هَبَّةُ الأنصار في وجه الحصار..بقلم/ بلقيس علي السلطان

 

صبر الأحرار وإن طال أمده، لا يدل على الخضوع وَالاستكانة ولا يدل على الاستسلام والرضوخ للمعتدين والرضا بحصارهم وطغيانهم، وإنما هو بمثابة إعطاء المعتدين فرصة في مراجعة حساباتهم وإسقاط أقنعتهم التي يتخفون وراءها بأنهم دعاة للسلام وبأنهم سيعيدون لليمنيين حقوقهم المسلوبة وأولها المرتبات ورفع الحصار وإيقاف العدوان.

جرت العديد من المفاوضات التي طال أمدها والشعب اليمني يتطلع إلى الانفراجة وانقشاع غمامة العدوان الطاغي، لكن هيهات للذئاب الباغية والماكرة أن تفي بالمواثيق التي تم الاتّفاق عليها؟

فحق الشعب اليمني في استعادة رواتبه ورفع الحصار عنه في نظرهم حق غير مشروع ومستحيل!

أما نهب ثروات الشعب واستغلال جزره وأراضيه ومقدراته فهو أمر مشروع لهم وأمرٌ مسلّم به.

ثمان سنوات عاشها الشعب اليمني في ظل عدوانٍ خبيث لم يُبق ولم يذر، ذاق خلاله الشعب اليمني أبشع أنواع الظلم والاضطهاد، من قصف بشتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليًّا وحصار بري وبحري وجوي خانق، وقطع للمرتبات ونقص في الدواء والغذاء، ناهيك عن الدمار الذي طال مؤسّساته وبناه التحتية.

لقد بلغ صبر الشعب على الحصار والعدوان مبلغه، خَاصَّة بعد توظيف المعتدين والمنافقين لحالة الفقر والجوع والحاجة التي يعيشها الشعب اليمني بفعل العدوان والحصار في إشعال الفتنة في أوساط الشارع اليمني ولجوئه إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحرّرة عبر تشغيله لأبواقه في الداخل لتأليب المواطنين باستخدام المعاناة التي أحدثها العدوان في أوساط الشعب اليمني، والتي لا تقاس بشدة معاناة المواطنين في جنوب اليمن الذي يسيطر عليه العدوان ويتحكم في أسعار الاحتياجات الضرورية للمواطنين ويتلاعب بها حسب هواه ومصالحه.

خروج اليمانيين في جميع الساحات رسالة قوية ومعبرة لقادة العدوان وأدواتهم وأبواقهم في الداخل والخارج، مفادها أن حالة اللا سلم واللا حرب في ظل حصار ظالم وقطع للمرتبات، حالة غير مقبولة، وبأن خيار الحسم لا بد منه، فقد دفع الشعب ثمنه من دمه وأبنائه وماله وثرواته، ولم يعد لديه أي شيء يعز عليه أن يقدمه في سبيل الله وفي سبيل الانتصار على الطغاة، وتحقيق العزة والكرامة والحرية في جميع ربوع اليمن العزيز، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com