شـوقًا لحياتهم وأملًا بمقامهم..بقلم/ ابتهال محمد أبوطالب

 

يُبحرُ الناسُ في حياتهم المتلاطمة الأمواج، فمنهم من يسـبح ويغوص، ومنهم من يغرق ويمكثُ جامِدًا، منهم من لديه آمال متنوعة الغايات ومُختلفة الأهداف، فطبقًا لآمال الشـخص المُحدّدة يكونُ الشـوقُ المتبرمج، تبعًا لخيوط الأملِ المُحاكة.

لكننا نرى من كُـلّ تلك الآمال والأشـواق يسـطع أملًا يتطلع له المؤمنون وَيتمناه شـوقًا كُـلّ الصادقين، فبين كُـلّ أملٍ وشـوقٍ يكون الولاء لله ورسـوله، بين كُـلّ أملٍ وشوق يكون حبّ الجهاد في سـبيل الله، بين كُـلّ أملٍ وشـوق تكون العزة والكرامة، يكون التمكين لدين الله ومنهجه.

نأمل أن نكونَ في مقام الشـهداء، ونشـتاق إلى أن نحيا حياتهم، ونفرحُ بمثلِ فرحهم، قال تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ).

نأمل أن نسـتبشـر كما يسـتبشرون، قال تعالى: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ}.

لقد باع أُولئك العظماءُ أنفسـهم في زمنِ التشـبث بالأنفس، وضحوا بأرواحهم في عصر الأَثرةِ واقتناء الروح.

فشـتان بين بيعِ أعزةِ القوم نفوسَـهم لملكِ الملوك وبين مَن يبيع نفسَـه لشـيطان هَلُوك.

وما بين البيعين تكون جهنم والنيران، تكون الفردوس والجنان، قال الله تعالى عن أعزة القوم وجزائهم: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ، وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ، وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ، فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ، وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

يا للفوز الذي بلغه هؤلاء الشـهداء العظماء! فقد بلغوه بعظمة القضية التي انطلقوا لأجلها.

نقولها: هي معادلةٌ ثابتة واضحة للعيان، الجهاد والاستشهاد في سـبيل الله يمثلان بطاقة استثمارية يقتنيها الشخص، وفي هذا يقول السـيد حسـين بدر الدين الحوثي -سـلام الله عليه-: فعندما يكون لدى الإنسان هذا الشـعور: نذر حياته لله ونذر موته لله فهو فعلاً من اسـتثمر حياته، اسـتثمر موته، اسـتفاد من حياته، اسـتفاد من موته، جعل حياته وموته كلها عملاً في سـبيل تحقيق رضوان الله سـبحانه وتعالى وأن يحظى بالقرب منه وأن يفوز بالنعيم الذي أعده لأوليائه.

ويا للأسف! عندما نسمعُ كلامَ المثبطين وأقوال التائهين في التخويف من الجهاد والاستشهاد، نقول لأُولئك: هل تريدون فسـاداً واضطهاداً، بل استعباد؟! فهذا هو البديل عن ثقافة الجهاد والاستشهاد.

سـتظل الشهادة دروسًا نتعلمها ونتداول قصص عظمائها، لتصبح بطولاتهم مصابيح تضيء لنا دمس الحياة في كُـلّ صبحٍ وغداة.

وفي هذا أقولُ:

“ذكرى الشـهادة أفراح مُكَلَلَةٌ

بشموخِ عزٍّ نرنو لها شوقًا”.

فمهما سـعى العدوّ بمعاوله الناعمة منها والخشـنة لهدم قيمنا الجهادية والاستشهادية، فسـيجدها ترمم نفسـها، ولا غرابة في ذلك فتلك القيم وأصحابها في كنف مسـيرة قرآنية قادتها أعلام الهدى المناهض لتحالفٍ أوصله غيه للهلاك والردى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com