تراكُماتُ الأحداث..بقلم/ جهاد أحمد فايع

 

كان في الزمن القديم كلما اشتدت عليهم المحن والمصائب قالوا: “الحمدُ لله قرب الفرج، لعله خير، قرب النصر” ومن هذه المسميات لكني أظن والله أعلم أن حالنا يختلف عن حال ذلك الزمن؛ لأَنَّ في ذلك الزمن لم تكن المثلية تعيش بحريةٍ تامة مثل ما تعيش اليوم في زمننا وفي أكثر من بلد عربي منسوب للإسلام، ولم يُحرق القرآن لإغاظة الشعوب وشد انتباهها له لتنفيذ خططهم السياسية والاقتصادية بأقل مجهود وكلفة، البعض قد يقول نعم وهذا يدل على شيء عظيم أننا نثور لأجل القرآن، نعم هو موقف بطولي ويدل على مدى وعينا وغيرتنا على كتاب الله المقدس، ولكن لماذا لا نفكر قليلًا لماذا أحرقوا القرآن في هذا التوقيت المحدّد؟ في أَيَّـام انتفاضة شباب القدس، وأيام تحَرّك أنصار الله ومسيرتهم وقائدهم الشريف، وفي وقتٍ قريب لذكرى استشهاد السيد حسين الحوثي -سلام الله عليه-؟!

إن الأعداء في حالة فرز وبحث عن كمية المسلمين الحقيقيين، وعن كم من الناس سيفهم توقيتهم هذا، وعمن سيفهمون أنهم أرادوا إشغالنا بالقرآن؛ لكي لا نلتفت للأمور الأخرَى والمستجدات الجديدة ولكي يكون المسيطر هو موضوع حرق القرآن، ومن منظوري الشخصي لقد نجحوا قبل سنين طويلة عن إلهائنا عن القرآن وعن عظمته وقدسيته لذلك أصبح العلاج الفعال هو حرق المصحف في الوقت الذي يريدونه؛ لأَنَّهم أصبحوا يعرفون أننا لم نعد كما كنا متمسكين بالقرآن، فلما لم نثُر إلا عندما أحرق المصحف؟

لماذا لم نكتب إلا عندما خرج ذلك اللعين ليمسكه بيده النجسَة ويحرقه؟

لماذا من الأَسَاس تركنا لهذا اليهودي كياناً وحريةً للعيش إلى أن وصل به الحال إلى أن يتجرأ على كتاب الله المطهر؟!

لقد سكتنا عن عدونا منذ البداية، وتركناهم للعيش بحرية وسلام وكما أوهمنا دعاة السلام!!

ولم نتحَرّك بما في هذا الكتاب؛ لأَنَّ الله تعالى قال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ” من سورة المائدة-.

فلماذا تولينا وصاحبنا واختلطنا وأكلنا وشربنا، ماذا يعني؟

نحن من تركنا لهم الحرية والعيش والمفترض أن نكون قد جعلنا منهم أعداءً من عهد رسول الله إلى يومنا هذا، كان هذا هو المفترض لا نواليهم ولا نجاورهم ولا نؤيدهم، هذا هو معنى عدم التولي ليس عدم التولي أن أجلس في بيتي وليس لي شأن بذاك اليهودي، لكنا في اليمن والحمدُ لله لا نظنه يوجد يهودياً واحداً إلا وهو في ميدان المواجهة لنا، لقد وصلنا لمرحلة المقاطعة لبضائعهم، فلا نأكل من مصانعهم ولا أن نشرب من مشروباتهم ولا نستورد شيئاً مِمّا صنعوه حتى لو كان على مستوى حلْوى للأطفال أَو ملابس وعله أقلُّ موقف عداء تجاه مكرهم وعداوتهم وتصرفاتهم.

إننا إذَا ما اتخذنا في هذا الوقت لن أقول الراهن بل الضائع؛ لأَنَّنا قد ضعنا بما فيه الكفاية أن نعادي المعادَاة الحقيقية التي من خلالها سيعرف العدوّ أننا رجعنا للدين الحقيقي ورجعنا للقرآن بكل ما فينا من دينٍ وتولٍّ لأعلام الهدى، حينها سيفهمون أننا لم نتحَرّك من باب أننا مسلمون فقط وهذا كتابنا، فلا يبقى للحق وجهان كما كان منذ سنوت طويلة من بدايات انحراف الأُمَّــة فلا يبقى للدين إلا وجهة واحدة وطريق واحدة، دين يخلق في قلوب الأطفال منذ الصغر العداوة لأعداء الله وأعداء القرآن دين يجعلنا نسعى لنكون ناصرين لهذا الدين، دين يجعلُ من الأُمهات مربياتٍ لأولادهن على حمل السلاح وتطهير الأرض من دنس اليهود، دين لا يجعلنا ننام إلا وقد جهزنا في رؤوسنا ألف فكرة وَحفظت الكثير عن قصص اليهود وجرأتهم وكفرهم بالله لنرويها في كُـلّ مجلس وفي كُـلّ اجتماع لتفهيم الناس من هم اليهود، دين يجعل من المرأة المؤمنة في كُـلّ يوم قُدوة لبقية من ضللتهن نساءُ الغرب، دين يسمو بالرجال إلى أن لا يقبلوا لبناتهم بأن يكون مظهرهن غير إسلامي، دين يجعل من الشباب جيوشاً هائلة متجهة للجهاد وإبادة هذا العدوّ الذي خلق كُـلّ هذه الحروب والعداوات بين الشعوب، وفي الأخير دين يجعلنا نرفض أن نكون محايدين لا نعرف الحق ونمشي في الباطل على عمى منا أَو تعامٍ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com