مديرُ مكتب الإرشاد بالأمانة الدكتور قيس الطل في حوار لصحيفة المسيرة: العدوان لم يتوقف بعد وعلينا أن نستعدَّ للأعداء بشكل أقوى وأوسع من خلال الاستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال

 

الشهداءُ نواةُ الانتصار والاهتمامُ بأسرهم مسؤوليةُ الجميع

المسيرة – أيمن قائد

أكّـد مدير مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل، أن من يتخاذل ويتكاسل عن التفاعل في إحياء الذكرى السنوية للشهيد وعن واجبه تجاه أسر الشهداء فهو يعبر عن قلة وعيه وضعف إيمَــانه وانعدام بصيرته.

وأشَارَ في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” إلى أهميّة إحياء هذه المناسبة؛ باعتبَارها تعبر عن التبجيل والاحترام لتضحيات الشهداء وتحيي الروحية التي حملوها وتبرز مظلومية الشعب اليمني وانتصاره.

وأوضح أن ما يميز الشهداء عن غيرهم من الناس هي القضية الكبرى التي يحملها الشهداء والقيم والمبادئ التي ضحوا؛ مِن أجلِها، معتبرًا دماء وتضحيات الشهداء هي السبب في أمن واستقرار الجميع ولولا تلك التضحيات لما بقي لنا حقٌّ لمُجَـرّد الحياة والبقاء، مُضيفاً أن ما وصلت إليه الأُمَّــة من هوان وذل هو نتيجة لفصلها عن أعلام الهدى وتغييب ثقافة الجهاد والاستشهاد.

 

إلى نص الحوار:

 

– بداية دكتور قيس يتم إحياء الذكرى السنوية للشهيد كُـلّ عام.. ما الأثر الذي تحدثه هذه المناسبة؟ وما أهميّة إحيائها؟

يحيي شعبنا اليمني المؤمن العظيم هذه الذكرى العظيمة للتعبير عن التبجيل والتقدير والتعظيم لتضحيات أزكى وأطهر وأشجع وأعز الرجال كما هي كذلك لإحياء تلك الروحية الجهادية العظيمة التي حملوها إعلاء لكلمة الله ودفاعاً عن بلادهم وحرية وكرامة شعبهم أمام أعتى عدوان وأكبر حرب قائمة اليوم على مستوى الكرة الأرضية.

ويحيي شعبنا اليمني هذه الذكرى العظيمة لإبراز مظلوميته من جهة وانتصاره من جهة أُخرى؛ لأَنَّ الشعب الذي يقدم كُـلّ هؤلاء الشهداء وعلى مدى كُـلّ هذه السنوات؛ دفاعاً عن حقه في الحياة الكريمة وحقه في الحرية والاستقلال فهو يعبر عن قضيته المحقة وعن جهاده المقدس.

 

– ما الذي يميِّز الشهداء برأيكم عن بقية الناس؟

ما يميِّزُ الشهداءَ هي القضية الكبرى التي حملوها وهي تلك القيم والمبادئ التي حملوها وضحوا؛ مِن أجلِها والتي لا يمكن أن يفهمها ولا أن يستوعبها الجبناء والمتخاذلون والمتهربون من أداء مسؤوليتهم في الجهاد في سبيل الله وهذا هو من أعظم ما يميز الشهداء.. كذلك أن تحَرّكهم ورباطهم وقتالهم وصبرهم وتضحياتهم لم تكن في سبيل مصلحة شخصية أَو في قضية خَاصَّة أَو مبطلة، بل كان كُـلّ هذا في سبيل الله وهذا ما يميز شهداء الحق عن غيرهم من القتلى والضحايا والذين يسعى الناس لتسميتهم بالشهداء زوراً وباطلاً.

كذلك ما يميز الشهداء العظماء هو حبهم الكبير لله ورسوله وَالجهاد في سبيله وَلذلك لم تستطع الدنيا بمن فيها من أهل وولد وزوجة وَلا بما فيها من أموال وَمساكن وَتجارة وَأعمال وَغيرها أن تخدعهم وَتثبطهم وَتقعدهم عن الجهاد في سبيل الله كما هو حال الكثير من الناس الذين يقدمون الأعذار الكثيرة وَالتبريرات الزائفة لتخاذلهم عن الجهاد في سبيل الله، أما الشهداء العظماء فالله وَرسوله وَالجهاد في سبيله أحب عندهم من الدنيا وَما فيها وَلذلك سارعوا ببيع أنفسهم وَأموالهم من الله وَهو من اشترى وَبالثمن الذي ما لا عين رأت وَلا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وَهو الجنة.

