نص خطاب السيد عبدالملك الحوثي بمناسبة مرور عام على العدوان السعودي الأمريكي

كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة مرور عام على العدوان السعودي الأمريكي على اليمن 

 

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله الملك الحق المبين واشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين الهم صلي على محمد وعلى ال محمد وبارك على محمد و على ال محمد كما صليت وباركت على ابراهيم و على ال ابراهيم انك حميد مجيد وارضى اللهم برضاك عن اصحابه الاخيار من المهاجرين والانصار و عن سائر عبادك الصالحين .

ايها الإخوة والاخوات ، شعبنا اليمني المسلم العزيز السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، فيما كان شعبنا اليمني  يلملم جراحه اثر التفجيرات الغادرة في مسجد بدر والحشوش تلك التفجيرات التي استهدفت المصلين في مساجد الله وبعد ايضا تلك المذابح الاجرامية بحق الجنود ورجال الامن في مناطق متفرقة من البلاد وفيما كان شعبنا اليمني منشغل بمشاكله الداخلية ووضعه السياسي وهو يدفع القوى السياسية الى التوافق وفيما كانت القوى السياسية نفسها في موفمبيك برعاية من الامم المتحدة على وشك الاخراج النهائي ال المتفق عليه بصيغة جديدة تعتمد على التوافق السياسي لإدارة امور والبلد على قاعدة الشراكة والتعاون وحل مشاكل البلد وبناء مستقبله وفق مخرجات الحوار الوطني اذا بالشعب ليلة صبيحة السادس والعشرين من مارس وبعد منتصف الليل يفاجئ بعدوان غادر ابتسم منذ لحظته الاولي بالوحشية والاجرام وكان اول ضحاياه هم السكان الامنين النائمون في منازلهم واول اهدافه الاحياء السكنية والمدنيين في مدينة صنعاء ومحافظة صنعاء ومناطق متفرقة من البلاد ثم شمل وعم المصالح العامة والمنشات الحيوية في البلد كان الحدث مفاجئ لأبناء الشعب كيف ولماذا وباي حق ومن هي الجهة الاجنبية التي غدرت بالشعب اليمني المظلوم الذي لم يكن له ان ذاك حرب ولا صراع عسكري مع جهة اجنبية ولا حتى نزاع متفاقم ينذر بحرب لا معا جيرانه ولا محيطه ولا أي جهة اخرى ، الشعب اليمني اساسى كان غارق في معاناته ومشاكلة وازماته الداخلية التي غذاها وعقدها وصنع الكثير منها القوى الخارجية التي ارتكبت ذلك العدوان  فمن هم اولئك ، جاء الجواب والخبر من هناك من البعيد من حيث البصمة الاجرامية و الطابع الوحشي للضربات الاولي نفسها من واشنطن حيث اعلن عادل الجبير سفير النظام السعودي في واشنطن اعلن العدوان من هناك ومن بعد ذلك اتى الترحيب والمباركة والتأييد والمساهمة من مكان اخر ايضا من تل ابيب حيث بارك قادة الصهاينة العدوان وجعلوا منه فرصة لظهور ما كان في الخفاء من روابط التعاون والتآمر على امتنا العربية والاسلامية ، هندس لهذا العدوان الغاشم اكابر مجرمي العالم ليكون بقرار وتوجيه وادارة امريكية وبمشاركة ايضا فعلية ومباشرة جوا من خلال الاقمار الصناعية وطائرات التجسس ومن خلال الطائرات المقاتلة وبحرا من خلال البارجات الحربية التي شاركه بشكل مباشر في القصف وبرا من خلال بلاك ووتر وغيرها من التشكيلات الاجرامية التابعة لأمريكا ، وايضا من خلال العسكريين المنتدبين من أمريكا في غرف العمليات في السعودية وغيرها وبحماية سياسية امريكية هيئات الجو العام والمناخ العام ليتناغم مع هذا العدوان ما بين مساهم وما بين متغاضي وصامت ويعتمد هذا العدوان في تمويله وتنفيذه وما كنته الاعلامية والحشد له في المنطقة يعتمد على النظام السعودي الذي لم يرعى حق الجوار ولا اخوة الاسلام فكان هو الجار الغادر لجاره والمعتدي على جارة بغير حق وبني لهذا العدوان تحالف على راسه أمريكا ومن خلفه إسرائيل وفي الدور المباشر والتنفيذ والتموين النظام السعودي الذي للأسف اختار لنفسه ان يكون ضمن حلقة العدوان ان يختار لنفسه دور قارون ، قارون الذي بغى على قومه واعتدى عليهم ووفر قدراته وثرواته للبغي والافساد في الارض النظام السعودي ومن اشتراه النظام السعودي بالفلوس من جيوش ومرتزقة العالم والمنطقة وفي محور هذا التحالف وضمن حلقاته الرئيسية كان البريطاني المستعمر السابق لجزء كبير من