بعد انحسار الأزمة عاود استهدافه لعدد من الخزانات الرئيسية.. العدو يلجأ إلَى حرب المِيَـاه مجدداً وفاتورة الاستهداف في تصاعد

صدى المسيرة: رشيد الحداد

استهدف العدو السعودي على مدى الـ 11 شهراً الماضية من العدوان والحصار كُلّ مقومات الحياة في اليمن دون استثناء، ابتداءً بمنع تدفق الغذاء والدواء والوقود، وصولاً الي استهداف منابع وخزانات المِيَـاه الصالحة للشرب بهدف الإضرار بالمدنيين، فعشرات الخزانات الرئيسية والفرعية وعشرات المشاريع الخاصة بمِيَـاه الشرب حولت العدو إلَى أَهْـدَاف مشروعة في محاولة منه لتركيع اليمنيين.. إلَى التفاصيل:

موجةُ استهدافٍ جديدةٍ يقدم عليها العدوان في استهداف مشاريع وخزانات المِيَـاه الصالحة للشرب في العاصمة والمحافظات كشفت عن مدى الفشل والتخبط الذي وصل إليه العدو.

 

العدوان يفاقم المعاناة

منذ الأَيَّام الأوْلَى للعدوان والحصار دشّن العدو السعودي الأَمريكي استهداف خزانات المِيَـاه في محافظة صعدة إلّا أن عمليات الاستهداف اتسع في ظل صمت دولي مخزٍ، على الرغم من أن استهداف خزانات المِيَـاه تعد من جرائم الإبَادَة الجماعية وفق الإعْلَان العالمي لحقوق الإنْسَان، كما أن كُلَّ القوانين تحظر استهدافَ كُلّ ما يعرض حياة المدنيين للخطر باستثناء اليمن التي استباح فيه العدو كُلّ أَسْـاسيات الحياة بما فيها مِيَـاه الشرب، مخلفاً أَزْمَة إنْسَانية واسعة النطاق وصلت إلَى أعلى مستوياتها خلال الأشهر الأوْلَى من العدوان بسبب انعدام المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي والذي تسبب بتوقّف خدمات المؤسسات المحلية للمِيَـاه في العاصمة صنعاء وفي محافظات الحديدة وتعز وعدن بسبب العجز الناتج عن ارتفاع أَسْعَار الوقود المستخدمة لمضخات الآبار الرئيسية التي تغذّي الخزانات الرئيسية بالماء وانخفاض الايرادات العامة بسبب عزوف المواطنين عن سداد فواتير المِيَـاه بسبب انقطاع الخدمات، مما دفع بالمؤسسات الحكومية إلَى إطْلَاق نداء استغاثة للمنظمات الدولية للتدخل العاجل للحد من أَزْمَة المِيَـاه الخانقة وتوفير الوقود اللازمة لاستئناف خدماتها.

إلا أن أَزْمَة المِيَـاه التي حوّلت حياة المواطن اليمني إلَى جحيم خلال الأشهر الأوْلَى من العدوان انحسرت تدريجياً بعد تدخل السلطات المحلية وتلبية عدد من المنظمات الدولية، ومنها منظمة اليونيسيف والصليب الأحمر الدولي وتمويل النفقات التشغيلية لمحطات المِيَـاه في محافظات الحديدة والعاصمة صنعاء لعدة أشهر، كما ساهم انحسار أَزْمَة المشتقات النفطية وتوفر الديزل المستخدم في تشغيل مضخات المِيَـاه وصهاريج النقل الخاصة في إعَادَة الاستقرار أَسْعَار المِيَـاه التي تراجعت إلَى المستويات السابقة بعد أن قفزت إلَى أعلى مستوياتها في ابريل ـ مايو الماضي.

 

استهداف 164 مشروع.

العدو الذي استهدف 164 خزانَ وشبكة مِيَـاه خلال الـ 300 يوم الأوْلَى من العدوان عاود خزانات المِيَـاه الرئيسية الشهر الجاري في عدد من المحافظات، حيث شنّ سلسلة غارات على خزان مِيَـاه النهدين في أمانة العاصمة وخزان المِيَـاه الرئيسي في منطقة الكدرة التي تقع في مديرية سامع محافظة تعز بالإضافة إلَى خزانات مِيَـاه محافظة تعز.

وفيما سبق للعدو واستهدف في الـ 22 من مايو الماضي مشروع وخزانات المياه التابعة للمؤسسة العامة في منطقة حدة وتسبب بأضرار فادحة للخزان الرئيسي الذي سعته 5000 متر مكعب ومحطة الضخ وجميع مرافقه، ووفق مصدر محلي فإن التكلفة الإجْمَالية للمشروع الذي شيّد قبل 6 سنوات بكلفة نصف مليار، عاود مطلع الشهر الجاري استهداف خزان مياه النهدين بمديرية السبعين بأمانة العاصمة، ووفق بيان صادر عن المنطقة الثالثة بالمؤسسة المحلية للمياه بأمانة العاصمة الخزان المستهدف تبلغ سعته خمسة آلاف لتر مكعب ويستفيد منه ثلاثون ألف نسمة، وجاء استهداف الخزان الذي تم إنشاؤه بأَكْثَر من 4 ملايين دولار، بالتزامن مع محاولة المؤسسة المحلية للمياه إعَادَة تأهيله بما يكفل استئناف تزويد المستفيدين بالمياه والحد من معاناة المواطنين، وكان العدوان قد استهدف خزانات المِيَـاه في جبل نقم في ابريل الماضي والتي تغذي عشرات الآلاف من سكان العاصمة بالمياه.