 

– تفقد الأُمَّــة في هذا الزمن الروح الجهادية وتم تشويه هذا المفهوم عن طريق الجماعات التكفيرية.. ما هو المفهوم الصحيح للجهاد؟

الأمة الإسلامية اليوم تعاني ذلاً وهواناً وظلماً ومظلومية لا تعاني منها أُمَّـة من أمم الأرض، فلا يعاني ذلك البوذي ولا ذلك الهندوسي ولا ذلك المشرك وَالكافر في أية دولة في العالم ما يعانيه الإنسان المسلم في كُـلّ مكان وَهذا مؤسف وَمحزن جِـدًّا وَما كان هذا ليحصل لولا أن هذه الأُمَّــة فصلت عن أعلام الهدى وَفقدت وَغيبت عن ثقافة الجهاد وَالاستشهاد وَلو عادت هذه الأُمَّــة إلى هذه الثقافة الجهادية وَالتي تملأ صفحات وَسور القرآن الكريم لعادت فلسطين وَتحرّرت المقدسات وَلعادت هذه الأُمَّــة إلى قوتها وَعزتها وَكرامتها وَحريتها وَلأصبح الإنسان المسلم عزيزاً مهاباً في أية بقعة من هذا العالم وَلما تجرأ أعداء الله وَأعداء الإسلام من التعدي أَو ظلم أي مسلم في هذه الأرض.

وَلأهميّة الجهاد وَخطورته على أعداء الأُمَّــة سعى اليهود لتشويهه وَفصل أبناء الأُمَّــة عنه عن طريق عدة أمور أولها حرب المصطلحات وَاستبدال كلمة جهاد وَمجاهدين بكلمة مقاومة وَمقاومين ثانياً عن طريق تشويه ثقافة الجهاد وتقديمها كثقافة تسبب المشاكل وَالصراعات وَأن الاستقرار وَالأمن لن يتحقّق إلا بتخلي الأُمَّــة عن ثقافة الجهاد وَالكثير من المغفلين للأسف الشديد مقتنع بهذه التفاهات وَالسخافات وَينسى أن اليهود وَالنصارى لم يتركوا القتال وَاحتلال البلدان وَتصنيع السلاح وَيريدون منا نحن أن نتخلى عن الدفاع عن أنفسنا وَأرضنا وَأعراضنا وهذا هو الغباء المركب.

ثالثاً تم تشويه ثقافة الجهاد عن طريق تجريم حركات الجهاد المقدس وصناعة نماذج سيئة وإجرامية كداعش والقاعدة وأخواتهما لتتحَرّك تحت عنوان الجهاد والإسلام ولترتكب أبشع الجرائم بحق المسلمين وغير المسلمين وتنسب كُـلّ هذا إلى الجهاد وإلى الإسلام؛ بهَدفِ تشويه الجهاد وتشويه الإسلام ونبي الإسلام وتعميم كلمة الإرهاب بدلاً عن كلمة الجهاد لكن والحمد لله فقد فشلوا فشلاً ذريعاً وانكشف للعالم كله أن هذه الجماعات الإرهابية مَـا هِي إلا صناعة أمريكية إسرائيلية ولا تمثل إلا مشاريعهم الشيطانية الإجرامية.

 

– ما الدور الذي يقوم به مكتب الإرشاد بصنعاء لتعزيز ثقافة الجهاد سواء من خلال المنابر أَو غيرها من الفعاليات؟

مكتب الإرشاد بالأمانة هو يقوم بإحياء الروحية الجهادية لأبناء الأُمَّــة عن طريق نشر ثقافة الجهاد وَالاستشهاد وَتوعية الأُمَّــة بإيجابيات الجهاد وَسلبيات التخاذل وَأن فاتورة التخاذل دائماً هي أعلى بكثير من حجم التضحيات في الجهاد في سبيل الله وَالتوعية بما قد رأيناه في العراق وَسوريا وَأفغانستان وَجنوب اليمن وَما نراه من عزة وَكرامة في المحافظات الحرة وفي فلسطين وَحزب الله وَمحور المقاومة وَالجهاد وَالتوعية كذلك بدورنا جميعاً في الاهتمام بأسر الشهداء وَالأسرى وَكذلك الجرحى وَكُـلّ هذا عن طريق الكثير من الفعاليات وَالأنشطة التوعوية وَالتثقيفية وَالتعليمية من خلال منابر المساجد وَإذاعات المدارس وَفعاليات الأحياء وَالمديريات وَالمكاتب الرسمية وَ… إلخ.

