ما بين الهُــدنة والصراع..بقلم/ أم الحسن أبو طالب

 

تتعدد القضايا والأحداث التي تنتهي بها الحروب والصراعات فالهزائم المتوالية والصفعات المتتالية قد لا تجدي في بعض الأحيان لإيقاف تعنت وصلف قوى العدوان ولكن حين تتقطع السبل وتنتهي الحيل سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. في الصراع الكائن بشكلٍ عام بين محور المقاومة من جهة والعدوّ الإسرائيلي ومن تحالف معه من جهةٍ أُخرى، وفيما يتعلق بالصراع الكوني على شعب الحكمة والإيمَـان تبقى قضية الصراع في كُـلّ منهما هي بين فئتين لا ثالث لهما فئة تمثل حزب الله وفئة تمثل حزب الشيطان، وكنتيجة حتمية لهذا الصراع تتجلى لنا حتمية انتصار من ينتمون لحزب الله وجنده كوعدٍ إلهيٍ لا شك في تحقّقه في القريب العاجل ما دام الأحرار متمسكين بحبل الله وتحت أمر القيادة الحكيمة المؤيدة بقوة الله والمحاطة بعنايته وما داموا يحملون مشروع الانتصار لمظلوميتهم وقضيتهم العادلة.

إن الدماء الطاهرة التي سالت في سبيل الله ودفاعاً عن دينه والمستضعفين في الأرض لن تكون إلا طوفاً يجرف عروش الظالمين المستكبرين الذين جاوزوا في طغيانهم واستبدوا في جبروتهم وبالغوا في خصومتهم حَــدّ الفجور وقطعوا سبل السلام وما رعوا حرمة طفل جائع أَو امرأة ولم يكترثوا للكثير من المرضى كبارًا وصغارًا وهم يصرخون من الألم وعدم توفر العلاج تحت وطأة الحصار الجائر بينما عامة الناس من الشعب يموتون جوعاً تحت خط الفقر فالهُــدنة المزعومة لم تكن إلا خطة خبيثة يسعى من خلالها الأعداء لخنق الشعب اقتصاديًّا وجعله في حالة موتٍ سريري ليتسنى لهم تركيعه بعد أن عجزوا عن ذلك بكافة الوسائل، وأرعبتهم صولات المسيَّرات وجولات الصواريخ على الأهداف الحساسة في عمق دارهم.

لم يعد هناك مجال للتريث وانتظار المجهول على أمل أن تتنزل الرحمة على من أصبحت قلوبهم كالحجارة أَو أشد قسوة فالمسيَّرات والصواريخ التي أجبرت التحالف على الرضوخ والقبول بالهُــدنة والبحث عنها هي من ستنتصر لمظلومية هذا الشعب وتنتزع الحرية والكرامة من أعدائه انتزاعاً وسيرضخ بعدها تحالف العدوان ومرتزِقته مذعنين مرغمين ملبين لكل مطالب شعبنا المشروعة، وما ذلك على الله بعزيز.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com