بجهادنا سننال أجْــرَ الشهداء

لمياء هاشم أحمد شرف الدين

ونحنُ نُحيي اليومَ هذهِ المناسبةَ العظيمةَ، وهي الذكرى السنوية للشهيد ندركُ أن شهداءً في هذه اللحظات يرتقون إلى السماءِ في مختلف الجبهات، يذودون عن الدين والمستضعفين ويدافعون عن حياض الوطن، ويرسمون بدمائهم الزكية لوحةَ الانتصار حتى يرفعوها عاليةً مرفرفةً في ذرى المجد، ويرفعوا بها الهامات، ويُعلوا الرايات، رايات الحق، وهل أعظمُ من راية تقول:

الله أكبر-الموت لأمريكا-الموت لإسرائيل-اللعنة على اليهود-النصر للإسلام.

فالتحية لهم ولمن سبقهم إلى الشهادة، والتحية أيضاً للذين لم يلحقوا بهم بعد، وما زالوا في الجبهات، قبضاتهم على الزناد، وعيونهم على الأعداء، وقلوبهم لا تعرف الخوف ولا الوجل، يكملون المسيرة، ويفون لإخوانهم دونما مَنٍّ أو انتظار شكرٍ من أحد..

فإذا كانت قيمةُ الوفاء قد تجسَّــدت فيهم ببذل الدماء والأرواح فكيف لا تتجسد فينا نحن ولو بأقل القليل عرفاناً بعظيم التضحيات التي سَطّرت ما يرقى بحق لأن يُدوَّنَ في سجلِ المعجزات؟

لقد استمعنا جميعاً لكلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه بمناسبة الشهيد، والتي ورد فيها الكثير من المضامين التي دعت الجميع لاستشعار عظمةِ الشهداء وحجم تضحياتهم؛ لكونهم أَنْصَــار الله، أَنْصَــار الحق في مواجهة الباطل، أهلُ الخير في مقابل أهل الشر..

فلولا تضحياتهم لساد الشر بكل ما يحمله من مشاهد القتل والتدمير وإهلاك الحَرثِ والنسل ونشر الفساد..

كما تضمنت الإشارة إلى عِظم المسئولية الملقاة على عواتق الجميع، وخطورةِ التقصير والتفريط، فإن ذلك يعني أن نعرضَّ أنفسنا ومجتمعنا للخطر، كيف لا وقد تكالبت علينا قوى الشر من مختلف أصقاع العالم..

أما إن تحركنا بجدية، واستشعرنا المسئولية، وانطلقت كُلٌّ منا للجهاد في سبيل الله بتشجيع الرجال والأبناء والإخوان على الالتحاق بالجبهات، لكتَبَ اللهُ لنا النصرَ على أياديهم، كذلك إن كنّا مُنفقاتٍ غيرَ بخيلاتٍ بالمال وبالجهود، وبما يمكننا به أن نجود.

فيا أيتها الأخواتُ الكريماتُ تذكَّرْنَ أن اللهَ قد وعدنا بنيلِ أجر الشهادة في الجنة إذا ما كنا منطلقات مجاهدات في سبيل الله كإخواننا الرجال، فالله تعالى يقول:

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)

صدق الله العظيم..

فلننطلق لنلحق بشهدائنا العظماء في جنةٍ عرضُها كعرضِ السماء والأرض أُعدت للمتقين..

كتبَ الله أجورَكُن، ووفقكن وأعانكن، وأعلى بِكن رايةَ العزة والكرامة والانتصار..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com