لدول العدوان.. الخيارات معدومة..بقلم/ محمد يحيى الضلعي

 

من الطبيعي والمنطقي أن تصلوا لهذا الحال المخزي، فمن يسعى لغزوا الأوطان ويدعم خونته، ويدمّـر ممتلكاته ويقتل أبناءه دائماً ما ينتهي به الأمر إلى الهزيمة والخسران والخزي والعار، والتاريخ يعيد ذلك كُـلّ مدة زمنية، لكني أعتقد أن مشكلتكم أنكم لم تقرؤوا التاريخ جيِّدًا أَو لا تؤمنون به؛ كونكم بلا تاريخ وبلا شرف وبلا عرف وبلا كرامة.

إن خياراتكم المتاحة الآن أمامكم خيارين فقط إما أن تقبلوا بشروط صنعاء أَو تقبلوا أَيْـضاً بشروط صنعاء؛ لأَنَّكم لا طاقة لكم بالحرب وقد عرفناكم، وحتى تتجنبوا مزيداً من الهزائم وتحفظوا ولو قطرة من ماء الوجه وهذا إن بقي ماء في وجوهكم، وقد أخبرناكم من البداية، من اليوم الأول لانطلاق العدوان قال السيد أنتم بدأتم الحرب ونحن سننهيها ونقرّر نهايتها، لكنكم ظننتم تصريحاته كتصريحات قادتكم الذين غالباً ما يصرحون بأوهام تحت تأثير الويسكي “الحلال” الذي أطلقتموه في بلاد فيها بيت الله الحرام.

ليس هناك خيارات مفتوحة تجاه المملكة السعوديّة من جهة اليمن البلد المعتدى عليه من قبلها إلا التصحيح للمسار وإصلاح ما بدر منها من اعتداء وحرب وقتل وحصار خلال ثمان سنوات من العدوان غير المبرّر وغير المنطقي أَو المعقول، كُـلّ الاعتداءات المتكرّرة والمُستمرّة من المملكة تجاه اليمن كانت عبثية بمنطوقهم حتى ولو لم يجاهروا بذَلك.

كانت المملكة في تيهان من أمرها حين أقحمت نفسها في اليمن ولم تدرس الجدوى مسبقًا ولم تراعِ مصالحها الاستراتيجية والمستقبلية بهذا التهور في عدوانها على اليمن، السؤال المتبادر للذهن هل المملكة عملت حسابها في عدوانها على اليمن وهي في الوقت نفسه على رؤية 2030م للتحول الأفضل للملكة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيا؟ وهل أدركت معنى عدوان على بلد مثل اليمن فيه أحرار لم يتركوا حقهم مهما كلف ذلك الثمن، وهل تعمقت المملكة في دراسة جدوى قبل عدوانها على اليمن كيف سيكون مستقبل السياحة والرياضة والاقتصاد في بلدها عقب عدوانها؟

كل ما ذكر كان في حلقة الاستعلاء من جانب وفي جانب آخر انخدعت وتفاجأت بمدى صمود واستبسال اليمنيين في مقارعتها.

وبعد كُـلّ هذا العبث أدركت المملكة الشائخة حجم عبثها وأيقنت بعظمة اليمنيين، وتبادر لقيادة المملكة الندم الشديد عما بدر منها حتى ولو لم تفصح عن ذلك علناً.

ولا نذهب بعيدًا إلا لنوضح للمطلع أين هي المملكة الآن وفي أية حلقة ومَـا هو هدفها؟

