المعتمرةُ مروة الصبري.. كلمةُ حق في وجه سلطان “سعوديّ”!

الوزير الديلمي: هناك عدد من النساء اليمنيات معتقلات في السعوديّة بشكل غير قانوني

إعلاميون وناشطون: ما تحدثت به الصبري يدل على شجاعتها والكلمات أصبحت تهز عروش آل سعود

 

المسيرة – أيمن قائد- محمد ناصر حتروش

لاقت جريمةُ اعتقال مواطنة يمنية معتمرِة من قبل السلطات السعوديّة غضباً شعبيًّا ورسميًّا واسعاً وتواصلت حملات التنديد في المحافظات الحرة وسط مطالبات للمملكة بالإفراج الفوري عنها والكف عن الإجراءات التعسفية بحق المعتمرين وزوار بيت الله الحرام.

وتعرَّضت المرأةُ اليمنيةُ مروة عبدربه الصبري 29 عاماً للاعتقال قبل أَيَّـام أثناء توجُّـهها إلى الحرم المكي لأداء مناسك العمرة، قبل أن تتعرَّضَ لإهانةٍ من شرطية على بوابة الحرم قالت لها “اليمنيون ما أنتم طيبين”، إلا أنها ردت على تلك الإهانة بالقول: “أنتم يا السعوديّون دمّـرتم بلدنا”، وهو الأمر الذي دفع السلطات السعوديّة لاعتقال المرأة اليمنية من مكة المكرمة ومحاكمتها دون مبرّر، وذلك في إطار الانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون من قبل النظام السعوديّ واضطهاده لكل من يقول كلمة الحق أمام ما يرتكبه النظام من جرائم بحق اليمنيين.

وفي السياق استنكرت وزارة حقوق الإنسان في العاصمة صنعاء، اعتقال النظام السعوديّ للمواطنة اليمنية مروة الصبري من وسط الحرم المكي خلال أدائها شعائر العمرة.

وأوضحت حقوق الإنسان في بيان لها، أمس، أن اعتقال المرأة اليمنية من وسط الحرم المكي انتهاك لحقوق الإنسان واستفزاز لمشاعر ملايين اليمنيين، مبينة أن اعتقال مروة الصبري خلال أدائها شعائر العمرة جريمة ويجب تحييد المشاعر المقدسة عن سطوة النظام السعوديّ.

وأضافت الوزارة أن المرأة اليمنية ردت بعبارة “السعوديّة دمّـرت بلدنا”، حَيثُ وهي تلخص ما يحصل على مدى 8 سنوات من قتل وحصار، مطالبة بسرعة الإفراج عن مروة الصبري وتدعو المنظمات الدولية لإدانة الجريمة والضغط على النظام السعوديّ؛ بهَدفِ الإفراج عنها ووقف الاعتقالات التعسفية.

كما أكّـد وزير حقوق الإنسان علي الديلمي، أن الوزارة سبق واستقبلت العديد من القضايا المشابهة لقضية المواطنة اليمنية مروة الصبري في الأراضي السعوديّة.

وقال الوزير الديلمي للمسيرة: إن هناك العديد من النساء اليمنيات يتعرضن للمحاكمة بشكل غير قانوني وبإجراءت غير عادلة ولأسباب مشابهة لسبب اعتقال المواطنة الصبري أثناء تأديتها مناسك العمرة في الحرم المكي.

وأوضح الديلمي أن النظام السعوديّ مارس مضايقات على العديد من المواطنين اليمنيين ذكوراً وإناثاً لأسباب تتعلق بتفاعلهم مع المنشورات التي تتحدث عن جرائمه بحق اليمن وأبنائه على مواقع “السوشيال ميديا”، مؤكّـداً أن هذا النظام يحاسب اليمنيين المقيمين في أراضيه على الكلمة الواحدة، وقد تعرض العديد منهم للاختطاف والمحاكمة لهذا السبب.

