التفويضُ الشعبي.. رسائلُ ودلالات..بقلم/ منصور البكالي

 

خروج الشعب اليمني بالملايين في أكثر من 30 ساحة وجّه صفعةً قويةً لقوى العدوان ومرتزِقتهم، وقلب طاولة المفاوضات العقيمة، وداس على مخطّطاتهم ومكائدهم وأفشل كُـلّ رهاناتهم الخاطئة، معطياً القيادة السياسية والعسكرية الضوء الأخضر والتفويض المطلق لتفعيل الخيارات الرادعة، معلناً جهوزيته التامة لخوض المعركة ونفيره العام صوب الجبهات.

هتافات الحشود الغاضبة وشعاراتهم المرفوعة وحركتهم في مختلف الساحات والميادين ليست كالمعتاد بل كان العنفوان والحماس والسخط بارزاً على محياهم وفي حناجرهم وأصواتهم المجلجلة بالرفض التام لاستمرار عبث الغزاة المحتلّين وأدواتهم العميلة بثروات ومقدرات الشعب، واستمرار أبواقهم الإعلامية ووسائل حربهم الناعمة باستهداف الجبهة الداخلية وتزييف الوعي الوطني، الذي لم ولن ينجر خلف أهوائهم، أَو يكون يوماً من الأيّام ورقةَ ضغط يمكن استغلالُها والرهانُ عليها في الجبهتين السياسية والدبلوماسية.

زخمُ الحضور الشعبي، وعفويته، وتنوعه من مختلف فئات المجتمع ومكوناته السياسية والمذهبية والمناطقية والعُمْرية يعطي دلالات هامة، منها: توحد وتماسك الجبهة الداخلية، أمام الحصار وتداعياتهم، وارتفاع منسوب الوعي بأهميّة الاستمرار في رفد الجبهات ووحدات الصناعات الحربية والعسكرية، إضافة إلى قوى العلاقة والانسجام بين الشعب والقيادة السياسية في صنعاء.

تلك الحشود المسلحة بالحديد والنار والوعي والبصيرة أرسلت للعدو عددا من الرسائل الهامة، منها أن الشعبي اليمني عصيٌّ على الاحتلال والتقسيم، ولا يمكن أن يسكت عن أي شبر من أراضيه المحتلّة وثوراته المهدورة وسيادته المنتهكة، ولا يقبل بوجود أية قوى أجنبية أَو قواعد عسكرية على تراب اليمن.

ثانياً: القيادة في صنعاء تستند إلى قاعدة جماهيرية صُلبة وحاضنة شعبيّة محصَنة وواسعة تصل إلى عمق المناطق والمحافظات المحتلّة، إضافةً إلى ما تملكه من قدرات وعتاد عسكري متقدم وبما اكتسبه الجيشُ اليمني من خبرات ومهارات قتالية، تراكمت كُـلُّ معطياتها خلال 8 سنوات من العدوان والحصار، وأثبتت تفوقها على العدوّ وهزيمته في مختلف الجبهات.

ثالثاً: استمرارُ العدوّ في التلاعب والمماطلة واطالة الحصار وعدم التنفيذ لشروط القيادة في صنعاء سيعيدُ الخيارَ العسكري بعمليات برية وبحرية وجوية لم تكن بحسبان العدوّ، وكفيلة بقلب ما بقي من الموازين العسكرية في الميدان وإغلاق كافة القنوات السياسية والدبلوماسية التي تفضّلت بها صنعاء خلال المراحل الماضية كخيار إنساني للحد من سفك الدماء وإزهاق الأرواح وإخراج الأسرى، ولإقامة الحُجّـة أمام الشعب والعالم، ولتوضيح المطالب المحقة والعادلة لكل أبناء الشعب اليمني في نيل الحرية واستقلال قراره السياسي ووحدة أراضيه على كامل سيادته الوطنية.

رابعاً: لا مستقبلَ ولا حوارَ مع أية قوى سياسية أَو مليشيات عسكرية ترتهنُ قياداتُها للخارج، ومصيرُ الخونة والعملاء تقديمُهم للعدالة، وملاحقتُهم عبر الهيئات المحلية والإقليمية والدولية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com