الهالوين.. رمزٌ للتمدد الإمبريالي الأمريكي!..بقلم/ رند الأديمي

 

من المؤكّـد أن الإمبرياليةَ تعرفُ ما الذي تفعلُه في شعوب العالم، طالما والعالم المُستهدَفُ لا يعرفُ الاستقلالَ الاقتصادي، غارقاً في البكاء على الأطلال، وكقصيدةِ أحمد مطر “عباس أين المتراس؟” ولم ينتج العربي حتى فولةً يَسُدُّ بها رمقَه، وكيف نهضت الصينُ هل بالبكاء واكتشاف المؤامرة أم بالنهضة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي؟!

وهل كان يصعُبُ على السعوديّة التي تمتلِكُ النفط، أن تستقلَّ اقتصاديًّا وتنتج وتعمل على خلق دولة محترمة يُضرَبُ بها المَثَلُ لا دولة معتدية جبانة ضعيفة يتحكم بقرارها نتنياهو!

لم تجتهدِ السعوديّةُ في النجاح والاستقلال الاقتصادي أَو في الإبداع في الإنتاج المحلي، إلَّا في صناعة التمور –إن اعتبَرْناها صناعةً!- وفي حربها الغاشمة على اليمن لذلك، وإن بدت السعوديّة اليوم في أوج احتفالاتها هي لا تفعلُ شيئاً سوى كونها تبدو للعالم دولةً مسلوبة الإرادَة ضعيفة.

وقد يبدو الأمر بعيداً كُـلَّ البُعدِ عن الدين، بينما أمريكا جعلت السعوديّة مطيةً لأهدافها، هنا نستطيعُ أن نعرفَ أن الدين الإسلامي هو المستهدَفُ دائماً وأبداً.

لو اختارت الإماراتُ حتى تصبحَ رائدةً في مجال العلوم قد نستطيع فهمُها، ولكنها اختارت أكثرَ الأمور المقدسة بالنسبة للمسلمين والتي تستفزُّهم.. لو كان الأمر بالمعكوس واختيرت دولةً تحملُ تاريخاً مقدَّساً للمسيحين سيثيرُ ذلك كُـلَّ مسيحيي العالم ويصبح الأمرُ كأنه استهدافٌ لهم!

الهالوين كعيدٍ مسيحي أَو وثني ارتبط بعيدِ القديسين المسيحين في الواحد من نوفمبر، واختيارُ ليلةِ الواحد والثلاثين من أُكتوبر عن اعتقاد أن هذه الليلة أكثر ليلة فيها انغلاقٌ على عالم الأرواح، وقد تطورت هذه العادات الاحتفالية حتى أصبحت في أمريكا متعلقةً في الشعب الإيرلندي وأفكارهم المتوارثة عن الزرع والحصاد وأنهم يمنعون الأرواحَ الشريرة قبل دخول موسم البرد من إتلاف المحاصيل الزراعية، كُـلُّ هذا منطقي ولكن تحول الأمرُ إلى أن أمريكا حوّلتها لاحتفالات إلحادية تحمل أبعاداً شيطانية لا يعلمها الإنسان إلَّا على المدى البعيد!

أمريكا لم تجعل الأمر كحريةٍ شخصية ولكنها أقمحت كُـلَّ منزل في العالم بهذه لعبة الأرواح الشريرة عبر إنتاجها لمئات الألوف من مسلسلات الرعب وتحضير الأرواح.. المتابع غير واعٍ وسطحي يتأثر بتلك الرسالات المبطنة ويجد نفسه يمارس طقوساً لا يعلم أصولَها التاريخية وآثارها النفسية على النشء والشباب، كذلك تعليم النشء بمدارس أجنبية حتى يصبح مستقبلُهم أكثرَ ضماناً هي أَيْـضاً سبب في نشر سياسة القطب الواحد لكل العالم.

لم تفعلْ أمريكا بسياستها الدولية سوى مبدأ الفرض على الشعوب المخالفة لاتّباع عاداتها، بينما أصبح المسلم مضطهداً وهو يمارس حقَّه الديني؛ لأَنَّه قد يوصف بالمتشدّد.

أصبح هنالك حظرٌ على الأماكن المقدسة والاحتفالات الإسلامية المقدسة.. سياسة القطب الواحد تتمدد، تفعل ما تريد وأنت قل ما تشاء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com