أعداءُ الاكتفاء..بقلم/ محمد صالح حاتم

 

يوجدُ الكثيرُ ممن يقفون في طريق النجاح، ويسعون إلى عرقلة طريقك، ولا يحبون لك أن تقفَ على قدميك وتعتمدَ على نفسك، بل يعملون على بقائك مرتهناً لهم وممدودةً يداك إلى الآخرين ليعطوك، لا يعجبهم أن تكون حراً ومكتفياً ذاتياً، يستخدمون كُـلّ الوسائل لتكونَ تحت العبودية والوَصاية.

هذا هو الحال في الدول العربية التي تحلُمُ شعوبُها بالحرية والعيش بعزة وكرامة وَالتحرّر من الاستعمار الغذائي.

اليمن بعد أن بدأت تفكِّرَ في اتِّخاذ خطوات لتوفير لقمة العيش للمواطن، وألا يظل هذا المواطنُ مرتهِناً ومنتظِراً للقمة العيش أن تأتيَه من أمريكا وروسيا وفرنسا وغيرها من الدول، هذه الخطوة أَو التفكير في تحقيق الاكتفاء الذاتي واستغلال المقومات التي تمتلكها والتي تعد في حَــدِّ ذاتها إنجازاً كبيراً بعد أن وُجِدَ قيادةٌ بدأت بالخروج عَمَّا يُرسَمُ لها من الخارج، فما بالك أن تكونَ هذه القيادة تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بل وتتحدث عنه في كُـلّ خطاباتها وفي كُـلّ محاضراتها، وليس هذا وحسب، بل توجِّـهُ الحكومة والمؤسّسات المعنية بإعداد الاستراتيجيات والخطط الحقيقية التي يمكن تحقيقُها وتنفيذها على أرض الواقع، فهذا يعد من المستحيلات أَو نسميه اختراقَ المحظور والمرسوم لك من قبل الأعداء.

الاكتفاءُ الذاتي الذي تسعى اليمنُ إلى تحقيقه يواجَهُ حرباً كبيرة من الخارج، ومن الداخل والمتمثل في التجار المستوردين وبعض المسؤولين الذين يفضّلون مصالحَهم الشخصية على المصلحة العامة، وهم كُثْرٌ ونسمعُهم دائماً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر خلاياهم يشنون حرباً ضد هذه الجهة أَو تلك، ويشكِّكون في النجاح.

المضيُّ نحوَ تحقيق الاكتفاء الذاتي يعد مرهوناً بالكثير من المخاطر نعم، لكنه ليس مستحيلاً، بل ممكنٌ إذَا وُجدت القيادة والإرادَة، والتخطيط الحقيقي دون عشوائية أَو “هوشلية” إعلامية.

خلال سنوات الحرب والعدوان استطاعت اليمنُ تحقيقَ الكثير في الجانب التنموي، ومنها التوجُّهُ نحو زراعة القمح والحبوب والتوسُّع فيه والتحَرّك على كُـلّ المستويات الرسمية والشعبيّة، وبدأ المزارعُ والمواطن يدركُ أهميّةَ الزراعة وخَاصَّةً القمح والحبوب، وهذا إنجاز كبير لا يستهان به أن يوجد وعيٌ مجتمعي بأهميّة الحبوب والقمح، وكذلك هناك خطواتٌ وإنجازات حقّقتها بعضُ المؤسّسات ومنها ما حقّقته الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس، التي استطاعت تحقيقَ الاكتفاء الذاتي من بذور البطاطس، وبمختلف الرتب وهذا إنجازٌ كبيرٌ بحَدٍّ ذاته لا يستهانُ به، إلى جانب ما ستوفره من أموال على شراء البذور من الخارج، ستحمي الأرضَ من الأمراض والآفات التي كانت تدخُلُ مع البذور المستوردة، بالإضافة إلى رفع الإنتاجية من وحدة المساحة، وزيادة حصة الفرد من بطاطس المائدة.

ولذلك شاهدنا وسمعنا الحملةَ الإعلاميةَ التي تُشن على الشركة وما حقّقته من إنجاز، وهذه الحملةُ من قبل أعداء الاكتفاء وأصحاب المصالحة الشخصية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com