إدمانُ التدخُّل الأمريكي والحلمُ الاستعماري..بقلم/ عبدالغني حجي

 

تسعى أمريكا منذ إعلان النظام الدولي الجديد تحقيق حلمها بإنشاء دولة مركزية تحكم بها العالم أجمع، لكن وفق أُسُسْ ونظريات استعمارية بحتة، ووفقاً لنظرياتها وممارستها التي نشهدها تجاه شعوب العالم، نجد أنها تخلُق الصِراعات وتُمولها، وتوجِد أطرافها، وتزرع الفتن وتُنميها، وتصطنِع الشائعات وتُسَخِر لها أبواق ووسائل لتعميمها، وتقتل الإنسان باسم حقوق الإنسان، وتستعمر دولة باسم تحريرها، وتميت شعباً لتُساعده، وتنهب الثروات باسم حمايتها، وتُسقِط نظاماً حُراً ليتربع السلطة عبداً مملوكاً لها، تُحارب الحُرية وتعمم الديمقراطية كمصطلح لخدمتها، فلا تُبقي على حُر ولا ديمقراطي، وإن أراد الشعب معرفة المسؤول عن كُـلّ هذا؟

تشير بأصابع الاتّهام لذاك!

لتضرب البريء بالبريء ويسلم منها المتهم والمجرم الحقيقي.

هذا هو السلوك الأمريكي القويم حسب نظرياتها، وبه ومن خلاله تُريد أن يكون العالم ككل بدون استثناء، نسخةً من نهجها وسياستها، تعليمها وثقافتها، لباسها وهيئتها، لغتها وفكرها، فنها وإعلامها، نسخة في الممارسات والعادات، في الأخلاق والمبادئ مع أنه لا أخلاق ولا مبادئ لهم.

بالمختصر نظام وعالم على الطريقة الأمريكية؛ ولأنه ليس من السهل تحقيق هذا ولأن ثقافات العالم متعددة والأديان والأجناس مختلفة تماماً في كُـلّ ما ذكرت ووفق لسياساتها الاستعمارية، تشوه ما دون ما تدين به، مع أن الدين منها براء وتصور وهّم النصرانية واليهودية كمثالٍ للتعايش والتعارف والتعاون والتآلف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com