نفوسٌ ضعيفة وعقلياتٌ سخيفة نراعي حجمها!..بقلم/ عبدالغني حجي

 

اتّهامُ المفوض السامي لمنظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حكومة صنعاء بارتكاب مجازر ضد الإنسانية خلال فترة الهُــدنة، وانحيازه الصريح والعلني لتحالف العدوان، يعبر عن تفكيرهم السخيف تجاه الشعب، وقناعتهم البغيضة بما تمليه عليهم الإدارة الأمريكية.

في هذا لسنا مجبرين على تبرير شيء؛ لأَنَّنا نعي ما نفعل ونراجع بدقة ما نخطط له، وما نريد أن يكون؛ لأَنَّه لا يمكن تصحيح فكرهم الضال والمضل الموجود لحرف بوصلة الحقيقة عن مسار الحقيقة الصحيحة وواقع الحرب، ومجرياته، ونتائجه وما ألحقه بالشعب خلال ثماني سنوات؛ لأَنَّه فكر تحول إلى خيار بعد أزمة الخيارات التي وصلوا إليها أمام شعب لا يُقهر وهدفهُ إخراج التحالف الأمريكي من مأزقه، ومحاولة لتلميع سواد وجوههم الملوثة بدماء الآلاف ومعاناة الملايين، وظلام سنوات ثمان، وحرمان مئات الآلاف من حقوقهم، وإلصاق تهمة كُـلّ هذا على صنعاء الشعب والجيش المدافع بشرف الرجولة، الذي لم يقتل بريئاً في عواصم العدوان ما بالك بمن هم من جلدته.

لا خيار لهم، تكبلت طاقاتهم فأصبحوا غير قادرين على مواجهة الحقيقة، وانصبت جهودهم وهوس تفكيرهم في رد الاعتبار لطغيانهم وفسادهم الذي ملأ صفحات التاريخ، بأية طريقة كانت لكي يستطيعوا استعادة مكانتهم وفرض هيمنتهم حتى لو لم يكن ذلك إلَّا بينهم وبين ذاتهم.

نعي أن قلب الحقائق ضعف، فنرى أنفسنا مضطرين لمراعاة عقلياتهم التي لا تستحق أن نفكر فيها، والواقع الذي عشناه ونعيشه والأحاسيس التي انتابتنا خلال العدوان سيعانونها وسوف تؤلمهم بشدة، وتجعل الأبواب مغلقة أمامهم ولا يجدون غير الانتحار وهذا ما يتجلى لنا يومًا بعد يوم.

نحن على الصواب، والعالم الذي يستغشي عن مشاهدة الحقيقة، ويَصُم عن سماعها، سيضطر لمعرفتها، أما نحن فقد تعودنا كُـلّ ما يقولون وأصبحنا نفهم ونخمن ما يفكرون به، ومع هذا ومعايشته أصبح سماع كذبهم طبيعياً بالنسبة لنا، ونعد كُـلّ محاولة منهم لطمس حقيقته، انتصاراً كبيراً لنا، ولا يتمحور تفكيرنا في كيف نرد كذبهم عليهم بواقعنا المحق، بل في كيف نجعل الغد مشرقاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com