مديرُ مكتب الإرشاد بالأمانة الدكتور قيس الطل في حوارٍ لـ “صحيفة المسيرة”: العلاقةُ بين الشعب اليمني والرسول الأكرم سطّرتها كتب التاريخ منذ الوهلة الأولى والاحتفالُ بالمولد يزيدُنا تعظيماً وارتباطاً بالرسول

 

المسيرة | أيمن قائد

أكّـد مديرُ مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل، أن هناك استنفاراً غيرَ مسبوق من الكوادر الثقافية لإحياء فعاليات وأنشطة مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، معتبرًا الاحتفالَ بالمولد موقِفاً لنصرة النبي أمام أعدائه، ودليل على فشل كُـلّ مؤامراتهم.

وأشَارَ الدكتور الطل في حوارٍ خاص مع صحيفة “المسيرة” إلى أن هناك علاقةً خَاصَّةً بين الشعب اليمني وبين رسول الله سطرتها كتب التاريخ منذ الوهلة الأولى للإسلام، متبعاً أن الشعب اليمني قد لمس بركات العودة الصادقة إلى رسول الله ومنهجه وأن صمودنا أمام العدوان هو خير دليل على ذلك.

وقال: إن تغييبَ الحديث عن النبي وسيرته سببٌ في جهل الكثير من الشباب، بالإضافة للغزو الفكري من قبل الوهَّـابية أَو الأفكار الضلالية المنحرفة، مُضيفاً أن من يبدعون المولد النبوي هم ضحية لثقافات مغلوطة ولمفاسد أخلاقية فهم يرتبطون بأعداء الرسول فيما يسمى التطبيع مع اليهود ويحللون كُـلّ ما حرمه الله.

إلى نص الحوار:

 

– بدايةً دكتور قيس، ما الدلالات الهامة لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف والأثر الذي تتركه هذه المناسبة؟

اللهم صلِ على سيدنا محمدٍ وآله، في البداية إن لهذه المناسبة دلالات مهمة جِـدًّا أهمها عظيم الحب لرسول الله وإظهار توقيره وتعظيمه وتقديسه، وكذلك يعتبر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف موقفاً لنصرة النبي -صلوات الله عليه وآله وسلم- أمام أعدائه من اليهود والنصارى والمنافقين وكّـدليلٍ على فشل كُـلّ مؤامرات الأعداء ومحاولاتهم لفصل أمتنا عنه -صلوات الله عليه وآله وسلم-، بل إنها ما زادتنا إلا ارتباطاً وحباً وولاءً وتعظيماً لرسول الله محمد -صلوات الله عليه وآله وسلم-.

 

– يلاحظ أن اليمن تميزت خلال السنوات الأخيرة بإحياء هذه المناسبة بمسيرات وفعاليات لا مثيل لها بالعالم.. لماذا كُـلّ هذا الاهتمام؟

يحيي شعبنا اليمني المؤمن العديد من المناسبات الدينية المرتبطة بالهُــوِيَّة الإيمَـانية وأعلام الهدى وَلكن تعتبر مناسبة المولد النبوي الشريف أقدس وأعظم المناسبات على الإطلاق، وهناك علاقة خَاصَّة جِـدًّا بين شعبنا اليمني وبين رسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- وعلاقة سطرتها كتب التاريخ منذ أول شهيد وأول شهيدة في الإسلام من أسرة عمار بن ياسر اليماني ومنذ بيعة العقبة الأولى والثانية واستقبال النبي في المدينة بـ”طلع البدر علينا، من ثنياتِ الوداعِ” ومنذ معارك الأوس وَالخزرج تحت راية رسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- في كُـلّ معاركه، ولذلك فما إن يقترب المولد النبوي الشريف حتى ترى اليمانيين يصبح شغلهم الشاغل هو ضرورة التحضير لهذه المناسبة وإظهار البهجة والسرور والتزيين للبيوت والمساجد والمؤسّسات الحكومية وكلّ هذا لإبراز التعظيم لرسول الله والتقديس له والفرح بمولده؛ لأَنَّه مولد النور والهدى ومن أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور.

وَكذلك يهتم شعبنا اليمني المؤمن بإحياء هذه المناسبة العظيمة لتكون مناسبة للعودة إلى الرسالة وَالرسول والعودة إلى أخلاق رسول الله وَجهاد رسول الله وعزة وكرامة رسول الله، خَاصَّة ونحن نواجه طواغيت الأرض أمريكا وَإسرائيل وصهاينة العرب من الأنظمة العربية العميلة ولأننا كشعبٍ يمني لمسنا فعلاً بركات العودة الصادقة إلى رسول الله والالتزام بمنهجه وإظهار تعظيمه وَتقديسه من خلال هذه المناسبة العظيمة، بركات تفوق الخيال وقد رأى العالم كله صمود شعبنا اليمني أمام العدوان الأمريكي السعوديّ لأكثر من سبع سنوات إلى الآن وقد رأى العالم كله تلك العروض العسكرية العظيمة للجيش اليمني والصناعات العسكرية اليمنية.