وكذلك من خلال نشر الكتيبات والمنشورات الجهادية التوعوية وكذلك الدعوة لزيارة أسر الشهداء وَالجرحى وَزيارة الجبهات وَدعمها بالرجال وَالمال، وَنلاحظ وَالحمد لله تفاعل كبير جِـدًّا من أبناء شعبنا في كُـلّ ما ندعوهم إليه وَخَاصَّة رفد الجبهات بالرجال وَالمال وَدعم القوة الصاروخية وَالجوية وَالبحرية وَفعلاً وَكما قال النبي صلوات الله عليه وَآله وسلم: “الإيمَــان يمان وَالحكمة يمانية”.

 

– يتحَرّك العدوان في الحرب علينا في كافة المجالات.. كيف يمكن أن نجاهدهم في ظل الهدنة وعدم القتال في الجبهات؟

هذه الهدنة هي هدنة مؤقتة كما وصفها سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، وهذا يعني أن الحربَ لم تنتهِ، وعليه فعلينا أن نستعدَّ لها وبشكل أقوى وأوسع من خلال الاستمرار في رفد الجبهات بالرجال والمال، وكذلك الوعي بخطورة هذا العدوّ وأنه إذَا أوقف حربه العسكرية فهذا يعني أن اتجه إلى حروب من نوع آخر حروب اقتصادية نواجها بالزراعة والسعي نحو الاكتفاء الذاتي، حروب ثقافية ودعايات وإشاعات نواجها بالوعي وَالبصيرة وَالارتباط بهدى الله وَالقرآن الكريم وَأعلام الهدى.

كذلك حروب أمنية واستخباراتية نواجها بالحذر والحس الأمني وعدم الغفلة وتوجيه أقسى الضربات للخلايا الإجرامية.

ومن أخطر أنواع الحروب التي يشنها أعداؤنا علينا في هذه المرحلة هي الحرب الناعمة بشقيها الغزو الفكري والثقافي وكذلك الفساد الأخلاقي قد رأينا أثر هذه الحرب في صناعة الكثير من الفرق الكفرية وَالضلالية كالوهَّـابية وَالبهائية وَالأحمدية وَالنصرانية وَالإلحاد وَالعلمانية وَمدعي المهدوية وَاليمانية وَغيرها.

وَكذلك في الجانب الأخلاقي نرى وَنسمع دائماً عن القبض على تجار مخدرات أَو شبكات دعارة وَترويج للمسلسلات وَالأفلام الخليعة وَالتي للأسف تباع علناً في محلات النت وَبعض المكتبات وَكذا نسمع عن ألعاب إلكترونية تنشر الكفر وَالشرك وَالعداوة للإسلام وَالفساد الأخلاقي وَنسمع للأسف عن انتحار الأطفال المدمنين على بعض هذه الألعاب.

كما نسمع ونرى جميعاً عن الترويج للمثلية وهي جريمة قوم نبي الله لوط -عليه السلام- والترويج للاختلاط والتبرج ونسف قيم الحياء والخوف من الله.

و هذه الحرب هي التي نقلق منها حقيقة وَهي التي نرى خطورتها اليوم على إيران وَالعراق وَغيرهما وَلذلك لا بُـدَّ بل يجب على أبناء شعبنا اليمني المؤمن العظيم المعتز بهُــوِيَّته الإيمَــانية وَالمتخلق بالأخلاق المحمدية القرآنية وَالمتسلح بحب القرآن وَقرناءه أن يتوجّـه توجّـهاً جماعياً جاداً فاعلاً لمواجهة هذه الحرب الخطيرة وَأن يخوض غمار هذه الحرب حاملاً الروحية الجهادية مدافعاً عن هُــوِيَّته وَأخلاقه بالأساليب وَالطرق (الأسلحة) المناسبة وَأهم سلاح في هذه المعركة هو نشر الوعي بأهميّة وَعظمة هُــوِيَّتنا الإيمَــانية كما يجب على كُـلّ الجهات ذات العلاقة مواجهة هذه الحرب الشيطانية وَعدم الخوف من أي ضجيج إعلامي؛ لأَنَّ المؤمنين لا يخافون في الله لومة لائم.

