رشفاتٌ من نهر الكوثر..بقلم/ احترام عفيف المُشرّف

 

ما أحوجنا إليها وما أظمأنا إلى أن نرتشف من عذب كوثرها لترتوي قلوبنا العطشى وتسمو أرواحنا، وتتزكى نفوسنا التي لو تمسكت وتعلقت بالزهراء البتول فقد طابت تزكيتها وكمل سموها ورشد طريقها.

وما أجمل أن يكون يوم المرأة المسلمة العالمي هو يوم مولد بضعة الرسول فاطمة المعاني عليها وعلى أبيها وزوجها وبنيها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

فيوم مولدها هو يوم انعتاق للمرأة، هو يوم بزوغ النور المحمدي في شخص ابنته فاطمة البتول -عليها السلام- وعندما يعتمد يوم مولد الزهراء يوم عالمي للمرأة المسلمة فبذَلك يظل يومها باقي ما بقي ذكر الزهراء -عليها السلام- وذكر الزهراء باقٍ ما بقي كتاب الله فهو من وصفها وأثنى عليها وأمر نبيَّه بالاحتفاء بمولدها، فذِكرُها باقٍ ما بقي كتاب الله، وذكرُ شانئها وشانئ أبيها فانٍ مبتورٌ كما وعد الله.

وما علينا وعلى من له عقل يفقه إلا أن يختار أين يكون ومع من يكون، ونحن النساء بشكلٍ خاص علينا أن نتعرف عليها ونتمسك بها ونلوذ بجنابها لنتمكّن من النجاة من المؤامرات التي تُحاك علينا بشكلٍ خاص وموجه ومدروس ومتعمد ومعد من قبل الماسونية العالمية التي تريد هدم البيت المسلم بهدم أَسَاسه الداخلي وهي المرأة التي إن تم هدمها أخلاقياً وجعل ارتباطها بالدين مُجَـرّد وراثة لا تعرف عنه شيئا ولا عن رموزه النسائية التي هي خير رموز الدنيا والآخرة فسيكون هدم السياج الحامي لهذا البيت والذي هو الرجل سيكون هدمه سهلاً هيناً وقد هدم أَسَاسه الداخلي، فَـإنَّ أكثر ما يقلق العدوّ هو بندقية مجاهد في مقدمة الصفوف، وعفة وطهارة مجاهدة في مؤخرة الصفوف، الأول يدافع عن الثاني ويحميه ويصونه ويضحي مِن أجلِه، والثاني يثبت للأول أن الوفاء الحقيقي بالتمسك بما ضحى الأول؛ مِن أجلِه.

عليكِ يا فتاة الإسلام أن لا تبرحي من عتبة المدرسة الفاطميّة ما حييتِ، فبها فقط ومنها فقط تستطيعين مواجهة الحرب الناعمة التي تُشن عليكِ لتسقطكِ إلى درك الهلاك والعياذ بالله، عليك مواجهتهم وأنتِ متسلحة بمنهج وسيرة سيدة نساء العالمين، عليكِ أن تتمسكِي بشمس الزهراء التي قد بلغت آفاق عالمها لكي تتمكّني من مقارعة فلول الظلام الموجهة نحوكِ من شياطين الغرب.

فلن تستطيعِي مواجهتهم بمفردك ولن تستطيعي كشف مؤامراتهم الخفية المحاكة بدقة في دس السم بالعسل.

إن لم تكوني بقدرٍ كبيرٍ من الوعي والمعرفة لما يدور حولكِ ولن يكتمل وعيكِ ومعرفتكِ وإدراككِ لحقائق الأمور إلا إذَا كان لكِ قُدوة ورمز تتمسكين به وتحذين حذوَه وتقتفين أثره، وما أسمى وأكبر وأجل أن تواجهي كُـلّ هذا وقد جعلتي كُـلّ من يراكِ يعرف هُــوِيَّتكِ قبل كلامكِ، وأنكِ الفتاة الفاطمية التي تسير على نهج قدوتها فاطمة البتول -عليها السلام- فما أشرفه وأزكاه من تعريف تُعرفين به.

يا فتيات الإسلام لا تتأخرن في شحذ همتكن لتكُن في ركاب سيدة نساء العالمين، وفقنا الله وإياكن وأنار قلوبنا بنور البتول.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com