أمريكي بريطاني سعودي إماراتي أممي.. الطارف غريم..بقلم/ نوح جلاس

 

بعد أن رفع المرتزِقةُ سعرَ الدولار الجمركي إلى (750 ريالاً) في الموانئ المحتلّة، مقابلَ (250 ريالاً) في الموانئ الحُرَّة، عزف الكثير من التجار عن الاستيراد عبر تلك الموانئ المظلمة، فباشرت صنعاء بدعوة مفتوحة للتجار تحثهم على الاستيراد عبر الحديدة، وقدمت تسهيلات كبيرة تمثلت في إعفاءات واسعة وتأجيل دفع 50 % من الجمارك، ودفع 25 % نقداً و25 % شيكات غير نقدية، والكثير من التسهيلات.. مع ضمان صنعاء تحمل أية تكاليف لغرامات (الدمرج) التي عادةً تكون كبيرةً إذَا ما أصر تحالف العدوان على احتجازها طويلاً.

طبعاً صنعاء وثقت أن تحالف العدوان لن يتجرأ مجدّدًا على اعتراض سفن السلع الأَسَاسية؛ ولهذا قدمت ضمانات أنها ستدفع غرامات التأخير، وهو ما فتح كُـلّ الأبواب أمام التجار وتوافدوا وبدأت أسعار المواد الغذائية الأَسَاسية تنخفض شيئاً فشيئاً، وزاد استقرار العملة المحلية.

وأمام هذا حرص تحالف العدوان على عدم اعتراض السفن؛ كون ذلك سيكلف الرياض وأبو ظبي ضرباتٍ موجعةً ونوعية، فجاءت الأمم المتحدة لتقوم بالمهمة وتمنع الترخيص على سفن السلع القادمة إلى الحديدة، وبهذا تمارس القرصنة والحصار بالنيابة عن العدوان الذي قرّر التمترُسَ خلف “الوسيط الأممي المدان”.

وهنا اتضح للعالم أن الأمم المتحدة شريك أَسَاسٌ في الحصار على الشعب، وتريد بقرار منع الترخيص للسفن الواردة إلى الحديدة، إجبار التجار على الاستيراد عبر الموانئ المحتلّة التي فيها سعر الدولار الجمركي (750 ريالاً) بدلاً عن الموانئ الحرة ذات الـ250 ريالاً، وهو الأمر الذي سيزيد من المعاناة ويرفع الأسعار.

وبهذا نفذت الأمم المتحدة رغبة بريطانيا في فرض قرار الجرعة الجمركية، ونفذت رغبة أمريكا في الدفع بعوامل التصعيد، ولبت رغبة السعوديّة والإمارات بممارسة القرصنة والحصار مع توقف أية ضربات تطال الرياض وأبوظبي.

طبعاً الطرف الوطني يدرك هذا السيناريو.. والجميع عرف حقيقة الوسيط الأممي الذي كشف عن انخراطه مع منظومة العدوان والحصار، وهذا ليس جديداً فقد سبق “غريفيث” في 2020م باعتراف أمام العالم أنه أعطى الأوامر باعتراض سفن النفط ومنعها من الوصول للحديدة، بعد أن أعلنت القيادة أن جمارك الميناء ستذهب لصالح نصف راتب كُـلّ شهرين كمرحلة أولى سيليها مراحلُ أكثرُ فائدةً.. وهو ما حصل في مرتين قبل أن يتدخل الوسيط الأممي ويغلق الميناء ويمنع العائدات التي كانت تولّد نصف راتب.. فاضطر الرئيسُ للاعتذار للشعب.

ختامًا بات العدوانُ والحصارُ على اليمن أمريكياً بريطانياً سعودياً إماراتياً بسياجات أممية، يعني بعد اليوم الطارف غريم ولن تعود القيادةُ للاعتذار، بل ستعود لتقديم الوعود بانتزاع حقوق اليمنيين بالطريقة التي يفهمها الأعداء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com