وعلى صعيد متصل، عبر الآلاف من الناشطين والمواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم جراء توظيف السلطات السعوديّة رد فعل المعتمرة اليمنية؛ مِن أجل التنكيل بها وتلفيق تهمة وجود قنابل لديها، الأمر الذي يبرّر الحكم عليها بالسجن عاماً كاملاً، مشيرين إلى أن مثل هذه الأحكام تعد انتهاكاً بحق الأماكن الإسلامية المقدسة في المملكة، وتشويهاً بحق الزائرين لهذه الأماكن.

وعبرَ وَسْمِ (#أطلقوا-اليمنية-مروة-الصبري)، طالب ناشطون وحقوقيون يمنيون، السلطات السعوديّة، بالإفراج عن المعتمرة اليمنية، مؤكّـدين أن جرائم السعوديّة في اليمن، لا يمكن حجبها عن العالم بتكميم الأفواه وإرهاب الآخرين، لافتين إلى أن تلك الجرائم وصلت اليوم إلى المشاعر المقدسة.

وبالتوازي مع حملة التضامن أصدر الاتّحاد العربي للإعلام الإلكتروني برئاسة الدكتور صالح المياح، بياناً تضامن مع المرأة اليمنية التي اعتقلتها السلطات السعوديّة على خلفية رأي.

وأدان الاتّحاد العربي للإعلام الإلكتروني وفروعه في كافة دول العالم، النظام السعوديّ وقدموا بيان الإدانة للسفارة السعوديّة في العراق وفي عدة بلدان وخاطبوا الجامعة العربية والمنظمات الحقوقية والإنسانية للوقوف مع قضية المرأة اليمنية.

وطالبت البيانات السلطات السعوديّة بسرعة الإفراج عن المرأة اليمنية، كما خاطب الاتّحاد العربي وفروعه في كافة دول العالم المؤسّسات الدولية والمنظمات الحقوقية بتناول هذه القضية في كافة المحافل الدولية للضغط؛ مِن أجل الإفراج عنها.

ومع تصاعد الغضب الشعبي لدى مختلف شرائح المجتمع اليمني إزاء جريمة اعتقال امرأة يمنية في مكة بشكل تعسفي ولا أخلاقي، سارعت الاستخبارات السعوديّة، أمس الأول السبت، إلى نشر مِلَفِّ تحقيق زعمت فيه أنه تم خلال اعتقال المواطنة اليمنية مروة الصبري من داخل الحرم المكي، حَيثُ ضمنت السلطات السعوديّة تهمة الادِّعاء بوجود قنابل في كيس كان بيد الفتاة لحظة اعتقالها من داخل الحرم، وذلك في إطار محاولات سعوديّة تبرّير اعتقال المعتمرة اليمنية وفرض عقوبات قاسية بحقها دون وجه حق سوى أنها نطقت بالحقيقة التي يعرفها العالم وهو أن السعوديّة دمّـرت بلادها.

ويرى مراقبون سياسيون أن هذا الخطوة التي أقدمت عليها السلطات السعوديّة تعبر عن مدى الإفلاس الذي وصل إليه النظام السعوديّ في إطار تعسفاته وانتهاكاته بحق المواطنين اليمنيين وتلفيقه التهم الكاذبة بحجّـة المحافظة على سُمعته أمام الرأي العام، فيما أن العالم قد أدرك جليًّا حقيقة ما يرتكبه النظام السعوديّ ليس بحق اليمنيين فحسب بل بحق الحقوقيين والناشطين من المعارضين له داخل المملكة وكذا المشايخ والدعاة الذين حاولوا النهي عن المنكرات التي أتى بها النظام السعوديّ على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

كما أن حادثة قتل الصحفي خاشقجي هي الأُخرى لا تخفى على أحد، والكثير من الجرائم التي لا حصر لها، فمهما حاول النظام السعوديّ حفاظه على سمعته أمام العالم فلن يستطيع ذلك مهما قدم المبرّرات الواهية ومهما اختلق الأكاذيب والذرائع، فَـإنَّ جرائمه وانتهاكاته قد غلبت وتعددت فلن يستطيع حجبها عن أنظار العالم، كما ستبقى مجازره بحق أطفال اليمن ونسائه ورجاله وصمة عار على جبينه المعتم فلن ينساها التاريخ مهما كانت الأحداث والعصور.

