معركة الوعي..بقلم/ د فؤاد عبدالوهاب الشامي

 

يخوض وطننا الجريح اليمن في هذا الزمن معارك وحروب عديدة في مختلف الجبهات نتائجها سوف تحدد ملامح المستقبل الذي ننشده, ومن هذه المعارك معركة الوعي, فكل فرد من أفراد الشعب اليمني يجب أن يعي ما يجري حوله من مؤامرات ودسائس على الوطن, ومن وجهة نظري أن هذه المعركة من أهم المعارك التي يخوض الشعب غمارها, فاليمن يعيش في ظل معارك وحروب عديدة عسكرية وسياسية واقتصادية وحروب ناعمة ونفسية وغيرها, ولن يتمكن أبناء اليمن من مواجهة تلك الأخطار والانتصار عليها إلا إذا كانوا على وعي كامل بمن هو عدوهم الحقيقي وبأهداف هذا العدو التي هي على تضاد مع مصالح البلاد والعباد في اليمن وفي الدول العربية والإسلامية, ففي ظل معركة الوعي عرفت الأمة أن عدوها الرئيسي هي أمريكا ومن ورائها إسرائيل والبقية أدوات لا حول لهم ولا قوة ينفذون ما يؤمرون به, ومن أهم ثمار الوعي هو تحديد العدو ومعرفة أساليبه وأهدافه وعند ذلك نستطيع أن نتوجه إليه بكل ما نملك من أسلحة مادية ومعنوية, وعلى ضوء ذلك سوف يحدد كلّ فرد في الأمة موقفه من هذه المواجهة ودوره في المعارك والحروب القائمة.

فالمجاهد في الجبهة هو على وعي كبير بخطر العدو وأهدافه التآمرية, وعلى علم بما يجب أن يقوم به لمنع ذلك الخطر من أن يسود ويسيطر, مستعيناً بالله وواثقاً بنصره .

والموظف في مكان عمله على وعي بمن تسبب في وقف راتبه وبمن يعمل على انهيار المؤسسات الإدارية, ولذلك فهو صامد في عملة يحمي مؤسسته ويقوم بإداء واجبه في خدمة الناس, محتسباً معناته في سبيل الله.

والمواطن في مدينته أو قريته على وعي بالعدو الذي قصف كلّ شيء حوله والذي يشن عليه حملات التضليل والتزييف وهو صامد وصابر ويعمل على إفشال أي تحرك للعدو في أوساط المجتمع, مستعيناً بالله ومصدقاً لوعده وواثقاً بأن النصر من نصيبه.

إن العدو يعمل ليل نهار لاختراق وعي الأمة والتأثير عليها حتى تنشغل بمعارك وقضايا جانبيه ليتمكن من تمرير أهدافه, ولذلك نجد أن المعركة معركة وعي وعلى العلماء والمثقفين ووسائل الإعلام المختلفة مسئولية كبيرة لرفع مستوى وعي الشعب وتبيين من العدو الحقيقي للأمة وما هي أهدافه، بتكاتف الجميع وبالثقة بالله سوف يدحر الشعب اليمني العدوان ويستعيد القرار والسيادة .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com