العدو السعودي يموّل خزائنَ الإرْهَـاب ونشاطاته بـ 10 آلاف طن من النفط يومياً.. داعش يقترب من السيطرة على منابع النفط في الجنوب برعاية العدوان وحلفائه

صدى المسيرةـ رشيد الحداد

تزامُناً مع تمدُّد تنظيم داعش في المحافظات الجنوبية وإعْـلَانه مؤخراً في تسجيل مرئي حضوره الكبير في وادي حضرموت وبالقرب من منابع النفط في المسيلة يعمل التنظيم منذ أشْهر على إيجاد مواطئ قدم بالقرب من حقول النفط في محافظة شبوة بعد أَن رفع أعلامه السوداء في مدينة عزان أحد أهمّ المراكز التجارية للمحافظة، إلّا أَن تمدد التنظيم في المحافظات النفطية لم يكن بضوء أخضر من دول تحالف العدوان وحسب، بل وبتمويل مالي رسمي.. التقرير التالي يسلط الضوء على مصادر تمويل داعش في الجنوب ودور دولة العدو السعودي في ذلك:ـ

على نفس خطي داعش ليبيا والعراق وسوريا يتجه تنظيم داعش الذي يسجل حضوراً متصاعداً على الأرض في المحافظات الجنوبية، فالتنظيم الإرْهَـابي الذي حظي برعاية دولة العدوان السعودي منذ عدة سنوات بطريقة غير مباشرة، تمدد مؤخراً برعاية مباشرة من التحالف المعادي إلَى ست محافظات جنوبية دون أَية خسائر بشرية أَوْ مادية فكل شواهد الانفلات والتفلت الأمني التي تشهدها محافظات عدن وأبين وشبوة ولحج وحضرموت تؤكد أَن تلك المحافظات باتت إمَارَات خاضعة لسيطرة وإدَارَة داعش.

 

داعش يقترب من منابع النفط

في إطار التحول الأيديولوجي للتنظيمات الإرْهَـابية وانتقالها من الاعتماد على مصادر تمويل ثابتة وسرية إلَى مصادر تمويل ثابتة لتمويل نشاطاتها من عائدات وثروات المناطق الخاضعة لسيطرتها، يقترب تنظيم داعش من السيطرة على منابع النفط في محافظتي شبوة وحضرموت برعاية رسمية من دول التحالف بقيادة السعودية، حيث تمدد التنظيم في عدد من مناطق محافظة شبوة النفطية بصورة تدريجية منذ أشْهر مستغلاً الفراغ الأمني الناتج عن انسحاب الجيش واللجان الشعبية في أغسطس الماضي الذي أتاح للتنظيم هامشاً واسعاً للتحرك والتوسع في الأرض، ووفق المصادر فَإن داعش التي أعلنت الأُسْبُوْع قبل الماضي سيطرتها على مدينة عزان أحد كبريات المدن التجارية في شبوة، أشارت مصادر محلية إلى أن داعش يعتزم السيطرة على مدينة عتق مركز المحافظة، كما أفادت بأن العشرات من عناصر التنظيم تسللوا من مدينة عزان إلَى مدينة عتق عاصمة المحافظة.

وفي المقابل كشف داعش في تسجيلٍ مرئيٍّ جديد صادر عَمّا أسماها ولاية حضرموت، عن اقتراب التنظيم من منابع النفط الغنية في وادي وصحراء حضرموت التسجيل الذي حمل عنوان “أباة الضيم 2” كشف فيه التنظيم عن امتلاكه عدداً من المعسكرات الواقعة في منطقة بن يمين القريبة من المسيلة منها معسكر يطلق عليه التنظيم “معسكر الشيخ أنس النشوان” بمنطقة صحراوية.

