الزهراء.. النموذجُ والقُدوةُ للمرأة المسلمة..بقلم/ عبدالملك المساوى

 

هيَ الصدٍّيقةُ الطاهرة فاطمة البتول الزهراء سيدة نساء الدنيا والأُخرى، وخامسة أهل الكساء، أبوها الحبيب المصطفى وأمها الزكية المطهرة خديجة الكبرى، وزوجها بطل الإسلام علي المرتضى، وأبناؤها الحسن المجتبى والحسين سيدا الشهداء، وابنتها العقيلة زينب الكبرى، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء، وكفى بهذا شرفاً ومجداً وفضلاً.

ولدت الزهراء البتول فاطمة بنت محمد رسول الله وأكرم الخلق على الله -صلوات الله عليه وعلى آله- في يوم الجمعة العشرين من شهر جمادى الآخرة قبل البعثة النبوية ببضع سنوات ونشأت وتربت في أحضان الوحي والنبوة، في بيت مفعم بكلمات الله وآيات القرآن المجيد، وكان من تولى تنشئتها وتربينها وتعليمها هو معلم البشرية الأول السراج المنير خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-.

فكانت الزهراء -عليها السلام- تلميذة أبيها وخريجة مدرسته الأولى، ولذلك صارت سيدة نساء العالمين، سيدة نساء المؤمنين، سيدة نساء أهل الجنة، وهذه المواصفات وهذا المقام العظيم، ليس مُجَـرّد مقام تشريفي، إنما مقام وصلت إليه بجدارة، وعلى أَسَاس من الإيمان والتقوى كانت سيدة نساء العالمين، أي، نموذجاً متميزاً عالميًّا للمرأة في كُـلّ الدنيا، بلغت الذروة في كمالها الإنساني أخلاقاً، قيماً، مبادئ، ثم على مستوى نساء المسلمين كانت القُدوة الأولى كامرأة مؤمنة بكمالها الإيماني، ثم بالتالي سيدة نساء الجنة.

وهي من شاركت أباها آلامه وآماله، وقد أنطلق وحده يقف بوجه الكفر العالمي ويغالب المشاكل والمصاعب الخطيرة في إظهار الدين، فكانت ترعى أبيها وتبادر دوماً لامتثال أوامره ونواهيه دون إبطاء مدفوعة بعامل المحبة والتقديس لشخصه كنبي وكانت موضع سره ومحط أنسه ومحل ثقته وكانت أم أبيها.

ولقد بلغت الزهراء فاطمة بنت رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله- ذروة الكمال الإنساني والإيماني للمرأة وجسدت في حياتها قيم وأخلاق الإسلام على أرقى مستوى فكانت نعم القُدوة ونعم الأسوة للمرأة المؤمنة، في كُـلّ زمان ومكان.

فما أحوجنا وما أحوج نساء عصرنا بأن يتعرفن على حياتها وسيرتها لتكون لهن الأسوة والقُدوة الحسنة، في الوقت الذي يسعى أعداؤنا من أولياء الشيطان لأن يصنعوا لنا ولنسائنا ولأطفالنا ولشبابنا قدوات فاسدين منحطين ضائعين.

إننا اليوم بحاجةٍ ماسة بأن نعود إلى أعلامنا العظماء عبر التاريخ، لنسمو ونرتقي وتزكو نفوسنا وتطهر قلوبنا كما أراد الله ورسوله، لنستلهم منهم القيم والأخلاق والمبادئ، لنتعلم منهم الصبر والثبات والصمود في مواجهة المستكبرين.

نسأل الله أن يجعلنا ممن اتقى واهتدى، (تِلْكَ الدَّارُ الآخرة نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرض وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com