مملكةُ “الكبتاغون”: سوقٌ نِشَطٌ يطالُ الطبقةَ العاملة

المسيرة | وكالات

ما يكشفُه النظامُ السعوديّ بين فترة وأُخرى عن ضبط شحنات من حبوب “الكبتاغون” المخدّرة، ليس سوى دليل بسيط على انتشار هذه الحبوب ووجود سوقٍ نَشِطٍ لها في المجتمع السعوديّ، خُصُوصاً بعد أن صنفت البلاد كعاصمة للمخدرات في الشرق الأوسط بحسب مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.

وفي تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، نقلت عن السائق السعوديّ فيصل قوله: إنه “يتعاطى مخدر الكبتاغون منذ فترة لتمدّه بالطاقة والقوة اللازمة للعمل لساعات إضافية وتحقيق دخل أكبر يساعده على سدّ ديون زواجه في أقرب وقت”، مضيفًا: “نصحني أصدقائي بتعاطي الحبوب لتبقيني يقظاً والعمل لساعات أطول”.

الوكالة لفتت إلى أن “مخدّر “الكبتاغون” انتشر خلال السنوات الماضية على نطاق واسع في الشرق الأوسط، حَيثُ تشكّل السعوديّة أكبر سوق له”، موضحة أن “السلطات صادرت 119 مليون حبة العام الماضي، وتعلن عن مصادرة آلاف الحبوب أسبوعيًا وأحياناً يوميًا”.

وذكرت الوكالة أن “مسؤولين سعوديّين يصِفون “الكبتاغون” بحبوب الحفلات، وذلك في تجاهل متعمد لحقيقة انتشار هذه الحبوب ووصولها إلى الطبقة العاملة”، موضحة أن “لهذه الحبوب في السعوديّة أسماء هي “أبو قوسين” و”أبو زهرة” و”لكسز” نسبة إلى الرسومات المنقوشة عليها، ويتراوح سعرها بين 25 و100 ريال (6-27 دولاراً) حسب “الجودة””.

ولم يرد مسؤولو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات السعوديّة على طلبات الوكالة للتعليق على الموضوع.

ونقلت عن المحللة كارولين روز من “معهد نيولاينز” للأبحاث الذي يتخذ من واشنطن مقرا والذي نشر قبل أشهر دراسة مفصّلة عن تجارة “الكبتاغون”، أنه “بسبب الطبيعة المزدوجة للكبتاغون كعقارٍ ترفيهي، فضلًا عن كونه يعزز الإنتاجية، فهو عقار جذاب لكل من الطبقات العليا والعاملة”.

وبحسب الوكالة، قالت روز: إن “الأبحاث حول “الكبتاغون” محدودة للغاية لدرجة أن الخبراء في حيرة حتى بشأن التركيب الكيميائي للعديد من أنواعه”، معتبرة، أن “المحظورات المتعلقة بتعاطي المخدرات بالإضافة إلى قلة الوعي بشأن الآثار الصحية للكبتاغون وأصله، تسهم حسب رأيي، بشكل كبير في نقص البحوث حول هذه التجارة”.

وتجدر الإشارة إلى أن المشاهدَ التي وثّقتها الفيديوهات من موسم الرياض، خُصُوصاً ما يسمى بـ”ميدل بيست”، لم تكن إلا مؤشراً على ما جرى التحذير منه كَثيراً من أن الانفتاح غير المدروس وغير المرشَّد الذي يقوده ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان للمجتمع سيولّد وضعا كارثيا لجهة الانفتاح على الانحراف بكل صوره، الأمر الذي سيؤدي إلى تدمير هذا المجتمع على نحو لن يمكن معه معالجته بعد ذلك.

هذا وصنفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، السعوديّة كعاصمة للمخدرات في الشرق الأوسط، وأكّـد مكتب الأمم المتحدة UNODC المعني بالمخدرات والجريمة أن أكثر من نصف جميع كميات الكبتاغون التي تم ضبطها في الشرق الأوسط بين عامَي 2015 و2019م، كان في السعوديّة.

وبحسب “فورين بوليسي”، يعتقد الخبراء أن السعوديّين قلقون بشأن تأثير هذه العقاقير التي تسبب الإدمان على أجيالهم الشابة، إذ ينتمي غالبية متعاطي المخدرات السعوديّين إلى الفئة العمرية من 12 إلى 22 عاماً، ويستخدم 40 % من مدمني المخدرات السعوديّين “الكبتاغون”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com