المدرب وخبير التنمية البشرية إبراهيم الكحلاني في حوارٍ خاص “للمسيرة”: إذا لم يحرص المجاهد والمجاهدة على تنمية ذاته فَـإنَّه سيترك الساحة لغيره يبث سمومه

 

الثقافة القرآنية مكّنت الشعب اليمني من مواجهة أعتى الدول وأحدث الأسلحة

المسيرة – حاورته هنادي محمد

لطالما ظلت الشعوب العربية الإسلامية لقرونٍ مضت منذهلةً بشيءٍ اسمه «تنمية بشرية» وتهرول بأقصى سرعتها لحضور دورات، واقتناء كتب، وسماع محاضرات في هذا المجال، لكن في نهاية المطاف يتضح بأن كُـلّ تلك المواضيع والمصادر التي قدمت كانت مُجَـرّد ظاهرة صوتية وفقاعات استعراضية لم تسهم في إحداث تقدّم وارتقاء للنفس البشرية ومجالات حياتها، والسبب هو أنها جاءت من مصدرٍ وقائم قاصرٍ.

في هذا الحوار يكشف لنا الخبير والمدرِّب إبراهيم الكحلاني جانباً من هذه التفاصيل..

إلى نص الحوار:

 

– لمن لا يعرفكم.. من هو إبراهيم الكحلاني؟

إبراهيم الكحلاني مدرب مهارات إدارية وذاتية، ومهتم بالشأن الفكري والأسري والتربوي.

 

– مَـا هو تعريفكم للتنمية البشرية؟

من وجهة نظري أرى أن التنمية البشرية هي البرامج التي يكون محورها الرئيسي جوانب تزكية نفسية الإنسان وتطهير روحيته وتنمية تفكيره وتطوير وتعزيز مهاراته الذاتية والإدارية، وغير هذه البرامج التي تقدم للناس عبر الدورات والندوات والورشات باسم تنمية بشرية هي مضيعة لأوقات المشاركين واستخفاف بعقولهم، ولا تعدو عن كونها ظواهرَ صوتية وفقاعات استعراضية لأهداف خفية أَو أهداف شخصية.

 

– ما هي مجالات التنمية؟ وهل من بينها ما يأتي في المقدمة؟

هناك عدة مجالات لها، ولكن أبرزها المجالات الآتية:

– المجال الإيماني والروحاني، ويندرج تحته كُـلّ البرامج التي ترتقي بمستوى علاقة الإنسان بربه، ويقيناً فَـإنَّ هذا المجال هو أهم مجال على الإطلاق، ولا بُـدَّ أن يكون في مقدمة كُـلّ الاهتمامات؛ لأَنَّه المجال الذي إذَا صلح صلحت بقية المجالات، وَإذَا فسد فسدت بقية المجالات.

– المجال الثقافي والمعرفي، ويندرج تحته كُـلّ البرامج الكفيلة بزيادة وعي الإنسان الفكري والثقافي، وتنمية قدراته على النظرة العميقة للأحداث من حوله، وحصانته من كُـلّ الأفكار الفاسدة والمزيفة.

– المجال المهاري والتخصصي، ويندرج تحته كُـلّ البرامج المهارية التي يحتاجها الإنسان في مجال تخصصه المهني.

– المجال الأسري، وتندرج تحته برامج أدوار الأسرة، والحياة الزوجية، وتربية الأبناء، ونحوها من البرامج.

– المجال الاجتماعي، وتندرج تحته كُـلّ البرامج التي من شأنها مساعدة الشخص في نجاحه في الأعمال المجتمعية.

– المجال الصحي، وكيف يهتم الشخص بجسمه وغذائه.

– المجال المالي، وفيها يتعلم الشخص كيف يدير أمواله إدارة حكيمة.

– وغيرها من المجالات الأُخرى.

