السعوديّةُ والتبعيةُ المفرطة..بقلم/ مرتضى الجرموزي

 

كانت وما تزال الهُــدنة الإنسانية في اليمن حديث الناس، حديث العالم وكلّ الخيّريين يتفاءلون بالخير والصلاح وانتهاء الحرب الظالمة والعبثية بقيادة أمريكا وإسرائيل وأدواتهم في الخليج وأذيالهم المرتزِقة المحليين في اليمن وقطعان مرتزِقة ومليشيا السودان وغيرهم.

عالم الشرفاء يترقب ساعة انتهاء الحرب وعودة السلام الحقيقي والعادل للشعب اليمني الذي حتّمت عليه الظروف أن يدافع عن نفسه وعقيدته تجاه الصلف السعوديّ الأمريكي لثمان سنوات شهدت أكبر الحروب العسكرية في المنطقة والعالم منذُ قِدم التاريخ وحتى هذه اللحظة ما يزال تحالف العدوان يتربص بنا كشعبٍ يمني ويحاول التملص عن فرضيات وأحقية الشروط المقدَّمة من قبل الوفد الوطني المفاوض التابع لحكومة صنعاء.

انتهت الهُــدنة وبدأت وتجددت نبرات التهديد والوعيد ما بين صنعاء وعواصم دول العدوان التي تدين بالولاء المفرط والتبعية العمياء للإدارة الأمريكية والإسرائيلية واللتان تتحكمان بقرار الحرب والسلم في أروقة ما يسمى التحالف العربي وحكومة المرتزِقة والمنافقين.

التبعية المفرطة والطاعة العوجاء للأمريكان والصهاينة من قبل النظامين السعوديّ والإماراتي هي من جعلتهم أدوات رخيصة لا تمتلك حق القرار فهي إنما تدين وتأتمر وفق القرار الأمريكي سلماً وحرباً وغيرها فمن لا يمتلك القرار لا يمكن أن يختار ما فيه مصلحته وصلاحه فهو إنما عبدٌ أجير صغيرٌ لمولاه يوجهه أينما يريد.

الأمريكان يرفضون تجديد الهُــدنة وإنهاء الحرب؛ لأَنَّهم الجهة الوحيدة المستفيدة من استمرار الحرب فهي من تمولها بالأسلحة والصواريخ والطائرات كسوق صادراته إلى السعوديّة ودويلات الخليج تجارة بالجملة تكسب من ورائها ملايين الدولارات مقابل أسلحة وصواريخ وأنظمة دفاعية وهجومية للسعوديّة والإمارات ولهذا تسعى لإعاقة إحلال السلام وتعمل جاهدة لاستمرار الحرب وعودتها بوتيرة عالية.

فأمريكا هي من تقود الحرب على اليمن وهي من تشارك بقتل وتدمير كُـلّ اليمن، وأمريكا هي الشيطان الأكبر وإسرائيل هي الغدة السرطانية في الجسد العربي وهي من أذكت نار الفرقة والاختلافات بين شعوب المنطقة وهي وراء كُـلّ المشاكل وصانعة الأزمات ومديرة للفتن وهي صاحبة القرار وكلمة الفصل الشيطاني في معظم دويلات العالم وأنظمتها العملية.

ولهذا تجد الأنظمة العميلة في السعوديّة والإمارات تركن إلى ركنٍ هش وضعيف يحركهم بضعفه وخبثه كيف ومتى ما يريد.

ولو كان النظامان السعوديّ والإماراتي يمتلكان القرار لكان قد أوقفوا الحرب ولما شُنت الحرب أصلاً لكنهما أدوات تسعى لإرضاء الأمريكان وحتى لا تسخط عليهم تل أبيب لهذا تراهم مستعدين لتنفيذ أي شيء قد يُفرض عليهم من قبل الصهاينة والأمريكان.

وبدوره صنعاء القرار والسيادة والحق اليمن جاهز للخيارات في السلم والحرب فإن أرادوها سلماً وجنحوا لها فصنعاء هي السلام وأن أرادوها حرباً فها هي جيوش وأنظمة التحالف ومرتزِقتهم قد تجرعوا كؤوس العذاب ألواناً يمانية ذات قوة من بأس الله.

ولن تقبل صنعاء وفد مفاوض وقيادة ثورية وسياسية وعسكرية وكذلك الشعب لن يقبل الخنوع ولن يرضى الاستسلام وهو الذي قاتل لثمان سنوات ماضية قادر وبعون الله الصمود والثبات لعقود وبمعنويات عالية تناطح السحاب وهو حق مشروع ودستور إيمَـاني وقرآني أوجب علينا الدفاع عن الدين والوطن والعقيدة ودفع الشر ورد المعتدين والتنكيل بهم إن استمروا في العناد والمماطلة ورفض السلام والشروط المقدمة من الحكومة والشعب اليمني والتي طالما سمعوا بها وتكرّرت على مسامعهم مرات عديدة.

إن قبلوا بها كانت الطريقة والخيار الأنسب والذي سيجنبهم تبعات المستقبل وضربات ما بعد الهُــدنة وأن رفضوها كعادتهم فعليهم أن يحسبوا ألف حساب لخيار صنعاء والرد المزلزل بعون الله.

والقادم أعظم وأشد وأقوى تنكيلاً وعلى الباغي تدور الدائرة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com