اليمن وبحكم تجربته تلك شريك اساسي في التخطيط وادارة العمليات و غير ذلك ، اعتمد هذا العدوان في استراتيجية واسلوب  عمله وطريقته في الحرب الاستباحة لكل شيء مطمئن بالحماية السياسية والاعلامية فاته بوسائل القتل والدمار بما فيها الاسلحة المحرمة دوليا الى القتل الجماعي لليمنيين نساء واطفال كبار وصغار مستهدف الاحياء السكنية والتجمعات البشرية في المدن والقرى والاسواق الشعبية والمساجد والمدارس والمستشفيات والاعراس ومستهدف المرافق الخدمية والمصانع والمصالح العامة لحياة الناس بما فيها المطارات والموانئ والمرافق الصحية والتعليمية والطرق ووسائل النقل والمنشات الحكومية من مقرات ومجمعات وغيرها والكهرباء والاتصالات وحتى الصيادين في البحر وحتى مقابر الموتى وحتى المعالم الاثرية وبلغ به الحال الى استهداف مركز المكفوفين وغير ذلك مع حصار مطبق على البلد وقيود جائرة على الحركة المشروعة للتجارة والسفر وتضييق على الشعب في لقمة عيشه واحتياجاته الانسانية وينطبق كتوصيف دقيق على سلوك قوى العدوان تجاه شعبنا المظلوم قول الله تعالى (واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها يهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) واستند هذا العدوان الى حماية سياسية في مجلس الامن والامم المتحدة بما يخالف ويناقض مواثيق الامم المتحدة وغيرها من المقررات المعتمده وكذلك تجاه المنظمات التي يقال عنها انها انسانية وحقوقية كما  استند الى دعم اعلامي واسع وتغطية وتغاضي عن كل جرائمه بالرغم من بشاعتها كما اشترى الموقف الداعم والمؤيد من كل الاطر والمحافل الدولية والاقليمية في زمن يباع فيه كل شيء حتى الضمير الانساني واستنفرت له ايضا كل وسائل الدعم والتأييد على نحو غير مسبوق بعناوين متنوعة فمثلا تحت عنوان الدين يتحرك البعض من المحسوبين على انهم علماء دين ويتخذون ذات الموقف الذي تبناه “نتن ياهو” الذي تبناه الإسرائيلي والذي تباه الأمريكي في مسالة العدوان على شعبنا المظلوم الا ان المسالة تختلف في التعبير المصبوغ والمطبوع بالصبغة وطابع الدين وكذلك الاعلاميون وهم كثر والوعاظ والسياسيون وغير ذلك كما هيئة لهذا العدوان كل الظروف وحشدت له التبريرات والعناوين المتعددة وازيلت عنه كل القيود القانونية فلم نعد نسمع عن حقوق الدول عن سيادة الدول اليمن كدولة مستقلة له سيادة لهم حرمة لشعبه كرامة كل هذا رمي به عرض الحائط وكذلك القيود الانسانية فأصبحت جرائم الابادة الجماعية عمل طبيعي وعادي من اساليب الحرب العادية وغير ذلك من الجرائم وكذلك القيود الاخلاقية فهيئوا له ان يفعل كيف ما يشاء وكيف ما يريد واتجهت في هذه المناخ  في هذا الجو قوى العدوان بكل حشدها وهي الدول الاقوى في العالم بين كل دول العالم  على راسها أمريكا ومن ضمنها إسرائيل والسعودية ومن معهم اتجهت بكل حشدها وعدتها ونفيرها الدولي والاقليمي وبما هيئ لها من ظروف وبما تمتلكه من امكانات وقدرات تعمل بأقصى جهدها لتدمير اليمن والفتك بشعبه العربي المسلم ، ما الذي يريده أولئك من هذا العدوان الجائر الظالم بكل هذه الامكانات والقدرات وبكل هذه الترتيبات والاستعدادات الواسعة ، حينما نأتي الى قوى العدوان وعلى راسها أمريكا وإسرائيل لا شك ان أمريكا وإسرائيل هدفها من هذا العدوان هو نفسه هدفها في المنطقة جميعا تدمير المنطقة وتدمير بلدنا اليمن واثارة الفوضى وتقويض الكيانات القائمة في المنطقة و العمل على سحق شعبنا اليمني المسلم واثارة النزاعات واغراقه فيها على الدوام والاستئثار بالمصالح والخيرات في بلدنا وفي سائر بلدان المنطقة والعمل على التحكم بالمنطقة كلياً والسيطرة المباشرة عليها أما النظام السعودي فقد سول لهم أولئك انه من خلال هذا العدوان سيبرز ضمن دور اقليمي يقوم يكون به زعيم المنطقة وزعيم الاقليم ولكن أي دور .. أي دور إن هذا الدور بطبيعة الاجرامية والعدوانية وبما فيه من خروج وتناقض مع كل القيم والاخلاق والمبادئ و مع هوية شعوب هذه المنطقة هو دور خسيسُ ودور دنيئ ودور لا يجعل من هذه القوى نفسها وعلى رأسها النظام السعودي أصحاب دور مشرف ودور