الأعراسُ الجماعية.. الحلُّ الأمثلُ لمواجهة الحرب الناعمة..بقلم/ وفاء الكبسي

 

شُرِع الزواج ليكون السبيل الوحيد لبقاء النوع الإنساني على الوجه الذي يليق بما اختص الله تعالى به الإنسان من تكريم وتفضيل، فإذا كان الزواج ضرورة ملحة للإنسان في كُـلّ عصر، فَـإنَّه اليوم أكثر ضرورة وأشد إلحاحًا لما يتعرض له الإنسان من حرب ناعمة تحرض على الابتذال والخلاعة دون مراعاة لشيء من الحياء والاحتشام الذي يميز الإنسان في ممارساته لغرائزه عن الحيوانات، وهكذا تزداد حاجته الملحة إلى الزواج الذي يُعد الحصن الحصين والكهف المنيع من الوقوع في الحرب الناعمة، لهذا قامت الهيئة العامة للزكاة مشكورة بتحصين الشباب وإعانتهم على إكمال نصف دينهم بإقامة الأعراس الجماعية التي جسّدت تعاليم الإسلام في تيسير الزواج وتخفيف المهور وتحصين الشباب من الوقوع في الحرب الناعمة التي يراهن عليها أعداء الأُمَّــة لتفكيك المجتمع اليمني واستهدافه في قيمه وأخلاقه، وحرف الشباب عن هُــوِيَّتهم الإيمَـانية، كما أنها أدخلت السعادة على كثير ممن لم يتمكّنوا من الزواج من الفقراء والمحتاجين نتيجة تداعيات العدوان والحصار، بل إنها حقّقت الغاية المثلى من إقامتها لهذه الأعراس الجماعية وهي إحداث تغيير كبير في المجتمع للإقلاع عن العادات السيئة والمبالغة في تكاليف الأعراس من تبذير وإسراف في إقامة الأعراس من كسوة للزوجة وذهب ومبالغة في إقامة الحفلات والولائم التي ابتدعها المجتمع وأصبحت من أكبر معوقات الزواج، فالأصل في الزواج هو التيسير لا التعسير قال صلى الله عليه وآله وسلم: (يسروا ولا تعسروا)، ولكن للأسف الواقع خير شاهد على تعسير أمور الزواج من جهة بعض أولياء الأمور، لهذا يجب إيجاد حراك فكري وثقافي داخل المجتمع اليمني وتفاعل رسمي وشعبي لإيجاد الحلول المناسبة واللازمة للحد من غلاء المهور وتسهيل الزواج وذلك بالالتزام بوثيقة تيسير المهور وتخفيف تكاليف الزواج الباهظة التي مثلت عبئًا على كاهل الأسرة والمجتمع.

برغم العدوان والحصار والظروف الصعبة والتحديات والحرب الناعمة المستعرة أثبت شعب الإيمَـان أنه شعب واعٍ متفرد، ونموذج راقٍ لكل الشعوب الأُخرى من أبناء الأُمَّــة، مجسدًا لقول رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- “الإيمَـان يمان والحكمة يمانية”، حَيثُ يواجه مشكلة ارتفاع المهور والإسراف في المجتمع بالأعراس الجماعية سواء كانت مبادرات مجتمعية أم عبر هيئة الزكاة العامة.

العرس الجماعي الذي تقيمه هيئة الزكاة العامة لأكثر من 9 آلاف عريس وعروس في يوم واحد من المعسرين والمستضعفين حدث كبير وتاريخي عظيم، مترجمةً بذلك توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله- بتخفيف المعاناة عن الفقراء والمستضعفين والمساكين وتحصين الشباب وتيسير المهور؛ لأَنَّ المهور الغالية منافية لتحقيق هدف الزواج وهو إعفاف الطرفين والمحافظة على طهارة المجتمع، وقد ذكر الرسول الأعظم أن تخفيف قيمة المهر سبب من أسباب البركة، حَيثُ قال: (أعظم النساء بركة أيسرهن صداقًا) فالمرأة ليست سلعة يغالى في مهرها وكلما قل المهر علت المرأة وشرفت مكانةً عند زوجها وزادت بركتها ففي الحديث: (أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة) أي أيسرهن نفقة فلا ينبغي أن يكون المهر عائقاً لإتمام الارتباط، فالرسول الأكرم قد دعا لتيسير أمور الزواج بكل وسيلة ممكنة، وهنا يجدر بي أن أبارك للهيئة العامة للزكاة إسهاماتها العظيمة في إقامة مثل هذه المشاريع الكبيرة التي تعد أعمالًا جبارة تتطلب من الجميع مساندتها ودعمها، فهذه الأعراس الجماعية مَـا هِي إلا لوحة يمنية تعبر عن معاني الصمود الأُسطوري اليمني والثبات والإرادَة في ظل العدوان الأمريكي السعوديّ فالشعب اليمني رغم أنف العدوان سيتكاثر على أرضه ويزرع أرضه ويناضل ضد أعدائه وينتصر شامخًا على أرضه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com