ميلادُ الزهراء يُعيد توجيهَ البُوصلة..بقلم/ خديجة النعمي

 

كانت المرأةُ في المجتمعات الإسلاميّة ولا زالت محط استهداف من قِبل العدوّ الأول لهذه الأُمَّــة الصهيونية العالمية التي سعتْ جاهدة لإفساد المرأة، وتقديم النماذج المنحطة كقدوات للنساء وتحت عناوين جذابة ومخادعة كالتطور والموضة والانفتاح وغيرها، بالتزامن مع هجمة شرسة لذئاب الحرب الناعمة التي تستهدف النقاء، والقيم والمبادئ السامية بداخل المرأة المسلمة بشكلٍ عام والمرأة اليمنية بشكلٍ خاص، في حين تتخلى المجتمعات الإسلاميّة عن هُــوِيَّاتها الإسلاميّة السامية وتذهب باتّجاه التغريب والثقافات الدخيلة على دينها تماشياً مع ما يريده العدوّ منها، يأتي ميلاد سيدة النساء فاطمة البتول الزهراء ليُعيد توجيه البوصلة لمسارها الصحيح، ولتُعيد القُدوة الحقيقية لذهن المرأة المسلمة في يومها العالمي.

الزهراء النموذج الأرقى للمرأة المؤمنة والتي غُيبت عمداً عن ثقافتنا وعن مناهجنا وبشكلٍ غريب يُثير الكثير من التساؤلات!!

فلماذا تُغيب وهي الزهراء بنت محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- سيدة نساء العالمين؟!

أليست النموذج الأرقى والأكمل للاحتفاء والاقتدَاء فمن وراء هذا التغيب؟!

هذه التساؤلات تُظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن العدوّ يُظهر فعلاً تخوفاً من أن يكون للمرأة المؤمنة نموذج مشرف وعظيم تقتدي به، وتسير على ذات الدرب، لتكون مؤمنة وعظيمة وراقية، وبالتالي تـُربي الأجيال العظيمة التي تحفظ للإسلام نوره وعظمته ومكانته وانتشاره، وهذا ما لا يريده العدوّ الصهيوني بل إنه يسعى بكل جهد للوصول بالمرأة المسلمة لذروة الانحطاط والتخلف والتبعية العمياء، لكل ما يأتي من هذا العدوّ تحت مختلف العناوين البراقة الزائفة.

الزهراء -عليها السلام- القُدوة العظيمة التي قدمت النموذج الراقي والمتميز للمرأة المسلمة بل إنها النموذج الفريد في مختلف مجالات الحياة وباختلاف ظروفها التي تعددتْ صروفها مع سيدة النساء فاطمة البتول الزهراء -عليها السلام- يأتي ميلادها هذا العام ليُعيد توجيه البوصلة باتّجاه القُدوة الحقيقة الجديرة بأن تُعرف سيرتها، ويُقتدى بها، ونتعلم منها كيفية الحياة مع الله وفي سبيله، في كُـلّ نَفَّسٍ نتنفَسه، وفي كل عملٍ نقوم به، كيف نبتغي بذلك وجهه عز وجل، كيف نعرف عدونا ونتعامل معه ونكن في الاتّجاه الصحيح للمواجهة، كيف نبني حياتنا حجراً حجراً، وكيف نبني أسرةً عظيمةً نماذجها الفريدة الحسن، والحسين، وزينب -عليهم السلام-، مدارس العطاء والبذل والصدق مع الله.

لنتعمق في سيرة الزهراء -عليها السلام- ونعيد توجيه بوصلة القدوات، لا بأس بأن نتعب أنفسنا قليلًا ونبحثُ عن السيدة الزهراء ونتعرف عليها، نقرأ عن سيدة النساء لتبقى بوصلتنا في اتّجاهها الصحيح، ولنلقاها يومئذ ببياض وجه ولنكن كما يأمل منا الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وقائدنا العظيم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، وقبل كُـلّ عمل نقوم به لنسأل أنفسنا هذا السؤال أكانت الزهراء سترضى عن هذا أَو تقوم به؟!

سلامٌ على سيدة النساء ما تعاقب الليل والنهار، وسلامٌ على من اقتفى أثرها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com