مهم ودور فاعل بقدر ما يقدمهم كمجرين من مجرمي العالم ، تجاه هذا العدوان وتجاه ما يحدث مع فضاعته ومع شدت ما لحق بالشعب اليمني من المعاناة والمظلومية الكبيرة كانت قليلة هي المواقف الحرة المتضامنة مع شعبنا اليمني قليلة بقلة الأحرار المتحررين من اطماع الترغيب ومخاوف الترهيب سيما على المستوى الرسمي أما على مستوى الشعوب بالكثير منها مغلوب على أمره وينتظر هو بدوره ، البعض من تلك المواقف الحرة والمشكورة جريء وقوي ومسموع والبعض منها خجول ومنخفض لكن  الموقف المتميز والصوت الاقوى الوقفة الانسانية الايمانية الوفية الصادقة مع شعبنا المظلوم كانت للصادقين الذين ابو الا الصدق وحتى وان تعاظم الزيف والا الحرية حتى ولو كثر عبيد المال وعبيد المصالح والأطماع وعبيد المخاوف وأبوا الا ان يكونوا كما كانوا أحرار وشجعان وصادقين وما بدلوا تبديلا بإنسانيتهم وقيمهم وأخلاقهم وشجاعتهم الذين واجهوا  بها هجمت إسرائيل وعدوانها واطماعها  وطغيانها يوم تخاذل كل محيطهم العربي يوم  عاشوا نفس المحنة التي يعيشها اليوم شعبنا اليمني المسلم العزيز أولئك هم حزب الله أولئك هم المفلحون بقيادة السيد المجاهد حسن نصر الله حفظه الله عنوان الوفاء ورجل الشهامة و العزيز المؤمن نسأل الله ان يجزيه خير الجزاء وان يزيده عزاً ونصراً وتوفيقاً انه سميع الدعاء ، وبالرغم من حجم العدوان ومن هذا التخاذل على المستوى العالمي والاقليمي وبالرغم من ظروف شعبنا اليمني العزيز ظروف ما قبل العدوان بلدنا ما قبل العدوان لم يكن بلد مستقر ولم يكن فيه دولة مستقرة ومؤسسة عسكرية تعيش واقع  مستقر وتعيش جهوزية عالية لحماية البلاد بلد غارق في مشاكله الداخلية وجيش يفكك وواقعُ اقتصاديُ مأساوي وظروف امنية مأساوية وبالرغم من كل ذلك وبالرغم من ظروفه اثناء العدوان الا أن شعبنا اليمني العزيز وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبعون من الله سبحانه وتعالى وقف الموقف المشرف موقف الثبات والصمود الموقف النابع من انتمائه وهويته وقيمه ومبادئه فكان الطابع  العام لموقف الكل من كل مكونات الشعب وفئاته هو الصمود وهو الثبات والإرادة  الحرية والقوية والصلبة وكان في المقدمة موقف الاحرار ، الاحرار الاوفياء من أبناء الجيش والاحرار والاوفياء من أبناء الشعب في اللجان الشعبية وغيرها الذين بادروا الى ميادين القتال الى ميادين الشرف وميادين البطولة بكل وفاء وصدق وثبات واستبسال وصبر وتضحية وكذلك موقف الاخرين من خلفهم العلماء الشرفاء الاوفياء حيث وقف صفوت العلماء من كل المذاهب في البلد الوقفه الشجاعة ليقولوا كلمة الحق في وجه الطغاة والمعتدين والجائرين وليستنهضوا الشعب للتحرك الجاد القيام بمسؤولية في الدفاع عن نفسه وعن حريته و عن استقلاله و عن ارضه و عرضة وكذلك القبائل الحرة والقبائل العزيزة الوفية التي حافظت  على مواقفها منطلقة من رصيدها عبر التاريخ ورصيدها المعبر عن اصالتها وقيمها ومبادئها حيث أمدت بالرجال وبالقوافل ولا تزال حتى اليوم، كما تجلى أيضا هذا الصمود وهذا الشموخ وهذا الثبات في موقف مختلف المكونات والنخب من أبناء شعبنا اليمني العزيز وفي كل الاتجاهات وفي كل الجبهات وتجلى على نحو متميز في أسر الشهداء الذين يقدمون أروع الشواهد على صمود هذا الشعب وثبات هذا الشعب وقوة إرادة هذا الشعب الذي لا ينحني بالعواصف مهما كانت ، كما برز الدور المتميز للقوة الصاروخية حيث كانت يد قوية طويلة لحقت بالأعداء حيث كانوا في مناطق متعددة في الداخل وفي الخارج كما كان للجبهة الاعلامية الموقف ايضا المتميز بالرغم من ضعف الامكانات ومحدودية القدرات ، واستمر العدوان من جانب الأعداء طغيان وإجراماً يوميا في كل يوم قتل وتدمير في كل يوم جرائم جديدة مستمرة على مدى العام ومن جانب شعبنا بمكوناته الحرة والوفية والصامدة والثابتة صموداً وتضحيةً وثباتاً في موقف الحق اليوم وبعد مرور عام على العدوان نأتي إلى حصيلة هذا العدوان وما خلفه هذا العدوان بحساب ما قال وبحساب ما فعل نجد الفوارق الكبيرة جداً قال قولا ولكنه مجرد زيف وأكاذيب وإدعاءات سخيفة ومفضوحة ومكشوفة وما