الشاعرةُ اليمنية قاهرة العدوان الشهراني في حوارٍ لصحيفة “المسيرة”: المرأةُ اليمنية زينبيةُ العصر ونحتاجُ كشاعرات إلى قيادة تجمعُنا تحت سقفٍ واحد

 

المسيرة – حاورها أيمن قائد

أثبتت المرأة اليمنية أنها شقيقةُ أخيها الرجل في كافة المجالات، فعلى الرغم من ضراوة العدوان الأمريكي السعوديّ وتدميره لكل مقومات الحياة إلا أن الصمود اليماني فاق كُـلّ التوقعات.

ومثلما صمد الرجل صمدت المرأة، وكان لها شأن لا يمكن تجاهله، ومن بين ذلك بروزها في الملحمة الشعرية والأدبية، حَيثُ كان لها صوت قوي في مجابهة العدوان الأمريكي السعوديّ من بوابة الشعر والأدب.

وتعد الشاعرة قاهرة العدوان الشهراني من أبرز الشاعرات اللواتي برزن في الآونة الأخيرة، لكنها تقول في حوارٍ خاص مع صحيفة “المسيرة” إنها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام الإعلامي وتسليط الضوء على قصائدها مثلها مثل بقية الشاعرات.

إلى نص الحوار:

 

– بدايةً.. كيف كانت انطلاقتكم مع الشعر؟

بدايةً، نشكر صحيفة “المسيرة” لتسليط الضوء حول إبداعات المرأة اليمنية وكفاحها في كُـلّ الميادين ومن بينها الشعر، والحقيقة لقد انطلقت من أشلاء حروفي المبعثرة، ومن جزء الخيال المظلم، ومن واقع العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ، والحرب الشعواء، ومن إحساسي بهذه المسؤولية كـأقل حق من حقوق وطني علينا كمواطنين أحرار.

 

– كيف تقيّمون دور المرأة اليمنية كشاعرة ومثقفة وأديبة في مواجهة العدوان على بلادنا؟

نحن نعتقد أن للمرأة اليمنية دوراً كبيراً في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ، فدورها بازر كحد السيف المرهف، فإذا هي في الدول الأُخرى نصف المجتمع، فهي في اليمن تمثل المجتمع بأكمله، كونها من أعدت أبيها، وأعدت زوجها، وأعدت أخيها، وأعدت ابنها للقتال في سبيل الله، والذود والدفاع عن هذا الوطن ليس ذلك فحسب، بل وجاهدت في شتى المجالات سواءً في الإعلام وتوعية الشعب من كتابات وقصائد ونثريات وخواطر، أم في الجهاد الميداني، ومنها تجهيز الفعاليات، وإقامة الندوات، وخدمه المجاهدين ورفدهم بكل ما تملك من غالٍ ونفيس؛ ولذا فَـإنَّ دورها كبير ولا يمكن حصره، وهي ظهرت إلى جانب أخيها في كُـلّ شيء، وكانت صابرة محتسبة مقاومة ومبدعة في الوقت ذاته.

 

– ما أبرز التحديات والمصاعب التي تواجه الشاعرات في اليمن؟

التحديات والمصاعب كثيرة، والكلام عنها حساس جِـدًّا، ولكننا سنتحدث عن أبرز تلك الصعوبات وَالمواجهات، ومنها غياب دور اتّحاد الشعراء والمنشدين عن الشاعرات كدافعٍ معنوي، أَو غيره، حَيثُ لم نلمس لهم في واقعنا أي إنجاز، كما أنه لا يوجد لدى الشاعرات أي موقع، أَو وسيلة لحفظ قصائدهن من السرقة، أَو التطفل، أَو العبث بالقصائد.

ومن أبرز التحديات كذلك احتكار أغلب المنشدين للشعراء فقط -ليسوا كُـلّ المنشدين- وإنما الذين لم يمتلكوا الوعي الكافي من هذه المسيرة القرآنية، ونحن نرجو أن يتم الالتفات إلى قصائد الشاعرات اليمنيات ومنحهن الفرصة للظهور في هذا المضمار، وكلي ثقة لو تم ذلك لرأيتم شاعرات مبدعات ومميزات، لكن مثلما قلت ما ينقصنا هو عدم التشجيع والدعم الكافي، وعدم تبني قصائدنا وإظهارهن إلى الوجود.

