أطفالُ اليمن.. ضحيةُ النفاق الأممي..بقلم/ محمد أحمد البخيتي

 

بما أن أطفال اليمن ليسوا شقراً وليسوا من أصحاب العيون الزرقاء فليسوا أطفالاً، لذلك لا حق لهم في الحياة، ولا قلق إن شاهدت الأمم المتحدة أجسامهم الهزيلة عظاماً تغطيها جلود شاحبة، ولا قلق أَيْـضاً إن أصبحوا كتلاً غيرَ قادرة على الحراك، أَو أصبحوا جثثاً محروقة، أَو أشلاءً متطايرة فبشراتهم القمحية، وعيونهم السوداء تختلف عن الأطفال الذي تقصدهم بنود اتّفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة ببنودها 54 لذلك قبل أن نحاول التطرق إلى حقوق أطفال اليمن علينا أولاً محاولة المستحيل لتغيير ألوان بشراتهم مع معرفتنا أننا لا قدرة لنا على ذلك؛ لأَنَّنا نعلم أنها قدرة الخالق وحده، ولكننا من باب عسى ولعل أن ينبذ عنصريو الأمم المتحدة ما هم عليه ليبدوا حتى جزءًا من الاهتمام الكبير الذي نشاهده بأطفال أوكرانيا مع يقيننا المطلق أن لا ضمير حي لهم ليوقظ إنسانية الزيف، وأمم النفاق؛ لأَنَّنا أصبحنا بعالم تحكمه قوانين الغاب.

عالم تحكمه القوة والمال، عالم يشرعن للغازي ويجرم حق الدفاع، عالم أصبح فيه الحقوق والمرتبات طلبات مستحيلة، بينما أصبحت عمليات النهب للثروات عملاً مستقيماً، وعمليات التحذير عملاً مداناً.

عالم يوافق على أن تصادر حقوق شعوب بأكملها؛ مِن أجلِ تحقيق مطامع أنظمة طفيلية تعيش على حساب معاناة شعوب دول أُخرى تنهب ثرواتها وتستهدف منشآتها وتمعن في حصارها.

وكما هو معروف عن الطفيليات أنها عبارة عن كائنات حية تعيش على حساب كائنات أُخرى، فالتحالف الأمريكي البريطاني السعوديّ الإماراتي تحالف طفيلي يرى حياته في خيراتنا ويرى قوته في ثرواتنا وقوّته في موانئنا وجزرنا وسواحلنا، بل ويستكثر مطالبتنا بالمرتبات وينمو ويترعرع على حساب معاناة أطفالنا وحرمانهم من أبسط المقومات وفقدانهم لأبسط الحقوق فقد استهدف المدارس ليحرمهم حقهم في التعليم، وأمعن في استهدافهم واحتجاز سفن الأدوية المخصصة لهم حتى أفقد المرضى منهم صحتهم بأمراض ترافقهم طوال حياتهم أَو بعقاقير تودي بحياتهم أَو بجوع يهز أركانهم إن لم يفقدهم حياتهم، ولم يستثن منهم أحدا فمن لم يقتله أَو يسبب له إعاقة دائمة أَو يحرمه حنان أُمَّـه أَو الاستناد إلى والده بغاراته خلال الثمان السنوات، أفقده وزنه وقوته نتيجة سوء التغذية، أَو دمّـر آماله بدمار مدرسته، أَو حرمه اللعب نتيجة أعباء الحياة التي أجبرته على أن يشارك في أعمالٍ شاقة كمصدرٍ بديل للعيش عن مرتب والده المقطوع أَو مساعدة أهله في جلب المياه نتيجة الاستهداف للآبار والمشاريع التي كانت مصدرهم الوحيد، فلا حقوق لهم تذكر وليس لهم من يوم الطفل العالمي إلَّا اسمه.

ففي20 نوفمبر كُـلّ عام يتذكر الأطفال كوابيس الحروب بديلاً عن الحقوق؛ لأَنَّه التاريخ الذي تقوم فيه منظمات الطفولة التابعة للأمم المتحدة وكالعادة نشر الإحصائيات التي نلاحظ ارتفاعها بشكلٍ دائم وبشكلٍ كبير، ففي كُـلّ سنة من سنوات الحرب على اليمن وأرقام الأطفال المتضررين من التحالف الطفيلي في تصاعد ونتيجةٍ لآخر الإحصائيات فَـإِنَّ 632 ألف طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم المهدّد لحياتهم بالوفاة خلال العام الحالي، وَمليونين و400 ألف طفل يمني على الأقل ما زالوا خارج المدرسة من أصل ما يقدر بـ 10.6 ملايين طفل في سن الدراسة، فجل ما تقوم به الأمم المتحدة لأطفال اليمن، رفع إحصائيات المتضررين من الحرب دون محاولة ذكر أن العدوان السبب الرئيسي الذي صادر حقوقهم وتسبب في معاناتهم بالحرب والحصار وأسلحة الدمار، وأن التحالف الأمريكي السعوديّ الإماراتي الذي يعيش على حساب معاناتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم، بمشاركة الصمت الأممي أمام الجرائم التي ارتكبها والتي لا زال يرتكبها التحالف بحقهم وازدواجية المعايير التي تشير إلى أن العنصرية هي الحاكم للأمم المتحدة ولأن أطفال اليمن ليسوا كأطفال أوكرانيا ودول الغرب شقر البشرة وزرق العيون لم تتحَرّك الأمم المتحدة، ولم تدن في السابق، ولن تقوم حَـاليًّا بالضغط على التحالف لإيقاف الحرب وصرف المرتبات وسحب القوات بل ستفتعل مسببات أُخرى لمعاناتهم لتبرئ الجلاد وتدين الضحية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com