعية الاصابات الناجمة عن الصواريخ التي قصفت بها أحياء حلب في الآونة الأخيرة”، مشيراً إلى أن “هذه الاصابات تشاهَدُ لأول مرة في حلب، والأسلحة التي تسببت بها هي أسلحة شديدة الخطورة ومحظورة”.

تطور نوعية الأسلحة التي تستخدمها الجماعات المسلحة ضد المدنيين في حلب لم يقتصر فقط على القذائف والصواريخ، فحالات القنص من أحياء صلاح الدين وسيف الدولة الدائمة لجنوب حلب، ظهر فيها تطور الذخيرة النارية المستخدمة، سواءٌ أكان المدى البعيد أَوْ نوعية الذخيرة المتفجرة، حسبما قالت هيئة الطبابة الشرعية بحلب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com