مقاطعةُ الاستيرادِ من دولِ العدوان مطلبٌ شعبي..بقلم/ هلال الجشاري

 

توجّـهٌ كبيرٌ للقيادة نحو الزراعة والاكتفاء الذاتي وهناك جهود مباركة بدأ الجميع يلمسها، وهذا شيء جيد ولكن حتى نكون جادين أكثر في هذا التوجّـه وفيما يخص الواردات الزراعية كم سيكون مجدياً لو تمكّنا من دعم وشراء المنتج المحلي بدلاً عن الواردات السعوديّة أَو الإماراتية، وليس هذا فحسب بل المفروض نقاطع كُـلّ منتجات دول العدوان الغاشم ومن تحالف معهم، لتشعر شعوب البلدان المعتدية على بلادنا بأنهم خسروا ليس فقط عسكريًّا بل اقتصاديًّا بخسارتهم سوقًا مهماً لمنتجاتهم، بل خسروا شعباً عظيماً مثل اليمن، ولتشعر شعوب تلك البلدان أننا شعب عظيم يعتمد على الله وعلى نفسه وإمْكَانياته وخيرات أرضه ولن يخضعنا حصارهم ومؤامراتهم، كما أن الأهم من كُـلّ هذا هو دعم المنتج المحلي والمزارع اليمني فما نلحظه هذه الأيّام وغيرها عند الحصاد وفي نهاية كُـلّ موسمٍ زراعي نجد انخفاضاً كبيراً لأسعار المنتجات الزراعية وخُصُوصاً المحاصيل الاقتصادية الهامة ومحاصيل الحبوب والبقوليات لزيادة العرض على الطلب واحتكار بعض التجار ضعاف النفوس ولعبهم بالسوق المحلي وكذلك منافسة المنتجات المحلية من قبل الواردات الكبيرة التي تأتي من الخارج، بالإضافة إلى ضعف تدخل الحكومة فيما يخص ضعف البحث الزراعي والإرشادي وتدهور كثير من الأصناف وعدم إنتاج أصناف جديدة وتحسين وإنتاج الأصناف المحلية وأغلبها بدأ ينقرض وكذلك ضعف وعدم تحديث المكينة الزراعية ومواكبة العالم بإدخَال آلات بذار وحراثة وحصاد حديثة، بالإضافة إلى عدم عمل حلول لمشاكل ما بعد الحصاد من حفظ وتخزين وتسويق وغير ذلك مما يسبب زيادة في تكاليف الإنتاج وخسارة المزارعين في كثير من المواسم الزراعية.

هذا وغيره ونحن مشغولون وكل همنا الاستيراد من الخارج، فما ذكر وغيره يجعلنا ندرك جميعاً أن مقاطعتنا لمنتجاتهم سيعطي الرسالة السالف ذكرها وسيكون استخدامنا للمنتجات المحلية أكثر جدوى وأكثر نفعاً لنا كيمنيين اقتصاديًّا وتنمويًا في كُـلّ المجالات حتى وإن كانت المنتجات محدودة ولم تشمل كُـلّ الأنواع أَو أن مذاق بعض المنتجات أقل استساغةً خُصُوصاً عند البعض الذين نمت أجسامهم وكبرت كروشهم وتعودوا على الارتزاق والتبعية والارتهان للخارج والاعتماد الكلي على الاستيراد، ففي المقابل عامة الشعب يدرك خطورة الاستيراد والاعتماد على الخارج وعنده قناعة كاملة بأهميّة منتجاتنا المحلية، فإلى فوائدها الصحية وجودتها الغذائية هي بلا شك ألذ بكثير من أصغر شظية من شظايا صواريخ وقنابل المعتدين الذي طوال ثماني سنوات ولا زالت تستهدفنا، ونحن لا زلنا في تيهنا فنجمع المليارات من الصغير والكبير والفقير والغني والمزارع اليمني وندعم بها المزارع الأمريكي والأسترالي والبريطاني والسعوديّ وَ… إلخ، وندعم اقتصادهم ليزدادوا قوة ونحن نزداد ضعفًا كأننا نقول لهم: استمروا في عدوانكم وحصاركم وقتلكم ولا يهمكم نحن سندعمكم بشراء منتجاتكم، وهذه مفارقة عجيبة للأسف، فإذا لم نصحَ الآن ونعمل حسب توجيهات واستشعار القيادة ونعي حساسية وأهميّة المرحلة في ضل ما يجري من عدوان وحصار علينا وما يجري من حولنا من تغيرات عالمية فمتى نصحى؟!

والحليم تكفيه الإشارة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com