 

لماذا شبوة وحضرموت؟

لم تكن هناك أَية عوامل جاذبة لتنظيم “داعش” للتوسع في شبوة وحضرموت باستثناء «الذهب الأسود» المتوافر فيهما، والغطاء الذي توفره السعودية للتيارات المتطرفة في اليمن. ففي حضرموت، أكبر المحافظات اليمنية، يوجد 22 قطاعاً نفطياً إنتاجياً ممتداً على مختلف مديرياتها. ويقع الكثير من تلك القطاعات في حدود المحافظتين، أبرزها القطاعات النفطية رقم 14 والقطاع 53 والقطاع 32 والقطاع 51 والقطاع 14 في منطقة المسيّلة. ويقع بالقرب من المكلا القطاع 53 والقطاع 43 والقطاع رقم 9 والقطاع رقم 13 والقطاع رقم 15، والقطاع 33 والقطاع 35 النفطي والقطاع 41 غربي المكلا، إلَى جانب قطاعات أخرى. وتتوزع تلك القطاعات النفطية الإنتاجية بالقرب من مدينة المكلا الخاضعة لسيطرة «القاعدة»، وفي حضرموت الصحراء والوادي. ويوجد 13 قطاعاً نفطياً وإنتاجياً في محافظة شبوة، وتتمثل أولاً في القطاع رقم 10 الذي يقع في شرقي شبوة بالقرب من حضرموت، وقطاع 5 النفطي والقطاع S1 والقطاع 4 والقطاع S2 ويقع في منطقة العقلة. أما القطاع رقم 1 ورقم 2 ورقم 3 وقطاع 20، فتقع في صحراء السبعتين، فيما يقع قطاع 69 وقطاع 70 بالقرب من مدينة عتق عاصمة المحافظة، ومعظم تلك القطاعات النفطية تقع في مديريات عسيلان وبيحان، يُضاف إلَى ذلك وجود قطاعات نفطية مشتركة بين المحافظتين، كالقطاعين النفطيين 6 و8.

 

إستهداف حقول النفط

وعلى الرغم من وجود حمايات خاصة من قوات الجيش والأمن في تلك المحافظات، إلّا أَن تنامي نشاط التنظيم في المحافظتين لم يكن سوى تنفيذٍ لمشروع تحالف العدوان إغراق تلك المحافظات بالفوضى وتدمير حقول النفط والقضاء علية تَمَـاماً؛ باعتبار النفط ثروة قومية للبلد، تحت مبرر استهداف داعش والابقاء على التدخل الاجنبي في البلاد في ظل تواطؤ وهادي وحكومة بحاح المستقيلة.

 

العدو يمول داعش

ما يكشف نوايا العدوان من تمكين التنظيمات الإرْهَـابية من السيطرة على منابع النفط الذي تشكل عائداته 70% من ايرادات الموازنة العامة للدولة الدعم المالي الذي يحصل عليه التنظيم من دولة العدو السعودي بطريقة غير مباشرة، ابتداء بتقديم الدعم العيني والمالي عبر جمعيات ويافطات إنسانية ومن ثم بفرض الاتاوات على المواطنين والتجار مروراً بنهب البنوك والمصارف وصولاً إلَى دعمه بالمشتقات النفطية عن طريق البحر وبكميات كبيرة بصورة يومية، وزير النقل السابق في حكومة بحاح المستقيلة بدر باسلمة كشف مؤخراً تعدد مصادر تمويل التنظيم وأكد حصول داعش على موارد مالية ضخمة تصل مليار ريال يومياً، كما أكّد تواجد التنظيمات الإرْهَـابية في سواحل بحر العرب، وأشار إلَى أَن هناك بواخر تقوم بتهريب مواد غذائية إلَى الشواطئ الجنوبية وتتم جباية جماركها مباشرة لصالح تلك التنظيمات، وأوضح أن هناك عائدات يومية من تهريب المخدرات والسلاح يحصل عليها التنظيم في حدود 200 مليون ريال يوميا.