 

– ما هو مصدر التنمية؟ وكيف يستطيع الإنسان تنمية ذاته؟

الله سبحانه وتعالى هو مصدر التنمية الأعلى والأرقى، فهو المعلِّم والمربّي والموجِّه، وقد أرشدنا سبحانَه إلى بعض الأعمال التي من شأنها الحصول على التنمية الذاتية لنا، ومنها:

– الإحسان (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا، وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).

– التقوى (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).

– الجهاد (وَالَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَا).

وهناك مصادر أُخرى تعين الشخص على تنمية ذاته وقدراته، ومن تلك المصادر:

– القراءة المُستمرّة للكتب التي تنير العقول.

– متابعة قُدوة له في نفس تخصصه، (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).

– متابعة المجلات العلمية والقنوات الفكرية.

– دخول دورتين في العام على الأقل في مجال تخصصه.

 

– لو لم تكن التنمية أَسَاسها ومصدرها القرآن، ما هو البديل وقتها؟

(وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ) هكذا يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأن الإنسان يخسر أشياءَ كثيرة وكبيرة ويحرم نفسه من معارف جمة وواسعة؛ بسَببِ إعراضه عن كتاب الله وبحثه عن مصادرَ أُخرى وانبهاره بها.. والله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ)، فالله هو أعلم بك من غيره، فهو أعلم بما ينميك وينمي طاقاتك وقدراتك ويعلم بنفسيتك، وما الذي ينفعها ويناسبها.

ولكن إذَا أصر الإنسان على عناده وتكبره فَـإنَّ البديل عندها ستكون نظرته الشخصية القاصرة، ونظرته الشخصية الأنانية، ونظرته الشخصية المتسلطة.

وهناك قاعدة إدارية جميلة تقول: “إذا لم تخطط فأنت تمشي ضمن خطة غيرك“، وهذه القاعدة يمكن أن نسقطها هنا، وهو إذَا لم تمشِ على رؤية القرآن وخطته فأنت تمشي على رؤية وخطة الآخرين ممن يتربص بك، ولا يود لك أي خير أَو تنمية.

 

– الغرب قدّم التنمية البشرية بأنها الاعتماد على القدرات الذاتية دون الحاجة للآخرين في سياسة واضحة لترسيخ النزعة الفردية في المجتمعات.. ما تعليقكم على ذلك؟

من المؤسف أن أقول إنه نجح في ذلك نجاحاً باهراً فقد غرس في المجتمعات العربية والإسلامية العمل الفردي، وفي المقابل عزز في مجتمعاته روحية العمل الجماعي.. وما ذلك التطور والتقدم العلمي الذي هم فيه ما هو إلا أحد أسباب ومظاهر ذلك العمل الجماعي لديهم؛ ولأنه يعلم الأثر الكبير الذي يتركه العمل الجماعي في المجتمعات حرص على أن تكون أغلب البرامج التدريبية التي يقدمها لنا برامج كلها تعنى بتعزيز النزعة الفردية فينا، على غرار (كيف تثبت شخصيتك، كيف تبهر الآخرين، الكاريزما الشخصية)، ومن هذه العناوين، وكلها بتمويل خاص منه؛ لأَنَّها تخدمه وتخدم مشروعه.

ولو تأملنا قليلًا في كتاب الله لوجدنا كُـلّ توجيهاته لنا هي توجيهات جماعية، (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ)، (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاة)، (وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ).

بل إن الله جعل محبتَه لأُولئك الناس الذين يتحَرّكون تحَرّكاً جماعياً، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)، وغيرها من الشواهد على منزلة وقيمة العمل الجماعي في ثقافتنا.

 

– كتب التنمية والإدارة تملأ المكاتب المحلية والعالمية.. ما الذي قدمته لبني البشر؟ وهل استطاعت تغيير العالم من خلال الآليات التي رسمتها؟

قدمت للبشر نصف الصورة وأخفت وعجزت عن تقديم النصف الآخر، فقد ركزت على المادة والآلة، ونسيت وتجاهلت الإنسان.

