ما بين الإفلاس الحضاري.. والشجب والتنديد الذي لا يكفي..بقلم/ أمة الملك قوارة

 

عمن يدَّعون الحضارة ويزعمون أنهم على سقف القيم الحضارية يتمركزون عن العالم الغربي الوضيع! الذي ثبت ولا زال يثبت لنا مع مرور اللحظات قبح حضارته وفقر قيمه وسقوط مبادئه وإفلاسه الحضاري، وعن ضعة معتقداتهم واجترائهم على حرم الله وأنبيائه فحدث ولا حرج! وعلى حديثها ما قامت به حكومة السويد من إحراق لنُسخ القرآن الكريم تليها حكومة هولندا من تمزيق لكتاب لله في تعَدٍّ واضح على حُرم الأديان وجرم مشهود في حق الإسلام والمسلمين في بقاع العالم أجمع، حكومات ودول تعاني الانحطاط الحضاري المقيت وهنا علهم يفهمون من اتخذوهم قُدوة هَـا هي حضارتهم النكراء تتحدث فهلّا أفقتم!

ما يقوم به العرب والمسلمون من تنديد وشجب واستنكار دون اتِّخاذ مواقف ذات صبغة عملية تجاه ذلك التعدي فَـإنَّهم وبكلامهم أشد ضعة منهم! وعندما يكون إنكار المنكر كلمات مفرغة من المواقف وعندما تكون الغيرة على الدين مُجَـرّد هتافات سيعلم الأعداء عندها مدى صدق إيمانكم، فهل هناك ما يثبت صحة الإيمان ولو بموقف عملي واحد أيها المؤمنون؟!

تعدت دول الغرب ولا زالت على نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى كتاب الله -القرآن الكريم- في استفزاز وتعدٍّ واضح على معتقداتنا ومقدساتنا وبينما العامة يندّد ويشجب نرى ما يمثلها من حكومات يسارعون في صداقتهم وتوطيد العلاقة الحميمية مع تلك الدول من حكام وسلاطين دون أدنى موقف يُتخذ من قبلهم وهم بين أحضان من يجترؤون على الله ورسوله يتمرغون في استهانة بدينهم وشعوبهم خَاصَّة وبالمسلمين عامة، وإن شعروا بالأحراج سيبادرون إلى تبني بيان إدانة أَو أي موقف كلامي لا يفهم المقصود منه خوفاً على مشاعر أصدقائهم!! فهل هناك مواقف جادة وتنديد واضح وإدانات متعاقبة؟ هل هناك مواقف فعلية من قطع العلاقات وإغلاق للسفارات وتوقيف للتبادل التجاري والاقتصادي؟ وهنا على الشعوب أن تعي أن ما يمثلها من حكومات إنما هم مجموعة أشخاص قد نسفت أواصر الدين من قلوبهم بعيدو الغيرة على مقدساتهم ومتهاونون بشعوبهم وأوطانهم منسلخون عن هُــوِيَّتهم وقيمهم وعقيدتهم إن لم يظهر من قبلهم موقف العداء والغيرة على مقدساتهم؟!

إن ما بين الإفلاس الحضاري الذي يعاني منه الغرب ومرتبة الحيوان التي اتجهوا لانتهاجها وبين موقف حكام العرب والمسلمين المشين من سكوتٍ وتغاضٍ أَو نصف تنديد واتّجاه كليّ إلى تجديد العلاقات هو قيد شعرة من السقوط إلى نفس المستوى! فالواقع الذي لا يمثل فيه الإنسان دينه وَعقيدته ويتجرد فيه من الاحتكام لدينه والغيرة عليه وعلى مقدساته ذلك واقع مفروغ منه من أي انتماء أَو تمثيل حقيقي لذلك الدين! وإن المواقف الآن تضع نفسها بين يدي الشعوب فإما استفاقت من غيبوبتها وإلا فحُكامها جديرون بأن يبيعوا الدين بما احتوى مع بيع شعوبهم وأرضهم وما احتوت من سيادة بطريقة عملية واضحة وإنما البيع قد تم تحت أَدراج التنازلات وينتظرون فرصة للإشهار بذلك فقط! وعلنا بهذا القول لا نخاطب العوام إنما الأقليات التي بيدها الكثير وبيدها تغيير مجرى الأمور والتي تكمن بين زوايا شعوبٍ نائمة ولسان حالهم يقول هل لنا من الأمر من شيء؟ نقول نعم، فالواقع لا يحتمل الصمت برهة والجهاد عزة وكرامة والشهادة في سبيل ذلك هو خروج من مستنقع الذل والخضوع والسكوت الذي لا يليق بالمؤمنين فهلا ظهر موقفكم واستنهضتم الشعوب؟!

إن الشعوب العربية والمسلمة التي اتجهت نحو تيار تمثيل الغرب وانسلخت عن الدين لتمثل الحضارة اعتقاداً منها أن الغرب يمتلكون القيادة لمركب الحضارة نقولها لهم أنظروا إلى حضارتهم فآخر مستجداتهم هو المثلية التي تعدت مرتبة الحيوان وأوقعت بخصائص الإنسان إلى أدنى من الحضيض، وهم مع ذلك لا يمثلون أية حرمة لقوانين الله وسننه في الكون بل يبادرون إلى الاجتراء عليها ونسفها ومن هنا لنعلم أن الحرب حرب تدجين ومحاولة الانقضاض على ما تبقى من شرائع ودين لله في الأرض واستئصال ما تبقى من إيمان فهلّا استفاقت الشعوب من نومها المدجن وهلاّ أنصفت نفسها من حكم حّكام ممسوخين ومحسوبين على العروبة والإسلام وهلَّا رجعت إلى ربها وكتابها ورسولها ودينها الحقيقي الذي لم يلوثه علماء البغي والضلال ولم تطاله بصمات الأعداء الممقوتة، وهلَّا حافظت على مقدساتها وثارت على أعدائها وأخرجت نفسها من وحل العبودية والطاعة والتشبه بهم؟! فإن لم يكن التحَرّك اليوم والدين ينسف والمقدسات تهان والمسلمون القاطنون في الغرب تداس كرامتهم ويذبحون متى سيكون ذلك التحَرّك وهل ظننتم أنفسكم حقاً مؤمنين والصمت عائم على آفاق ألسنتكم وواقعكم المهين؟!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com