لا دولةً مذهبيةً في صنعاء..بقلم/ محمود المغربي

 

(اليمن تحديات الدولة المذهبية) عنوان برنامج حواري مع ما يسمى وزير الخارجية في حكومة الفنادق على قناة RT الروسية.!!

عنوان خبيث يتنافى مع الوقع اليمني، حَيثُ لا وجود لتلك الدولة المذهبية في اليمن بل في العقول المريضة، وفي الواقع توجد في صنعاء دولة يمنية تقبل بكل الطوائف والمذاهب ولا أحد يفرض على الآخرين مذهباً أَو ديناً إلا إذَا تم اعتبار الاحتفال بمولد النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- رسول الإسلام والرحمة للعالمين عملاً مذهبياً أَو إحياء يوم الولاية التي هي من صميم الدين وجاء بها رسول الله بأمر الله وأصحاب المذهبية هم من عملوا على طمس هذه الذكرى وليس من أعاد إحياء تلك الذكرى الثابتة والصحيحة وحدث بلغ به رسول الله الذي لم يكن مذهبياً بل رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين وبتوجيهاتٍ من الله.

أو ربما تذكير الأُمَّــة بمجزرة كربلاء التي تم فيها إبادة أبناء وأحفاد رسول الله بمن فيهم سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين -عليه السلام- وأن ذلك عملٌ مذهبي؛ باعتبَار أن أبناء وأحفاد رسول الله كانوا فُرْساً ولم يكونوا من أبناء فاطمة بنت محمد وعلي بن أبي طالب ابن عم الرسول الكريم سيدنا محمد -عليه وعلى آله الصلاة والسلام-.

وعلى اعتبار أن من قام بهذه المجزرة البشعة لم يكن بدافع المذهبية والكفر بما جاء به رسول الله بل بدافع الإيمَــان العميق؛ كون أبناء وأحفاد رسول الله من نساء وَأطفال كانوا يشكلون خطراً على الإسلام وعلى مملكة الطلقاء الأموية، وأعتقد لو أن هذا العنوان ظهر في قناة الجزيرة أَو العبرية لم يكن ذلك ليثير انتباهي أَو يدفع بي إلى التعليق والكتابة عنه، لكن ما يثير الفضول هو أن يكون مثل هذا العنوان في قناة روسيا الدولة التي نعتقد بأنها تخوض معركة ضد الدجل الغربي.

على الرغم أننا نمتلك أفضل فريق مفاوض في الخارج بقيادة الأُستاذ محمد عبد السلام، الذي يمتلك إمْكَانيات دبلوماسية كبيرة وقدرة على الحوار والإقناع إلا أننا وحتى اليوم لم نتمكّن من كسر الحواجز مع أغلب الدول الكبيرة والمؤثرة ولم نتمكّن من إقناع دول مثل روسيا والصين والهند بأن الدولة في صنعاء هي من تسيطر على الأرض وبأن الأنصار هم من يمتلكون الشرعية الشعبيّة والثورية وشرعية القوة المهيمنة والمسيطرة على كافة الأراضي اليمنية حتى تلك المحتلّة وبأن الدولة في صنعاء ليست دولة دينية ولا مذهبية بل دولة نظام وقانون وحرية وأن هناك شراكة وطنية مع المؤتمر الشعبي العام والعديد من الأحزاب اليمنية التي تشارك في السلطة.

إن القيادة في صنعاء منفتحة على الداخل والخارج وإننا حريصون على إقامة علاقات دولية متميزة وقائمة على المصالح المشتركة وإننا ندرك المصالح الدولية ومستعدين لفتح الأبواب أمام الشركات الروسية والصينية وتوقيع الاتّفاقيات التجارية مع تلك الدولة وحماية تلك الشركات ومصالحها في حال تم إيقاف العدوان وتعطيل تلك القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجحفة بحق أبناء اليمن وَغير الواقعية.

إن أُولئك المرتزِقة شرعية الفنادق مفصولون عن الواقع ولا يمتلكون شرعية ولا حاضنة شعبيّة ولا يمثلون الشعب اليمني والمصالح العليا للجمهورية اليمنية بل يمثلون مصالح أمريكا وبريطانيا وهم عاجزون عن تأمين موطئ قدم لأنفسهم فوق الأراضي اليمنية فكيف يمكن لهم حماية مصالح الدول الأجنبية أَو إبرام الصفقات حتى أنهم غير قادرين على تشغيل الموانئ البحرية في مناطقهم واستقبال السفن النفطية وغيرها إلا بموافقة القيادة في صنعاء صاحبة القرار والكلمة الأولى والأخيرة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com