فعل كان شيء أخر قال إنه يريد أن يخدم الشعب اليمني أن يساعد الشعب اليمني تلك المساعدات كانت عبارة عن جرائم القتل والإبادة الجماعية كانت عبارة عن الصواريخ الأمريكية والإسرائيلية التي هي فتاكة والتي هي مدمرة واستخدمها ليلحق بأبناء هذا الشعب أقصى ما يستطيع من التنكيل والقتل بعد مرور عام على العدوان كل ما حققه هذا العدوان وما حققته تلك القوى الباغية والمجرمة والمعتدية ليس سوى أضرار كبيرة وبالغة على كل المستويات في بلدنا وفي عموم المنطقة على بلدنا كان هناك جملة من الأضرار الكبيرة التي لحقت بشعبنا وببلدنا على كل المستويات بدء من نسيجه الاجتماعي فالقوى المعتدية والباغية وفي أساسها في الدور الرئيسي فيها النظام السعودي عملت بكل ما تستطيع على إثارة النعرات المذهبية و المناطقية لتوظيفها في خدمة مآربها وضرب أبناء الشعب اليمني بعضهم ببعض وذلك واضح في وسائلها الإعلامية وفي تحريضها المستمر كذلك عملت على توظيف المشاكل الداخلية التي أسهمت فيما مضى في صناعة بعضها وفي تعقيد البعض الأخر منها وسعت إلى دفع البعض لتصفية الحسابات من خلال خيانة البلد ومن خلال العمالة للعدوان فلعبت بذلك دوراً سلبياً في تمزيق النسيج الاجتماعي وأثرت على بعض المكونات وبعض القوى هنا أو هناك لتوظفهم ولتستغلهم ليكونوا أداة لضرب إخوتهم وأبناء شعبهم ، كما كان لهذا العدوان تأثيره على الكيان السياسي في البلد من حيث احتلال بعض المناطق في بلدنا وتوزيعها شيئا منها للقاعدة وشيئا منها لبلاك ووتر شيئا منها للمرتزقة من مختلف مناطق العالم على الاستقرار والأمن وهذا لا يحتاج إلى توضيح على الاقتصاد والبنية الاقتصادية والخدمية والبنية التحتية أما على مستوى محيطنا العربي والإسلامي وعلى القضية المركزية للأمة فلسطين والمسجد الأقصى والمقدسات فكان لهذا العدوان أيضا أَضراره فقوى العدوان عملت بشكل كبير على تغذية النزاعات والانقسامات الداخلية في الأمة وعلى إلهاء العرب عن القضايا المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأسوء من كل ذلك وأخطر تعزيز الحضور الإسرائيلي والنفوذ الإسرائيلي من خلال التطبيع والتحالفات معه وإدخاله كعنصر فاعل ضمن قضايا المنطقة والمشاكل التي تعاني منها الأمة على مستوى واقعها الداخلي وهذه نقطة خطرة جدا جدا جداً كما عملوا أيضا على استهداف جبهة المقاومة وعلى رأسها حزب الله كل ذلك خدمة لإسرائيل في ظل هذا الوضع القائم بكل هذه النتائج المأساوية ومع استمرار العدوان ما هي مسئوليتنا الدينية والوطنية والأخلاقية والإنسانية لاشك أن خيارنا وأن قدرنا طالما أستمر هذا العدوان خيارنا كشعب يمني مسلم حر عزيز أبي خيارنا هو الصمود والثبات والتصدي بكل الوسائل المشروعة لهذا العدوان وإن مرور عام كامل بالرغم من تكالب قوى الشر والطغيان الأقوى في العالم من حيث قدراتها وإمكاناتها واقتصادها وخبراتها وما وظفته في هذا العدوان من وسائل وأساليب وإمكانات وما حشدته لهذا العدوان من مرتزقة حتى من جزر سليمان وكولومبيا والأرجنتين وغيرها وما ارتكبته بحق شعبنا من جرائم مروعة لكسر إرادته واستخدام أفتك وأحدث وسائل التدمير من القنابل والصواريخ بمثل ما ضرب به على عطان ونقم ومناطق مختلفة من البلاد بالرغم من كل ذلك فالمعتدون لم يستطيعوا حسم المعركة ولن يستطيعوا ذلك مهما عملوا ومهما فعلوا بإذن الله تعالى بل أن أحرار هذا البلد من رجاله ونسائه من مختلف مكوناته ما زادهم ذلك كله إلا عزم وصلابة لأنه شعب يعتمد على الله ويستند في قوة إرادته على معونة الله سبحانه تعالى ونرى مشاهد هذا الصمود ودلائل هذا الثبات في موقف الجميع بدء من أسر الشهداء الذين هم في صمودهم وثباتهم وقوة موقفهم معيار مهم بمستوى الإباء والصمود في شعبنا اليمني المسلم وكذلك التحرك الجاد من أحرار وأبطال الميدان الذي كبد المعتدين خسائر فادحة في العديد والإمكانات وقتل قادة من قادتهم وكذلك كبدهم على المستوى البشري الكثير والكثير من القتلى والجرحى وصدق الله سبحانه وتعالى ” ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ” وفعلا الكثير من قادتهم سواء على المستوى