 

– لديكم بعضُ القصائد الشعرية المميزة عن المولد النبي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم؟ ما أبرز نماذجكم في هذا الجانب؟

سنُطلعكم على قصيدة في رحاب الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وهي بعنوان “شوق اللقاء”:

أهلاً بمن أحيا الوجوُد بفضلهِ

واستبشرت بقدومهِ أنحائي

وتزينت أرجاؤنا وبيوتنا

بالذكِر والتسليمِ والإِحياءِ

فاح العبير بِذكرهِ حتى السماء

وتزينت فرحاً بكل حياءِ

واخضرّتِ الدُنيا وروحي خضّرت

وازدادتِ الأشواق للُّقياءِ

وتهيأت صنعاءُ بـِ الثوبِ الذي

هزمت بهِ الطاغوت في الأرجاء

حتى الجبالُ تزينت وتألقت

فرحاً يُضاهي فرحة العُلماءِ

حتماً هُنا عجزت قصائِد انمُلي

والروحُ تاهت فيك، أنت لوائي

صلّى عليك اللهُ يا نوراً أتى

للكون هذا شافي الأدواءِ

صلت عليك نفوسنا شوقاً وما

من ذرةٍ إلَّا تبين ولائي

يا سيدي اُنظر إلى الشعب الذي

يأتيَ من الأنقاض والأشلاءِ

ليُترجِمَ الحب الذي في قلبه

لك يا نبي الله في الأسماءِ

ويغيظ كفار المدينةً كلهم

وتحالف الأحقاد والبغضاءِ

أنت الذي تسمو إلينا رحمة

بدراً بهذا الكون.. والجوزاءِ

إناَ فَرِحنا واحتفلنا مثل ما

فَرِحَت بك الأفلاك في العلياءِ

وترجّل الشعب اليماني قائلاً

لبيك يا من قد رفعت بنائي

لباك هذا الشعبُ من جبهاته

لباك يا من بالهدى اسرائي

 

– نحن نعيش في هذه الأيّام إحياء الذكرى السنوية للشهيد.. ماذا كتبتكم عن الشهيد؟

في الواقع لقد كتبت الكثير من القصائد في هذا الجانب، أذكر منها ما يلي:

نَــعم هُــمْ رِجالُ الــفِداء للـشُعوب

وفــخراً لأرضــي وطِـبْ الـــقُلوب

وَهُـــم مَــجِدُنا والـــهُدى نَـــهجِهم

وِهُــــم عِـــزُنا ضــد غــازٍ كـــذوب

رِجـالُ الٌــوغى هُــم بــسِاح الـقتَال

مــلاِئـكةُ الأرض جــــازُوا الـــدُروب

وَهُـم وحَـدهم فِي الحيَاه أصـدقوَا

بِـمَا عاهَـــدوا رَبـهُم فـي الـــحُروب

وَهُــم نُــورُ أرضــي ســِراج الـسماء

نـُــجومُ الــدلِــيلِ بـِـــسَاع الــغروب

فَــهل يا تُـــرانا…. لَــهُم قــــد نـــرىَ

إذا جَـاءتِ الــــنفسُ حَـــتماً تَـــأوب

بِـــهم نـَــجتمع فِــي رِحــابُ الـــنبي

وبالآل نـحظىَ وتـُـشفىْ الـــقُلوب

 

– برأيكم.. ما الذي تحتاجه الشاعرة اليمنية لتحقيق المزيد من النجاح؟

أولاً تحتاج إلى الوعي الكافي كونها أنموذجاً للكثير من النساء، وإن لم تحمل الوعي والبصيرة والصبر والإيمَـان والثقافة القرآنية لن تستطيع تحقيق أي نجاح، كما تحتاج إلى الدعم النفسي والمعنوي؛ كونها لم تلامس هذا الشيء من الجهات المختصة، كما تحتاج إلى قيادة تجمع جميع الشاعرات تحت سقفٍ واحد ويكون لهن قسم خاص بكل أعمالهن الأدبية والثقافية.

 

– ما هي الرسائل التي تودون توجيهها من خلال هذا الحوار؟

رسالتي للمرأة اليمنية، أقول لها “شُدي العزم يا زينبية العصر وضعي بصمتكِ الخَاصَّة في هذه الأوقات، وَتحصني بفاطمة الزهراء من حرب العدوان القذرة نحو المرأة، وَلا تكوني وسيلة مع الباطل، ولكن كوني رصاصة تقتحم أحشاء الكفر والفساد، وواجهي العدوان بكل الوسائل.. علّميهم بأن المرأة اليمنية بألف رجل، كوني خير سند للمجاهدين ودمتي فخراً لهذا الوطن.

أما رسالتي للعدوان نقول لهم: إننا صامدون وثابتون إلى آخر قطرة من دمائنا، وحتماً سنجلي النصر المبين، ونسجد سجدة الشكر في مكة المكرمة، وتعود اليمن أصل كُـلّ العرب.

 

– كلمة أخيرة

أوجه شكري لكل العاملين في صحيفة المسيرة “صدق الكلمة” وعيننا الإعلامية، وخمائل الشكر والامتنان لكل المجاهدين الأعزاء في كُـلّ أرجاء الوطن حماكم الله يا جنود الدين المحمدي والنهج الحيدري فأنتم تاجٌ على رؤوسنا، والشكر لكل من يعرفني.. دمتم بألف خير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com