التدخُّلُ الأمريكي والبريطاني يعيقُ السلامَ في اليمن..بقلم/ خـديجـة المرّي

 

منذ ما يُقارب ثماني سنوات من العدوان الغاشم على الشعب اليمني العزيز، والحصار الخانق والمُستمرّ، وإغلاق الموانئ ومطار صنعاء الدولي، والرفض لصرف المُرتبات، والنهب للثروات النفطية والغازية، وما زال هذا الشعب شامخاً صلباً لا تنكسر عزيمته وإرادته لا تلين، قهر كُـلّ الطواغيت والمُجرمين، وتحدى دول العالم الصامتين، ودول الاستكبار الظالمين.

انزعجوا من شعب الإيمان والحكمة، من شعب الكرامة والنضال والصمود، ضجت وسائل إعلامهم التي تحت سيطرتهم، فرغم قلة الإمْكَانيات؛ تحدى هذا الشعب المُستحيلات، وصنع أفتك الطائرات والصواريخ ولم يُبالِ بكل التحديات، وفضح جميع المُؤامرات، وأسقط أقنعة الكذب في القنوات، ويحق لهذا الشعب أن يفخر بكل ما يمتلكهُ من قدرات.

وتكالبت على شعبنا شتّى المعُاناة، والعالم يراه بلا مُبالاة، وهو في أسوأ الحالات، نهض شعبنا من بين أنقاض الغبار، وكسر الحصار، وصنع المُعجزات، وحقّق الانتصارات.

ومرّت الأعوام ونحن في أحسن الأوضاع، زدنا إيماناً وصبراً، ولم يزِدْنا هذا العدوان إلا صموداً وثباتاً، وطالبنا بالسلام المُشرف، بلا هزيمة واستسلام، بأن يُوقفوا عن شعبنا الحصار، ويفتحوا المطارات، ويُعيدوا صرف المُرتبات، ومنذ ستة أشهر لم نرَ أيَّ حَـلّ ولا سلام من تحالف العدوان، انتهت الهدنة الأولى، وتم تمديد الهدنة الثانية ومع ذلك لم نرَ أي مطلب من مطالب صنعاء تحقّق.

فقد كان للأمريكي والبريطاني الدور البارز والتدخل الشيطاني في الرفض لهذه الهدنة، ولمطالب شعبنا والدافع نحو التصعيد، فهما السبب الرئيسي في رفض الاستجابة لمطالب شعبنا، هم وراء كُـلّ ما يجري في شعبنا، هم أَسَاس الشر والتخريب والدمار الذي يجري في شعبنا وما زال مُستمرًّا، لو كان الأمر بيد السعوديّ لأوقف عدوانه، وكف عنا حصاره، وسحب جميع قواته، ولكن الريموت بيد الأمريكي والبريطاني يحركه كيف ما يشاء ويُريد، الذي يسعى للنيل من ثروات شعبنا، والطمع في نهب نفطه وغازه.

لقد رفض الأمريكي صرف مُرتبات شعبنا، ولكن شعبنا لن يقف مكتوف الأيدي، وسيتمكّن من أخذ حقوقه من خيرات بلاده، ونزعها منه بالقوة، فنحن سنقول لهم كما قال لهم من قبل قائد الثورة -يحفظه الله- ونُكرّرها بعده: “نحنُ نقول لهم لا يُخيفنا مجلس الأمن ولا الدول العشر، ولا أية قوة طاغية أو مُستكبرة؛ لأننا نحمل ثقافة ورؤية وروحية (هيهات منا الذلة)”.

هيهات منا الذلة، وهيهات أن نستسلم للأمريكي ونخضع لهُ، فقواتنا وجيشنا العظيم هي من سَتُؤدبهم، والقيادة الحكيمة هي من لها القرار، والشعب جاهز لأي خيار، {وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون}.

فرجال الله في أتم الجهوزية والاستعداد، وصواريخنا كُـلّ يوم تزداد، وقليلًا من الوقت سيكشف عنا الستار، وستهزم أمريكا وبريطانيا مهما كان، لتدخلها في شعبنا واستمرارها في التغطرس ولتنظر جولة التصعيد غير المسبوقة ولن تجد دول العدوان غير الانكسار، فالشعب اليمني ما زال أقوى وأشد بأساً وصلابةً وعنفواناً، ليعرفوا بأن قرار الشعب اليمني كما كان في السابق إن لم يتوقف عن شعبنا العدوان، ويُرفع عنه الحصار، ويتم صرف المُرتبات، فالخط قدام المعركة قدام، وهي رسالة واضحة من أبناء الشعب اليمني وقيادته، وعلى الباغي ستدور الدوائر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com