درّةُ العالم وطمعُ الاستعمار..بقلم/ وسام الكبسي

 

“جوهرة العالم”، “لؤلؤة البحر العربي”، “الجزيرة العنقاء”، “عذراء اليمن”، “مليحة اليمن”.

تلك هي سُقطرى جزيرة السحر والجمال، الطبيعة الخلابة والطيور النادرة الجمال، وأشجارها الساحرة المنظر طبيّة منعدمة الوجود سوى في منبتها هناك، حَيثُ الهدوء التام إلا من أصوات الأمواج المتلاطمة بلطف تأتيها من جميع جهاتها لتؤنسها من وحشة البُعد عن ضجيج اليابسة، أمواج تأتي مداعبة أقدامها الضاربة في أعماق المحيط بحنو ورفق، وهي متربعة على عرش الكون كجوهرة في عقد ثمين زيّنت به فاتنة حسناء فائقة الجمال لذا يحق لها أن تتدلل دامة أصيلة يمانية محافظة على حشمتها متزينة بأدب أهلها وأخلاقهم السامية الرفيعة.

جوهرة العالم محمية بالطبيعة الخلابة كمنتجع سياحي تهوى إليها القلوب سحراً وتذوب لجمالها الأفئدة، تشفي النفوس نسماتها العليلة، سكنت قلب المحيط وأحيطت بحراسة مشدّدة من عبد الكوري، أما درسه وسمحه وصائف لسلطانة الكون سُقطرى، والصخرتين الآخرتين فهما الجنديان المخلصان أيما إخلاص لبديعة الجمال، يتلقون الأمواج المتلاطمة والرياح الموسمية العاتية بصمت وصبر حتى لا تتأذى مليحةُ اليمن وعذراؤه.

زينتها الأشجار المتدلية ذات الريحة الزكية والعطرة وجمّل منظرها نباتات طبية لا يوجد نظير لها في أي مكان آخر في العالم أوجبت على علماء البيئة وعشاق الطبيعة وصفها بالمكان الأكثر غرابة على كوكب الأرض.

عذراء اليمن هي البقعة الوحيدة التي لم يغمرها الطوفان في الأرض، ولم يترك الاستعمار البريطاني ومن سبقهم من الإمبراطوريات أي تأثير يذكر على كافة المستويات منها البيئة والإنسان، فقد حافظ سكانها على رونقها الجميل ومحتواها الأصيل من لغة وعادات وتقاليد، ظلوا على مبادئهم وقيمهم وعادات أسلافهم اليمنية، حافظوا على عراقتهم وأصالتهم ولم يتأثرون بتيارات القرن الأفريقي ورياح المستعمر الهوجاء وكذلك لم ولن تنطلي عليهم الغوغائية أياً كانت ولن تؤثر فيهم عواصف حمير البريطانيين من أبناء زايد ومهافيف نجد.

ستظل مليحة اليمن شامخة مرفوعة الرأس تعانق فقط أبناءها كما هي لهم، ولهم إرثهم التاريخي المتجذر في أعماق التاريخ كما تشهد لهم لغتهم الحميرية وسجيتهم اليمنية الأصيلة، وما تقوم به مطية الاستعمار البريطاني من محاولة لمسح الهُــوِيَّة والانتماء ونهب معالم الدرة المكنونة فيما تحويه شواطئها من كنوز حيوية نادرة من الشعب المرجانية وسعيها الحثيث لتدمير البيئة البحرية واستخراج الغاز وسرقته، حَيثُ طالت لصوصيتهم حتى الأحجار ووضع خطط لتغيير معالم الجزيرة والتأثير على بعض أبنائها بالترغيب تارة وأُخرى بالترهيب مستخدمة وسائل عدة تماماً نفس الوسائل والأساليب الصهيونية مع الشعب الفلسطيني.

إن تلك الطيور التي كانت تغرد في سماء رحب تملؤه حباً وحنيناً تبعث على الأنس والطمأنينة والراحة النفسية… فسقطرى لم تكن يوماً ما لقيطة كما هو حال الإمارات وكذلك أهلها هم اليمنيون الأقحاح الذين لم تؤثر فيهم رياح الاستعمار، فمنذ عرفوا الإسلام ظلوا على أصالتهم متمسكين بهُــوِيَّتهم الإسلامية لم يخرجوا من جلودهم كما يفعل المطبعين الجدد مع الصهيونية الذين أصبحوا جيفاً تنكروا لمبادئهم وعروبتهم المشكوك فيها أصلاً.

يعرف الجميع فيلم (الأرض المجهولة) الذي كان من إخراج الكيان الإسرائيلي ويتحدث عن طبيعة سقطرى الخلابة، وحمير اليهود يسعوا لتنفيذ ذلك السيناريو وفق خطط ممنهجة تماماً كما فعل الكيان في فلسطين، بل نفس ما عملت بريطانيا مع أولاد زايد والأرض المعطاة لهم من الجزيرة العربية، فهم بُلداء لا تاريخ لهم ولا هُــوِيَّة ولا كيان أَو وطن ينتمون إليه، لقطاء في أرض أعطيت لهم وتم تربيتهم ليقوموا بالعمل فيما يخدم صهيون ودولته، وأذيالهم من المرتزِقة الذين يسعون جاهدين لتقديم مليحة اليمن كي يبقوا نعالاً على قدم المحتلّ، وبهذا تكتمل عناصر المسرحية الهزلية، لكن تناسيهم من هم اليمنيون ومَـا هو تاريخهم سيجعل دويلة الإمارات تعود حتماً إلى سابق عهدها رملية كما كانت، فما دام البركان وذو الفقار والمسيَّر والبأس اليماني وحكمة قيادة الثورة الشجاعة فستذوب الأبراج من حرارة غضب الثوار اليمنيين في يمن الإيمَــان والحكمة ولن يطول الصبر أكثر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com