قمةُ الجزائر بين مركَزية القضية الفلسطينية ومبادرة “السلام” العربية..بقلم/ عدنان علي الكبسي

 

قمة الجزائر تحت عنوان مهم (لم الشمل) واهتمامها بمركزية القضية الفلسطينية مع تمسكها بمبادرة السلام العربية لعام 2002م والتي أطلقها عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حينما كان ولياً للعهد في السعوديّة في قمة بيروت، إذ كانت المبادرة تطالب الكيان الصهيوني المحتلّ بقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية، مع تمكين الكيان الإسرائيلي في بقية المناطق المحتلّة، وعلى إثرها ينتهي النزاع العربي الإسرائيلي، والدخول في اتّفاقية سلام بين الدول العربية وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

مبادرة السلام العربية قوبلت حينها ولا تزال تقابل بالرفض من الكيان الصهيوني الغاصب، ولا جدية في من قدموا مبادرة الاستسلام العربي ليفرضوه على الكيان الصهيوني كأضعف موقف لهم.

قمة الجزائر تؤكّـد في بيانها الختامي على مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، مع دعمها للسلطة الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

بغض النظر عن أن أكثر الذين حضروا من المطبعين مع الكيان الصهيوني، وبغض النظر عن تمسك قادة العرب بمبادرة السلام العربية، ولكن عن الدعم الذي صدر في بيانهم الختامي، ما هو الدعم الذي قدموه للشعب الفلسطيني؟!.

أولاً: الذين عقدوا وحضروا قمة الجزائر هل هم حملوا الهم الفلسطيني؟!، هل استشعروا مسؤوليتهم تجاه القضية الفلسطينية؟!، هل استشعروا بخطورة الكيان الإسرائيلي؟!.

ثانياً: هل صحت نواياهم وتوفرت لديهم إرادَة التحدي؟!، هل خرجوا بقرارات حاسمة لمواجهة الكيان الصهيوني؟!، هل توجّـهوا لإنشاء تكتل عربي مواجه للصهاينة؟!، هل توجّـهوا لدعم المقاومة الفلسطينية بكل أشكال الدعم لينال الحرية والاستقلال؟!.

ما هو الدعم المطلق الذي قدموه للشعب الفلسطيني؟!، كم من الأموال قدموها؟!، كم من العتاد العسكري التزموا به لدعم المقاومة في فلسطين؟!

لا مال دعموا به، ولا عتاد عسكري التزموا به، على الأقل هل دعوا في بيانهم إلى المقاطعة الشاملة والكاملة للكيان الصهيوني حتى ينصاع لمبادرة الاستسلام العربية؟!، أقل شيء هل دعوا إلى المقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني؟!.

وهل لحثالة العرب أن تتجرأ على الأقل في مقاطعة الكيان الصهيوني؟!، وهل لمن طبع مع العدوّ الإسرائيلي أن يتجرأ للمقاطعة؟!.

فالذي يعلق آماله على قادة العرب فهو كمن يعلق آماله على سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذَا جاءه لم يجده شيئاً ووجد أشباه رجال يريدون ويسعون ليجعلوه تحت أقدام الصهاينة.

فالقضية أصبحت قضية الشعوب، والتحَرّك مسؤولية الشعوب، للشعوب الحق في التحَرّك لمواجهة الكيان الصهيوني، الشعوب هي التي يجب أن تصنع الموقف وتتخذ القرار، وتفرض قرارها وتوجّـهها على حكوماتها، أَو تصنع حكومات تتبنى قضاياها، وتدفع الخطر عنها، لا أن تكون حكومات خانعة مستسلمة لأعدائها، يقول السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-: (التحَرّك مسؤولية الشعوب أولاً فما الذي تنتظره الأُمَّــة؟ يجب أن تتحَرّك الشعوب وألا تنتظر للأنظمة، لا تنتظر على المستوى الرسمي أن يكون هناك تحَرّك بالشكل المطلوب، ولو كان هناك حتى صدق نوايا، حتى صدق نوايا لدى الحكومات لا غنى عن دور الشعوب، وللشعوب الحق أن تتحَرّك؛ لأَنَّها مسئوليتها، وهي أَيْـضاً المتضررة من هذا الخطر، على الشعوب أن تتحَرّك، وأن تصنع هي الموقف، وأن تتخذ هي القرار، وأن تفرض التوجّـه حتى على حكوماتها، أَو تصنع حكومات لها، تتبنى قضاياها، وتدفع الخطر عنها، وليس حكومات لصالح أعدائها تنفذ مخطّطاتهم وتتبنى مؤامراتهم، ومكائدهم).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com