كما يجب على أبناء شعبنا اليمني الأحرار والشرفاء القيام بدورهم في مواجهة تجار وأوكار وبؤر الحرب الناعمة وَمحاصرتها وَالبلاغ عنها وَرفع الشكاوى بها للمعنيين والاهتمام بتربية الجيل الصاعد على معرفة الله وَالجهاد في سبيله وعلى الصلاة وَقراءة القرآن وَحب النبي وَأهل بيته فهذا سيشكل حصانة لهم وَيضمن صلاحهم في المستقبل، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم:٦) ويقول تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاْقِبَةُ الأُمُورِ} (الحج:٤١)

 

– كيف تقيِّمون الاهتمام الرسمي بأسر الشهداء؟

طبعاً أسر الشهداء هم أعظم وأرقى الأسر وأكثر الناس وعياً وإيمَــاناً، ولذلك فهم لا ينتظرون من أحد جزاءً ولا شكوراً؛ لأَنَّهم قدَّموا كلما قدموا في سبيل الله وابتغاء مرضاته وإنما نتحدث عن واجبنا نحن تجاههم.

فالجانب الرسمي يقوم بدور كبير جِـدًّا في الاهتمام بأسر الشهداء ليس فقط مادياً وَإنما ثقافيًّا وَتربوياً وَصحياً بالرغم من العدوان وَالحصار وَالظروف الصعبة جِـدًّا التي يمر بها البلد وَهذا لا ينكره إلا جاحد وَمع هذا فمهما قدمنا لأسر الشهداء فنحن مقصرون كجانب رسمي أَو جانب شعبي وَنحن عندما نقدم لهم أي عون فنحن نقدمه وَنحن في قمة الخجل وَالحياء منهم؛ لأَنَّهم قد قدموا أعظم منا وَأعظم ما يمكن أن يقدم وَهو فلذات أكبادهم وَخيرة رجالهم وَمن يعيل أسرهم وَلذلك فالجانب الرسمي مهما قدم لهذه الأسر العظيمة فهذا واجبه وَقليل جِـدًّا أمام عظمة أسر الشهداء وَتضحياتهم الغالية ولا يستطيع أن يجازيَهم إلا الله سبحانه وَتعالى ولهم منا كُـلُّ التقدير وَالإجلال وَالتعظيم.

 

– ما رسالتكم للمواطنين فيما يتعلق بهذه المناسبة؟

رسالتنا للمواطنين أن مسؤولية رعاية أسر الشهداء ليست مسؤولية الدولة وحدها وَإنما هي مسؤولية جماعية وَعلينا جميعاً التعاون في هذا كُـلّ بقدر طاقته وَالمسؤولية على أقارب وَجيران أسرة الشهيد عليهم مسؤولية أمام الله أكثر من غيرهم.

 

– هناك من قد يتكاسل ويتخاذل عن إحياء هذه المناسبة والبعض يتغافل عن واجبه تجاه الشهداء وأسرهم ويتناسى دور الشهداء وتضحياتهم العظيمة.. ما الرسالة التي توجّـهها إليهم؟

من يتكاسل عن التفاعل في إحياء هذه الذكرى العظيمة وَالهامة وعن واجبه الجهادي وواجبه تجاههم وتجاه أسر الشهداء فهو يعبر عن قلة وعيه وَضعف إيمَــانه وَانعدام بصيرته؛ لأَنَّ الإنسان المؤمن من المفترض أن يكون تفاعله في هذه الذكرى العظيمة بقدر وعيه وَحبه وَتعظيمه وَتقديره وَإجلاله للشهداء وَلتضحياتهم الغالية وَبقدر إدراكه لأهميّة وَحاجة الأُمَّــة إلى ثقافة الجهاد والاستشهاد، وَلذلك نقول لهؤلاء استحوا من الله وَمن دماء وَتضحيات وَبطولات وَعظمة الشهداء وَاعلموا يقيناً أنه لولا الشهداء لما استقر لكم حال ولما توفر لكم أمن ولا أمان وَلو تمكّن العدوان من احتلالنا لما بقي لكم حق حتى مُجَـرّد الحياة وَالبقاء على وجه الأرض فاستحوا من الله.