النظام السعودي أو بلاك ووتر أو الإماراتيين أو غيرهم الكثير منهم أعلن عنهم كذلك وقفات القبائل ومددها المستمر بالرغم من حجم الظروف والمعاناة  كل ذلك شاهد للصمود ولدى شعبنا المسلم العزيز المقومات اللازمة للصمود والثبات في مقدمتها إيمانه بالله سبحانه وتعالى وتوكله على الله واعتماده على الله ورهانه على الله هذا هو الشعب اليمني يمن الإيمان هذا الإيمان الذي علم شعبنا وربى شعبنا أن يكون شعباً عزيزاً وصامداً وأبياً وثابتاً لا يقبل بالضيم ولا يقبل بالهوان وتوكله على الله ورهانه على الله سبحانه وتعالى الذي زادة عزما وقوة ومدد معنوياً من الله سبحانه وتعالى وكذلك مظلوميتنا كشعب يمني هذه المظلومية التي لا نظير لها في أي بقة من بقاع العالم المشاهد المأساوية للآلاف هنا وهناك من الأطفال والنساء وهم يقطعون إرباً إربا بقنابل التدمير والقتل وموقفنا المحق وقضيتنا العادلة بحمد الله تعالى وبتوفيقه وبما يبعث على الاطمئنان ويزيدنا ثابت في الموقف أننا محقون وقضيتنا عادلة لسنا في موقفنا ونحن نقاتل أولئك الغزاة وأولئك المعتدين لسنا متكبرين ولا ظالمين ولا متجبرين ولا مفسدين في الأرض إنما ندافع بالحق عن أنفسنا وعن حريتنا وعن كرامتنا وعن عرضنا وعن أرضنا وعن قيمنا وعن أخلاقنا وعن مبادئنا الإسلامية هذا ما نحن فيه أما أولئك فهم بغاة معتدون لا يمتلكون الحق أبدا فيما فعلوه وفيما يفعلونه وأيضا المسئولية نحن كشعب مسلم يعتدى علينا من قبل قوى الشر والطغيان علينا مسئولية أمام الله لا يرضى الله لنا ولا يقبل الله منا أن نقف مكتوفي الأيدي أو أن نخنع ونخضع ونستسلم أو أن نقبل بالهوان أن الذي يريده الله منا أن نواجه البغي بالإرادة الصلبة والموقف الثابت الله سبحانه وتعالى يقول والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون فمن اعتداء عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتداء عليكم فهي مسئولية ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى أن نتحرك بكل قوة وثبات وتفاني واستبسال لمواجهة أولئك المتعدين وأن نقف ضدهم فيما يفعلونه بناء بشعبنا مما هو ظلم فوقوفنا ضدهم في عدوانهم هو وقوف ضد الظلم ضد الطغيان ضد الاستكبار وكذلك مما يزيدنا عزم وصلابة في موقفنا معرفتنا بالأهداف المشئومة لقوى العدوان الذي يريدونه ببلدنا وما لهم فيه من أطماع هم يريدون الاستعباد لشعبنا أن يكون شعبنا الحر العزيز شعب مستعبد لا إرادة له ولا قرار له ولا سيادة له ولا حرية له أن يكون شعب ينتظر الآخرين ليقرروا له وعليه ما يشاءون ويريدون أن لا يكون صاحب قرار وأن لا يكون حر يريدون أيضا لشعبنا اليمني أن يمزق وأن يتناحر تحت كل العناوين ويريدون له أن يفقد الأمن وأن يفقد الاستقرار وأن يملئوا هذا البلد بالمشاكل والأزمات وبمثل ما رأينا نموذجهم اليوم نموذجهم القائم والموجود في عدن وفي سائر مناطق الجنوب على المستوى الأمني لم يؤمنوا حتى قصر المعاشيق ما بالك أن يؤمن عدن أو أن يؤمن الجنوب بكله رأينا نموذجهم الإجرامي والوحشي فيما فعلوه بأهالي تعز المظلومين والشرفاء جرائم السحل وتلك الجرائم الفظيعة والمتنوعة هناك هذه الأهداف المشئومة التي هي أهداف لا يمكن أن يقبل بها شعبنا اليمني العزيز هي دافع وحافز لنستيقظ  ونتحرك بكل جدية في مواجهة هذا العدوان وخيارنا الحتمي حينما يستمر هذا العدوان هو الصمود وتعزيزُ هذا الصمود في مواجهة هذا العدوان بكل ما يعززه بكل ما يزيد شعبنا تماسكاً وثباتاً وقوة في الموقف وفي مقدمة ذلك الحفاظ على وحدة الموقف وعزيز التعاون والعمل المشترك بين كل القوى والمكونات لقد سعت قوى الشر قوى البغي والعدوان إلى إثارة الخلافات الداخلية داخل جبهة القوى المتماسكة والمناهضة للعدوان وحرصت على تغذية المشاكل والنزاعات والخلافات وحرصت وتحرص وتسعى إلى أن تدفع بالبعض ليتحرك ضمن أولويات أخرى إننا في واقعنا الداخلي وأقصد جميع الأحرار والشرفاء من مختلف مكونات الشعب إننا كشعب يمني مظلوم مستهدف بهذا المستوى من الاستهداف إن مسئوليتنا بالدرجة الأولى وواجبنا قبل كل شيء وأولويتنا قبل كل الأولويات:

هي التصدي لهذا العدوان كخطر كبير على البلد لا يساويه خطر أخر وهذه المسألة ينبغي أن تكون هي أهم المسائل وعلى هذا الأساس يجب علينا جميعا التوحد و الحفاظ على وحدة الموقف ووحدة الكلمة والاتجاه هذا الاتجاه لتعزيز التعاون لاعتماد آليات عملية وفعالة للعمل المشترك فنحن أقويا بوحدتنا هذه وبتحركنا جميعا في الموقف الذي يستهدفنا جميعا ويستهدف بلدنا جميعا

ثانياً : تحصين الجبهة الداخلية ومواجهة حالة الاستقطاب الذي ينشط فيه العدو باعتماده على الإغراء تارة وعلى الترهيب تارة أخرى وبتوظيفه للمشاكل الداخلية وهذه المسألة أيضا من أهم المسائل وللأسف الشديد هناك البعض من ضعاف النفوس وضعاف الإيمان وضعاف الهوية وضعاف الإحساس بالانتماء وضعاف الإحساس حتى بالإنسانية وبالضمير الذين تمكن العدو من استقطابهم وجعل منهم أداة داخلية ضد أبناء شعبهم أولئك هم المرتزقة أولئك هم الذين سيكتبهم التاريخ عملاء ويخلدوا ذكرهم كخونة وقفوا مع الأجنبي كما فعل التاريخ مع الذين من قبلهم فيما مضى من التاريخ .

