فرضياتٌ لمعارك البحار والمحيطات المقبلة.. المؤامرات التي تتعرض لها الجمهورية العربية السورية (ح 12)

المسيرة – عباس الزيدي*

تُحسَبُ سوريا ضمن جبهة البحر الأبيض المتوسط شأنها شأن لبنان وفلسطين، ولكن في السياق وَالتعبئة تعتبر سورية ركيزة أَسَاسية من بلدان محور المقاومة.

وتعتبر سورية أحد أهم دول المواجهة مع الكيان الصهيوني، وخاضت حروباً متعددة مع الكيان، وما زالت حربها قائمة مع الاستكبار العالمي، كما أنه عند التعرض لتاريخها المقاوم وصمودها البطولي ودعمها للقضية الفلسطينية ولمحور المقاومة سنتعرف وبطريقة سهلة عن أسباب المؤامرات التي تتعرص لها الجمهورية العربية السورية.

لا نريد الخوض بالشرح والتفصيل عن الهجمة الشرسة التي تعرضت لها، ويكفي أن نذكر القارئ بتصريحات وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم لنعرف عن كثب حجم المؤامرة التي قادتها دول الاستكبار وحجم الأموال وعناصر الإرهاب الأمريكي عبر سيناريوهات مختلفة.

سورية التي تتوسط ثلاث قارات كُـلّ من آسيا وأُورُوبا وأفريقيا تقع في القسم الغربي من آسيا، ولها إطلالة مميزة على البحر الأبيض المتوسط غرباً مع لبنان ومن الجنوب الغربي فلسطين، وشرقاً العراق، ومن الشمال تركيا، وجنوباً الأردن.

 

 

التنظيمات الإرهابية في سورية

1- السلفية الجهادية الإرهابية المرتبطة بالتنظيمات الإخوانية.

(فيلق الرحمن، وفيلق الشام، وهيئة درع الثورة، ولواء صقور الإسلام، وجيش السنة).

2- القاعدة وفروعها الإرهابية.

جبهة النصرة، وتنظيم داعش، وجماعة خراسان الإرهابية، وجيش المجاهدين الإرهابي، وحركة أنصار الإسلام الإرهابية والهيئة الإسلامية الإرهابية وتنظيم جند الشام وحركة أحرار الشام، وتنظيم جند الأقصى الإرهابي والحزب الإسلامي التركستاني، وجيش الشام الإرهابي.

3- تنظيمات إرهابية أُخرى

جيش الإسلام والجيش الحر وجيش الفتح والهيئة الشامية وتنظيم الذئاب الرمادية وَوحدة حماية الشعب الكردية.

قسم غير قليل من تلك التنظيمات الإرهابية نقلت خدماتها وعناصرها لقتال القوات الروسية في أوكرانيا جنباً إلى جنب مع التنظيمات النازية حسب أوامر مشغليها وبعضها يقاتل في اليمن ضد “أنصار الله والجيش اليمني”

 

القواعدُ والقواتُ الأجنبية في سورية

تنقسم القوات الأجنبية في سوريا الأولى جاءت بصفة قانونية بدعوة من النظام السوري على ضوء تحالفات وَاتّفاقات والأُخرى تحمل صفة قوات غازية ومحتلّة؛ لأَنَّها تدخلت بالقوة دون غطاء قانوني، أَو شرعي، وهي على النحو التالي:-

 

1- قوات الاحتلال الفرنسية

تنتشر مع قوات الاحتلال الأمريكي في كُـلّ قاعدة، أَو نقطة.

 

2- قوات الاحتلال الأمريكي

احتلت الولايات المتحدة الأميركية مناطق سورية عام 2015، واتّخذت من الشمال السوري منطقة نفوذ لها، وَإقامة قواعد عسكرية خَاصَّة بها هناك من أهمها:-

(1) – قاعدة الرميلان:

تقع في محافظة الحسكة، وهي قاعدة للقوات الجوية، والإمدَاد العسكري، وعدد العناصر فيها غير محدّد.

(2) – قاعدة خراب عشق:

في محافظة الحسكة، وهي قاعدة جوية من مهماتها تقديم الدعم اللوجستي.

(3) – قاعدة تل:

على الحدود السورية التركية، مهمتها تقديم معلومات أمنية ولوجستية وعدد العناصر فيها غير محدّد.