بينما الإنسان يعتبر هو المنارة الحقيقية للتنمية، ولكنها تعاملت معه على أنه آلة كبقية الآلات، متى ما انتهت الاستفادة منه انتهت صلاحيته وقيمته لديهم.

فأغلبُ تلك الكتب غرست في الإنسان حُبَّ الأنا والبحث عن إبراز الشخصية وعززت فيه كيفية إثبات نفسه ولفت الأنظار حوله حتى ولو على حساب غيره.

 

– كيف أسهمت الثقافةُ القرآنية في بناء وتعزيز صمود الشعب اليمني لثمانية أعوام من عمر العدوان الغاشم؟

عندما نشاهد دولاً قوية اقتصاديًّا وعسكريًّا شُنت عليها حروب وسقطت في شهور والبعض في أَيَّـام، بل والبعض في ساعات، لا يسع الواحد منا إلا أن يقف مبهوراً أمام عظمة الثقافة التي يحملها هذا الشعب والتي مكّنته من تحدي أعتى الدول وأحدث الأسلحة، وهذا يجعلنا نتأكّـد يقيناً بأن السلاحَ الحقيقي في المواجهة هي ثقافة الشعوب ولا سواها.

 

– ما هو تعريفُكم لمفهوم الوعي عامة، والوعي القرآني على وجه الخصوص، وكيف يمكن تجسيده؟

الوعيُ هو مقدارُ ما يحملُه الإنسانُ من فَهمٍ وإدراك لكل ما يدور من حوله ومقدار تفاعله مع تلك الأحداث.

والوعي القرآني هو أن تكون نظرتك لما يدور من حولك هي نظرة القرآن له وموقفك منه هو موقف القرآن من ذلك الحدث.

ولذلك فالقرآن انتقد الناس الذي يرفعون عناوين جميلة ولكن أفعالَهم تخالفُ عناوينَهم وشعاراتِهم التي يرفعونها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)، وعليه، فأكبر شاهد ودليل على تجسيد الوعي القرآني هي موافقة القيم والمبادئ والشعارات التي تؤمن بها وترفعها أن تجسدها كلها في الميدان مهما كانت الصعوبات والتحديات التي ستقف أمامك، بل إنها تزيدك وعياً وإيماناً بصدق قضيتك، وتزيدك صلابة في التمسك بها.

 

– الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- قال: “نحن لم نأتِ بجديد وإنما نشكو من الجديد”.. كيف تترجمون هذه المقولة في مجال عملكم كثقافي ومدرّب إداري؟

لم نأتِ بجديد وإنما نشكو من الجديد، أي أن ما تحدث عنه الشهيد القائد كان موجوداً بين الناس ولكنه كان قد اختفى أَو تشوهت صورته، وأبرز مثال على ذلك هو كتاب الله الذي كان موجوداً بيننا ولكن لم يبقَ منه فينا سوى رسمه فقط.

ودوري أنا كمدربٍ وثقافي في هذا الجانب هو:

– التركيز على كيفية لفت أنظار وأذهان الناس إلى روعة وجمال القرآن في كيفية نظرته للأحداث ومعالجته للقضايا والمشكلات التي يمر بها الإنسان.

– تقديم هدى الله بجاذبيته وجماله عن طريق استخدام أفضل الطرق والوسائل الحديثة والتي تظهر جمال وعمق هذا المشروع القرآني العظيم.

 

– ما هو دور الإعلام في تزييف وعي الشعوب وثقافاتهم، وما الحصانة الفاعلة في المقابل؟

دور الإعلام في جانب الوعي لدى الشعوب هو دور محوري ورئيسي بامتيَاز، بل هو الهدف الأَسَاسي من وجود هذه الماكينة بين الشعوب، ويكمن خطورة الإعلام ودوره المحوري في تزييف وعي الشعوب في الآتي:

– أنه يستهدف جميع شرائح المجتمع، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، متعلمين وأميين.