ويؤكّـد الإعلامي محمد حيدر، أن حادثة اعتقال المرأة اليمنية مروة من قبل النظام السعوديّ تدل على تخبط النظام وفشله الذريع.

ويلفت إلى أن ما تحدثت به المرأة اليمنية يدل على شجاعتها في قول الحق أمام الظالمين والطغاة من آل سعود.

ويؤكّـد حيدر أن النظام السعوديّ لم يدمّـر اليمن فقط وإنما دمّـر العديد من البلدان العربية وأنه الراعي الرسمي للإرهاب في مختلف بلدان العالم.

ويبين أن قوى الشر أمريكا وإسرائيل جعلت من النظام السعوديّ العبد المطيع المنفذ لكل مؤامرات ومخطّطات الأمريكان الشيطانية.

ويوضح أن النظام السعوديّ عمد خلال الآونة الأخيرة إلى نشر الرذيلة والمفاسد الأخلاقية تحت مسمى هيئة الترفيه.

ويشير إلى أن أعمال النظام السعوديّ الإجرامية تؤكّـد مدى الانحطاط والدناءة التي وصل إليها النظام السعوديّ متنكراً للدين والعادات والتقاليد المتعارف عليها منذ القدم، موضحًا أن تلك الأعمال الدنيئة تسقُطُ من النظام السعوديّ أهليته في إدارة المقدسات الإسلامية كمكة والمدينة.

ولفت إلى أن كلمة المرأة اليمنية هزت عرش النظام السعوديّ وأبدت مساوئه المخبأة تحت عباءته، مؤكّـداً أن حادثة مروة أثبتت مدى القلق والخوف الذي وصل إليه النظام السعوديّ، وهو ما يوحي بقرب سقوط النظام وزواله.

ويقول حيدر: “لقد أصبحت الكلمات تهز عروشهم وتقض مضاجعهم، تزلزل قلوبهم وتحرق ما تبقى لهم من أخلاق أَو حتى منطقية، فكيف بالفتح القادم باليد الضاربة بالزحف لتحرير تلك الأرض من طغيانهم”.

بدورها، تؤكّـد الناشطة الإعلامية عفاف محمد، أن أفعال وجرائم النظام السعوديّ في بلدنا اليمن ستظل منحوتة في قلب كُـلّ يمني حر وغيور.

وتضيف عفاف بالقول: “نعم جارة السوء دمّـرت بلدنا وقتلت أبناءنا ويحاسبون امرأةً تفوهت بها في حدهم بل في بيت الله! ألا يدركون فداحة جرمهم؟!”.

وتتابع القول: “ما فعله ملوك بني سعود بنا لم يكن هيناً لننساه أَو نتناساه، أَو نسكت عنه، تلك الصواريخ التي روّعتنا في الليالي الكالحات لن تُمحى ذكراها الدامسة، أنتم دمّـرتم بلدنا، هل في هذه الجملة من مبالغة أَو زيف، بل إنها خرجت من مواطنة يمنية قلبها محروق مما جرى من ظلم واعتداء سافِر على موطنها وشعبها”.

وتلفت إلى أن دمار البنى التحتية في اليمن وشلاء الأطفال والنساء والكبار وحطام الطائرات ستظل بصمة عار في جبين مملكة السوء إلى قيام الساعة وأن أجيال اليمن المتعاقبة لن تنسى ما فعلته المملكة بأرضهم مهما مرت الأعوام والعصور.

وتختم عفاف حديثها بالقول: “إن سجنتم مروة الصبري هل ستخمدون النار المتأججة ضدكم في صدورنا؟، بل إنكم بسجنها زاد حقدنا عليكم أكثر وأكثر كونكم تتغابون عما صنعت أيدكم.

هل صواريخكم كانت وروداً أَو حلوى تُرمى من على الطائرات ونحن أخطأنا التقديرَ والحسابَ؟، بالله عليكم كفى سُخفاً”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com