(4) قاعدة الشدادي:

في الحسكة، وهي تدعم قوات سوريا الديموقراطية، وفيها 150 جنديًا.

(5) – قاعدة تل البيدر:

أيضًا في الحسكة، فيها 800 جندي من القوات الخَاصَّة.

(6) قاعدة عين دادات في منبج قرب حلب.

(7) – قاعدة إثريا:

في منبج، حلب وفيها 300 جندي.

(8) – موقع تل مشتنور:

يقع في محافظة الرقة، وتشغله قوات فرنسية وأميركية قوامها نحو 300 جندي.

(9) – موقع عين عيسى:

يقع في محافظة الرقة، وفيه 200 جندي أميركي و75 فرنسيًا، وهو يقدّم الدعم اللوجستي للتنظيمات الإرهابية والانفصالية.

(10) – موقع صرين:

هو في محافظة حلب، وهو عبارة عن مركز تواصل.

(11) – قاعدة المبروكة:

غربي القامشلي، وفيها 45 عنصرًا.

(12) – قاعدة مطار روباريا في محيط كوباني، حلب، تضم خبراء لتقديم معلومات وفيها 300 عنصر.

(13) – قاعدة التنف:

نقطة التقاء الحدود السورية العراقية والأردنية أخذت تتزايد فيها الأعداد والمعدات سواء من قاعدة عين الأسد في العراق، أَو من قاعدة جريشان في الكويت.

(14) – قاعدة الزكف:

جنوب غربي البوكمال، مهمتها التمدد شمالًا لغلق الحدود بالكامل مع العراق وُصُـولاً إلى قوات الاحتلال التركي.

(15) – قاعدة الطبقة:

تقع في محافظة الرقة، وتشكّل موقعًا استراتيجيًا لربط حلب بالرقة.

(16) قاعدة تل أبيض:

تقع على الحدود السورية التركية، وتعتبر نقطة انتشار وتمركز فيها 200 جندي.

إضافة إلى هذه المواقع هناك معلومات تتضمّن 6 مواقع أُخرى للاحتلال الأمريكي في أنحاء سوريا، إضافة إلى تصريحات وزارة الدفاع الأميركية التي تؤكّـد وجود 4000 عنصر، يقومون بتدريب قوات إرهابية وانفصالية محلية في سوريا وتقدم الدعم لتلك التنظيمات الإرهابية.

 

3- القواتُ التركية المحتلّة وقواعدُها

تحت ذريعة إقامة حزام أمني مع العراق وَسوريا احتلت تركيا أجزاء من الأراضي العراقية والسورية وخَاصَّة في المناطق التي يتواجد فيها الأكراد، وذلك لمنع سيطرة «حزب الاتّحاد الديموقراطي»، والذي تعتبره الجناح السوري لـ«حزب العمال الكردستاني» التركي المسلّح والمعارض للسلطة التركية، والمعروف باسم pkk.

في 20 كانون الثاني 2018، بدأ الجيش التركي عملية عسكرية برية وجوية في سوريا تحت مسمى «غصن الزيتون»، يستهدف فيها مواقع في منطقة عفرين تابعة لوحدات «حماية الشعب الكردية» التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية في الوقت التي تدعم فيه تركيا العديد من التنظيمات الإرهابية، ومنها ما يسمى الجيش السوري الحر في شمالي سورية، تستهدف إقامة «منطقة آمنة» عمقها 30 كلم.

يملك الجيش التركي عدة قواعد عسكرية في سوريا، هي:-

(1) قاعدة جرابلس في ريف حلب.

(2) قاعدة أخترين.

(3) قاعدة إعزاز.

(4) قاعدة جبل الشيخ بركات ذات الأهميّة الاستراتيجية.

(5) قاعدة تفتناز الجوية ومطار أبو الظهور وهما يستخدمان لإدارة العمليات التركية في إدلب.

ويقدّر بعض الخبراء أنّ عدد الجنود الأتراك في سوريا قد بلغ نحو 2500 جندي، في حين يقدّر عددهم في منطقة إدلب بحوالي 400 جندي في إطار اتّفاق تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا وإيران لحراسة منطقة «خفض التصعيد»، ولكن مع بدء عملية «غصن الزيتون» مطلع هذا العام، أصبح العدد يفوق الـ 25 ألف جندي مع مختلف أنواع الأسلحة البرية والطيران وبدأت الأعداد التركية تتزايد قرب انطلاق العملية المشتركة الأخيرة التي تحصل حَـاليًّا في كُـلّ من سوريا والعراق تحت عنوان المخلب.