المملكة وجدت نفسها في مأزق كبير بل وكبير جِـدًّا، فلديها فريق كبير لرؤية 2030م سخرت إمْكَانيات هائلة وأموالاً طائلة لتكون على الوعد مع العالم ومع نفسها ومجتمعها وكيف ستكون الصورة من كُـلّ الجوانب للملكة في 2030م، هي تعمل على عمل كبير كما يتخيل لها في كُـلّ الجوانب هي أَيْـضاً تشتري أساطير كرة القدم العالميين بمبالغ لم تدفع في التاريخ ولن تدفع من قبل أي نظام في العالم هي أَيْـضاً تقيم كُـلّ ما يجلب سياح العالم ووسعت هيئة الترفيه لكل خبيث ليصل أرض الحرمين بلا حياء من الله ولا من الناس، لكن في مقابل كُـلّ هذا الطموح غير المشروع وفي ظل عدوان المملكة على اليمن هل ستكون أرض الحجاز في مأمن لكل هذه الترتيبات أم أن صواريخ ومسيَّرات اليمن السعيد ستقول كلمتها وتقطع الشك باليقين.

لا عيش ولا استقرار للسعوديّة وكل دول التحالف إلا باستقرار اليمن وإن عدتم عدنا، الخيارات لنا مفتوحة وكل دول التحالف تعلم وتعرف ذلك تماماً وخياراتكم معدومة مغلقة ونحن والعالم وأنتم تعلمون ذلك جيِّدًا، نحن اليمنيين في ساحةٍ بيضاء لا نخسر شيئاً أمامكم في الحرب والسلم معاً.

خيارات دول العدوان ليست متاحة والخيار الوحيد في متناولكم الآن فقط بمدةٍ زمنية محدّدة ويستوجب مراعاة كَثيراً من شروطنا المحقة أهمها خروج العدوان من أرض اليمن وفك الحصار براً وبحراً وجواً وإعادة الإعمار والحقوق المسلوبة، وحين نتقدم بالمفاوضات سنتقدم بطلب وستكونون مستعدين لذلك بتسليمنا كُـلّ المطلوبين أمنيًّا لنضمن لهم محاكمة عادلة بتهمة خيانة الأوطان.

إن ما تسعى له الشقيقة عمان وسلطانها بمثابة الفرصة الحقيقية للبدء في الخروج من المأزق الذي سيطول ترميم جراحه لكن مع الأيّام والنية الصالحة سوف تتحسن الأمور، ولتعلم المملكة أن رؤية 2025م للملكة بشأن اليمن يجب أن تكون واضحة وناجحة لكي تنجح رؤية 2030م للملكة والحليم تكفية الإشارة وعلى كُـلّ دول العدوان والمستفيد أَو المتضرر الأكثر هي المملكة في دراستها للخيار الوحيد تجاه اليمن في نزع يدها عن اليمن والاعتذار والتعويض واحترام اليمن كجار ودولة ذات سيادة بعيدًا عن الوصاية التي هي في المستقبل كوَهْمٍ بعيد المنال ولتعلم الأنظمة العربية العميلة في الجزيرة العربية أن في توقيت إقامة حفلة الرياض ومهرجان دبي، أن صنعاء ستفتح معارض بتاريخ 26مارس من كُـلّ عام للقوة الصاروخية أسميناه بمعرض الشهيد القائد والشهيد صالح الصماد وكَثيراً من الشهداء العظماء الذين سوف نخلد ذكراهم بمنجزات بلا كلل ولا ملل والأيّام بيننا وَلعلمنا أن الخيارات الأُخرى غير متاحة على الواقع أبداً فاحجزوا مقاعد حسن نية لأجل من تعولون والله المستعان.

إن الجرحَ غائرٌ والثأرَ كبيرٌ والدماءَ كثيرةٌ وصورَ الشهداء تغطِّي كُـلَّ الزوايا، وعندما نقدِّمُ لكم عرضاً للهُــدنة بشروطنا يجب أن تأخذوها كفرصةٍ لا تعوض، فأكبرُ عرضٍ قدمناه لكم هو قبولُنا التفاوُضَ، في وقت نحن فيه أقوى وأشد وأكثر حرقةً على بلد مزقتموه ودمّـرتم كُـلّ ما فيه، وإنها لفرصتكم الأخيرة قبل فوات الأوان، فلا خيارات أمامكم سوى القبول والتوقيع والرضوخ، بدلاً عن حربٍ لا تُبْقِي ولا تَذَر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com