أضغاثُ أحلام الأمريكي..بقلم/ محمود المغربي

 

كان المخطّطُ البريطاني الأمريكي السعوديّ الإماراتي في اليمن قائماً على تقسيم اليمن إلى أربع مناطق نفوذ، كُـلُّ منطقة تحت سلطة مختلفة، والقاسمُ المشتركُ بين تلك السلطات الأربع هو الكراهية والعداوة للأطراف الأُخرى، وهكذا تضمن الأطرافُ الخارجية بقاءَ الصراعات والحروب مشتعلة في اليمن حتى تستمر الهيمنة والوصاية والمصالح الخارجية ونهب الثروات اليمنية.

إلا أن صمودَ وتضحيات وشجاعة الجيش واللجان الشعبيّة جعل من تحقيق هذا المخطّط مستحيلاً، وربما الأطرافُ الخارجية باتت تدركُ ذلك ويتم التحولُ إلى الخطة البديلة والمتاحة وهي إعادةُ اليمن إلى عصر التشطير وإلى ما قبل 22 من مايو 1990م.

لكن وبما أن هناك صعوبةً كبيرةً في ترويضِ وإخضاعِ أبناء المحافظات الشمالية وسهولة لتطويع واقتياد أبناء الجنوب؛ بسَببِ حالة الانقسام الكبير في المجتمع الجنوبي وعدم وجود قيادة موحدة، بالإضافة إلى أن النُّخبة السياسية والحاكمة هزيلة وتفتقر إلى الإرادَة والوطنية فلا بد من تعديلٍ كبير على خارطة اليمن، بحيث لا تكون الخارطةُ الجديدة كما كانت قبل قيام الوحدة اليمنية بل هناك أحلام للقوى الخارجية بسلب الشمال القليل من الأراضي والمواقع الاستراتيجية مثل باب المندب الذي كان لقرونٍ عديدة تحت السيادة اليمنية وما يسمى بالجمهورية العربية اليمنية قبل الوحدة ويتبعُ إدارياً محافظة تعز، بالإضافة إلى سلب جزيرة ميُّون بمساحتها الصغيرة وموقعها الاستراتيجي والقريبة من باب المندب والتي أَيْـضاً كانت لقرون تتبعُ مديرية ذو باب محافظة تعز وضم المضيق والجزيرة إلى محافظة عدن، والعمل جارٍ على قدمٍ وساق لتحقيق ذلك، وقد وضعت دولةُ الإمارات يدَها على الجزيرة منذ وقتٍ طويل، وقبل أَيَّـام تم التوقيع بين أحد المشايخ السلفيين الكبار في جزيرة ميون ومحافظة عدن لإنشاء مدينة سكنية في الجزيرة بتمويل من أبو ظبي.!

وبالطبع ليست جزيرة ميون ومضيق باب المندب ما يخطِّطُ تحالف العدوان إلى ضمه إلى القسم الجنوبي بل هناك المناطق النفطية والغازية في محافظة مأرب وحتى الآن الخارطة الجديدة غير واضحة المعالم ويتم العمل عليها.

وكما قلنا: إن هذا الأمرَ أحلامٌ للقوى الخارجية، وبالتأكيد سوف يعملُ اليمن بِجيشه وَلجانه الشعبيّة وَقواته المسلحة -وبما يمتلكُه من ترسانة عسكرية صُنعت بأياد يمنية وبهُوية إيمانية- إلى تحويل تلك الأحلام إلى كوابيس مزعجة وإلى أضغاث أحلام كما فعل مع عاصفة الحزم وإعادة الأمل واستعادة صنعاء ورفع العلم السعوديّ فوق جبال مران.

وربما تكونُ زيارةٌ لصماد1 أَو قيام القليل من الطائرات المسيَّرة بعمل زيارة إلى المواقع العسكرية التابعة لدولة الإمارات في جزيرة ميون أكثرَ من كافيةٍ لجعل تحالُفِ العدوان يستيقظُ من ذلك الحلم مرعوباً وقراءة التحذيرات والإنذارات والرسائل اليمنية عشرَ مرات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com