 

من أين يأتي النفط؟

وفق ما كشفه الوزير السابق فَإن قرابة مليون لتر من النفط تصل بصورة يومية إلَى شواطئ اليمنية في المحافظات الجنوبية، إلّا أنه لم يشر إلَى الدولة التي تتعامل مع التنظيم الإرْهَـابي تجارياً وخصوصاً أَن عشر آلاف طن من المشتقات النفطية تصل بصورة يومية، بالإضافة إلَى التكمتم عن الشركات التي يتم عبرها شراء ونقل المشتقات النفطية والموانئ التي تأتي منها تلك الامدادات التي تباع في الأَسْوَاق السوداء بأسعار تفوق اسعارها الرسمية بنسبة 200% وتوظف في تمويل العمليات والأنشطة الإرْهَـابية في جنوب البلاد، مكتفياً بالإشارة إلَى عبارة دخول كميات كبيرة من النفط عبر البحر، وهو ما يؤكد تسهيل القوات البحرية التابعة لتحالف العدوان مرور تلك امدادات النفط للتنظيم ويضع دولة العدوان السعودي في خانه الاتهام بتمويل القاعدة في اليمن مالياً بطريقة غير مباشرة، وما يؤجج ذلك تواجد القوات البحرية لتحالف العدوان في بحر العرب وخليج عدن وعلى مقربة من ميناء المكلا منذ أشْهر، وكانت تلك القوات المعادية قد طالبت الشهر المنصرم السفن التجارية التي لا تمتلك تصاريح مرور بالخروج من ميناء المكلا عبر مكبرات الصوت كما اكدت مصادر محلية تواجد بوارج تابعة لتحالف العدوان في القرب من ميناء “بئر علي” الواقع في شواطئ محافظة شبوة.

 

مصادر تمويل التنظيم

لم يخرج تنظيم داعش في المحافظات الجنوبية عن الخطط المرسومة من قبل الاستخبارات الأَمريكية التي صنعت داعش فمصادر التمويل التي لجئت اليها التنظيمات الإرْهَـابية في اليمن داعش والقاعدة لم تخرج عن المصادر المعتمدة أَمريكياً، فرغم حداثة التنظيم في جنوب اليمن، إلّا أَن التنظيم الذي مول أنشطته الأوْلَى قبل السيطرة والتمدد من التمويلات المالية التي يحصل عليها من دو العدوان بطريقة أَوْ اخرى شكلت مبيعات النفط وعائداته أحد أهمّ مصادر الدخل، بالإضافة إلَى أَن ايرادات التنظيم من الاختطافات والفدى المالية مثّلت أحد أهمّ مصادر الدخل خلال العامين الماضيين، فيما اعتمد على نهب بعض البنوك التجارية ومكاتب البريد في محافظة حضرموت العام الماضي، حيث اقدمت عناصر التنظيم الإرْهَـابي في ابريل الماضي على اقتحام فرع البنك المركزي بالمكلا، واستولى على 17 مليار ريال (85 مليون دولار) كانت في خزينه البنك، وبعد أيام فقط من اقتحام البنك الحكومي اقتحم مصارف حكومية وتجارية ونهب كُلّ ما فيه من أَمْوَال ومن تلك البنوك فروع بنك التضامن وبنك اليمن الدولي.

 

تحذيرات روسية

وفيما لم تُبدِ أَي دولة من دول العالم قلقها من تمدد التنظيمات الإرْهَـابية في المحافظات الجنوبية، اتهم فلاديمير ديدشكين، السفير الروسي لدى اليمن منتصف الأُسْبُوْع الماضي، الجماعات المتطرفة التي تنشط في أجزاء من المناطق الشرقية والجنوبية، بما في ذلك المدن الساحلية الرئيسية في عدن، بمحاولة الاستفادة من تجربة مهربي النفط في سوريا، وتخطيطهم لتصدير النفط اليمني بشكل غير قانوني. وقال ديدشكين – في تصريحات نقلتها لوكالة أنباء تاس الروسية “وفقاً للتقارير الواردة، فإن الجماعات المتطرفة التي انتشرت على مساحات شاسعة في اليمن تسعى لاستخدام تجربة المهربين السوريين غير المشروعة لتصدير النفط والمنتجات النفطية من اليمن”، وشدد على أن هذه المعلومات تتطلب اهتَمَـاماً جادا وتحتاج إلَى التحقيق بعناية فيها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com