 

– ما تقييمكم لأداء الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء تجاه أبناء وذوي الشهداء؟

الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء تقوم بجهود كبيرة ودور كبير جِـدًّا في الرعاية والاهتمام بأسر الشهداء مادياً وثقافيًّا وتربوياً وصحياً وهذا ملموس للجميع ووجود مثل هذه المؤسّسة هو مصدر فخر لنا جميعاً في ظل هذه المسيرة القرآنية لكن من المهم أن نفهم أن الرعاية والاهتمام بأسر الشهداء هي مسؤولية جماعية وليست مقتصرة على هذه الهيئة فقط أَو أن نحملها المسؤولية كاملة فهذا خطأ كبير بل لا بد من التعاون مع الهيئة ومع أسر الشهداء من الجميع.

 

– رسالتكم لأسر الشهداء بشكل عام، وكذلك رسالتكم للخطباء والعلماء والثقافيين على وجه الخصوص؟

رسالتنا لأسر الشهداء وَللجرحى الأوفياء وَالأسرى العزاء وَأسرهم الكريمة أن اصبروا وَصابروا وَاعلموا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وَاعلموا أن تضحياتكم لم ولن تضيع بل ستصنع وقد صنعت الأمل الجديد لهذه الأُمَّــة في العودة إلى العزة وَالحرية وَقد أحيت في الأُمَّــة روحية الجهاد والاستشهاد وَالتضحية وَالإباء، وَعليكم أيها الأعزاء الحذر من المنافقين وَالمرجفين وَالمهزومين وَالمتخاذلين الذين يحاولون التأثير عليكم وَضرب معنوياتكم وَاستهداف وعيكم ولكن هيهات فأنتم جبال الصبر وَمستودعات القيم وَمخازن الوعي وَالإيمَــان.

أما العلماء والخطباء والثقافيين فأقول الله الله في تحريض الناس للجهاد في سبيل الله ودعم الجبهات بالرجال والمال والله الله في تكثيف الأنشطة والتوعية حول عظمة الجهاد والاستشهاد خطورة العدوّ ومخطّطاته وأهدافه والله الله في مواجهة حربه الناعمة والله الله في توحيد الصف واستقرار الجبهة الداخلية والدعوة للاهتمام بأسر الشهداء والأسرى وكذلك الجرحى.

 

– رسالتكم لقوى العدوان؟

رسالتي لدول العدوان الأمريكي السعوديّ الإسرائيلي الإماراتي اعلموا أن أُمَّـة قدمت كُـلّ هذه القوافل من الشهداء والأسرى وكذلك الجرحى لا يمكن بأي حال أن تستلم لكم أَو أن ترضى بوصايتكم عليها بل هي أُمَّـة منتصرة أُمَّـة تغلبت على ترغيبكم وترهيبكم فكيف لكم أن تذلوا أُمَّـة تعشق الشهادة كما تعشقون أنتم الحياة هذا مستحيل ولذلك فالنصيحة أن استفيدوا من فرصة الهدنة وإلا فأبدأوا العد التنازلي لنهايتكم، وما ذلك على الله بعزيز، وقادم الأيّام سنرى وسترون بإذن الله، إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريباً.

 

– كلمة أخيرة تودون إضافتها؟

في الأخير نؤكّـد على أن دماء الشهداء توحدنا في محور المقاومة والجهاد وأن قضيتنا واحدة ولا يمكن أن نقبل بتجزئة المعركة وفي أية معركة قادمة لكيان العدوّ الصهيوني مع حزب الله أَو المجاهدين في فلسطين فَـإنَّ المجاهد اليمني سيكون حاضر وبقوة فكما يقاتلوننا اليهود والنصارى كافة فسنقاتلهم كافة، ونسألُ اللهَ سبحانَه وتعالى في الأخير أن يوفِّقَنا للشهادةِ وأن لا يحرِمَنا من هذا الأجر العظيم وَأن يكتُبَ أسماءَنا بفضلِه وَرحمتِه بين أسماء المجاهدين في سبيله، وَصلى الله وَسلم على سيدنا محمد وَعلى آله الطاهرين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com