 

4- التواجُدُ الخليجي في سوريا

عشراتُ المليارات من الدولارات دفعتها الكويت والسعوديّة والإمارات وقطر لتجنيد المرتزِقة للقتال في سوريا ونشر الموت والقتل وإشاعة الفوضى، بالإضافة إلى عناصر مدربة تحمل جنسيات دول الخليج للقتال هناك.

 

5- القواتُ الروسية الصديقة

(1) الأسطول الروسي في المتوسط ومن بين تلك الأسلحة: حاملة الطائرات «كوزينتسوف» وَ6 مدمّـرات بحرية أُخرى، وزوارق سريعة مرافقة منها الطراد المدمّـر «موسكفا» وغواصات نووية وأُخرى تقليدية أكثر من عشرين سفينة متنوعة بينها فرقاطات وبارجات ومدمّـرات بحرية يضاف إليها أكثر من 6 سفن استطلاع حديثة ومتطورة وسوف يزداد الحضور البحري الروسي في المتوسط أضعافاً مضاعفة في الجزائر.

(2) القاعدة البحرية الروسية في طرطوس: فيها العديد من الأسلحة التكتيكية والاستراتيجية، مع رصيف عائم قيد الإنشاء، وقد عززت روسيا تلك القاعدة بالعديد من أجهزة السونار لكشف الأهداف البحرية في الأعماق، إضافة إلى أسلحة الدفاع الجوية المتطورة مثل S400 والعديد من الطائرات الحديثة مثل سوخوي 35.

(3) – قاعدة مطار حميميم الجوية: تقع جنوبي شرقي مدينة اللاذقية في الشمال السوري، وقد أقيمت بناءً لاتّفاق رسمي مع الحكومة السورية في آب من العام 2015، وفي نهاية العام 2017 تردّد أن روسيا قرّرت تحويل هذه القاعدة إلى مركز أَسَاس في مكان تواجدها العسكري الدائم في سوريا، علمًا أنها نشرت فيها منصّات صواريخ الدفاع الجوي «س 400» المضادة للطائرات والصواريخ وطائرات «سوخوي 24» و«34 س» و«سو35»، و«توبوليف تي يو 214 أر»، بالإضافة إلى طائرات الهليكوبتر المساندة «مل مي 8» و«مل مي 24»، وطائرات الاستطلاع والتأمين والقيادة الجوية والطائرات المسيّرة…

(4) تتمتّع قاعدة حميميم بالسيطرة البرية على مسافة 10 كم حول المطار بعد إخلائها من أي تواجد مدني أَو عسكري سوري، وإنشاء ثكنات برية روسية في دائرة بعمق 70 كم أكبرها تلك التي أنشئت في منطقة سلمى وجبلي التركمان والأكراد، كذلك تحتوي القاعدة مركزًا رئيسًا لجمع المعلومات الاستخباراتية عن طريق اعتراض الإشارات.

طرازات مختلفة (س200، بوك2، بانتسير س)، إلى جانب محطات رادار متطورة لكشف الأهداف الجوية على مسافات كبيرة جِـدًّا، كما يمكن اعتبار مطار كويرس مهبطًا احتياطيًا للطائرات الروسية العائدة من شرقي سوريا.

(5) – قاعدة جبل زين العابدين:

تقع في ريف حماه، وتحتوي على قوات الحرب الإلكترونية، وقاعدة لراجمات الصواريخ من طراز «سميرتش» و«أوراغان 27» تغطّي عمق 90 كلم.

(6) – قاعدة بلدة خربة رأس الوعر:

تقع في ريف دمشق –بئر القصب، وهي ثاني قاعدة عسكرية روسية في دمشق بعد مطار المزة.

(7) – قاعدة مطار الشعيرات:

تقع في ريف حمص، ومهمتها تعزيز تواجدها في وسط سوريا.

 

6- محورُ المقاومة

ينتشر أبناءُ محور المقاومة جنباً إلى جنب مع أبناء الجيش السوري العربي البطل في نقاط وَمواقع مهمة دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات وكان لتدخل أبناء المحور الدور البارز في عوامل النصر والصمود.

* كاتب عراقي – رفيق الشهيد أبو مهدي المهندس

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com