21 سبتمبر ثورة في وجه الوصاية وعملائها..بقلم/ جبران سهيل

 

الكثير لا يدرك المعنى الحقيقي لثورة 21 سبتمبر 2014 في اليمن ويظن أن ما يكتب عنها ليس إلا كلاماً قد كُتب عن ثورات أُخرى سبقتها ولكن ليس هذا أبداً، بل هي تحول حقيقي ومنعطف هام في تاريخ اليمن الحديث أتت من قبل شعب مزقته الحروب وأكل ثرواته السياسيين تحت مسمى الثوار والمناضلين والأحرار لسنوات طوال.

حتى بزغ فجر هذه الثورة الوليدة وأزاحت الستار عن عقود مظلمة وقاسية من المغالطات والكذب والخداع للكثير من الشخصيات وكثير من المفاهيم والمسميات وفضحت العملاء والخونة الذين امتصوا الشعب وانهكوا حياة أبنائه وفضحت هؤلاء الذين كانوا ليس إلا إجراء وعبيداً لأنظمة ودول خارجية كانت هي المتحكمة في القرار اليمني والوصية على أبنائه والمقرّرة لكيفية حاضره ومستقبله.

لذا لا غرابة أن نسمع أصوات تصب جام غضبها على ثورة 21 سبتمبر وثوارها الأبطال وتحملهم كُـلّ ما يحدث للوطن من أوجاع ومتغيرات متجاهلين ما حدث من مؤامرة خارجية وداخلية لإفشال هذه الثورة الصحيحة حتى لا تتحقّق أهدافها وتطلعات رجالها الأوفياء ومن ذلك الاستماتة غير الطبيعية للأنظمة العدائية في إبقاء شخصيات معينة في رأس هرم الدولة في اليمن وتشويه سمعة شخصيات أُخرى هي وحسب من تستحق أن تقود المرحلة.

أيضا لم يحدث هذا العدوان والحصار على اليمن إلا من خوف النظام السعوديّ وَالإماراتي والأمريكي وَالصهيوني الواضح من هذه الثورة التي رفضت الوصاية حقيقة وواقعاً وليس مُجَـرّد مزايدات، ورسمت مساراً مختلفاً للبلد وسياسته تجسد أفعالاً لا مُجَـرّد شعارات كان ولا يزال الهدف الأسمى منها أن يتحرّر الوطن في كُـلّ مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بعيدًا عن إملاءات وسياسات وأهداف الطغاة والمستكبرين والمستعمرين الجدد وأدواتهم الرخيصة مهما بلغت التضحيات.

كلّ هذا كان كافياً لاستمرار المؤامرة على اليمن وقيادته الشريفة والمخلصة والشجاعة ممن كانوا جزءاً لا يتجزأ من هذه الثورة بجانب أبناء الشعب الأوفياء الذين قدموا التضحيات الكبيرة على مدى ثمان سنوات مضت وهم يدافعون عن ثورتهم ومبادئهم وحريتهم وكرامتهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com