العرسُ الجماعي الأكبر نعمةٌ إلهية تستوجبُ الشكرَ لله..بقلم/ علي الموشكي

 

نعمةٌ إلهية مَنَّ اللهُ بها على الفقراء ومحدودي الدخل وعلى المجتمع بشكلٍ عام، حَيثُ يقامُ اليوم بالعاصمة صنعاء العرس جماعي الثالث الذي حرص العاملين عليها على تكثيف الجهود ليصل العدد (9600) عريس وعروس ليصل عدد من تم استهدافهم في مشروع العفاف أكثر من 26200 شخص من أبناء اليمن من عموم محافظات الجمهورية وبعض أبناء الجاليات.

إدخَالُ السرور والبهجة والفرح كان بفضل الله وبفضل القيادة القرآنية التي أقرت إنشاء الهيئة العامة للزكاة التي لمسنا أثرها في الجوانب وفي كُـلّ المجالات التي تشمل مصارفها والذي لا يرى ولا يطلع على إحصائية المبلغ التي تنفق في مصارفها فننصحه بالاطلاع على المشاريع والتي يتم تنفيذها ومن هذه المشاريع العرس الجماعي الذي استطاعت الهيئة العامة للزكاة إقامتها على مدى سبع سنوات من العمل الدؤوب في المشروع العظيم الذي أقره الله، حَيثُ يقول تعالى: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شيئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْـمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ إيمَـانكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) من سورة النساء- آية (36)، والذي من فوائده العظيمة إعانة الفقراء والمحتاجين للزواج وتيسير الزواج خُصُوصاً مع الواقع الذي يعيشه أبناء المجتمع من غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج ولقد حقّقت الهيئة العامة للزكاة إنجازات عظيمة خالدة في الواقع واستطاعت بفضل الله أن تسهل من الزواج وتكون أسرًا ربما لن تستطيع الزواج ولو بعد عمر طويل، البعض من العرسان كما لاحظنا خلال العام الماضي كانت أعمارهم (50) سنة وَ (60) سنة لم يستطِع الزواج وكان قد أحبط وأصابه اليأس في أن يتزوج في يومٍ من الأيّام ولكن بفضل الله ثم بفضل الهيئة استطاع أن يتزوج ويكون أسرة.

نعمة عظيمة يجب أن تحمد وتشكر حتى تتسع وتتضاعف ونحصن الشباب بدلاً من الضياع بدلاً من الفساد الأخلاقي والقيمي وهذا المشروع الهام والعظيم يغلق دائرة انتشار الفساد واتساع دائرة الفوضى الأخلاقية والضياع في الشوارع وفي أروقة المدن والحد من انتشار الحرب الناعمة التي تجعل الشباب يتيهون ويكونون طعما سهلا للعدو الذي يستغل هذا الجانب الحساس والمهم ويدس سمومه في عقول وأفكار الشباب والشابات ويجعلهم يسيرون ويبحثون عَمَّا يشبع رغباتهم ومنها الحرب الناعمة التي تتطور وتصبح عمليًّا في واقعنا، قال تعالى: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) من سورة طه- آية (131) وأتى هذا المشروع لإغلاق الثغرات وإشباع رغبات الشباب والشابات الفقراء وغير القادرين على الزواج بالزواج الحلال وهذه نعمة، ويجب علينا أن نشجع هذا الجانب ونوسع دائرة هذا المشروع ليشمل كُـلّ الشباب والشابات في عموم محافظات الجمهورية.

دعونا نستذكر سوياً أين كانت أموال الزكاة تصرف خلال الأعوام الماضية ولمدة (50) سنة، لم نرَ أَو نسمع أَو نشاهد للزكاة أي مشروع أَو حتى حفلة برعاية الواجبات، كانت تجبى الزكاة وتضيع في دهاليز الموازنة العامة للدولة ولم يلمس المواطن الفقير من الزكاة أية رعاية، وكان هنالك تهاون في جباية الزكاة وتضييع هذا الركن المهم من أركان الإسلام.

اليوم أصبحت مشاريع الزكاة تشمل المعسرين الذي غلقت أبواب المسؤولين وبقي أمامه باب الله الذي لم يخيب من حرم ومن تعسر عليه دفع مبالغ كبيرة جِـدًّا، والفقراء المحرومين الذين أمرنا الله ووجهنا بضرورة الإنفاق عليهم وإعطائهم من أموال الأغنياء حتى يكون مجتمعاً متراحماً.

ونقول للمزكين: انظروا هذه أموالكم التي زكيتموها أصبحت مشاريع تنفذ في الواقع وفق توجيهات الله، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْـمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْـمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) من سورة التوبة- آية (60) )، ومن أعظم الأعمال قربة إلى الله وصفها بالبر وهو أعلى مراتب الطاعة وتستوجب رضا الله وعونه ورعايته، حَيثُ قرنها وميزها كأعلى مرتبة ومن أفضلها قال تعالى: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخر وَالْـمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْـمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْـمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْـمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئك الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئك هُمُ الْـمُتَّقُونَ) من سورة البقرة- آية (177) )، سيرحمهم الله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، سيظهر لك جبل من الحسنات كنت غافلاً عنه وكنت لا تحتسب له، وهذا بفضل ما قدمت أنت خُصُوصاً وأنت تؤسس مشاريع عظيمة وستجني آثارها وحسناتها يقول الله تعالى: (وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) من سورة التوبة- آية (71)، وأضف إلى ذلك أن ما قدمت أصبح مشروعا مُستمرّا وأسست به لبنة الدين وأصبحت ترى ما أنفقته أمامك في مشاريع عظيمة سيرتاح ضميرك وتهدأ نفسيتك وتزكوا روحيتك ويتضاعف مالك في الدنيا ورصيد حسناتك في الآخرة، فكتب الله أجركم وأحسن الله إلى القائمين الذين لا يتوانون ويحرصون بكل جد لصرف الزكاة في مصارفها ومنها هذا المشروع العظيم مشروع العرس الجماعي الثالث.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com