وكذلك نحيي هذه المناسبة العظيمة لنعيد أبنائنا وشبابنا إلى رسول الله كأعظم قائد وقُدوة لنا جميعاً وهذا يحميهم ويحصنهم من الحرب الناعمة والاستهداف اليهودي لهم من خلال تقديم القدوات السيئة المنحطة لشبابنا وشاباتنا، ولكن بالعودة إلى رسول الله كقائدٍ وقُدوةٍ نحصِّنُ أجيالَنا من الخطر اليهودي.

 

– كيف تقيّمون دور المسؤولين الثقافيين وغيرهم وتفاعلهم مع هذه المناسبة؟

هناك استنفارٌ غيرُ مسبوق من كُـلّ الكوادر الثقافية وفي كُـلّ مسارات مسيرتنا القرآنية المباركة لإحياء فعاليات وأنشطة هذه المناسبة العظيمة في كُـلّ مكان رسمي أَو شعبي وفي كُـلّ جبهة داخلية أَو خارجية، وهذا الاستنفار ليس غريباً ممن يدرك عظمة رسول الله وحاجة الأُمَّــة للعودة إلى الرسول والرسالة الإلهية.

 

– ما رَدُّكم على أقوال البعض بأن إحياء المولد النبوي بدعة؟

هم ضحية لثقافات مغلوطة أَو لمفاسد أخلاقية، فمن يبدعون الارتباط بالمولد النبوي الشريف نراهم يرتبطون بأعداء رسول الله فيما يسمى بالتطبيع مع اليهود ونراهم يحللون الخمور والزنا والاختلاط والسفور والتبرج، ونراهم بدلاً من أن يعشقوا محمداً رسول الله نراهم يعشقون المغنيات والممثلات والمغنين والممثلين ولاعبي الكرة و… إلخ، بل ويقلّدونهم في كُـلّ شيء حتى في طريقة أكلهم وأساليب عيشهم.

ولو كان هؤلاء سليمي الفكر والأخلاق لرأوا العدوان الأمريكي السعوديّ الإسرائيلي الإماراتي على اليمن أكبر بدعة ولرأوا قتلَ الأطفال والنساء وبيع القدس وتدنيس المقدسات والتطبيع مع اليهود أكبر بدعة وأكبر منكر ولكن لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

 

– ما هي توقعاتكم للحضور الجماهيري خلال الفعالية الكبرى لهذا العام؟

سيكون حضوراً لا مثيلَ له في العالم كله وغير مسبوق على مستوى كُـلّ الأعوام الماضية بإذن الله؛ لأَنَّنا واثقون بالله وبشعبنا اليمني المؤمن العظيم، ولأننا نرى الفعاليات التحضيرية للمولد غير مسبوقة.

 

– برأيكم ما سبب الانحراف الحاصل لمعظم أبناء الأُمَّــة وابتعادهم عن الرسالة والرسول؟

إن تغييبَ الحديث عن النبي وسيرته المباركة كان سبباً في جهل الكثير من الشباب عن أبسط المعلومات عن رسول الله، إضافةً إلى الغزو الفكري سواءً بالوهَّـابية التكفيرية (توأم اليهودية) والتي سعت وتسعى إلى تشويه رسول الله عن طريق الأحاديث والروايات المكذوبة أَو غزوهم بالأفكار العلمانية والإلحادية والضلالية، وكذلك الحرب الإفسادية الأخلاقية التي تهدف إلى فصل أمتنا عن أخلاق ومبادئ وقيم رسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم-.

 

– ما رسالتُكم لمن يتخاذل أَو يتكاسل في إحياء مناسبة المولد النبوي ويقلل من شأنها؟

نقول له: استحِ من رسول الله على الأقل ومهما كان مبرِّرُك فهو واهٍ؛ لأَنَّ رسولَ الله لا يخُصُّ مذهباً أَو حزباً أَو بلداً بعينه بل هو رسولُ الله للناس كافة.

 

– كلمة أخيرة؟

أقول لجميع الشباب: أعلنوها أمام كُـلّ العالم بأنكم ستكونون أنصاراً لمحمدٍ رسول الله ولن تتأثروا بأي إنسان غير محمد رسول الله.

كما ندعو الجميعَ إلى بذل المعروف والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين بهذه المناسبة العظيمة، وأن يراجع كُـلّ منا نفسه ويتوب إلى الله من تقصيره وسيئاته حتى نكون صادقين عندما نعلنها جميعاً (لبيك يا رسول الله).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com