– أنه يقدم تزييفه ممزوجاً بعنصر الإبهار لدى الجمهور سواءً عن طريق الإنتاج الضخم من استوديوهات وغيرها.

– أنه يقدم تزييفه للحقائق مغلفة بعناوين جذابة كالمساواة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحرية التعبير والحرية الشخصية والتي تجعل من يحملون وعياً ضعيفاً وسطحياً يقفون مبهورين ومدافعين عنها.

 

– كيف نستطيع بناء أسرة متماسكة من خلال ثقافة القرآن الكريم؟

الأسرة المتماسكة التي يريدها الله منا هي الأسرةُ التي يعرف كُـلُّ فرد فيها دورَه الواجبَ عليه القيامُ به ويبذُلُ كُـلَّ جهدِه لتحقيقه غير متنصل من مسؤوليته ولا متذمر، وعليه فأبرز صفة للأسرة المتماسكة هي التواصي بالمرحمة بين أفرادها، فالكل يقوم بدوره في أسرته هنا في الدنيا ليجتمع شملهم هناك في الآخرة، وعلى سبيل المثال لتلك الأسرة المتواصية بالرحمة حتى تكون متماسكة الأدوار الآتية لها:

– الأب الرحيم هو مَن يشجع ولده على مواجهة الصعاب، قائلاً له: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْـمَعْرُوفِ وأنه عَنِ الْـمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ).

– والأم الرحيمة هي مَن تلقي ولدها وسط المخاطر التي قد تصيبه في سبيل الله، وتنتصر على خوفها متوكلة على ربها (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ).

– والأخ الرحيم هو مَن يقسو على أخيه عندما يشك في خروجه عن مسار الهداية والصلاح، (وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أم إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأعداء).

– والأخت الرحيمة هي مَن تقتحم المخاطر لإنقاذ أخيها، (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).

– والابن الرحيم هو مَن لا يتحرج في نصح أبيه، ولو واجه الضرب والهجر منه، فالأهم لديه ألا يصاب أبيه بالأذى والخسران، (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أنت عَنْ آَلِهَتِي يَا إبراهيم لَئِنْ لَـمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا).

– والابنة الرحيمة هي مَن تقف بجانب أبيها عندما يتنكر الزمان عليه، ويصاب بالعجز، (قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ).

 

– ما هي الطريقة الْمُثلَى لاحتواء أفكار أطفالنا الإبداعية وحمايتها من التقليد الغربي؟

الإبداع هو عطاء إلهي وليس حكراً لفئةٍ دون فئة؛ ولأنه عطاء إلهي فَـإنَّ الله يمنحه لكل شخص يعمل ضمنَ السنن الإلهية، (كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ، وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) وإحدى الطرق للحصول على الإبداع هي الاستفادةُ مما لدى الآخرين، وهذا شيءٌ طبيعي بل ودِيني، (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) فهذه دعوة من الله لنا للتفكر من كُـلّ ما حولنا.

ولكن هذه الاستفادة يجبُ أن تكونَ محاطةً بقيودٍ، لا سِـيَّـما أن هذه الفائدة موجودة لدى الطرف الآخر ما لم فَـإنَّ ضررها على أبنائنا خطيرة جِـدًّا، ومن تلك القيود اللازمة لحماية عقول أبنائنا الإبداعية الأمور الآتية:

– غرس قيمة الاعتزاز بالهُــوِيَّة الإيمانية في نفوس أبنائنا قبل بدء أي برنامج إبداعي يقام لهم، لا سِـيَّـما إن كان هذا البرنامج خارج الوطن حتى لا نجعلهم يذوبون في هُــوِيَّة من تأثروا بإبداعه ممن يحمل ثقافة مغايرة لنا، وهذا الأُسلُـوب تعتمده دولة اليابان عند إرسال أبنائها الطلاب للدراسة في الخارج، فهم يغرسون فيهم الهُــوِيَّة اليابانية الخَاصَّة بهم ولا يمكن أن يتنازلوا عنها مهما كانت المغريات.