أيضا من مهامنا دعم ومن مسئولياتنا تجاه هذا العدوان دعم الموقف الميداني أولا: بالرجال استيعابهم في الجيش واللجان الشعبية وتعزيز الجبهات وتفعيل الخيارات، وثانيا بالمال، من خلال القوافل ومن خلال التبرعات، وثالثا إنسانيا من خلال العناية بأسر الشهداء وبالجرحى وبالنازحين، وبكل الفئات المتضررة، من مسؤولياتنا أيضا العمل بنشاط وجد في كافة الجبهات وفي مقدمتها الجبهة التوعوية، جبهة العلماء وجبهة المثقفين وجبهة المفكرين، والجبهة الإعلامية أيضا، وكذلك على المستوى الاقتصادي من خلال النشاط المفترض من رجال المال والأعمال، في السعي لتوفير احتياجات الشعب، الذي يعاني معاناة كبيرة نتيجة للحصار ونتيجة لضروف الحرب، ونيتجة للقيود المفروضة بغير حق على حركة التجارة.

أما ما نوجهه للنظام السعودي بعد عام من عدوانه وبعد عام كامل وهو يرتكب فيه أبشع الجرائم بحق جيرانه، فنقول له كفاك هذا التلعب بك من الأمريكيين والإسرائيليين، أنت بهذا العدوان أولا أسأت إلى إنسانيتك، ما ترتكبه من جرائم القتل والإبادة الجماعية، بحق أبناء هذا الشعب الذي هو شريكك في الإسلام باعتبار انتمائك، شريكك في الإنسانية باعتبار انتمائك الإنساني، وهو أيضا جارك، جرائم القتل، والإبادة الجماعية في الأسواق وآخرها ما حدث في سوق خميس مستبأ وفي الأعراس وفي أماكن التجمعات، كل ذلك إنه يخدش في إنسانيتك، إنه شاهد أنك وأنت ترتكب كل هذه المجازر الوحشية وكل هذه الجرائم، الفضيعة جدا تفعل ما تفعل، وتعمل ما تفعل وأنت متجرد من الإحساس الإنساني، وإلا لا يستطيع الإنسان وهو محتفظ بإنسانيته أن يقتل البشر في أسواقهم وفي تجمعاتهم، وفي مساجدهم وفي أعراسهم، وفي أحزانهم، يقتلهم بهذه الطريقة البشعة، بكل برودة أعصاب وبدون مبالة، وأسأت إلى انتمائك العربي والإسلامي وانتهكت حرمة الجوار، ولربما هذه ثمرة من ثمار الارتباط الأعمى والمنفلت بالأمريكيين والإسرائليين، هذا الارتباط الذي طغى على طبيعة الموقف وعلى السياسات وعلى التوجهات، وعلى التصرفات.