 

مِيَـاه صعدة

وعلى الرغم من استهداف العدوان العشرات من شبكات وخزانات المياه الخاصة والعامة في محافظة صعدة منذ ابريل الماضي إلّا انه عاود استهدافه منتصف الشهر الجاري لخزانات المياه بجبل تلمص التابع لمحطة مشروع المياه بمدينة صعدة وشبكة الأنابيب التي تربط الخزانات بالمدينة ومطار صعدة ومحطتي الغاز والكهرباء، وكان طيران العدوان في التاسع من ابريل الماضي قد شن غارتين على خزان المياه في منطقة “تلمص” الواقع على راس جبل تلمص المطل على مدينة صعدة.

وفي محافظة حجة استهدف طيران العدوان الأسبوع قبل الماضي خزان مياه بمنطقة دامغ في مديرية عبس بثلاث غارات، مما تسبب بتدمير الخزان بالكامل، ويأتي استهداف خزانات المياه في حجة بعد موجه اعتداءات استهدفت في مايو الماضي بئراً ارتوازية في منطقة المجبر بمديرية حرض الحدودية بغارة ادت إلَى تدمير البير وخزان المياه التابع لها، بالإضافة إلَى قيام طيران العدو باستهدافِ خزان المياه في مديرية عبس بغارتين أدَّت إلَى تدميره.

 

إتساع خارطة استهداف المياه

وزارة المياه والبيئة أكدت أن خارطة استهداف البنية التحتية للمياه اتسعت إلَى 11 محافظة يمنية تمثلت بالعاصمة صنعاء ومحافظات صعدة، عدن، تعز، عمران، ذمار، البيضاء، شبوة، صنعاء مأرب، لحج والتي تم استهدافُها وتدمير معظم بناها التحتية للمياه بشكل كلي، ونتجت عنها أضرار بالغة أدت إلَى تراجع خدمات توصيل المياه.

واعتبرت ما يتعرض له قطاع المياه يدل على السقوط الأخلاقي للعدو وعدم التزامه بأخلاقيات الحروب في تجنيب القطاعات الحيوية التي تخدم المدنيين من القصف ومنها قطاع المياه، وأشارت إلَى أن القصف المباشر لشبكات وخزانات ومنظومات ومحطات الضخ للمياه في أمانة العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات أدَّت لأضرار كبيرة أثّرت في وصول الخدمة للمواطنين بشكل متفاوت، وأكدت أن معظم فروع المؤسسة بالمحافظات توقفت عن نشاطها وتراجعت في تقديم الخدمات جراء الاستهداف والقصف المتواصل من دول العدوان السعودي.

وقالت الوزارة إن قصفَ دول العدوان السعودي للبنى التحية لقطاع المياه في الجمهورية اليمنية بوحشية ينم عن حقد دفين وتسبب بانعدام المياه الصالحة للشرب عن شريحة كبيرة من المواطنين في عموم المحافظات.

ولفتت إلَى أن استهداف العدوان السعودي لشبكات المياه وخطوط الضخ والإرسال والمولدات والمحولات ومباني المؤسسات المحلية والهناجر يهدف إلَى إيقاف العمل وخلق أَزْمَة خانقة لدى المواطنين لعدم حصولهم على المياه”.

 

خسائر فادحة

في ظل تواصل العدوان استهداف مشاريع وشبكات وخزانات المياه في مختلف المحافظات قدرت وزارة المياه والبيئة الخسائر المباشرة الأولية لقطاع المياه بأربعة مليارات و300 مليون ريال، منها خسائر مباشرة في العاصمة صنعاء بلغت ثلاثة مليارات وَ300 مليون ريال وبما يعادل 16 مليون دولار، بالإضافة إلَى أن الخسائر غير المباشرة لمؤسسة مياه العاصمة بلغت شهرياً 200 مليون ريال، كما تسبب العدوان بخسائر أُخْرَى لقطاع المياه في العاصمة تمثلت في دفع مرتبات الموظفين في ظل توقف خدماتها، وهو ما تسبب بإحجام المواطنين على تسديد ما عليهم من التزامات مالية للمؤسسة وهو ما تسببِ بانخفاض حاد للإيرادات المحصّلة من المشتركين والتي تعتمد عليها المؤسسة بشكل كامل، لترتفع المديونية المستحقة لمؤسسة المياه بالعاصمة على جميع المشتركين كبار المستهلكين إلَى 8 مليارات ريال.

يشار إلَى أن استهداف العدوان لحياة الناس والمساس بحياتهم تزامَنَ أَيْضاً مع فشل متصاعد لقواته ومرتزقته في إحراز أي تقدم في الجبهات إلَى أن تكامل الأدوار بين الجهات الرسمية والاجتماعية حالت دون تحقيق العدو لأي هدف من أَهْـدَاف استهداف قطاع المياه.

استهداف خزانات المياه باليمن استهداف خزانات المياه باليمن1

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com