– تعزيز البرامج الروحانية لدى أطفالنا، على المستوى اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي.

 

– الحرب الناعمة والثقافة القرآنية، ما الرابط بينهما؟

الحرب الناعمة تستهدفُ خرابَ النفوس، بينما الثقافة القرآنية تستهدف بناء النفوس، (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا).

الحرب الناعمة تعزز الانحطاط الأخلاقي للإنسان، بينما الثقافة القرآنية تعزز الرقي الأخلاقي للإنسان، (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ).

الحرب الناعمة تحط من الذوق الفطري للإنسان، بينما الثقافة القرآنية ترفع من الذوق الفطري للإنسان، (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها)، (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً).

 

– هل يحتاج المجاهد/ـة إلى وضع خطط تنموية لحياتهم الخَاصَّة والعملية؟ ولماذا؟

إن لم يضع المجاهد والمجاهدة خططاً تنموية لحياته الخَاصَّة والعملية فمن ننتظر أن يضع؟

المجاهد والمجاهدة يجب أن يكونا أحرص الناس على مثل هكذا مواضيع ومشاريع.

لأن ثقافة القرآنية هي من تلزمنا بذلك، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)، إذاً فأنت مأمور من الله بأن تنظر للغد وأن تخطط للغد، وكذلك؛ لأَنَّنا أُمَّـةً ثقافتها وثقافة قادتها ورموزها هي ثقافة الارتقاء على الدوام، فهذا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (كل يوم لا أزداد فيه عِلماً فلا بورك لي في طلوعِ شمس ذلك اليوم)، والإمام علي -عليه السلام- يقول: (من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن لم ير الزيادةَ في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خيرٌ له من الحياة)، والإمام زين العابدين يقول: (اللهم بلّغ بإيماني أكمل الإيمان، وبعملي إلى أحسن الأعمال…)، والسيد حسين بدر الدين الحوثي يقول: (لا تضعْ لنفسك خطّاً لا تتجاوزُهُ).

إذاً من خلال كُـلّ تلك النصوص نرى كم هو مقدار وحجم اهتمام أعلامنا وأئمتنا -عليهم السلام- بموضوع حرص الشخص على أن يضع لنفسه خططاً وبرامج تضمن له تنميته في كُـلّ المجالات المرتبطة بحياته سواءً الخَاصَّة أَو العملية.

ولماذا عليه أن يحرص؟؛ لأَنَّه إن لم يحرص المجاهد والمجاهدة على تنمية ذاته فَـإنَّه سيترك الساحة لغيره يرتع ويلعب فيها براحته، يغير فيها أفكار الآخرين ويبث سمومه ويقف بعدها المجاهد والمجاهدة موقف المتفرج والعاجز عن مواجهته والحد من خطورته؛ لأَنَّه يرى نفسه غير جدير في مواجهته علمياً ومعرفياً ومهارياً.

 

– هل لديكم مشروعٌ شخصي مستقبلي يفتح المجال أمام من يريد الحصول على التنمية البشرية القرآنية؟

أعمل حَـاليًّا على تأسيسِ مركَزٍ خَاصٍّ بإعداد القادة الشابة، وسيكون مركزاً يعنى بتربية وتنشئة قادات شابة تحمل الثقافة والرؤية القرآنية.

كما أعمل حَـاليًّا على إنشاء قناة على اليوتيوب أقدم فيها محاضرات تهتم بالمهارات الذاتية التي يحتاجها الشباب، وكذلك المواضيع الخَاصَّة بالشأن الفكري والأسري والتربوي.

 

– كلمة أخيرة لكم أُستاذ إبراهيم في نهاية حوارنا؟

أشكركم كَثيراً على هذا الحوار والتفاتتكم الواعية والرائعة لمناقشة مثل هكذا مواضيع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com