ونحن هنا نقول للنظام السعودي عد إلى حضنك العربي والإسلامي، عد أيه النظام السعودي، عد إلى الحضن العربي، وعد إلى الحضن الإسلامي، عد إلى أمتك، لا تذهب هناك بعيدا بيد أولئك.

ونقول إن أولئك الأمريكيون والإسرائيليون لا يريدون لك وبك خيرا بما يدفعونك فيه، وإنهم ليسوا أوفياء ولكنهم للأسف محظوظين، محظوظين، أمريكا محظوظة أن يكون لها كالنظام السعودي، فيما مضى وفيما هو معروف أن العميل يتحرك ليكسب ليأخذ، أما اليوم فترى نماذج من العملاء يتحرك هو ويدفع هو ويقدم هو، اليوم أمريكا هي تكسب من النظام السعودي، والشركات الأمريكية شركات السلاح هي حققت دخلا ربما مسبوق من بعد الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم، أموالاً طائلة وكبيرة في مرحلة محدودة على مدى عام، أولئك لن يكونوا أوفياء معك حينما يأتي الوقت الذي يرون فيه مصلحتهم في ضربك لن يترددوا عن ذلك أبدا.

وكذلك نقول كفاك ظلما، كفاك عبثا، هذا العدوان هو أيضا يكلفك الكثير الكثير، في قادتك وفي جنودك، وعلى المستوى الاقتصادي، وبات الضرر على المستوى الاقتصادي ملموسا بشكل كبير، ثم هذا العدوان هو عبث هو ظلم، وطغيان، ما الذي تريده من الشعب اليمني، من جارك اليمني، ما الذي تستفيده؟ استمرارك في العدوان إنما يعقد المشكلة، بشكل أكبر، وله مردود عليك، وكلما استمر العدوان كان مردوده السلبي عليك أكثر وأكثر.

ونقول لقادة المملكة العربية السعودية، لقادة النظام السعودي، اتقوا الله، إنكم إن كنتم مطمئنين إلى الموقف الأمريكي ومرتاحين أنكم تحت المظلة الأمريكية، فهناك لهذا العالم رب هو الله، هو الله سبحانه وتعالى، الذي كتب سوء العاقبة وسوء الختام وسوء المصير، للظالمين والطغاة والمجرمين.

إن المصلحة الحقيقية للمنطقة بكلها، ولشعوبنا وبلداننا العربية والإسلامية هي في الاستقرار، وإطفاء نيران الحروب والفتن، وإن شعبنا اليمني هو مصدر سلام تجاه كل محيطه العربي والإسلامي، ويحمل إرادة الخير تجاهه كله، وموقفه اليوم هو الدفاع اضطراراً في مواجهة العدوان غير المبرر وغير المشروع، ولذلك فإن سعينا في العمل لوقف العدوان، على شعبنا كما هو في الميدان، بالتصدي للغزاة، وقتالهم ومواجهتهم هو أيضا قائم في ميدان السياسة، ومن هنا نوضح ما جرى مؤخرا على الحدود، إنما جرى هو تهدئة مصحوبة بخطوات إنسانية متمثلة بعمليات تبادل للجثامين وبعض الأسرى، ومناقشة التمهيد لحوار لوقف العدوان بشكل كامل، على أن يكون مبنيا على أسس للتفاهم، طبعا إثير الكثير من اللغط حول ذلك، ومصدر الكثير منه بعض المرتزقة وبعض المشوشين ذهنياً، الذين سعوا إلى تشويه الجبهة الصامدة للجان الشعبية ولأنصار الله ولكل المكونات الحرة التي تسعى بكل ما تستطيع، في الميدان وفي السياسة، بالسلاح وبالقتال، وبالدفاع بكل أنواع الدفاع، وبالسياسة أيضا إلى وقف هذا العدوان الجائر والظالم.

نحن نقول تجاه ذلك اللغط المثار حول ما جرى مؤخرا من تهدئة محدودة بهدف تنفيذ بعض الخطوات الإنسانية التي طرحناها ووضحناها وتحدثنا عنها، وبهدف أيضا السعي إلى وقف هذا العدوان، إن ذلك اللغط لا مبرر له ولا مزايدة علينا، نحن في طليعة شعبنا اليمني تضحيةً وثباتاً بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ونحن بالنسبة لنا الوفاء لنا دين وهوية، ولكننا في نفس الوقت نأمل أن تنجح المساعي لوقف العدوان، فذلك لمصلحة الجميع وهو المطلب لشعبنا، وإذا لم تنجح تلك المساعي فنحن نحن، نحن أولئك الثابتون بتوكلنا على الله، وباستعدادنا العالي بتوفيقه تعالى للتضحية، ومن المهم الانتباه والحذر من الغفلة، حتى في مثل هذا الجو الذي يدور فيه الكلام عن الحوار، نحن لا نأمن غدر أولئك الظالمين والغادرين والمعتدين، ويجب أن نكون على مستوى عال من الحذر واليقظة والانتباه، ويجب أن يتجه الجميع من مختلف المكونات في كل الجهات والجبهات إلى دراسة آليات للعمل المشترك والفعال، لمواجهة العدوان فيما إذا أستمر.

إنني في الختام أوجه الدعوة للأخوة والأخوات في صنعاء ومحيطها والمناطق القريبة منها إلى حضور الفعالية الشعبية العامة في الذكرى السنوية الأولى للعدوان، بعد عصر الغد إن شاء الله في المكان المحدد من اللجنة التحضيرية.

نسأل الله سبحانه وتعالى، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، والنصر لشعبنا اليمني العزيز المظلوم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com